
العبودية الرقمية ووباء كورونا: نحو مزيد من الاستعباد
Digital Slavery and the Corona Epidemic: Towards More Slavery
إبراهيم برلال/ جامعة محمد الخامس، المغرب
IBRAHIM PARLAL/ University of Mohammed V
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 64 الصفحة 9.
ملخص:يعد مفهوم العبودية الرقمية مفهوما لازال في بداية تشكله، ويعود ذلك لكون التكنولوجيا الرقمية لم تظهر إلا في العقد الأخير من القرن الماضي. وهو مفهوم يعبر عن طبيعة العلاقة التي أصبحت تربط الإنسان بالتقنية بشكل عام. لذلك، نحاول من خلال هذه الورقة معالجة الإشكالية التالية: إلى أي حد يمكن الحديث عن عبودية رقمية؟ هذا، وقد عالجنا هذه الإشكالية في سياق انتشار وباء كورونا، وذلك من خلال مقاربة نقدية. تبين لنا من خلال البحث أن العديد من الأفراد أصبحوا عبيدا للتكنولوجيا، وأن انتشار وباء كورونا يفتح الباب أمام المزيد من الاستعباد. وهو استعباد لا يقتصر على الفرد، بل قد يمتد ليشمل المجتمعات.
الكلمات المفتاحية: العبودية الرقمية- التكنولوجيا – الصورة- وباء كورونا- الاستعباد.Abstract:
The concept of digital slavery is a concept that is still at the beginning of its formation, due to the fact that digital technology did not appear until the last decade of the last century, a concept that expresses the nature of relationship that has become linked man with Technology in general. Therefore, we try through this paper to treat the following problematic: To what extent can we talk about digital slavery? Moreover, we have addressed this problem in the context of the spread of the Corona epidemic, through a critical approach. It has been found through research that many individuals have become slaves of technology, and the spread of the Corona pandemic opens the door to further enslavement. It is a slavery that is not limited to the individual, but may extend to societies.
Keywords: digital slavery – Picture – The corona epidemic – slaving – technology.
تقديم:
أصبحت التكنولوجيا في المجتمعات المعاصرة تحتل مكانة مركزية، ورغم بعض الاختلافات بين دول الشمال ودول الجنوب إلا أن التكنولوجيا اليوم صارت تخترق كل القطاعات والمجالات. هذه الملاحظة تبدو أكثر وضوحا فيما يخص التكنولوجيا الرقمية (digital technology). فمعظم الأفراد اليوم يمتلكون هواتف ذكية محمولة يستخدمون من خلالها مجموعة من التطبيقات والبرامج التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. هكذا، مكنت الاستثمارات الكبيرة في هذا المجال مستفيدة من هيمنة العولمة من جعل أدوات التكنولوجيا الرقمية كشيء عادي ومحايد في حياة الأفراد اليومية، فبات استخدام تلك الأدوات لا يثير أي شيء في الأفراد من شأنه أن يدفعهم للتساؤل عن ماهيتها، رغم اختلاف الفئات الاجتماعية والسنية التي ينتمون إليها. ولعل انتشار وباء كورونا (covid-19) مع مطلع السنة الحالية جعل العديد من الباحثين والمهتمين يطرحون مجموعة من التساؤلات حول حقيقة الرقمي ومدى الإمكانات التي يحملها للجنس البشري من أجل مزيد من الحرية والرفاهية. فالملاحظات التي قمنا بها تبين أن هذه التقنيات والوسائط أصبحت تجعل من الفرد تابعا لها ومرتبطا بها بشكل يخرج على اعتبار أنها مجرد أداة من بين الأدوات المتاحة لتسهيل حياة الانسان، إذ صار الشبان يسيرون في الشوارع وهم يتصفحون هواتفهم دون الاهتمام بما يدور حولهم، ويقضون الكثير من الأوقات أمام اللوحات الرقمية منغمسين كليا فيها. كما أن “حياة الإنسان اليومية” في المجتمعات المعاصرة أصبحت تتشكل إلى حد بعيد من خلال تلك الوسائل والأدوات التكنولوجية التي لم تعد فقط تؤثر، بل صارت تحدد وتكون حياة الأفراد. هنا نشير إلى أن حديثنا عن وباء كورونا، وإن كان يخص كوفيد-19، إلا أنه يشمل مختلف فصائل هذا الفايروس السابقة على كوفيد-19. بناء على ما سبق، واعتبارا لما راكمت التكنولوجيات من تطورات كبيرة ومتسارعة، سنحاول من خلال هذا البحث معالجة الإشكالية التالية: إلى أي حد يمكن الحديث عن عبودية رقمية؟ هل ساعدت أجهزة السمارتفون(smartphone) ووسائط الاتصال الاجتماعي في بناء وتشجيع التضليل والهشاشة؟ أية علاقة بين ظهور وانتشار وباء كورونا والعبودية الرقمية؟ سنحاول معالجة هذه التساؤلات من خلال مقاربة نقدية لا تركن إلى أي منظور أحادي منغلق. كما أن المعطيات الميدانية التي سوف نشير إليها بين الفينة والأخرى مستقاة من خلال أداة الملاحظة.
