أصداء كربلاء وبصماتها في أهل الأندلس ، دراسة أدبية |
|||||||||||||||||||||||||||
Echoes and Impact of Karbala in the People of Andalusia, a literary study أ.م.د- حيدر زوين ـ جامعة الكوفة – كلية الآداب – قسم اللغة العربية ـ العراق Prof. Dr. Haider Zwainـ University of Kufa – Faculty of Arts – Department of Arabic Language ـ مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 66 الصفحة 113. Abstract
Key words: (Karbala, Taf, Waqi`, History, Imam, Hussain |
|||||||||||||||||||||||||||
ملخص: لقد حرص أهل الأندلس في التواصل مع الأحداث التاريخية بالمشرق والعراق؛ نظرا لأنّ أغلبية الجند المحررين للأندلس هم من أهل العراق الذين عبروا إلى الأندلس مع الوالي موسى بن نصير البكري وهو من مواليد منطقة عين التمر في كربلاء المقدسة . |
|||||||||||||||||||||||||||
وقد تصدّى علماء الأندلس لمواجهة الباطل والمطالبة بالحق بعد استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين (ع) في إحياء ذكرى العاشر من المحرم وتذكير أمراء بني أمية بها، | |||||||||||||||||||||||||||
وقد أسهمت جهود بني حمود في إنشاء إمارة شيعية في قرطبة، وكان الأمير علي بن حمود يجيد اللغة البربرية إذ تشيع في عدد من قبائل البربر . | |||||||||||||||||||||||||||
لقد اهتم الجغرافيون الأندلسيون بالمدن العربية فوصفوها، وأحسنوا ذلك الوصف، ومنهم : الشريف الإدريسي، وقد حرص علماء الأندلس على التواصل مع كربلاء في رحلاتهم وزياراتهم الثقافية إلى العراق . وقد أسهم شعراء الأندلس في إحياء واقعة الطف في كربلاء، والتأسي بمأساة الإمام الحسين (ع) فضلا عن ذكر مناقب آل البيت، ومآثرهم . | |||||||||||||||||||||||||||
وقد كان من ثمرة هذا النتاج الأدبي الوفير مئات من القصائد التي مجدت الإمام الحسين (ع)، وخلدته وأشادت بمواقفه البطولية . وقد تعاطف الأديب ابن شهيد الأندلسي مع حكم بني حمود الشيعة ودولتهم في قرطبة، كما أن الشاعر الكفيف أبو محمد بن سليمان القرطبي المكنى بـ(ابن الحنّاط)، قد أبدى إعجابه بحكم بني حمود على قرطبة، وأنشد قصيدةً في مديحهم . الكلمات المفتاحيّة : (كربلاء ، الطف ، واقعة ، تاريخ ، الإمام ، الحسين). | |||||||||||||||||||||||||||
مقدمة | |||||||||||||||||||||||||||
1- تقديم نظري | |||||||||||||||||||||||||||
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين وبعد لقد اهتم الجغرافيون الأندلسيون بالمدن العربية فوصفوها، وأحسنوا ذلك الوصف ، ومنهم الجغرافي الأندلسي: الإدريسي (ت: 560هـ) في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، وقد حرص علماء الأندلس للتواصل مع كربلاء في رحلاتهم وزياراتهم الثقافية إلى العراق، ومنهم من جلب الرسائل، والمؤلفات من كربلاء وأدخلها إلى الأندلس كرسائل (إخوان الصفا، وخلان الوفا) التي نقلها: أبو الحكم عمرو بن عبد الرحمن الكرماني القرطبي (ت 458 هـ)، وديوان الشريف الرضي ت (406هـ) الذي يعد أحد أحفاد الأئمة الأطهار وكتاب يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر لأبي منصور النيسابوري الثعالبي (ت : 429هـ)، وغيرها من مؤلفات الشيعة وقد أسهم شعراء الأندلس في إحياء واقعة الطف في كربلاء، والتأسي بمأساة الإمام الحسين (ع)؛ فضلا عن ذكر مناقب آل البيت ومدائحهم . | |||||||||||||||||||||||||||
2- هيكلية البحث : وقد اقتضت طبيعة المادة المدروسة في تقسيمها على ثلاثة مباحث سبقت بمقدمة، وختمت بخاتمة فضلا عن صحيفتي الهوامش والمظان الأساسية التي استعان بها الباحث من أجل إنجاز هذا العمل، وحمل المبحث الأول عنوان: كربلاء في ذاكرة فقهاء الأندلس، وعلمائها ( دراسة أدبية )، وجاء المبحث الثاني بعنوان: كربلاء في ذاكرة أدباء الأندلس ( دراسة أدبية ). | |||||||||||||||||||||||||||
3- منهج الدراسة: وقد قامت الدراسة على المنهج الاستقرائي الوصفي التحليلي من خلال جمع المادة واستقرائها، ومن ثم دراستها دراسة وصفية أدبية في تاريخ الأدب الأندلسي . | |||||||||||||||||||||||||||
4- المصادر والمراجع: وقد استعان الباحث بمجموعة من المصادر: (الأدبية، واللغوية والتاريخية والجغرافية والقرآنية ) من أجل إنجاز هذا البحث المتواضع، والحمد لله رب العالمين، والصلاة ، والسلام على خير خلقه أجمعين محمد، وسلم تسليما كثيرا . | |||||||||||||||||||||||||||
المبحث الأول: كربلاء في ذاكرة فقهاء الأندلس، وعلمائها ( دراسة أدبية) | |||||||||||||||||||||||||||
لقد حرص علماء الأندلس للتواصل مع كربلاء في رحلاتهم، وزياراتهم الثقافية، والعلمية إلى العراق ومنهم من جلب الرسائل والمؤلفات من كربلاء ، وأدخلها إلى الأندلس كرسائل (إخوان الصفا، وخلان الوفا) التي نقلها: أبو الحكم عمرو بن عبد الرحمن الكرماني القرطبي([1])، وديوان الشريف الرضي الذي يعد أحد أحفاد الأئمة الأطهار، وكتاب يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر لأبي منصور النيسابوري الثعالبي، وغيرها من مؤلفاتهم . | |||||||||||||||||||||||||||
