
سوسيولوجيا المدرسة الجزائرية و الإصلاح التربوي في ظل التحديات
Sociology of the Algerian school and educational reform in light of the challenges
د. عائشة بن النوي/ جامعة باتنة1 ، الجزائر
Dr. Aicha Bennoui/ University of Batna-01, Algeria
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 63 الصفحة 135.
Abstract:
The education sector is a basic and reference sector, and it is the source of many other social and economic sectors, and wherever we go in the world, we find countries striving to improve education in various possible ways and means, either by increasing the number of years of schooling, or by changing curricula and curricula , Or by reducing the number of students in the classroom, or by introducing educational technology, or by granting independence and some powers to make decisions at the school level, and from this standpoint our research paper aims to analyze and sociological interpretation of the Algerian school and its educational reforms, and You have a beginning from defining the central concepts, as well as a presentation of the historical context within the basic starting points in building the educational project and the most prominent trends in its reforms, as the study focused on the reference frameworks and the reasons and reasons for reform and its goals, as well as to study its reality within the most important achievements it has made, on The study should adopt the most prominent challenges facing the Algerian school
Key words: school, educational reform, challenges, Algeria.
ملخص:
إن قطاع التربية والتعليم، هو قطاع أساسي ومرجعي، ومنبع للعديد من القطاعات الاجتماعية والاقتصادية ّ الأخرى، وإنه أينما اتجهنا في العالم، فإننا نجد الدول تسعى بجد إلى تحسين التعليم بمختلف الطرق والوسائل الممكنة، وذلك إما بزيادة عدد سنوات التمدرس، أو بتغيير المناهج والمقررات الدراسية، أو بتقليص عدد التلاميذ في الحجرة الدراسية، أو بإدخال تكنولوجيا التعليم، أو بمنح الاستقلالية وبعض الصلاحيات لاتخاذ القرارات على مستوى المدرسة، ومن هذا المنطلق فإن ورقتنا البحثية تهدف إلى التحليل و التفسير السوسيولوجي للمدرسة الجزائرية و إصلاحاتها التربوية، وذلك بداية من تحديد المفاهيم المحورية، وكذا عرض للسياق التاريخي ضمن المنطلقات الأساسية في بناء المشروع التربوي و أهم التوجهات البارزة في إصلاحاته، كما ركزت الدراسة على الأطر المرجعية و دواعي و أسباب الإصلاح و أهدافه، كذا عمدت لدراسة واقعها ضمن اهم الإنجازات التي قامت بها، على ان تتبنى الدراسة أبرز التحديات التي تواجه المدرسة الجزائرية
الكلمات المفتاحية: المدرسة، الإصلاح التربوي، التحديات ، الجزائر.
مقدمة:
تعد سوسيولوجيا التربية أو سوسيولوجيا المدرسة من أهم الحقول المعرفية التي تندرج ضمن علم الاجتماع على ان تأخذ مفاهيمها النظرية والتطبيقية ومصطلحاتها الإجرائية وخطواتها المنهجية من علم الاجتماع العام، ومن ثم يعنى هذا العلم الجديد برصد مختلف العلاقات الموجودة بين المدرسة والمجتمع، على أساس أن المدرسة بمثابة مجتمع مصغر تعكس جميع التناقضات الجدلية التي يعرفها المجتمع المكبر أو المحيط الخارجي وأكثر من هذا تعد المؤسسة التربوية قاطرة لتحقيق التنمية المجتمعية الشاملة والمستدامة ومن جهة أخرى، تهتم سوسيولوجيا التربية بتتبع تاريخ المؤسسة التربوية، وتبيان تاريخها، وتحديد مفهوم التربية والمدرسة على حد سواء، مع استجلاء الأدوار والوظائف التي تقوم بها التربية، وتحديد مختلف المقاربات،والتي تمثلها الباحثون في دراستهم للمؤسسة التعليمية في سياقها التاريخي والتطوري، ولم يظهر علم الاجتماع التربوي إلا في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الميلادي، وهدفه هو دراسة التربية بصفة عامة، والمدرسة بصفة خاصة، على أساس آليتي الفهم والتفسير، وتحليل مختلف الظواهر التربوية في ضوء المقاربة الاجتماعية، باستكشاف العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية والثقافية التي لها تأثير ملحوظ في المؤسسة التربوية في بنيتها ودلالتها ووظيفتها.