التكنولوجيا الرقمية (digital technology):
اتخذ مصطلح التكنولوجيا عدة معاني لدى السوسيولوجيين، نظرا لتعدد أوجه الأدوار التي تقوم بها التكنولوجيا في العالم المعاصر وكذلك تواجدها في كل مكان. التكنولوجيا سواء كانت مصنوعات محددة أو أنظمة أكثر شمولا أو مجموعات من المصنوعات، تعد تجسيدا لمصالح مجموعات من الناس. فالمثير للاهتمام عادة هو الطريقة التيتنتج بها المصنوعات المادية، التي هي التكنولوجيا في مجموعها، من طرف فاعلين محددين ومجموعات اجتماعية، أو الطريقة التي بها تستخدم في مختلف ميادين التفاعل الاجتماعي.[1]“في الأصل، إن كلمة “الرقمي” تأتي في إطار المفردة التقنية: إنها مرتبطة بالحساب، بالوضع الآلي للإشارة إلى نمط آلي (الإشارة الرقمية مقابل الإشارة التناظرية)”[2]. دون أن ننسى أن المرور إلى التكنولوجيا الرقمية لم يحصل إلا مع نهاية تسعينيات القرن الماضي، وهي تطوير لتكنولوجيا الاعلام والتواصل ICT (information and communication technology) التي تركز بقوة على قطاعي الاعلام والاتصالات.[3] في هذا السياق تندرج وسائل “التواصل الاجتماعي” وهي منصات الكترونية تمكن المستخدمين من إنشاء، مشاركة، وتبادل أفكارهم، بالإضافة إلى المحتويات والمعلومات والصور أو الفيديوهات من خلال مجموعات عبر الكمبيوتر[4]، أو أجهزة السمارتفون.
العبودية الرقمية الناعمة:
بالرغم من وجود بعض الأبحاث والدراسات التي تتحدث عن العبودية الرقمية، لازال هذا المفهوم لم يحظى بالاهتمام الكافي، ولم ترسخ بعد معالمه ومحدداته. بيد أننا لن نستغرب من ذلك باعتبار أن الجهات التي يهدد هذا المفهوم مصالحها أكثر عددا من تلك التي يفيدها؛ فالحديث عن العبودية الرقمية يعني التساؤل عن ماهية التكنولوجيات الجديدة التي تمكنت من المجتمعات المعاصرة، وكذلك الحديث عن الجهات القابعة وراءها وحقيقة أهدافها ومحركاتها. هذا لا يعني أننا أغفلنا بقولنا إن مفهوم “يضر” و”ينفع” ضرورة حياد العلم وبالتالي الباحثين، ولكن هذا المفهوم شئنا أم أبينا فإنه يمس مصالح العديد من المؤسسات والايديولوجيات، بل إن محدداته، كما سيتبين لاحقا، تمس مختلف مناحي الحياة. من معاني الاستعباد أن يكون المرء عبدا لقانون الطبيعة، لكن يجب أن يقترن بمفهوم الضرورة. كما يرتبط بسؤال الحرية. هنا نشير إلى التوجه الميتافيزيقي المتطرف الذي يرى أن الحرية هي “كل شيء أو لا شيء” وهي دعوى تفيد أنه إذا لم نستطع أن نكون أحرارا بشكل كلي فليست لدينا حرية، ما يعني أنه في النهاية نحن كلنا عبيد. لكن هذا الفهم يكون خطيرا في السياقات التطبيقية حيث أنه لن يكون هناك أي فرق بين ما إذا اضطهدنا الآخرين بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.[5]ولعل قصور هذا المنظور في معالجة مفهوم العبودية في سياق حديثنا يبدو جليا، ومنه وجب بناء معنى آخر سيتضح مع تقدمنا في البحث. ولعل المبدأ الذي أكد عليه جون ستيوارت ميل (John Stuart Mill) يعد أكثر قدرة على تحديد مفهوم الحرية وحدوده؛ إنه مبدأ حماية الذات. فاستقلال الفرد فيما يخص ذاته هو استقلال مطلق. “إن الفرد سيد على نفسه، وعلى جسده، وعقله”[6]، فالحرية هنا تشير إلى قيام الفرد بأي شيء يريد شريطة ألا يلحق الأذى بالآخرين.
بربط النقاش حول الحرية بالواقع المعيش، نلاحظ أن الكثير من المنتوجات والخدمات أصبحت اليوم متاحة ويتم استهلاكها عن طريق الانترنت. هذا المعطى يجبرنا على التوجه نحو “العالم الافتراضي” (virtual world)، هذا الأخير ننصرف إليه من خلال عدد هائل من المعطيات الشخصية والتفاعلات الالكترونية: “نحن موجودات رقمية نعيش في المستودعات الرقمية ونعمل على طول منتوجات الاتصال”. منتوجات ومستودعات مملوكة من طرف الآخرين لكن ادعاء أن معطياتنا الشخصية والتفاعلات الالكترونية مملوكة من طرف الآخرين معادل للقبول أننا، كموجودات رقمية (digital beings)، يمكن أن نكون مملوكين من طرف الآخرين.[7]لقد بات واضحا كيف أن شركات عالمية ومحلية تستخدم بيانات الأفراد الشخصية من أجل أغراض مختلفة، كما حدث في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة – ويحدث ذلك في الانتخابات في معظم دول العالم، وإن كان بدرجة أقل وبشكل غير مباشر-وهو فقط نموذج من أجل توضيح أن المعطيات الشخصية للأفراد في منصات التواصل الاجتماعي ليست في مأمن بل هي معرضة لأن تستغل من أجل أهداف تمس بحرية الفرد في اختياراته وتوجهاته. هكذا، عندما يتعلق الأمر بالصناعات الالكترونية التي باتت تجارة ناجحة في مجتمع اليوم، وعلما أن هذا القطاع تملكه شركات تعود لكبار المستثمرين، وأمام المنافسة الشرسة التي تطبع السوق الدولية، يصبح المستخدم وسرية بياناته آخر ما يمكن أن يشغل بال أصحاب هذه الشركات. خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا سياسية وايديولوجية، وتكون وراء ذلك شركات صهيونية.