لقد تعلّقت أذهان أهل الأندلس بكربلاء في القرن الثاني الهجري إذ يشير صاحب كتاب البيان المغرب إلى ذلك بعد سلسلة من الأحداث التي جرت في المشرق سنة (169هـ )، ووصلت أخبارها إلى الأندلس، وأهلها ولاسيما حادثة استشهاد الحسين بن علي صاحب فخ ([2] ) . | |||||||||||||||||||||||||||
إذ عدّوا هذه الواقعة كواقعة كربلاء، وتأثّروا بها وكان من أبرز نتائجها ثورة شرق الأندلس التي نجم عنها ولادة دولتين شيعيتين : | |||||||||||||||||||||||||||
الأولى: ثورة يحيى بن عبد الله بن الحسن المجتبى(ع) ([3]) الذي استولى فيها على إقليم الديلم في شمال إيران . | |||||||||||||||||||||||||||
الثانية: ثورة أخيه إدريس بن عبد الله بن الحسن ([4]) الذي أقام دولة الأدارسة في المغرب العربي سنة 170هـ . | |||||||||||||||||||||||||||
لقد ذكر مجموعة من فقهاء الأندلس، وعلمائها (كربلاء) ، ووصفوها في مظانهم الأدبية ومنهم: | |||||||||||||||||||||||||||
1- عبد الملك بن حبيب الألبيري ([5]): لقد تصدّى علماء الأندلس لمواجهة الباطل والمطالبة بالحق بعد استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين (ع) في إحياء ذكرى العاشر من المحرم، وتذكير أمراء بني أمية بها، وقد خاطب الأمير عبد الرحمن بن الحكم الأوسط الأموي([6]) في قوله : | |||||||||||||||||||||||||||
لا تنس – لا ينسك الرحمن – عاشورا واذكره لازلتَ في التاريخ مذكورا | |||||||||||||||||||||||||||
قال النبي – صلاة الله – تشمله قولا وجدنا عليه الحق و النورا | |||||||||||||||||||||||||||
فيمن يوسع في إنفاق موسره ألا يزال بذلك العام ميسورا ([7] ) | |||||||||||||||||||||||||||
2- الشريف الإدريسي ([8] ): وقد ذكر كربلاء في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ووصفها بقوله: (( كربلاء موضعها في غربي الفرات فيما يحاذي قصر ابن هبيرة، | |||||||||||||||||||||||||||
وبها قبر الحسين بن علي (ع) ، وله مشهد عظيم في أوقات من السنة )) ([9]) | |||||||||||||||||||||||||||
3- أبو عبد الله بن الأبّار البلنسي: لقد التصق اسم كربلاء، ووقائعها، وما حصل فيها من أحداث، ومآسٍ في ذاكرة الفقهاء، وقد ألّف بعضهم كتباً ارتبطت عناوينها بالواقعة تارة أو باسم الإمام الحسين (ع) شهيد كربلاء، ومن هؤلاء ابن الأبّار القضاعي الأندلسي ([10]) الذي ألف أكثر من مائة، وخمسين مؤلّفا قيل أن معظمها حرق مع جسده الشريف منها : | |||||||||||||||||||||||||||
1- درر السمط في خبر السبط الذي سلط الضوء فيه على واقعة الطف ، وما نتج عنها من رزايا وخطوب، ومن ذلك قوله في الإمامين الحسن والحسين (ع): | |||||||||||||||||||||||||||
((اقتسم السبطان على رغم أنف الشيطان خلق جدهما النبي، وخلق أبيهما الوصي فرُدي أكبرهما بما أذي به الأكبر ولقي أصغرهما الموت الأحمر: | |||||||||||||||||||||||||||
وإنا لقومٌ ما نرى القتل سُبةً إذا ما رأته عامرٌ وسلولُ | |||||||||||||||||||||||||||
تبع الأوّل في ذلك الآخر وخاضا بحر الهول وهو زاخر: | |||||||||||||||||||||||||||
كانت مآتم بالعراق تعدّها أموية بالشام من أعيادِها | |||||||||||||||||||||||||||
فكيف توسى الكلام، أو يتأسى الإسلام ؟ | |||||||||||||||||||||||||||
وعلى الدهر من دماء الشهيدين علي، ونجله شاهدانِ | |||||||||||||||||||||||||||
فهما في أواخر الليل فجران، وفي أوليائه شفقانِ | |||||||||||||||||||||||||||
ثبتا في قميصه ليجيء الحشر مستعدياً إلى الرحمنِ | |||||||||||||||||||||||||||
وا أسفا ألّب على الرسول أبو سفيان ، ولاكت كبد الحمزة هند ونازع حق علي معاوية واحتز هامة الحسين يزيد: | |||||||||||||||||||||||||||
لقد علقوها بالنبي خصومة إلى الله تغني عن يمينٍ وشاهدِ)) ([11] ) | |||||||||||||||||||||||||||
والسمة الفنية الواضحة في هذا الكتاب أن المصنف قد زاوج فيه بين الشعر والنثر أو هو ما أطلق عليه الدارسون اليوم بـ(شعرية النثر) أي إنه يتنقل بين الفنين بانسيابية عالية جداً قل نظيرها ، ومن ذلك وصفه لاستشهاد الإمام الحسين في تلك المصيبة العظمى إذ يصفها بقوله: | |||||||||||||||||||||||||||
((المصيبة العظمى : أيّةُ فتنةٍ عمياء ، وداهيةٍ دهياء ؟ لا تقوم بها النوادب ، ولا تبلغ معشارها النوائب ! طاشت لها النهى وطارت ، وأفلت شهب الدجى وغارت. لولاها ما دخل ذلٌّ على العرب، ولا ألف صيد الصقر بالخرب، وقصف النبع بالغرب . فانظر إلى ذوي الاستبصار، خُضَّع الرقاب نواكس الأبصار: | |||||||||||||||||||||||||||
وإنَّ قتيلَ الطفِّ من آلِ هاشمٍ أذلَّ رقابَ المسلمينَ فذلّتِ)) ([12]). | |||||||||||||||||||||||||||