وتسعى كل الأنظمة والحكومات إلى الاهتمام بالنظام التعليمي التربوي، وتحسينه وتطويره كونه المقياس الحقيقي لحضارة الامة في الوقت الحاضر، وهو الخيار الأوحد في عالم والذي يشهد تغيرات كثيرة و متعاقبة و الذي من خلاله نستطيع رسم صورة المستقبل الذي نريد التنبؤ بجيل مؤهل قادر على التفاعل مع معطيات العصر ومتغيراته وعند حديثنا على التعليم وقضاياه[1]، فإن اول ما يتبادر إلى الأذهان المحطة الأولى في إعداد النشء وتأهيل قيادات المجتمع في كافة المجالات ألا وهي المدرسة والتي قيل عنها أنها البوتقة التي يتشكل فيها الإنسان ويتكون تربويا فالمدرسة ليست مجرد مكان يجتمع فيه الأطفال أو الناشئة من أجل اكتساب المعرفة، بل هي تكوين معقد وبالغ التعقيد من تكيفات رمزية ذات طابع اجتماعي، ولقد تطورت المدرسة من مكان بسيط يتلقى فيه الفرد للمعرفة إلى كينونة رمزية معقدة ومن ثم تحول دورها الوظيفي من عملية تعليم الإنسان إلى تشكيل الإنسان وبناء المجتمع وإعادة إنتاجه حضاريا و إيديولوجيا، لقد تحولت المدرسة باختصار من ظاهرة تربوية بسيطة إلى ظاهرة اجتماعية بالغة التعقيد و التي هي اليوم بحاجة إلى إصلاح مستمر لتواكب التغيرات و تؤدي الدور المناط بها
.Iالإطار النظري للدراسة
1.إشكالية الدراسة: قامت الجزائر بمجهودات كبيرة في سبيل تطوير مدارسها، عن طريق الإصلاح الشامل يرمي إلى تغيير المنظومة التربوية تغييرا جذريا، فقد عرفت المدرسة الجزائرية منذ الاستقلال إلى غاية اليوم تعديلات وإصلاحات عديدة مست نظامها التربوي الذي يعكس خصوصيات وملامح الشخصية و الهوية الجزائرية العربية الإسلامية حيث تمت هذه الإصلاحات بناء على ثلاث اختيارات تمثلت في الاختيار الوطني ، الاختيار الثوري، والاختيار العلمي فقد قطع نظام التربوي التعليمي الجزائري اشواطا هامة حقق الكثير من الإنجازات الناجحة لكنه في المقابل تعرض للعديد من المعوقات و الإشكالات ومظاهر الخلل التي أعاقت المدرسة الجزائرية عن تحقيق ما كان ينتظر منها وعليه لابد لهذه المدرسة من إصلاح منظومتها التربوية من اجل مسايرة العولمة و التكنولوجيا و ذلك باعتماد التقنيات العلمية و العملية الحديثة من اجل الارتقاء بمستوى التعليم و التعلم و العملية التعليمية على حد سواء[2]، فسياق الحديث عن التجديد في الوقت الراهن في الفكر التربوي الجزائري يلزم الحديث معه عن الشروط القبلية و البعدية التي تحكم الانتقال من تصور تربوي سابق إلى نموذج لاحق وواعد بالتالي عندما نتحدث عن التربية والتعليم في الجزائر فإننا نعني التربية من نوع خاص، وتعليما من نوع جديد يتوافق ورهانات القرن التي تحتم تهيئة الفرد و بالتالي أيضا تهيئة المجتمع لحقائق ومتغيرات جديدة وديناميات وأخلاقية مغايرة تماما لتلك التي آلفناها كمقومات لحياتنا العصرية، وإن ضرورة اللحظة الحضارية ومتطلبات العولمة تستوجب علينا تكييف التربية والتعليم وفق متطلبات هذا العصر مع التخطيط المسبق لتكوين إنتاج فرد متطور مهمته إقامة جزائر متطورة، وبناءً على هذا الطرح فإن التساؤلات التي نود أن نطرحها فهي كالآتي: فيما تتمثل سوسيولوجيا وواقع المدرسة الجزائرية؟ وماهي أهم الإصلاحات البارزة في نظامها التربوي؟ وماهي اهم الأطر المرجعية للإصلاح في المدرسة الجزائرية؟ وماهي الرهانات و التحديات التي تواجهها؟
2.تحديد المفاهيم المحورية
1.2 مفهوم المدرسة:
هناك العديد من التعريفات التي تناولت مفهوم المدرسة إلا أن اغلب الباحثين يميلون إلى تبني المفهوم النظمي الذي يعرف المدرسة على انها مؤسسة اجتماعية معقدة مستجمعة في ذاتها لمنظومة من العلاقات البنيوية المتبادلة بين مختلف جوانبها وانه لا يمكن إحداث تغيير في احد اجزائها دون التأثير في بينيتها الكلية وانها تهدف إلى تحقيق التواصل بين تجربة التعليم المدرسية والتجارب الاجتماعية[3]، وعليه تتباين تعريفات المدرسة بتباين الاتجاهات النظرية في مجال علم الاجتماع التربوي وتتنوع هذه التعريفات بتنوع مناهج البحث الموظفة في دراستها ويمكننا في دائرة هذا التعدد المنهجي في تعريف المدرسة استعراض مجموعة من المفاهيم التي تؤكد على بنية المدرسة تارة وعلى وظيفتها تارة أخرى.[4]
ويعرف فيرديناند بويسون المدرسة: بأنها مؤسسة اجتماعية ضرورية تهدف إلى ضمان عملية التواصل بين العائلة والدولة من أجل إعداد الأجيال، ودمجها في إطار الحياة الاجتماعية
كما يؤكد المفكر من خلال هذا التعريف على الدور الوظيفي للبناء المدرسي وتفاعله مع البناءات الاجتماعية بغرض تحقيق الاندماج والتكيف الاجتماعي من خلال مختلف الأدوار التي تقدمها المدرسة للأجيال المتعاقبة كما تعرف المدرسة بأنها مؤسسة اجتماعية تمارس وظيفة التطبيع الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية وذلك بغية تحقيق مجتمع صالح[5].