نحن الانسان في الحقيقة غير قادرين على معالجة التكنولوجيات المتطورة دون التسبب في اختلال ساحق لأجسامنا، نفسيتنا، وبيئتنا.[8] فيما يخص صحتنا الفزيائية، نخن نعاني من العديد من الأمراض الحديثة التي كانت نادرة تقليديا: السمنة، السرطانات، الموت والاصابة العرضيتين، الأوبئة العالمية مثل الإيدز– وكورونا اليوم، حوادث السير. فحوالي 44 في المائة من ساكنة أمريكا معالجون. كما لمحت دراسة حديثة العهد إلى أن 28 في المائة من مجمل المراهقين يعانون من الصداع المزمن، 40 في المائة منهم يعانون منه يوميا. حتى الاستخدام العادي اليومي للكمبيوتر يفرض انطلاقا من العديد من تجاربنا اليومية عدة مخاطر: متلازمة النفق الرسغي، العين، ألم الظهر والمفاصل، الصداع، السموم الكيميائية في لوحات المفاتيح وجهاز التحكم، وأمراض الصحة العامة التي تنتج عن السلوك قليل الحركة (كثرة الجلوس).[9]من الناحية النفسية، نعاني على نطاق واسع من الأمراض التي نادرا ما شوهدت في العصور القديمة: الاكتئاب السريري، الأرق، الانتحار، القلق والعديد من مظاهر الضغط النفسي الشديد. فحوالي 15 في المائة من سكان الولايات المتحدة يعانون من اضطراب في الشخصية. ويمكن تصنيف حوالي 26 في المائة منهم على أنهم مرضى عقليا. كما بينت الدراسات كيف أن ألعاب الفيديو والتلفزيون تساهم في اضطراب نقص الانتباه والتوحد لدى الأطفال، وأن استخدام الانترنت يؤدي إلى مشكل “صعوبة في الابتعاد” واستخدامه كآلية للهروب. عموما، وجد الباحثون أن مجموعة كاملة من الأمراض النفسية ترتبط ارتباطا وثيقا باستخدام أجهزة الكمبيوتر اليومية. وأن العديد من الجرائم الوحشية في عصرنا الحديث تنبع من مجموعة متنوعة من الضغوط الاجتماعية التي تفاقمت بسبب التكنولوجيا الصناعية.[10]هكذا، نلاحظ كيف أن التكنولوجيا أصبحت تهدد الحياة والحرية الإنسانية بشكل غير مسبوق، من خلال سلسلة من العمليات والتقنيات المتداخلة. فلنأخذ على سبيل المثال المخاطر التي تهدد الإنسان في الجانب الصحي كما ذكرنا سابقا؛ لقد أدى التعديل الجيني إلى رفع نسبة الإنتاج وتوفير المنتوجات والمواد الغذائية على طول السنة، ثم من جهة أخرى، تعمل الشركات المصدرة والموزعة لتلك المنتوجات وتلك المختصة في الصناعات الغذائية على عرضها في قوالب بهية مزينة عبر منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من أدوات التكنولوجيا الرقمية من أجل دفع المستهلكين لشرائها، ثم تقوم شركات الأدوية بإعداد الدواء المناسب لمعالجة الأمراض التي تسببها تلك الأغذية نفسها. يبدو أن التكنولوجيا حاصرت الانسان وجعلته يقضي وقته في التنقل بين مخالبها الناعمة التي تقدم نفسها له على أساس أنها مجرد أدوات بريئة ومحايدة مسخرة لخدمته. بالنتيجة، يصبح الانسان عبدا فزيائيا ورقميا. غير أن الرابح والخاسر في العبودية (الجسدية) الفزيائية كان جليا، في حين في العبودية الرقمية نحن جميعنا خاسرون لأنه في النقطة نفسها التي يدعي الأفراد أنهم مالكون يكونون أنفسهم مستعبدون، كما ينشدون استهلاك المنتوجات والخدمات التي تقدم فقط من خلال الاتصال عبر الانترنت(online). وعليه، فالعبودية الرقمية موجودة وغير معترف بها وغير ملحوظة وغير مقيدة، وفي الكثير من الحالات يتم دعمها وتعزيزها دون وعي.[11]لقد صار الشبان اليوم يقضون وقتا طويلا مع هواتفهم الذكية، وأمام سيل الصور والتطبيقات التي ترتمي عليهم، ما يجعل من الصعب تجاهلها، خاصة وأنها تستجيب لحاجيات نفسية دفينة. صحيح أنهم يعتقدون أنهم يختارون ذلك بكل وعي وحرية، لكن هذا الاعتقاد هو النقطة القوية التي تميز العبودية الرقمية. فكم من الأشخاص يموتون سنويا عبر العالم نتيجة حادثة سير وقعت نظرالعدم انتباههم الناتج عن انشغالهم بجهاز سمارتفون. دون أن ننسى الإشارة إلى مخاطر الذكاء الاصطناعي (artificial intelligence). فقد أنجز البروفسور السويدي بجامعة أكسفورد Nick Bostromدراسة حول إمكانية استلاء الآلات على الوجود الإنساني عبر الذكاء الخارق.[12]