ومن الخصائص الأدبية ، والبلاغية لهذا النص : أن المؤلف قد استعمل خاصية التضمين الشعري فضلا عن خاصيّتي التقابل الدلالي بين الأضداد ، والجناس الناقص ويبدو ذلك في قوله ِ : (( الحسين رمز الصلاح، ويزيد رمز الفساد، ما عذرُ الأمويّة، وأبنائها في قتل العلويّة وإفنائها ؟ أهم يقسمون رحمة ربك ؟ كم دليل في غاية الوضوح على انهم كسفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلّف عنها غرق، ثم يحبسهم آل الطليق ويطاردهم آل الطريد. وما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد. نساؤهم أيامى أمية، وسماؤهم أرض بني سمية. من عصبة أضاعت دماء محمد ، وبنيه بين يزيدها وزيادها. كان الحسين يقطع الليل تسبيحاً وقرآنا، ويزيد يتلف العمر تبريحاً وعدوانا )) ([13]) . | |||||||||||||||||||||||||||
ومن مؤلّفات الفقيه ابن الأبّار الأخرى التي تتعلق بكربلاء : معدن اللجين في مراثي الحسين(ع) هذا هو عنوان الكتاب الثاني في سيد الشهداء (عليه السلام) ، واللجين يعني الفضة في معاجم اللغة ، وهو مأخوذ من قول الإمام الحسين (ع) عندما برز إلى المنيّة في آخر لحظات القتال ، وهو يرتجز واصفا نفسه ، مفتخرا بنسبه الشريف : | |||||||||||||||||||||||||||
ذهب من ذهب من ذهب ولجين في لجين في لجين([14]) | |||||||||||||||||||||||||||
ويعد من الكتب المفقودة، ويذكر بعض الباحثين أنّ النسخة الوحيدة للكتاب موجودة في المكتبة الرضويّة في مشهد. ويظهر من خلال وصف هذا الكتاب بأنه من أهم كتب ابن الأبّار فقد وصفه الغبريني في (الدراية) بما نصه: ((لو لم يكن له من التأليف إلا الكتاب المسمى بكتاب معدن اللجين في مراثي الحسين لكفاه في ارتفاع درجته، وعلو منصبه، وسمو رتبته، فكيف لا، وله تصانيف وجملة تآليف ([15]) | |||||||||||||||||||||||||||
ويظهر جنس الكتاب من خلال قوله: (إنه من تأليفي) إنه نثر يجري فيه مجرى درر السمط، ولو كان شعراً لقال من نظمي كما هو معروف ، وهو نمط أدبي مبتكر في الرثاء الحسيني الأندلسي تعود ريادته لابن الأبّار؛ وقد أولاه الغبريني أهميّة كبرى واعتنى به عناية خاصة، وأشاد به كثيراً ([16]) | |||||||||||||||||||||||||||
ولأبي البقاء الرندي([17] ) مرثيّة في حق الامام الحسين (ع) إذ يقول فيها : | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
المبحث الثاني: كربلاء في ذاكرة أدباء الأندلس، دراسة أدبية | |||||||||||||||||||||||||||
لقد أسهم أدباء الأندلس في إحياء واقعة الطف في كربلاء، والتأسي بمأساة الإمام الحسين (ع) فضلاً عن ذكر مناقب آل البيت ومدائحهم، وقد ذكر الأديب ابن عبد ربه الأندلسي ([19] ) مجموعة من المحاور في كتابه ( العقد الفريد )، وقد أطلق عليها بـ(كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأيامهم)، و التي تتعلق بكربلاء لكونها واقعة؛ فسلط الضوء على استشهاد الإمام الحسين( ع)، وتطرق إلى من قتل مع الحسين (ع) من أهل بيته، وختم هذا الفصل بحديث الزهري في استشهاد الحسين (ع) ([20]) . | |||||||||||||||||||||||||||
ولابن بسام الشنتريني([21] ) مجموعةً كبيرة من الأبيات الشعريّة في كتابه الموسوم (الذخيرة)، وغرضها مديح أئمة آل البيت ورثائهم ([22]). | |||||||||||||||||||||||||||
وقد كان من ثمرة هذا النتاج الأدبي الوفير مئات من القصائد التي مجّدت الإمام الحسين (ع)، وخلدته وأشادت بمواقفه البطولية، فضلا عن ذكر مضامين الشهادة ومحاربة الظلم ، ومن هؤلاء الشعراء الذين سطروا ملامح هذه المعاني : أبو بكر عبّادة بن ماء السماء ([23]) | |||||||||||||||||||||||||||
الذي مدح الأمير الحمودي الشيعي علي بن حمود في قوله : | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
وللشاعر: ابن درّاج القسطلي ([25] )، قصيدةً بارك فيها ولاية بني حمود على قرطبة، وامتدحهم، وقد أشار في أشعاره إلى أحقيتهم في ميراث الرسول الأعظم ( ص)، وآل بيته الكرام، ومن ذلك قوله: | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
وقد تعاطف أبو عامر بن شهيد القرطبي الأندلسي ([27]) الذي عاش في عصر الطوائف مع حكم بني حمود، ودولتهم في قرطبة ، وتذكر المصادر الأندلسيّة إلى أنّه هرب من بطش الأمويين، ولحق بيحيى بن علي بن حمود الملقب بالمعتل، وقد ذكر ذلك في قصيدتهِ قائلاً: | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
وقد ذكرت المصادر التي نقلت إلينا الأدب الأندلسي أنّ ابن شهيد قد شهد بفضل أئمة أهل البيت في بعض رسائله ِ([29]). | |||||||||||||||||||||||||||
كما أن الشاعر الكفيف أبا محمد بن سليمان القرطبي المكنّى بـ(ابن الحنّاط)([30]) ، قد أبدى إعجابه بحكم بني حمود على قرطبة ، وأنشد قصيدةً في مديح القاسم بن حمود يسجل فيها انتصاراته ، وهزيمة عبد الرحمن المرتضى بين يديه على أسوار غرناطة، وكان القاسم قد احتفل في ذلك اليوم في قرطبة ، وقال الحنّاط في ذلك : | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
ومن الشعراء الذين سلكوا هذا الطريق أبو زيد إدريس بن مقانا الأشبوني([32] )، صاحب القصيدة النونيّة في مديح يحيى بن إدريس العالي الذي حكم من ( 434 – 438 هـ)، وقد عاش في بلاطهم، ومن تلك القصيدة قوله : | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