ويعرفها فريدرك هاستن ” على أنها نظام معقد من السلوك المنظم و الذي يهدف إلى تحقيق جملة من الوظائف في إطار النظام الاجتماعي القائم”
ويرى أرنولد كارلوس ” على انها نسق منظما من العقائد و القيم و التقاليد و أنماط التفكير و السلوك التي تتجسد في بنيتها وأيدولوجيتها الخاصة “[6]
“سيشمان” ويعتبرها على انها شبكة من المراكز و الأدوار التي يقوم بها المعلمون والتلاميذ حيث يتم اكتساب المعايير التي تحدد لهم الأدوار المستقبلية في الحياة الاجتماعية”[7]
ويشير نبيل السمالوطي بقوله “إن المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية التي تقوم بوظائف التربية و نقل الثقافة المتطورة وتوفير ظروف المناسبة جسميا و انفعاليا و اجتماعيا.
1.1.2 المفهوم السوسيولوجي للمدرسة:
تشكل المدرسة نظاما معقدا ومكثفا ورمزيا من السلوك الإنساني المنظم الذي يؤدي بعض الوظائف الأساسية في داخل البنية الاجتماعية وهذا يعني بدقة أن المدرسة، كما تبدو لعالم الاجتماع و التي تتكون من السلوك أو الأفعال التي يقوم بها الفاعلون الاجتماعية من المعايير والقيم الناظمة للفعاليات والتفاعلات الاجتماعية والتربوية بداخلها وخارجها وهي أفعال تتصف بالتنظيم تؤدي إلى إعادة إنتاج الحياة ثقافيا وتربويا[8]
2.1.2 المفهوم الإجرائي
هي نظام اجتماعي يتكون من شبكة معقدة من المراكز والأدوار تتولى تنشئة الطفل من شتى نواحي نموه الجسمي والعقلي والخلقي والاجتماعي، بحيث تجعل منه شخصية متكاملة من ناحية و تعده للتكيف الناجح مع الحياة ومنطق العصر الذي يسير على نهج العلم و التكنولوجيا ناحية أخرى
2.2 مفهوم الإصلاح التربوي:
لغة: الإصلاح نقيض الفساد كما ورد في لسان العرب “لابن منظور” أصلح الشيء بعد فساده أي أقامه و قومه وتارة بإزالة ما فيه من فساد بعد وجوده[9]
اصطلاحا :ويعرف الإصلاح التربوي Educational Reform على أنه شائع في الأوساط التربوية و يشير عادة إلى عملية التغيير في النظام التعليمي، أو في جزء منه نحو الأحسن وغالبا ما يتضمن هذا المصطلح معاني اجتماعية واقتصادية وسياسية بل وان بعض “علماء اجتماع التربية “يعرفون الإصلاح التربوي الحقيقي بذلك الإصلاح الذي يتضمن عمليات تغيير سياسية واقتصادية ذات التأثير على إعادة توزيع مصادر القوة و الثروة في المجتمع[10]
ويعرفه أيضا أحد المعاجم التربوية :بأنه مصطلح شاع استخدامه في القرن التاسع عشر ليعني التغييرات المقصودة التي أدخلت على المناهج و نظم التعليم، وهو مثل مصطلح التجديد
وهناك تعريف اخر للإصلاح التربوي بأنه أية محاولة فكرية أو عملية لإدخال تحسينات على الوضع الراهن للنظام التعليمي سواء كان ذلك متعلقا بالبنية المدرسية أو التنظيم و الإدارة أو البرنامج التعليمي أو طرائق التدريس أو الكتب الدراسية وغيرها[11]
والإصلاح التربوي: هو عملية شاملة تتناول المتغيرات و العوامل المكونة للنظام التربوي و تهيئ البشر لقبول التطوير وتفهم أهدافه وتسيير عملية الانتقال إلى النظام المطور حتى يمكن تحقيق الاستفادة القصوى من التطور و دفع القائمين على تطبيقه للاستفادة منه[12]
.II المدرسة الجزائرية و المعالجة السوسيولوجية للإصلاحات التربوية
1.مدخل في دراسة المدرسة
1.1وظائف المدرسة كمؤسسة تربوية
إن للمدرسة عدة وظائف باعتبارها تنظيم اجتماعي ومؤسسة متخصصة في تعليم الصغار نيابة عن الكبار والتي يمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
- الوظيفة التعليمية والتكونية:
في إطار هذه الوظيفة تقوم المدرسة بتعليم الأطفال القراءة و الكتابة والحساب مع إكسابهم وتلقينهم المعـارف الدينية والتاريخية و الأدبية و العلمية و اللغوية، عبر برامج ومقررات محددة حسب مختلف المواد المخصصة لكل مستوى وبشكل تدريجي ابتداء من التعليم الأولي إلى التعليم العالي مرورا بالأساسي والإعدادي والثانوي كما تسعى المدرسة خلال كل مرحلة تعليمية تحقيق و إكساب التلاميذ مهارات تواصلية استراتيجية ومنهجية ،وقيم ترتبط بالعقيدة وبالهوية الحضارية وحقوق الإنسان، وهدف المدرسة بشكل عام خلال هذه الوظيفة تعليم و تكوين الفرد بشكل يجعله مندمجا في الحياة العامة ومتفتحا على الآخر ،”كما تحتل الوظيفة التعليميـة المركـز الأول في اهتمامات المربين و القائمين على المدرسة، و التي يمكن حصرها في:
- إكساب التلاميذ الأسلوب العلمي في التفكير و البحث والدراسة(المنهج العلمي)
- تزويد التلاميذ بالمعارف الصحيحة و العلمية
- تعليم التلاميذ القراءة و الكتابة و التعبير و الحساب وتتيح لهم فرصة تعلم ذلك كله
- الوظيفة التربوية:
بجانب الوظيفة التعليمية و التكوينية فإن للمدرسة وظيفة أساسية وشاملة استمدها من الأسرة تتجلى في تربية الأطفال تربية تجعلهم يحترمون مجتمعاتهم ويندمجون مع مختلف المؤسسات الاجتماعية الأخرى مع أن المدرسـة وبفضل الفلسفة التربوية التي تنتهجها كمؤسسة عمومية لم تعد مكان تعليم بل أصبحت بيئة تربوية لا تكتفي بنقل المعلومات إلى الذهن وحشو العقل بالمعارف بقدر ما صارت تهتم بتربية العقـل والجسـد والعاطفـة، وبفضلها يكتسبون قيم إنسانية تتأقلم مع متطلبات المجتمع ،يمكن للمجتمع التطور و السير نحو ما هو أفضـل،”وهكذا تحاول المدرسة الحديثة جاهدة أن تكون بيئة تربوية ينشأ فيها الطفل ليكون صحيح الجسم صـحيح العقل مضبوط العاطفة متزن الشخصية عارفا بما له وما عليه من حقوق وواجبات قادرا على أداء عمله فيتقنه و خدمة نفسه ووطنه عن طريق هذا العمل، عارفا حق وطنه وحق إنسانيته ، او العكـس وهـو الإصـابة بالركود والتخبط في مشاكل جمة.