التكنولوجيا الرقمية والسعادة:
لا شك أن ظهور التكنولوجيا مرتبط بشكل أو بآخر بسؤال السعادة. مبدئيا، تم ابتكار التكنولوجيا كأداة من أجل تحقيق الرفاه للإنسان وتسهيل حياته وتحسين شروطها وجودتها، بتعبير آخر كان الهدف وراءها هو المزيد من السعادة للجنس البشري. وإذا أخذنا التحديد الذي يقدمه الفارابي للسعادة نقلا عن أرسطو باعتبارها الغاية القصوى لأفعالنا، وأنها تؤثر لأجل ذاتها، سنفهم أكثر – من خلال تحليل هذا التعريف على ضوء واقع المجتمعات المعاصرة، بعض مكونات العبودية الرقمية. يعتبر الفارابي أن الأحوال والأفعال الإنسانية هي موضوع للمدح أو الذم، وتحقيق السعادة يرتبط بما يكون موضوعا للمدح أو الذم. “تُمدح الأفعال “متى كانت جميلة”، وُتذم “متى كانت قبيحة”، بينما تُمدح الانفعالات (عوارض النفس) “متى كانت على ما ينبغي” وتُذم “متى كانت على غير ما ينبغي””.[13]سوسيولوجياً، الأفعال التي تصنف على أنها جميلة أو قبيحة، وكذلك ما ينبغي أن تكون عليه الانفعالات تحدد عن طريق مؤسسات التنشئة الاجتماعية ومختلف الفاعلين فيها، وهي عملية تتم من خلال سيرورة من التنميط والادماج والتكييف. معنى ذلك أن المجتمع يتدخل، بطريقة أو بأخرى، في تحديد الأشياء التي يمكنها تحقيق السعادة، وتلك التي تعيق تحقيقها. ولأننا نعيش في سياق العولمة، أصبح المجتمع– هنا الحديث عن المجتمع المغربي على وجه الخصوص- لا يستطيع ضبط عملية التنشئة كما يريد أمام الانتشار المهول لثقافة الاستهلاك وغيرها من الثقافات التي لا تحدها حدود جغرافية. بل، أن المجتمعات اليوم، دون وعي منها، أصبحت تؤدي الأدوار التي تحملها تلك الثقافات والايديولوجيات وتشجع عليها. كل هذا طبعا لم يكن ليحدث دون التكنولوجيا المتطورة، والرقمية على وجه الخصوص. لقد صارت محلات الوجبات السريعة مثلا، والشركات الكبرى المهيمنة على هذا الحقل رمزا للحظات السعيدة، وبات الأفراد يعدون العدة من أجل تناول (طاكوس tacos) رفقة أصدقائهم وصديقاتهم، ففي مثل هذه الجماعات سيكون مدعاة للسخرية أن يقترح أحد أفراد المجموعة تناول القطاني مثلا. مع العلم أن تلك الوجبات السريعة تحمل الكثير من المكونات المسببة للعديد من الأمراض عكس المأكولات التي لا حظ لها من الاعلانات التجارية وحملات التشهير المجنونة. “الأطعمة الحديثة تقتلنا: المبيدات، الأسمدة الكيميائية، نمو وازدياد الهرمونات، التعديلات الجينية الجذرية الجديدة للمحاصيل، الكثير من السكر، الكثير من الدهون، الكثير من اللحم”.[14]فالإنسان في المجتمع المعاصر، خاصة الجيل الرقمي أو جيل النت (the net generation) الذي يتحدد بأولئك الأفراد الذين ولدوا بين بداية أواسط 1980 وبداية 2000[15]، يدور في فلك العولمة والتكنولوجيا بحيث لم يعد يستطيع الخروج منه، بل إنه لا يدرك أنه مجرد لعبة في يد التقنية، وكذلك في يد الآخرين. فصارت حاجات الانسان ورغباته تصنع على المقاس الذي يريده الرأسمالي من أجل زيادة الأرباح، هكذا تخلق حاجات ووسائل إشباعها معا في إطار الموضة. التكنولوجيا تحدد أو تصيغ كل مسار الفعل الذي نقوم به في حياتنا اليومية: كيف نعيش، نأكل، ننام، نعمل، أين وكيف نشتغل، كيف نسلي أنفسنا، كيف ندير حكومتنا. إن الاعتبارات التكنولوجية تملأ ماذا يمكننا فعله وما لا يمكننا فعله، كيف تفعل ذلك، وكثيرا ما تحدد لماذا نفعل ذلك.