وله قصيدة أخرى ينعى فيها آل البيت ، وما جرى لهم من مآس في كربلاء : | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
وفي قصيدة أخرى يقول : | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
ويتساءل الشاعر في قصيدته كيف تغيب الأيام سبط الرسول ؟ ، وفي الوقت نفسه يعقد مقارنة بين نساء الرسالة ، ونساء بني أمية قائلا : | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
وينقل الشاعر في موضع ثان أخبار الواقعة ، وأحداثها ، فقتلة الحسين ( ع) كما يصفهم الشاعر رعاة ، جفاة ؛ فهم لا يمتلكون من عنوان الحضارة شيء : | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
وفي قصيدته الثانية يدعو الشاعر محبي آل البيت (ع) إلى الوقوف على أرض كربلاء ؛ لذرف الدموع ، وإظهار الجزع ، والحزن لتلك الفاجعة ، وفي ذلك يقول : | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
وفي قصيدته الثالثة يتساءل الشاعر عن طعم الحياة بعد استشهاد الحسين (ع ) إذ يقول : | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
ولابن هانئ الأندلسي قصائد يذكر فيها كربلاء منها قوله ([42]) : | |||||||||||||||||||||||||||
وكأن به لم يبقَ وتراً ضائعاً في ((كربلاء)) ولا دماً مطلولا | |||||||||||||||||||||||||||
وقوله في أخرى : | |||||||||||||||||||||||||||
وجرى الفرند بصفحتيهِ كأنما ذكر القتيل بـ ((كربلاء)) فدمّعا | |||||||||||||||||||||||||||
ولأبي الحسن الرعيني([43] ) قصيدةٌ رثائيّةٌ يذكر فيها كربلاء بدموع سجام : | |||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
ولحازم القرطاجني ([45]) مرثيّة في الإمام الحسين(ع) يقول فيها: | |||||||||||||||||||||||||||
|
ولمحمد بن أبي بكر التلمساني ([47]) قصيدة يذكر فيها كربلاء قائلا:
أيا رزء الرضا الزاكي حسينٍ | أسلتَ من الدموعِ لنا نجيعا | |
ببقعةِ ((كربلاء)) أُرديتَ سبطاً | لخيرِ المرسلين لقىً صريعاً | |
رزينا ابنَ البتولِ وأي رزءٍ | جليلٍ قد أرى خطباً شنيعا([48]) |
وليوسف الثالث (ملك غرناطة) ([49]) ديوان يعد آية من آيات الشعر العربي ضم بين دفتيه قصيدة في رثاء الحسين تبلغ عشرين بيتا منها قوله :
(كربلا) هيّج كربي | وحسين أصل حيني | |
بأبي منهم وجوه | قدّست من كل شينِ | |
بعد صيفِ الطف تطفي | لوعتي أدمع عيني | |
أشعروا الموت جهاراً | وثووا كالفرقدين([50]) |
وكما أن الشعر قال قولته في كربلاء ، فقد كان للنثر نصيبه من ذلك ، وخير دليل على ذلك قول لسان الدين بن الخطيب : (( ولم يزل الحزن متصلا على الحسين ، والمآتم في البلاد قائمة يجتمع لها الناس ، ويحتفلون ؛ لذلك ليلة يوم قتل فيه….. ، ويجلب القراء المحسنون ، ويوقد البخور ويتغنى بالمراثي الحسينية)) ([51])
الخاتمة : في نهاية هذه الرحلة الجميلة بين الأندلس وأهلها فقد توصل الباحث إلى مجموعة من النتائج جاءت على النحو الآتي :
1- لقد انقسم أهل الأندلس الذين ذكروا كربلاء ، بعدها أرضا ، وموقعا ، وحدثا تاريخيا على ثلاثة أقسام :
أ) طبقة الجغرافيين.
ب) العلماء ، و الفقهاء
ت) الأدباء .
2- ظهرت آثار ذلك واضحةً جليّةً في مؤلفاتهم ودواوينهم الشعريّة ورحلاتهم الجغرافيّة.
3- اتّسم وصف كربلاء من خلال البيئة لدى الجغرافيين ، ومنهم : الشريف الإدريسي ووصف الرزايا والخطوب التي وقعت على هذه الأرض المباركة كما ظهر ذلك لدينا في كتاب درر السمط في خبر السبط للفقيه ابن الأبار البلنسي، والتذكير بهذه الواقعة وما جرى فيها ؛ لأجل العظة والعبرة، وهذا ما لمسناه لدى الفقيه والطبيب الألبيري فضلاً عن ذكر مناقب الإمام الحسين ومآثره وخصاله، والقيم التي انماز بها من دون غيره ، وهذا ما توضّح لدينا من خلال نظم الشعراء للقصائد التي عبرت عن حبهم لكربلاء واعتزازهم بها ومن هؤلاء الشعراء : (ابن صفوان التجيبي، الحسن بن هانئ الأندلسي، ابن دراج القسطلي ، وحازم القرطاجني، وغيرهم).
4- نتاجات أهل الأندلس من الأدباء لم تقتصر على الشعر من دون صنوه الآخر ألا وهو النثر فكان لكربلاء نصيب من ذلك الأدب ، وقد تمخض لدى أديبين من أدباء الأندلس وهما : (ابن الأبّار البلنسي، ولسان الدين بن الخطيب ) كما بين ذلك الباحث في متن البحث.
5- في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي نجده ذكر واقعة كربلاء، وذكر استشهاد الإمام الحسين ، وأهل بيته الكرام وأصحابه ، وتطرّق إلى سبي النساء في معركة الطف .
6- المستوى الفني لأدب الحقبة الأندلسيّة بدا تقليدياً؛ ولكنّه ارتفع تدريجياً حتى وصل الأمر به الى النضوج الفني، وتجلى ذلك النضوج في نثر ابن الأبّار البلنسي في درر السمط في خبر السبط إذ زاوج البلنسي بين الشعر والنثر، واستعمل الأساليب البيانية من استعارة وكناية ومجاز فضلاً عن المحسنات البديعيّة المتمثلة في (الجناس والطباق والاقتباس، والتضمين)، وغيرها .