فصلاح المجتمع ينطلق من صلاح المدرسة وكل خطأ يرتكب داخل جدران هذا الحقل سيكون له أثر بليغ علـى مستقبل المجتمع برمتها فعلاقة المدرسة بالمجتمع علاقة الأم بابنها ،وعلاقة السائق بسيارته وعلاقة القائد بجماعته، فالمدرسة هي قائد التطور و التقدم و مفتاح التغير، عبر المدرسة يمكن كذلك أن نصنع مجتمعا عنيفا أو مجتمعا مسالما كما نريد ،”والواقع أن التربية مهمة جدية، بل أنها أكثر المهمات جدية في الحياة لأنها تعد الأسـاس لكل من جد فيها، ويجب على التلميذ أن يحس بالجد في جو المدرسة العام ويجب أن يشعر بأن الجد سياسـة مقـررة ومبدأ أساسي تقوم عليه الحياة المدرسية ،وليس هناك أي تناف بين الجد وبين المرح والسعادة ” وبالجد نمهد السبيل لمجتمع جاد عن طريق أبنائنا الذين ننشئهم في هذا الجو[13] .
- وظيفة التنشئة الاجتماعية:
تعمل على تكوين افراد قادرين على تحقيق التكامل مع المجتمع فالمدرسة توزع الفاعلين بين الوضعيات الاجتماعية و تنتج فاعلين يتكيفون مع هذه الوضعيات
- وظيفة التربية الحضارية –المواطنة[14]:
تبحث المدرسة لضمان الضمير الاجتماعي-الضمير الجمعي للمجتمع المنغلق من خلال مطابقة السلوكات للمعايير المشتركة كما تختم في الغالب الصراعات المحتملة او الموجودة في الواقع بين الانتماءات الاجتماعية المختلفة بالوحدة حيث ان مصطلح التنوع لاوجود له، أي توحيد الثقافات الفرعية ضمن ثقافة وطنية موحدة إذن هناك ضمير جمعي ضمن هذه الوظيفة الموحدة للتربية الحضارية
2.المدرسة الجزائرية بحث في منطلقات وبناء المشروع التربوي و إصلاحه
1.2 نشأة وتطور المدرسة الجزائرية (عرض في السياق التاريخي)
1.1.2 المرحلة الاول تنظيم التعليم في الجزائر غداة الاستقلال (1962-1969 ) : قامت الدولة الجزائرية بعد الاستقلال مباشرة بتقييم المنظومة التربوية و الوقوف على وجهها الحقيقي الذي لم يكن ليلبي مطمح الجزائريين على اختلاف توجهاتهم الإيديولوجية ،خاصة ما تعلق بنسبة الامية التي بلغت 85 % و ربطها بالتطلعات السياسية التي كانت تسعى إلى إعطاء انطلاقة سريعة لوتيرة التنمية الوطنية ،وقد كان واقع التعليم يعكس الصورة الشاحبة للمستوى الفكري للجزائريين بحيث مثلت نسبة المتمدرسين 20% من مجموع التلاميذ الذين بلغوا سن التمدرس ،و كان اول دخول مدرسي في شهر أكتوبر 1962 يسهر على تأطيره 3452 معلما للغة العربية بحجم ساعي 7 ساعات أسبوعيا و16450 معلما للغة الفرنسية منهم عدد كبير من الممرنين لسد الفراغ الهائل الذي احدثه انسحاب عشرات الآلاف معلم فرنسي غادروا الجزائر زيادة على 425 معلم جزائري من مجموع 26000 انقطعوا عن التعليم ليلتحقوا بقطاعات اخرى، أسندت لهؤلاء المعلمين المبتدئين مهمة التدريس بعد أن تدربوا في ورشات صيفية، وفي انتظار إصلاح شامل يتناول بنايات التعليم ومضامينه وطرائقه، اجريت على التعليم تحويرات مختلفة منذ سنة 1962 و التي منها إعادة الاعتبار للغة الوطنية و التربية الدينية و الاخلاقية و المدنية و التاريخ و الجغرافيا وغيرها وقد شكلت لجنة وطنية عقدت اجتماعها الاول (15/12/1962 ) حددت الاختيارات الوطنية الكبرى للتعليم و التي تمثلت في التعريب و ديمقراطية التعليم والتكوين العلمي و التكنولوجي[15]ولقد تميزت هذه المرحلة والتي استمرت إلى سنة 1969 بكونها استرجعت نهائيا للغة العربية مكانتها في النظام التعليمي و اهتمت بتدعيمها في المرحلة الابتدائية ،حيث أصبحت لغة التعليم في كل المواد، وغيرت بصفة جذرية الموروثة و تركت الكتب المستعملة في عهد الاستعمار الذي حث على وضع عدد أكبر من الكتب الجزائرية تتماشى و اختياراتنا الاساسية ،و اهتمت الدولة الجزائرية الفتية عند وضع المخططات التنموية بالمنظومة التربوية و منحتها مكانة خاصة في مشاريعها التنموية و التي كان اولها المخطط الثلاثي الاول (1967-1969 )وهو أول مخطط بدأت به الدولة الجزائرية للتخطيط و لقد كانت حصة قطاع التربية و التعليم ما يقارب 13% من الميزانية العامة للدولة ومن أهم منجزات المنظومة التربوية خلال تطبيق المخطط هو تطبيق القرار القاضي بتعريب جميع المواد المرسة في سنوات الدراسية الابتدائية .