[16]بل صار الجسد بدوره يخضع لمنطق الموضة (style)؛ لاحظنا –من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي- أن هناك توجه كبير لدى الشابات المغربيات اليوم من أجل تضخيم بعض المناطق الأنثوية كالمؤخرة، ولهذا الهدف ظهرت العديد من الصفحات التي تنشر مواد تدعي أنها تحقق هذا الهدف، كما انتشرت بعض الرياضات التي تهدف إلى تحقيق نفس الغرض. ولأن الموضة تتميز بالتغير والتجديد المستمر والسريع، فمن المحتمل أن تأتي غدا موضة تشجع على نحافة تلك المناطق فيشرع في استعمال والترويج لمواد جديدة. لقد صار الجسد نفسه خاضعا لمنطق السوق. في نفس السياق، صار الشبان اليوم يزورون بعض الأماكن ليس بهدف الاستمتاع بجمالها، بل بهدف التقاط بعض الصور (السلفي (selfie)) ونشرها عبر حسابهم في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل جمع أكبر عدد من الإعجابات (like) والتعليقات. وبالتالي سعادة الفرد صارت تتوقف على الرقمي، فهل أصبحت السعادة رقمية؟
استكمالا في السياق نفسه، بينت بعض الملاحظات التي قمنا بها أن الأفراد في اللحظات المتميزة و”السعيدة” التي قد يصادفونها في حياتهم اليومية، لا يفكرون في عيشها والاستمتاع بها بقدر ما يلجؤون إلى تصويرها من أجل مشاركتها في منصات التواصل الاجتماعي، وكأن الذي يحقق السعادة ليس هو التفاعل والاستغراق في الواقع المادي المعيش بقدر ما أن السعادة تتحدد بتلك الصورة المشوهة للواقع والمضللة التي تملأ منصات التواصل الرقمية. بل، إن العديد من الأفراد يتوفون سنويا بسبب السيلفي، حيث يحاولون التقاط صور في أماكن مرتفعة أو خطرة بشكل عام. ولعل هذا مظهر واضح يعبر عن الاستعباد الذي تقوم به التقنية للإنسان. فقد تغير إدراكنا للعالم “من خلال ظهور وسيط بيننا وبينه هو هذا الشيء الهجين الحاضر دائما، هو في الوقت ذاته الهاتف والشاشة والآلة الفوتوغرافية والحاسوب الذي نصفه ب”الذكي” ونسميه سمارتفون. لقد أصبح هذا الشيء الغريب هو صلة الوصل بيننا وبين الآخرين، بين ما نحس به وما نقدمه للنظرة، بين أنا وأنت”.[17] وكما عنونت إلزاكودار كتابها، صارت هناك محددات جديدة للوجود، إنه كوجيتو (cogito) رقمي؛ “أنا أوسيلفي إذا أنا موجود”. هكذا، أصبحت الحالة النفسية للإنسان تتغير باستمرار، وفي العديد من الحالات، يكون ذلك بسبب التفاعل عبر الرقمي. صار ممكنا أن يجعل أحدهم الآخر غاضبا أو سعيدا بمجرد نقرة على الهاتف، ومن يدري فقد تكون تلك النقرة عن طريق الخطأ!لقد بات الفرد وهو يستخدم منصات التواصل الاجتماعي يتمثل بشكل من الأشكال أنه ”السلطان” في مملكته؛ فحسابه عبر تلك المواقع يعد مملكة مصغرة تتيح له ممارسة العديد من السلط؛ استقبال أعضاء جدد، طرد الأفراد المخالفين، تنظيم مناسبات رسمية، التضامن/التنافس مع الأقران وهلم جرا. بيد أن هذه المملكة، وكما هو سهل وسريع أمر إقامتها، فهي مهددة بالانهيار في أية لحظة، وهي عموما مملكة لا تنتمي إلى الواقع، بل إنها ضرب من المصطنع بتعبير بودريار (Baudrillard, 1981)، إنها تنتمي لما فوق الواقع (Hyperréel). “لم تعد الصورة محاكاة للواقع؛ بل أصبح الواقع أشبه بالمحاكاة للصورة، أنظر إلى هذ في سلوك الشباب الذين يحاكون سلوك الممثلين ولاعبي كرة القدم ونجوم الغناء، وما يرونه في الأفلام والمسلسلات”[18]. بالنتيجة، فسعادة الأفراد صارت هشة، ويمكن للحالة النفسية للفرد أن تتغير بشكل متواتر. وهو الأمر الذي توضحه نتائج الدراسات التي أشرنا إليها سابقا، إذ يعاني العديد من الناس في المجتمع المعاصر من القلق الحاد والضغط والتقلبات النفسية “العشوائية”.