7 ــ تجلى حضور رمزية آل البيت في الأدب الاندلسي؛ لكي يشير إلى حالة الظلم، والقهر الاجتماعي الذي تعرض له الفرد المسلم، فآل البيت قناع استطاع الأديب الأندلسي من خلاله أن يضفي عن طريقه أبعادا : (وجودية ، واجتماعية ، وسياسية) تنتقد كل سلطة غاشمة في الأندلس.
ثبت المظان :
- كتاب الله العزيز القرآن الكريم .
- أدب الطف أو شعراء الحسين ، المؤلف : جواد شبر. الناشر : دار المرتضى-بيروت. ط1، تأريخ الاصدار : 1409هـ-1988م.
- أديب الأندلس أبو بحر التجيبي، (عمر قصير، وعطاء غزير) : الدكتور محمد بن شريفة ، منشورات : مطبعة النجاح، الدّار البيضاء، ط1 ، 1999م .
- أزهار الرياضفي أخبار القاضي عياض، المؤلف: شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، أبو العباس المقري التلمساني (المتوفى: 1041هـ)، المحقق: مصطفى السقا، وإبراهيم الإبياري وابراهيم شلبي، منشورات: مطبعة لجنة الـتأليف والترجمة والنشر ، ط1، القاهرة-1939م.
- الأعلام ، خير الدين الزركلي، منشورات: دار الرسالة –بيروت ، ط1 ، 1990م .
- أعلام المهندسين في الإسلام، أحمد تيمور باشا، منشورات :كلمات عربية للترجمة والنشر، جمهورية مصر العربية- القاهرة، 2011م.
- أعمال الأعلام فيمن بويع بالخلافة قبل الاحتلام: لسان الدين بن الخطيب، تحقيق: ليفي بروفسنال ، منشورات : دار المكشوف ، ط2، بيروت- 1956م .
- الأغاني : اسم المؤلف: ابو الفرج الاصفهاني ،تصحيح: احمد الشنقيطي: منشورات: مطبعه التقدم ، ط1 ، مصر – 1916م.
- البيان المغربفي اختصار أخبار ملوك الأندلس ، والمغرب; المؤلف: أحمد بن محمد بن عذاري المراكشي أبو العباس، المحقق: بشار عواد معروف، ط1، بيروت-2013م.
- تاريخ الأدب العربي (عصر الدول والامارات) الأندلس: د- شوقي ضيف، منشورات :دار المعارف– القاهرة – 1994م.
- تاريخ علماء الأندلس: ابن الفرضي، عنى بنشره؛ وصححه؛ ووقف على طبعه: السيد عزت العطار الحسيني، الناشر: مكتبة الخانجي – القاهرة، الطبعة: الثانية، (1408هـ -1988م).
- ترتيب المدارك ، وتقريب المسالك: المؤلف أبو الفضل القاضي عياض بن موسى اليحصبي (المتوفى: 544هـ) المحقق: عبد القادر الصحراوي (ج2، ج3 ،ج4) ، منشورات : مطبعة فضالة- المحمدية ، ط1، الدار البيضاء –( 1966-1970م).
- التكملة لكتاب الصلة : ابن الأبّار ، تحقيق: عبد السلام الهراس، الناشر: دار الفكر للطباعة – لبنان، 1415هـ / 1995م .
- جذوة المقتبسفي تاريخ علماء الأندلس تأليف محمد بن فتوح بن عبد الله الحميدي أبو عبد الله ، تحقيق : بشار عواد ، محمد بشار عواد، منشورات : دار الغرب الإسلامي ،ط1 ، تونس –(د.ت) .
- الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة ، المؤلف: محمدبن أبي بكر بن عبد الله بن موسى الأنصاري التِّلمساني المعروف بالبُرِّي (المتوفى: بعد 645هـ) نقحه وعلق عليه: محمد التونجي، منشورات : مطبعة الرفاعي ، ط1، الرياض-1403هـ.
- دائرة المعارف الاسلامية الشيعية : حسن الأمين، منشورات: دار إحياء التراث ، ط1 ، بيروت -1982م.
- درر السمطفي خبر السبط ، تأليف: ابن الأبّار البلنسي الأندلسي : لأبي عبدالله محمد بن عبدالله بن ابي بكر القضاعي، تحقيق: الدكتور عبد السلام الهرّاس، الأستاذ : سعيد أحمد اعراب ، والدكتور: عز الدين عمرو موسى ، منشورات: مؤسسة الهدى للنشر والتوزيع ،ط1 – 1421هجرية .
- ديوان القرن الرابع الهجري : محمد محمد جعفر الكرباسي ، منشورات : دائرة المعارف الاسلامية ، العتبة الحسينية المقدسة ، ط١- كربلاء ، ٢٠٠٦م .
- ديوان المراثي الحسينية : ابراهيم ناصر المبارك ، منشورات : دار إحياء التراث ، لبنان ، ط١ ، بيروت – ١٩٩٩م.
- الذخيرةفي محاسن أهل الجزيرة المؤلف: أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني (المتوفى: 542هـ) المحقق: إحسان عباس الناشر: الدار العربية للكتاب، ط1 ، ليبيا – تونس -1981م .
- سير أعلام النبلاء، المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ) المحقق: حسان عبد المنان ، منشورات: مطبعة دار الأفكار ، القاهرة .
- شذرات الذهبفي أخبار من ذهب المؤلف: عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكبري الحنبلي، أبو الفلاح (المتوفى: 1089هـ) حققه: محمود الأرناؤوط خرج أحاديثه: عبد القادر الأرناؤوط ،منشورات: دار ابن كثير،ط1 ، دمشق- 1986 م.
- الشريف الإدريسي في الجغرافيا العربية: أحمد سوسه، نقابة المهندسين العراقيين، بغداد ، 1974م.
- صبح الأعشى في صناعة الإنشا : الشيخ أبو العبّاس القلقشندي، منشورات : دار الكتب المصرية ، ط1، القاهرة -1922م .
- الصلة، ابن بشكوال، تـحقيق إبراهيم الأبياري، منشورات : دار الكتاب المصري، ودار الكتاب اللبناني، ط1 ، بيروت – 1989م.