2.1.2 المرحلة الثانية (1970-1980 ):تميزت هذه المرحلة بالأعمال التحضيرية للإصلاح التربوي في إطار المخططات التنمية وهو إصلاح شامل في مجالات و الهياكل والمضامين البرامج ،و طرائق استراتيجية التدريس و عرفت الفترة الممتدة من 1970-1980 إعداد مشاريع إصلاحية كمشروع 1973 المتزامن ونهاية المخطط الرباعي الاول و بداية المخطط الرباعي الثاني، ومشروع و وثيقة إصلاح التعليم سنة 1974 والتي صدرت بعد تعديلها في شكل امرية 16 أبريل 1976 و تعد الأمرئة المذكورة اهم إنجاز إصلاحي يخص إصلاح المنظومة التربوية، والتي لا يزال العمل مستمرا بها حتى يومنا هذا، وتشمل الأمرية على تنظيم التربية والتكوين الذي نص على إنشاء المدرسة الاساسية وتوحيد التعليم الأساسي وإجباريته و تنظيم التعليم الثانوي وظهور فكرة التعليم الثانوي المتخصص وتنظيم التربية التحضيرية، تنظيم البحث التربوي، إعداد البرامج والوسائل التعليمية، تكوين المستخدمين ، التنظيم و المراقبة ، التفتيش التربوي ،التوجيه المدرسي، الخدمات الاجتماعية، الإدارة المدرسية[16] وقد قدرت الميزانية العامة للقطاع التربية خلال تطبيق برنامج المخططين الرباعي الأول (1970-1973) والمخطط الرباعي الثاني (1974-1977 ) بما يقارب4.82 %و 18% من الميزانية العامة للدولة و عليه فإن إنجازات المنظومة التربوية خلال هذه الفترة تمثلت أساسا في إدخال تعديلات على البرامج و المناهج التعليمية على الخريطة المدرسية التربوية والإدارية ،توجيه التلاميذ وتقييمهم على اسس علمية ومنطقية حتى نتفادى التسربات الكثيرة ، توحيد التعليم المتوسط ليكون مستقلا بذاته ويوفر بتكافؤ الفرص، الشروع في تعميم الاصلاح التربوي الذي أقره الميثاق الوطني و صادق عليه المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير إبتداءً من سنة 1975 وكذا إعطاء العناية خاصة لتعليم التقني والمهني في إطار إصلاح التعليم الثانوي على توسيع مجالاته و تمكينه مستقبلا و كان الهدف ايضا هو الرفع من نسبة التعريب بأقسام التعليم المتوسط و الفروع العلمية بالتعليم الثانوي
3.1.2 المرحلة الثالثة (1980-1990): إن اهم حدث عرفته المنظومة التربوية في هذه الفترة يتمثل في إصلاح المدرسة الأساسية والتي تم تنصيبها من السنة الاولى وذلك للعام الدراسي (1980-1981 ) ،فيمكن تعريفها على ضوء وثائق الإصلاح بأنها البنية التعليمية القاعدية التي تكفل للجميع الأطفال تربية أساسية واحدة لمدة تسع سنوات وتسمح لكل تلميذ بمواصلة التعليم إلى أقصى ما يستطيع نظرا لمواهبه وجهوده كما تهيئه في نفس الوقت وتعده إلى الالتحاق بوحدات الإنتاج أو بمؤسسات التعليم المهني فتعتبر من جهة أخرى مدرسة شاملة، متعددة التقنيات يتكامل فيها العلم بالتطبيقات العلمية وبترجمة المعارف النظرية إلى مهارات أو مواقف إجرائية ، وتتجسد في النهاية عناصرها واختياراتها الاساسية التي أخذت بعين الاعتبار في وضع معالم الإصلاح التربوي و التي منها[17]:
- ديمقراطية التعليم و تكافؤ الفرص لجميع الاطفال الذين لهم الحق في الدراسة من 6 إلى 16 سنة و بصفة إلزامية ومنحهم مجانية التعليم في جميع المستويات والمؤسسات التعليمية
- جزارة التعليم من ناحية المضمون و البرامج و المناهج و الوسائل التربوي ،و تعربيه تعريبا كاملا
- تفتحه على المحيط القريب و البعيد عن طريق دراسة الوسط و اللغة الأجنبية
- الاهتمام بالعلوم و التكنولوجيا
- ربط التربية بمعناها الواسع لتشترك في مسؤوليتها الشاملة والمتكاملة والمؤسسات المدرسية والاسرة و المنظمات الاجتماعية والهيئات الوطنية على اختلاف مهامها ونشاطاتها