كورونا والمزيد من الاستعباد:
مرض كورونا Coronavirus disease (COVID-19) هو مرض معدٍ يسببه فيروس تاجي مكتشف حديثا. يعاني معظم الأشخاص المصابين بفايروس كوفيد-19 من أمراض تنفسية خفيفة إلى متوسطة ويتعافون دون الحاجة إلى علاج محدد.[19]ولعل سياق ظهوره وكيفية انتشاره يثيران الكثير من التساؤلات حول حقيقته. غير أن الذي لا شك فيه هو أن هناك العديد من الأطراف استفادت من هذا المرض، وراكمت أرباحا هائلة. لكننا لن نتناول الموضوع من هذا الجانب، فهناك العديد من الباحثين والمسؤولين الذين عبروا عن ريبتهم وناقشوا مسألة عفوية ظهور الفايروس بالنظر إلى القوى التي تستفيد من انتشاره وتزايد ضحاياه. بل إن حقيقة وجود هذا الفايروس بدورها محط السؤال. المهم في هذا السياق بالنسبة لنا هو التبعات التي نتجت عن انتشار هذا الوباء، وهي كفيلة بأن تجيب عن العديد من التساؤلات المطروحة. أولى الملاحظات التي أثارت الانتباه وهي الإقبال الكبير الذي عرفته المواد الرقمية من قبيل ألعاب الفيديو وبرامج الترفيه، حيث راكمت الشركات المتخصصة في هذه الصناعة ملايير الدولارات إبان فترة انتشار الوباء وما صاحبه من حجر صحي في مختلف المجتمعات. فصارت تقدم المواد الرقمية كمواد استهلاكية أساسية لمساعدة الناس في محنتهم. هكذا، سارعت العديد من المؤسسات والمراكز للإعلان عن ضرورة توظيف التكنولوجيا الرقمية، وأن كوفيد-19 جعل من الضروري تضمين التكنولوجيا في مختلف العمليات، باعتبار أن العمل والدراسة وغير ذلك أصبح من البيت.[20]كما أعلن البنك الدولي أن التكنولوجيا الرقمية تقدم الفرصة الوحيدة للحكومات، الأفراد، والتجارة للنجاح في التباعد الاجتماعي في مواجهة كورونا، وحث على ضرورة استخدامها لمواجهة كورونا.[21]ما يعني أن الدول الفقيرة وتلك التي لا تصنع الصناعات الدقيقة مجبرة على شراء الأجهزة التكنولوجية الرقمية وبالتالي إضافة عبء إلى أعبائها. والرابح من هذه العملية في اعتقادنا واضح ولا يحتاج لتوضيح. ثم، القول بأن كوفيد-19 بين أن التكنولوجيا الرقمية تعزز بناء مجتمعات عادلة ومنصفة، ما يعني أنه على الحكومات فهم حاجات مجتمعاتها نحو التقنية[22] يعني الدفع في اتجاه المزيد من الرقمنة، وباستحضار التحليل السابق الذي عرضناه فيما يخص العبودية الرقمية يتبين أن كورونا تكرس هذا التوجه أكثر. إن “التقنية ذاتها سيطرة (على الطبيعة وعلى الإنسان)، سيطرة منهجية، علمية، محسوبة وحاسبة. وليست الأهداف المتعينة للسيطرة ومصالحها “لاحقة” وتملي إرادتها من خارج التقنية. بل تدخل في تكوين الآلة التقنية ذاتها. التقنية هي على الدوام مشروع اجتماعي تاريخي، يسقط فيها، ما يريد مجتمع والمصالح المتحكمة في ما فعله بالناس وبالأشياء.”[23] هذا المشروع عندما يتخذ بعدا عالميا يصبح أكثر خطورة على الانسان، وعلما أن العلاقات الدولية تتحكم فيها بضعة دول (والتي بدورها تتحكم فيها بضعة شركات كبرى متعددة الجنسيات)، يصبح استعباد الانسان من خلال الرقمي أمرا لا مفر منه. “اليوم تتأكد السيطرة ويتسع مداها، ليس فقط بواسطة التقنية، وإنما كتقنية، وهذه تقدم للسلطة السياسية المتناهية، التي تأخذ في ذاتها مجالات الثقافة كلها، الشرعية الكبرى. في هذا العالم تقدم التقنية أيضا العقلنة الكبيرة للاحرية الإنسان، وتبرهن الاستحالة “التقنية” في أن يكون الانسان مستقلا، يشكل حياته ذاتيا.”[24] قد يقول قائل أن القول بأن كورونا شجعت على العبودية الرقمية لا يمتلك سندا موضوعيا باعتبار أن الأفراد لهم حرية استهلاك تلك المواد الرقمية من عدمه، غير أننا نرد على ذلك على لسان أدرنو (Adorno)وهوركهايمر(Horkheimer) بقولهم: “لقد شيئت ارتكاسات البشر الأشد جوهرية ذلك التشيؤ الشامل حتى باتت الفكرة المتعلقة بأي شيء خاص بهم تبرز الآن كما لو أنها تصور مجرد تماما: فالشخصية قلما تدل على أي شيء يزيد عن الأسنان البيضاء الناصعة والتخلص من رائحة الجسد وانفعالاته. ويتمثل انتصار الدعاية في صناعة الثقافة في أن المستهلكين باتوا يشعرون أنهم مضطرون إلى شراء المنتجات واستخدامها على الرغم من أنهم يدركون حقيقتها.”