- العقد الفريدالمؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ) الناشر: دار الكتب العلمية ، ط1، بيروت- (1404هجرية – 1984م).
- عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية ،تأليف: أبو العباس الغبريني أحمد بن أحمد عبد الله (ت :714هـ) ، حققه وعلق عليه: عادل نويهض، منشورات دار الآفاق الجديدة ،بيروت، (د.ت) .
- المغرب في حلى المغرب : ابن سعيد علي بن موسى المغربي، تحقيق: شوقي ضيف، ط1، القاهرة 1954م .
- مقاتل الطالبيين، المؤلف: علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم المرواني الأموي القرشي، أبو الفرج الأصبهاني ، (المتوفى: 356هـ) المحقق: السيد أحمد صقر، منشورات : دار المعرفة ، بيروت (د.ت) .
- نزهة المشتاقفي اختراق الآفاق: المؤلف: محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحمودي( ت : 560هجرية )، منشورات : دار الكتب ، ط1، بيروت- 1989م.
- نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب: أحمد بن محمد المقري التلمساني، تحقيق: إحسان عباس ، منشورات: دار صادر ، ط1، بيروت -1968م .
- ينابيع المودة. المؤلف: سليمان بن ابراهيم الحسيني البلخي القندوزي. الناشر: مؤسسة الاعلمي للمطبوعات – بيروت. تأريخ الاصدار : 1418هـ – 1997م.
([1]) أبو الحكم الكرماني: هو جراح، عالم بالطب والهندسة ، إذ ولد سنة 368هجرية في قرطبة ،هو أبو الحكم عمرو بن عبد الرحمن بن أحمد الكرماني. نشأ فيها ثم رحل إلى المشرق ودرس العلوم في حران والجزيرة ، ثم عاد إلى سرقسطة واستقر بها كانت وفاته في قرطبة سنة 458 هجرية ، ينظر : أحمد تيمور باشا ، أعلام المهندسين في الإسلام ، 27 .
([2]) معركة فخ : وقعت بتاريخ الثامن من ذي الحجة سنة ١٦٩ هـ – ) بالقرب من مكة بمكان يسمى فخ. بين الجيش العباسي في مواجهة ثوار من العلويين بزعامة الحسين بن علي (العابد) بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب(ع)، وكان مع الحسين هذا من بني عمومته إدريس وسليمان ويحيى أبناء عبد الله الكامل ساندا وشاركا في الثورة والحرب ونجوا من المعركة إلا سليمان بن عبد الله الكامل فقد استشهد ، وشارك معهم إبراهيم بن إسماعيل طباطبا واستشهد.وفخ بفتح أوله وتشديد ثانية واد بمكة، قيل هو واد الزاهر قتل به الحسين بن علي صاحب فخ ، ينظر : الأصفهاني ، أبو الفرج ، مقاتل الطالبيين ( 174و364).
([3]) يحيى بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، يكنى أبا الحسن وقيل أبو محمد ،ولد سنة 110هـ ، كان مقدّماً في أهل بيته، تعلم من جعفر الصادق ، ومالك بن أنس، خرج متنكراً في أيام الرشيد حتى ورد بلاد الديلم، فعرف بيحيى صاحب الديلم، وكانت وفاته في حبس الرشيد سنة 175هـ ، ينظر : المصدر نفسه ، 288.
([4]) هو إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أول من دخل المغرب من الطالبيين ، أسس فيها عام ( ١٧٢هجرية) الدولة الإدريسية التي تعد ثاني دولة إسلامية مستقلة. توجه إدريس الأول إثر إيقاع الثورات الداخلية على بني العباس إلى مصر ، ومن ثم زحف إلى المغرب وأقام تلك الدولة كانت وفاته في سنة 177هـ ، ينظر: المصدر نفسه ، 409 .
([5]) عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون الأسلمي الألبيري القرطبي من علماء الأندلس و فقهائها ، ولد سنة 174هـ في مدينة البيرة ، وأصله من طليطلة من بني سليم ، ونزل قرطبة وتوفي بها سنة 238هـ من مؤلفاته التي تنتمي إلى المالكية : حروب الإسلام ، وطبقات الفقهاء والتابعين ، وطبقات المحدثين ،وتفسير موطأ مالك ، ومصابيح الهدى ، وغيرها . ينظر: البلنسي، ابن الأبار : التكملة لكتاب الصلة ، 2/23، وابن الفرضي : تاريخ علماء الأندلس، 1/70.
([6]) عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك ولد سنة 176هجرية ، هو رابع أمراء الدولة الأموية في الأندلس. كان محبًا لحياة الأبّهة والثراء، وعاشقًا للفنون والآداب، كما اهتم بنواحي العمران والزراعة، وكان له دور بارز في إنشاء أول أسطول حربي كبير في الأندلس، كانت وفاته سنة 238هجرية ، ينظر: التلمساني ، المقري : نفح الطيب ، 3/74.
([7]) ينظر: المراكشي، ابن عذارى، البيان المغرب، 2/134 . ، وابن الخطيب ، لسان الدين : الإحاطة، ٣/١١ .
([8]) هو محمد بن محمد بن عبد الله ( عبد الرحمن) بن إدريس بن يحيى بن علي بن حمود (صاحب غرناطة في وقته) بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي. ولقب بالصقلي ،لأنه اتخذ جزيرة صقلية مكاناً له بعد سقوط الدولة الإسلامية. ولقب بسطرابون العرب نسبةً إلى الجغرافي الإغريقي الكبير سطرابون. وقد كان من أبرز الدارسين في علم الرياضيات.ولد في مدينة سبتة عام 493 هـ ، ومات عام 559هـ ، من مؤلفاته: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق . ينظر : عيّاض ، القاضي : ترتيب المدارك ، 4/140 .
([9]) الإدريسي : نزهة المشتاق ، ٢/٦٦٨ ، و ينظر: سوسه ، أحمد : الشريف الإدريسي في الجغرافيا العربية ، 273.