وقد شهدت هذه الفترة مثل الفترات السابقة وضع مخططات تنموية إصلاحية مست جميع الميادين بما فيها قطاع التربية و التعليم كقطاع حيوي و التي نذكر منها المخطط الخماسي الاول (198-1984 ) و المخطط الخماسي الثاني 1985-1989 ) وكان من منجزات التي ركزت عليها المنظومة التربوية خلال هذه الفترة هي كالاتي :
- التركيز على أهمية تدعيم جهاز التكوين المؤطرين بصفة عامة و تخطيط تكوين الاصناف التي يحتاج إليها التعليم الثانوي
- الشروع في تنصيب المدرسة الاساسية إبتداءً من الموسم الدراسي (1981-1982)
- الشروع في عمليات التوجيه إلى الشعب التقنية إبتداءً من الموسم الدراسي (1981-1982)
- إصلاح التعليم الثانوي الذي لم يشرع في تنصيبه وتطبيقه إلا الموسم الدراسي (1985-1986)
- إحداث شعب تقنية جديدة كالبيو كيمياء و الاعلام الالي و الكيمياء الصناعية و الزراعية
- إنشاء عدة متاقن وتخفيض التوقيت الخاص بالمواد التقنية بدون تغيير في أهدافها
4.1.2المرحلة الرابعة (1990-2000 ):عرفت هذه المرحلة عدة محاولات للتحسين مست مختلف الأطوار التعليم بأشكال متفاوتة ولقد توصل التفكير إلى ضرورة إدخال تعديلات على البرامج تبين انها طموحة ومكثفة ولكنها غير منسجمة مع بعض الجوانب خاصة من ناحية إغفال للتحولات السياسية والاجتماعية التي عرفتها البلاد، فخلال السنة الدراسية (1990-1991 ) شرعت الوزارة في تطبيق جملة من الإجراءات والتعديلات الضرورية لتحسين نوعية التعليم ورفع مستوى الأداء التربوي و المردود التعليمي[18] وأهم ما ركزت عليها الإصلاحات في هذه المرحلة:
- اعتماد منطق التكوين بدل من منطق التعليم
- اعتماد مقاربة الأهداف في التدريس وبناء المناهج
- تطوير العلاقة بين المعلم والتعليم
- التمييز بين التعليم الثانوي والتعليم التقني
- اعتبار المرحلة الثانوية حلقة أساسية ورئيسية في سلسلة منظومة التربية والتكوين
- تنصيب الجهاز الخاص بالمتابعة و التقويم الدائم و لتنفيذ الإصلاحات و إنشاء مؤسستين وطنتين حيث خصصت الأولى للتشاور و المتمثلة في المجلس الوطني للتربية و التكوين ،في حين الثانية للضبط وتمثل في المرصد الوطني للتربية والتكوين مهمته خاصة بإعداد مؤشرات لقياس النظام التربوي
وجاءت مرحلة الإصلاحات الشاملة ولكن قبل البدء في تنفيذها كان لابد من اتخاذ مجموعة من التدابير التحضيرية والتي كان ابرزها :
- تطوير الهياكل وزيادة عدد المنشآت التعليمية استعداد لاستقبال أعداد أكبر من التلاميذ في كل المستويات وذلك لان نسب النجاح المتوقع أن تكون أعلى مما عليه قبل الإصلاحات.
- زيادة حجم الميزانية المخصصة لقطاع التعليم لان الإصلاحات الجديدة ستحتاج إلى توفير التجهيزات البيداغوجية الكثيرة والحديثة خاصة وسائل الإعلام الآلي.
- تطور نتائج الامتحانات العامة لشهادة البكالوريا و التعليم الأساسي، حيث بلغت نسبة النجاح في شهادة البكالوريا سنة 1999 على المستوى الوطني 62.24% بعد أن كانت 26.23% سنة 1996 ووصلت إلى 52.64% مع بداية تطبيق إصلاحات سنة 2004.
- الشروع في إدراج البعد التكنولوجي في مضامين التعليم الأساسي للطور الثالث لتسهيل انتساب التلاميذ للتعليم التقني
- الشروع في إجراء التحسين النوعية للكتب و المناهج وتوفير التجهيزات العلمية و كل ذلك اعتبارا من ماي 1998.
- الشروع في الإصلاح للإدارة المدرسية بإتباع الآليات الجديدة لتسيير من خلال مراجعة نظام التوجيه الخاص بقطاع التعليم لحاملي شهادة البكالوريا.
5.1.2المرحلة الخامسة من 2000 إلى يومنا هذا : وشهدت هذه المرحلة المؤسسة التربوية العديد من الإنجازات يمكن تلخيصها فيما يلي :
- بنية قاعدية لهياكل تربوية ضخمة من مدارس و متوسطات و ثانويات.
- جزأرة كاملة للقائمين على المؤسسة التربوية في كافة مراحلها و مختلف مستوياتها.
- مخزون بشري ورأس مال كبير داخل المؤسسة التربوية (من حيث عدد المتمدرسين.