[25]المصطلح الذي يمكن أن يفسر لنا هذا أكثر هو مصطلح الموضة؛ صار شبان اليوم “عبيدا” لسوق الموضة، فعليهم شراء، تناول، والتصرف وفق آخر الأنماط الموجودة في السوق. هكذا، لم تعد جودة المنتجات وفعاليتها هي المحدد للاستهلاك، بل صارت الماركات العالمية والشركات الكبرى هي التي تحدد ما هو أفضل للاستهلاك وما هو ليس كذلك مستخدمة التكنولوجيا الرقمية من أجل فرض وجود تلك السلعة ك”ستيل” اليوم. ولكي يندمج الشبان ويحققوا ذاتهم في جماعات أصدقائهم وأقرانهم، يجب عليهم أن يكونوا منسجمين مع “ستيل” اليوم.[26]لذلك فإن انتشار كورونا يعد بمثابة إعلان عن نمط جديد من الاستهلاك، استهلاك تكون التكنولوجيا الرقمية مكونه الرئيسي والجوهري. إنها، أي كورونا، تمثل اصطناع ينقل فعل الاصطناع من مدن وأماكن محددة إلى العالم ككل، “إنه توليد بنماذج لواقع بلا أصل ولا واقع: واقع فوق واقعي.. ذلك أن المصنعين الراهنين يحاولون المطابقة، بالنزعة التسلطية نفسها، بين الواقع، كل الواقع، ونماذج اصطناعهم “.[27] والخطير في هذا، كما يقول بودريار، هو أن الفرق الحاسم بين الواقع وفوق الواقع اختفى.[28]وإذا كانت الأساطير التي تؤسس المضمون تساعد على التضليل الإعلامي في مجتمعات مختلفة،[29]فإن انتشار وباء كورونا يبين كيف أن إمكانية التضليل على المستوى العالمي أصبحت قائمة أكثر من أي وقت مضى، خاصة عندما يتعلق الأمر بمصالح القوى الكبرى المتصارعة والمتنافسة فيما بينها. إذ أن، من عناصر تنافسها الاستلاء على الأسواق الاستهلاكية الأكثر حاجة، خاصة في مجالات الصحة/الأدوية والأجهزة التكنولوجية. لقد أصبحت المجتمعات التي تضم نسب فقر مرتفعة، خاصة الافريقية منها، معرضة إلى أشكال جديدة من المخاطر المرتبطة ب”جشع” الشركات الكبرى و المتعددة الجنسيات. من المهم ألا ننسى أن الأغلبية الواسعة من وجودنا، عاشت الإنسانية بدون التكنولوجيا المتطورة، وسواء أعجبنا ذلك أم لا، فإن أجسامنا وعقولنا تكيفت من خلال مليوني سنة من التطور مع فن بسيط للوجود.[30] صحيح أن الجيل الحالي “كبر في منازل رقمية” (digital homes)؛ حيث الأفراد في اتصال يومي بدرجة عالية بالوسائل الرقمية، أي أنهم رقميين أصليين (digital native)[31]، لكنها كما بينت الدراسة لا تشكل سوى جزء من أنشطة الأطفال وحياتهم.[32]وبالتالي، الذي يهدد حرية وأمن الأفراد هو محاولة إدخال وفرض التكنولوجيا الرقمية في كل مناحي الحياة، وفي هذا السياق تندرج خطوة إنشاء هويات رقمية بالمغرب. فبالإضافة إلى أن المغرب يستورد التكنولوجيا، فهو غير قادر على ضمان حماية بيانات الأفراد عبرها.
خلاصة تركيبية:
أضحت التكنولوجيا الرقمية اليوم تشكل عنصرا أساسيا في المجتمعات المعاصرة. وبتداخلها مع مختلف أشكال التكنولوجيا، أصبحت لا تيسر التعامل مع معطيات الواقع وفقط، بل صارت تصنع الواقع نفسه. وأمام تغلغلها في مختلف مناحي الحياة، صار الشبان اليوم معرضون لخطر العبودية الرقمية، وهي عبودية يعاني منها فعلا العديد من شبان جيل النت. بالمغرب، وأمام هشاشة ورداءة منظومة التربية والتعليم، وتهاوي دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية الرئيسية، صار الشبان المغاربة معرضون بشكل غير مسبوق للعبودية الرقمية. وهذا لا يقتصر على المغرب، بل يمكن أن نعمم ذلك على مختلف دول العالم، خاصة تلك التي يعاني قطاعها التعليمي والتربوي. هذا الخطر يتفاقم عندما نلاحظ أن الدولة، بدل مراجعة سياساتها فيما يخص قطاع الثقافة والتعليم على وجه الخصوص، تحني رأسها لإملاءات البنك الدولي وسياساته التي تزيد من تكريس الاختلالات. كما أن سياق انتشار وباء كورونا بين الميل والتوجه الواضح للقوى الكبرى لرقمنة كل القطاعات، بل رقمنة الإنسان نفسه. وهو الأمر الذي يضع الأفراد والمؤسسات والدول أمام لحظة حاسمة فيما يخص أمنهم وحريتهم.
قائمة المراجع:
- إلزاغودار، أنا أوسيلفي إذن أنا موجود، سعيد بنگراد، المركز الثقافي للكتاب، الدار البيضاء-بيروت، ط1، 2019.
- الفارابي، رسالة التنبيه على سبيل السعادة، منشورات الجامعة الأردنية، عمان، ط1، 1987.
- آلن هاو، النظرية النقدية، ثائر ديب، المركز القومي للترجمة، العدد 1584، القاهرة، ط1، 2010.
- جان بودريار، المصطنَع والاصطناع، جوزيف عبد الله، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، ط1، 2008.