([10]) هو محمد بن عبد الله القضاعي البلنسي، الكاتب الأديب المعروف بابن الأبّار، ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة للهجرة ، عَنِي بالحديث والرجال في الاندلس، وكتب العالي والنازل، وكان بصيراً بالرجال، عالماً بالتاريخ، إماماً في العربية، فقيهاً متفنناً، إخبارياً فصيحاً، له يد في البلاغة والانشاء، كامل الرياسة، ذا رياسة وافية، وأبّهة وتجمل وافر.وله من المصنفات: (تكملة الصلة لابن بشكوال ، ومعجم رجال أبي علي الصدفي، وكتاب تحفة القادم وكتاب ايماض البرق) .قُتل مظلوماً بتونس على يد صاحبها لأنه تخيّل منه الخروج وشق العصا، وكان ذلك في سنة ثمان وخمسين وستمائة، ينظر : الحنبلي ، ابن العماد : شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، 5/275 ، والذهبي : سير أعلام النبلاء ، 23/336 .
([11]) القضاعي ، البلنسي : درر السمط في خبر السبط ، (12-14).
([13]) المصدر نفسه ، والصفحة نفسها .
([14]) القندوزي ، ينابيع المودة لذوي القربى ، ٣/٨٠
([15]) الغبريني ، أبو العباس ، أحمد بن أحمد عبد الله (ت :714هـ) : عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية ، 68.
([17]) أبو البقاء الرندي هو صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن على بن شريف النِّفري الرُّندي، وقد وُلد في عام 651 للهجرة، في مدينة رُنْدَة الواقعة في جنوب الأندلس وقد نُسب إليها، كان يُكنّى بأبي الطيب ، وقد كان الرنديّ من أهل العلم، كما كان شاعراً، وفقيهاً، وحافظاً، كما أنّه تولى أمور القضاء في بلده، واشتهر ببراعته اللغوية ؛ إذ كان ينظم في النثر والشعر، فبرع في الوصف، إلا أنّ أكثر ما اشتهر به أبو البقاء هو المراثي الحزينة ذات الطابع الملحمي، ولأبي البقاء الرندي عدد من المؤلفات منها : (جزءاً على حديث جبريل ، وكان له كتاب في الشعر سماه “الوافي في علم القوافي”، وله كتاب كبير سماه “روضة الأندلس ، ونزهة النفس”، فضلا عن تصنيفٍ في العروض، وآخر في الفرائض، كانت وفاته سنة 684 هـ ، ينظر : القلقشندي ، صبح الأعشى في كتابة الإنشا ، 5/ 220 ، والتلمساني ، والمقري : نفح الطيب ، 4/488 .
([18]) المصدر الأخير نفسه ، 4/489 .
([19]) ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حدير بن سالم في قرطبة في 10 رمضان 246 هـ. نشأ في قرطبة، وأمتاز بسعة الاطلاع في العلم والرواية والشعر في الصب والغزل، ثم تاب ونظم أشعارًا في المواعظ ، والزهد أطلق عليها بالممحصات وكان يتكسب من الشعر بمدحه للأمراء، فعُدّ بذلك أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر كما كان من الرواد في فن الموشحات التي أخذها عن مخترعها مقدم بن معافى القبري. إلا أن أعظم أعماله فهو كتابه العقد الفريد الذي كان بمثابة موسوعة ثقافية تبين أحوال الحضارة الإسلامية في عصره،
كما كان ابن عبد ربه راوية سمع من بقي بن مخلد وابن وضاح وغيرهما توفي ابن عبد ربه في 18 جمادى الأولى 328 هـ ، ودُفن في قرطبة، وقد أصيب بالفالج قبل وفاته بأعوام ، ينظر : أبو الوليد ، ( ابن الفرضي ) ،عبد الله بن محمد : تاريخ علماء الأندلس ، 38 ، والمقري : نفح الطيب ، 6 .
([20]) الأندلسي ، ابن عبد ربه الأندلسي ، كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء ، وتواريخهم وأيامهم، (5/ 125-135).
([21]) هو أبو الحسن علي بن بسام الشنترين ، ولد في شنترين سنة 450هجرية بالبرتغال حالياً، انتقل إلى قرطبة بعد سقوط مدينته الأصلية في أيدي مسيحيي الشمال بقيادة ألفونسو الأول وقد وصف الكاتب هذا الحادث في أشهر أعماله وكيف خرج من بلده مقهورا، وتأثره بهذا المصاب. صنف ابن بسام كتابه “الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة” والذي يعد من أهم المراجع الأدبية والحضارية في بلاد الأندلس، وكان ذلك في سنة ٥٠٢ هجرية ، وكانت وفاته سنة 542 هجرية في إشبيلية ، ينظر: المغربي ، ابن سعيد ، ( علي بن موسى ) : المغرب في حلى المغرب ، 2/123 .
([22]) الشنتريني ، ابن بسام ، ( علي بن محمد ابن أحمد ) ، الذخيرة ، القسم الأوّل ، 1/182.
([23]) هو عبادة، بن عبد الله، بن محمد، بن عبادة، بن أفلح، بن الحسين، بن يحيى، بن سعيد، بن قيس، بن سعد، بن عبادة، الخزرجي، الأنصاري يكنّى الشاعر بأبي بكر، ويلقّب بابن ماء السماء نسبة إلى جدِّه الأعلى، ينظر : الحميدي ، جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس : 274- 275 .
([24]) ابن بسام ، الذخيرة ، القسم الثاني ، ٢/٨٥ .
([25]) كاتب ، وشاعر الحاجب المنصور. ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن العاصي بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درّاج القسطلي في المحرم 347 هـ في قرطبة لأسرة أصولها من بربر صنهاجة كانت تسكن قرية (قسطلة دراج) غرب الأندلس قال عنه الثعالبي في يتيمة الدهر:((هو بالصقع الأندلسي، كالمتنبي في صقع الشام)) أورد ابن بسام الشنتريني في كتابه «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» نماذجًا من رسائله وشعره، ولابن دراج ديوان شعر مطبوع. توفي في 16 جمادى الآخرة 421 هـ ، ينظر: الحميدي، جذوة المقتبس، الترجمة رقم 186.
([26]) الأمين ، حسن : دائرة المعارف الاسلامية الشيعية ، ٤/٢٤ .