تحقيق مستوى عال من ديمقراطية التعليم و مجانيته من خلال القضاء على الفوارق بين أبناء الجزائريين في التحصيل الدراسي وتقريب المدرسة من كل مواطن[19]كما عرفت المؤسسة التربوي خلال هذه المرحلة عدة محطات إصلاحية تمثلت في:
- إحداث اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية : و حسب المرسوم الرئاسي 2000-101 و المؤرخ في 9 ماي 2000 و التي نصبت يوم 13 ماي 2000 بعد ان شخصت الوضع ودرست بعناية حالة المنظومة التربوية السائدة في جميع مراحلها و في علاقتها بالمنظومات الاجتماعية و الاقتصادية الأخرى و التي خلصت إلى جملة من الاقتراحات[20] في المراحل التالية :
- التربية التحضيرية : التي تحضر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و 6 سنوات للالتحاق بالتعليم الابتدائي.
- التعليم الأساسي (الإلزامي) :مدته 9 سنوات و يشمل التعليم الابتدائي 5سنوات و التعليم المتوسط 4 سنوات وتطبيق تعليمات هذا الإصلاح في الدخول المدرسي 2003-2004.
- التعليم الثانوي العام والتكنولوجي: وقد تمت إعادة هيكلة التعليم الثانوي إلى جذعين مشتركين الجذع المشترك آداب والجدع المشترك علوم ز تكنولوجيا و ذلك انطلاقا من الدخول المدرسي 2005-2006.
الندوة الوطنية لتقييم و تطبيق إصلاح المؤسسة التربوية سنة 2015 : استنادا إلى المقررات المؤرخة في 05-05-2004 والتي تقضي بإنشاء فرق مكلفة بقيادة عملية متابعة و تنفيذ إصلاح النظام التربوي و تقويم مستجداته، جاءت الندوة الخاصة بتقويم إصلاح المؤسسة التربوية وهذه انعقدت يومي 25-26-جويلية 2015 وقد شخصت مشاكل بالمؤسسة التربوية في المجال البيداغوجي المتعلق بالتحكم في اللغة العربية و اللغات الأجنبية أيضا غيابات التلاميذ و الموظفين بالإضافة التسرب المدرسي[21].
- الأطر المرجعية لإصلاح التعليم بالجزائر: المقصود بمرجعية التعليم هو مجموع النصوص المتضمنة لجملة من التوجيهات و التعليمات النابعة من السياسة العامة للبلاد، والمعبرة عن روحها والمتضمنة في الدساتير و المواثيق السياسية التي ينبغي أن تجسدها مختلف الهيئات التنفيذية في المجال التربوي تقتضي عملية التخطيط التربوي وإصلاحه و تطوير المناهج العودة إلى هذه الأطر المرجعية العامة ذات البعد السياسي و الاقتصادي وهي أطر تنسجم مع الخصائص الحضارية و التاريخية للمجتمع مع تطلعاته المستقبلية وفي الجزائر تضمنت المرجعية العامة للمناهج مقاصد الإصلاح المرتبطة بغايات المدرسة الجزائرية حيث تشير بوضوح إلى أنواع المرجعيات للتربية و التعليم[22] كما يلي:
- مرجعيات تتعلق بالأمة و قيمها: تتمثل في تأكيد الشعور بالانتماء إلى امة واحدة وشعب واحد وهو شعور يرتكز على إرث تاريخي جغرافي و حضاري وثقافي بما يرمز إليه الإسلام و اللغة العربية والعلم والنشيد الوطني، وكذلك التفتح على الحضارات العالم والقيم العالمية التي لا تتعارض وقيمنا
- مرجعيات تتعلق بالسياسية التربوية: وتتضمن الطابع الوطني والديمقراطي للمنظومة التربوية و استمرار للقيم و المبادئ التي دأبت عليها منذ الاستقلال، والطابع العصري والتقدمي الذي فرضته التحديات الداخلية والخارجية في عالم يتطور باستمرار و مجتمع جزائري ما زال يلح على النوعية فيما تقدمه المدرسة
- 4. دواعي و أسباب الإصلاح التربوي في الجزائر وتعود بالأساس أسباب الإصلاح التربوي إلى الانتقادات المتزايدة التي وجهة إلى المدرسة الجزائرية و التي أصبحت تتخبط في مشاكل عديدة منها[23]:
1.4 إهمال التكوين المهني للأستاذ و الطروف الاجتماعية له : يعتبر الأستاذ المحرك الرئيسي في العملية التربوية، غير انه لا يتمتع بكامل العناية اللازمة التي تسمح له بالقيام بدوره على أكمل وجه حيث أنه بحاجة إلى تكوين مستمر و إلى متابعة ميدانية وإعداد الأستاذ وتدريبه هو من أهم المشكلات التي تعاني منها المنظومة التربوية، وهو ما انعكس سلبا على مستوى التدريس ،بحيث اصبح الأستاذ غير قادر على مواكبة التطور الفكري و التكنولوجي وبالتالي غير فعال في المساهمة ضمن حركات التجديد والإصلاح، ورغم أن شبكة المعلومات ومختلف التكنولوجيات الاتصال تمنح للأستاذ فرصة التكوين الذاتي إلا أن الحالة الاجتماعية لا تسمح له بذلك وهو ما جعله يفقد الرغبة في التكوين لعدم وجود ما يحفزه على ذلك من إمكانيات.