- جون ستيوارت ميل، عن الحرية، ترجمة هيثم كامل الزبيدي: alexandra.ahlamontada.com
- ريمي ريفل، الثورة الرقمية، ثورة ثقافية؟ سعيد بلمبخوت، عالم المعرفة، العدد 462، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2018.
- شاكر عبد الحميد، عصر الصورة، عالم المعرفة، العدد 311، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2005.
- هربرت أ. شيلر، المتلاعبون بالعقول، عبد السلام رضوان، عالم المعرفة، العدد 106، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1999.
- يورغنهابرماس، العلم والتقنية ك”إديولوجيا”، حسن صقر، منشورات الجمل، كولونيا، ط1، 2003.
- Bryan S. Turner, the Cambridge dictionary of sociology, Cambridge University Press, New York, 2006.
- Chris Wilson, digital inclusion and covid-19: https://www.csi.edu.au
- Digital technologies and the covid-19 pandemic: https://www.uclg.org
- Kaczynski and others, technological slavery, Feral House, USA, 2010.
- Leo Luks, slavery of technology in our time, UNESCO philosophy day in Finland 2004: academia.edu
- Mario Vendicchio, will we be mastersor slaves of the Information Technology of the future? 2018: researchgate.net
- Mehdi Khorsow, Encyclopedia of information science and technology, IGI Global, United States of America, 4 Edition, 2018.
- Robert Ackland and Kyosuke Tanaka, development Impact of social media: pubdocs.worldbank.org
- Simon Rogerson, digital slavery: researchgate.net
- Stéphane Chaudron, young children (0-8) and digital technology, Joint Research Centre: science and policy reports, European Commission, Luxembourg, 2015.
- The world bank, covid-19 crisis response: digital development Joint action plan and call for action; pubdocs.worldbank.org
- https://www.who.int/health-topics/coronavirus
[1] Bryan S. Turner, the Cambridge dictionary of sociology, Cambridge University Press, New York, 2006, p624-625.
[2]ريمي ريفل، الثورة الرقمية، ثورة ثقافية؟ سعيد بلمبخوت، عالم المعرفة، العدد 462، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2018، ص27.
[3]المرجع نفسه، ص24-25.
[4]Robert Ackland and Kyosuke Tanaka, development Impact of social media: pubdocs.worldbank.org
[5]Leo Luks, slavery of technology in our time, UNESCO philosophy day in Finland 2004: www.academia.edu
[6]جون ستيوارت ميل، عن الحرية، ترجمة هيثم كامل الزبيدي، ص15: www.alexandra.ahlamontada.com
[7]Simon Rogerson, digital slavery: www.researchgate.net
[8]Kaczynski and others, technological slavery, Feral House, USA, 2010, p20.
[9]The same reference, same page.
[10]The same reference, p21.
[11]Simon Rogerson, digital slavery: www.researchgate.net
[12]Mario Vendicchio, will we be masters or or slaves of the Information Technology of the future? 2018: www.researchgate.net
[13]الفارابي، رسالة التنبيه على سبيل السعادة، منشورات الجامعة الأردنية، عمان، ط1، 1987، ص167.
[14]Kaczynski and others, p20.
[15]Mehdi Khorsow, Encyclopedia of information science and technology, IGI Global, United States of America, 2018, 4 Edition,p2238.
[16]Kaczynski and others, p18.
[17]إلزاغودار، أنا أوسيلفي إذن أنا موجود، سعيدبنگراد، المركز الثقافي للكتاب، الدار البيضاء-بيروت، ط1، 2019، ص28.
[18]شاكر عبد الحميد، عصر الصورة، عالم المعرفة، العدد 311، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2005، ص360.
[19]https://www.who.int/health-topics/coronavirus
[20]Chris Wilson, digital inclusion and covid-19: https://www.csi.edu.au
[21]The world bank, covid-19 crisis response: digital development Joint action plan and call for action; pubdocs.worldbank.org
[22]Digital technologies and the covid-19 pandemic: https://www.uclg.org
[23]يورغنهابرماس، العلم والتقنية ك”إديولوجيا”، حسن صقر، منشورات الجمل، كولونيا، ط1، 2003، ص45.
[24]المرجع نفسه، ص47.
[25]آلن هاو، النظرية النقدية، ثائر ديب، المركز القومي للترجمة، العدد 1584، القاهرة، ط1، 2010، ص116.
[26] استخدمنا عبارة “ستيل” وليس “ستايل” التي تطابق نطق الكلمة الإنجليزية style للإشارة إلى نمط ثقافي رصدناه من خلال ملاحظاتنا بالمجتمع المغربي، حيث يستخدم الشبان عبارة “ستيل” و”مستيلي” للتعبير عن كون الفرد منسجم مع العصر وبالتالي فهو مقبول.
[27]جان بودريار، المصطنَع والاصطناع، جوزيف عبد الله، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، ط1، 2008، ص46.
[28]المرجع نفسه، نفس الصفحة.
[29]هربرت أ. شيلر، المتلاعبون بالعقول، عبد السلام رضوان، عالم المعرفة، العدد 106، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1999، ص16.
[30]Kaczynski and others, p18.
[31]StéphaneChaudron, young children (0-8) and digital technology, Joint Research Centre: science and policy reports, European Commission, Luxembourg, 2015, p13.
[32] The samereference, p7.