([27]) العلامة البليغ ، جاحظ وقته ، أبو عامر ، أحمد بن أبي مروان ، عبد الملك بن مروان بن ذي الوزارتين أحمد بن عبد الملك بن عمر بن شهيد، الأشجعي القرطبي، الشاع . كان حامل لواء النظم والنثر بالأندلس ، وله ترسل فائق . وله مؤلفات أنيقة الجد، مطبوعة الهزل ، منها : كتاب : جونة عطار ، ورسالة التوابع والزوابع ، ورسالة في وصف الحلواء ، ت : سنة ( ٤٢٦) هجرية ، الذهبي ( ابن قايماز) : سير أعلام النبلاء ، الطبقة الثالثة ، والعشرون ، ١٧/٥٠١ .
([28]) ابن بسام : الذخيرة ، 1/276 .
([30]) هو محمد بن سليمان الرعيني البصير يكنى بابن الحنّاط ؛ لأن والده كان يتاجر بالحنطة وقد كان متقدماً في الأدب والبلاغة والشعر، وشعره كثير مجموع مدح الملوك وكان يناوئ أبا عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد ، ويعارضه وله معه أخبار مذكورة ومناقضات مشهورة ، ولابن الحناط قصيدة يمدح بها أبا عامر بن شهيد مات أبو عبد الله الحناط قريباً من الثلاثين وأربعمائة ، ينظر: ابن بشكوال : الصلة ، ج 1 رقم 12.
([31]) ابن بسام ، الذخيرة : 1/396 .
([32]) شَاعِر مَشْهُور مَذْكُور فِي الذَّخِيرَة سَافر إِلَى حَضْرَة مالقة ، ومدح بهَا الْخَلِيفَة إِدْرِيس بن يحيى عَليّ بن حمود الفاطمي بالقصيدة الْمَشْهُورَة ، ينظر : المغربي ، ابن سعيد ، المغرب في حلى المغرب ، ( 1/413- 414) .
([33]) التلمساني ، المقري : نفح الطيب ، 1/ 410 .
([34]) صفوان بن إدريس بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التُّجيبي المرسي أبو بحر. أديبٌ شاعرٌ وناثرٌ، جمع بين النَّظم و النَّثر وأحسن فيهما، ولد في مُرْسية سنة 516 هجرية ، له مؤلفات أدبية منها: (زاد المسافر وغُرّة محيَّا الأدب السَّافر) وهو تتمَّة لقلائد العقيان لابن خاقان، وله (عجالة المتحفز ، و بداهة المستفوز) ويُعرف اختصاراً بالعجالة، ومات في مرسية سنة ٥٩٨ م ، .ينظر: ابن الأبّار ، التكملة ،3/91 .
([35]) بن شريفة ، محمد : أديب الأندلس ، أبو بحر التجيبي ، (عمر قصير ، وعطاء غزير) ، 123 .
([36]) شبر ، جواد : أدب الطف أو شعراء الحسين ، 4(/11-12).
([37]) المصدر نفسه ، 4/( 12- 13) .
([39]) شبر، جواد : أدب الطف أو شعراء الحسين (ع) ، 10/307 .
([41]) الكرباسي ، محمد جعفر ، ديوان القرن الرابع الهجري ، ٢/٥٥ .
([42]) شبر ، جواد : أدب الطف او شعراء الحسين ، ١٠ /306 .
([43]) هو الحسن علي بن محمد بن علي الرعيني الإشبيلي أديب ، وكاتب ، وشاعر أندلسي من تلامذة أبي العباس العزفي السبتي العالم ، والمحدث المعروف بـ (ابن أبي عرفة) كانت وفاته سنة (633هجرية ) ، ينظر: التلمساني ، المقري ، شهاب الدين ، ( أحمد بن محمد) : أزهار الرياض في أخبار عياض (2/374) .
([44]) شبر ، جواد : أدب الطف ، 10/318 .
([45]) أبو الحسن حازم بن محمد بن حازم القرطاجني عالم ، وأديب ، وشاعر ولد في قرطاجنة شرق الأندلس ودرس بها كما درس على يد علماء (مرسية ، وغرناطة ، وإشبيلية ) ثم هاجر إلى مراكش بعد سقوط قرطاجنة ومنها إلى تونس وبها توفي سنة (684هجرية ) له كتاب (سراج البلغاء) وطبع باسم (منهاج البلغاء ، وسراج الأدباء) ، وله مقصورة شرحها الشريف الغرناطي في كتاب أسماه (رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة) ، وله ديوان شعر، ينظر: ضيف ، د. شوقي : تاريخ الأدب العربي ، ( عصر الدول والامارات) ، 125 .
([46]) ابن الخطيب ، لسان الدين : أعمال الأعلام فيمن بويع بالخلافة قبل الاحتلام ، 146 .
([47]) محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن موسى الأنصاري التلمساني المعروف بـ (البري) من أدباء الأندلس ولد في جزيرة (ميورقة) الأندلسية له كتاب (الجوهرة) ، وله قصيدة في رثاء الحسين، ينظر: البُرِّي ، التلمساني ، الأنصاري ( محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن موسى ) : الجوهرة في نسب النبي ، وأصحابه العشرة ،3.
([48]) شبر ، جواد : أدب الطف أو شعراء الحسين ، ٨ /٢٨٧.
([49]) الغني بالله يوسف بن يوسف بن محمد ملك غرناطة ، وشاعرها من ملوك بني نصر مؤسسي غرناطة الذين يرجع نسبهم إلى سعد بن عبادة ولد سنة 778هجرية ، و تولى الحكم بعد أخيه محمد بن يوسف ، وقد درس على يد كبار علماء غرناطة أمثال أبي عبد الله الشريشي وابن الزيات ، والقاضي محمد بن علي بن علاق ، وغيرهم كانت وفاته سنة 820 هجرية ، ينظر : الزركلي ، خير الدين : الأعلام ، 8/259 .
([50]) المبارك ، الشيخ ابراهيم ناصر ، ديوان المراثي الحسينية ، ٣٣/ب .
([51]) ابن الخطيب ، لسان الدين : إعمال الأعلام ، ( 1/ 74-75 ) .