2.4ضعف المستوى التعليمي : يتضح ضعف المستوى التعليمي في المنظومة التربوية من خلال ضعف مردودية النظام المدرسي في الجزائر من خلال نسبة النجاح تحت المتوسطة في شهادة البكالوريا إلى جانب المستوى الضعيف في فئات عريضة من الشباب المتخرج من هذه المدارس وكمثال على استخدام اللغات الأجنبية.
3.4التسرب المدرسي المستمر: التسرب المدرسي هو مغادرة التلميذ لمقاعد الدراسة قبل الوقت لأي سبب كان، وقد يكون مصحوبا بنوع من التمرد على المدرسة كما يكون راجعا إلى نقص في قدرات التلميذ وقد يكون لأسباب أخرى منها :
- الظروف الاجتماعية :و التي تعيشها بعض الأسر جراء عدم تفاهم الوالدين و التفرقة بين الأبناء يشعر التلميذ بالنقص فيقدم على عمل لكي يحظى باهتمام و الديه مما يخلق الرغبة في الانتقام من خلال النفور وكره المدرسة.
- الظروف البيئية :حيث أن بعض المناطق تعاني نقص في وسائل التمدرس و النقل ،إضافة إلى العادات و التقاليد التي تحتم على المرأة المكوث في المنزل مما يزيد من نسبة التسرب في الوسط النسوي مقارنة بالذكور
- الظروف الاقتصادية: وهذه الأخيرة تعمل على زيادة التسرب المدرسي خصوصا عند الذكور حيث أن الفقر يملي عليهم ضرورة البحث عن كسب المال لمساعدة أسرهم.
5.أهداف إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر: تسعى عملية الإصلاح التربوي إلى تحقيق الأهداف التالية.[24]
- إعادة الاعتبار لمهنة التعليم وجعلها في طليعة المهن بإحاطتها بالرعاية الكاملة المادية والمعنوية والبيداغوجية والارتقاء بالقوانين والقيم التي تحكمها وتثمين دور القائمين عليها وتمكينهم من فرص التثقيف التي تثري خبراتهم وترفع مستوياتهم
- مراجعة المناهج والمحتويات التعليمية بشكل علمي يضمن لها الانسجام مع الأهداف المسطرة و مواكبة المستجدات العلمية والحضارية والتحولات السياسية والاقتصادية التي يعيشها، إعادة بناء هذه المحتويات وفق تدرج منهجي يراعي فيه القدرات المتعلمين وحاجاتهم والتكامل الوظيفي بين المعارف والمهارات بينها و بين الحياة.
- تحسين ظروف التمدرس وتطوير وسائل العمل وذلك من خلال توفير العدد الكافي واللائق من التجهيزات وصناعة الكتاب وتأسيس الخدمات الصحية والنفسية، واللجوء إلى طرائق والأساليب الحديثة و التي تنمي القدرة على التعلم الذاتي و تيتح للمتعلمين المشاركة الإيجابية في التعبير وبكل حرية عن اهتماماتهم وأفكارهم باعتبارهم طرفا أساسيا في عملية لا موضوعا له.
6.واقع المدرسة الجزائرية: يشكل التعليم في الجزائر الحجر الأساسي للتنمية البشرية والاقتصادية، وحتى باقي المجالات الحيوية الأخرى، وذلك أنه المدخل الأساسي لهذه التنمية ففضلا عن ما ترتكز عليه من معطيات تكنولوجية ومادية، فإنها ترتكز أكثر على الإنسان الذي يعتبر أهم عنصر في هذه العملية، حيث أن المورد البشري في كل عملية تنموية حقيقة تأتي في المقام الأول، ولعل أول هندسة لهذا الأخير تتطلب من المدرسة كمؤسسة رسمية أن تقوم بإعداد الأجيال يتوافق في المجتمع مستقبلا[25]سنحاول توضيح هذا الواقع من الإنجازات التي قامت بها المدرسة الجزائرية:
1.6تطور التعليم الأساسي: يعتبر التعليم الابتدائي والمتوسط قاعدة السلم التعليمي، وهو المرتكز الأساسي الذي يكتسب فيه الفرد المعارف التي تنمي وتطور قدراته الذاتية، كما يهيئه للمراحل التعليمية اللاحقة وهذا ما سيوضحه الجدول التالي
جدول رقم01: التطور الكمي للتعليم الأساسي في الجزائر للفترة ما بين 1979-2013
السنوات | عدد التلاميذ في الابتدائي | عدد التلاميذ في المتوسط | عدد المعلمين في الابتدائي | عدد المعلمين في المتوسط | عدد المدارس | عدد المتوسطات |
1979/1980 | 30612252 | 737902 | 85499 | 26830 | 9034 | 873 |
1989/1990 | 4027612 | 1408522 | 144975 | 79783 | 12694 | 22481 |
1999/2000 | 4843313 | 1895751 | 170562 | 101261 | 15729 | 3351 |
2010/2011 | 3345885 | 2980325 | 144885 | 140098 | 17790 | 4901 |
2012/2013 | 580481 | 26475 | 152483 | 144901 | 17995 | 5086 |
المصدر: وزارة التربية الوطنية، المديرية الفرعية لبنك المعلومات
نلاحظ من خلال معطيات الجدول وأنه خلال الفترة الممتدة من 1980-1990 كانت نسبة الزيادة في عدد التلاميذ في التعليم الابتدائي، والمتوسط مرتفعة فقد انتقل عدد التلاميذ المسجلين في الابتدائي من 3 ملايين إلى 4ملايين سنة 1990 أي بنسبة32%، ونفس الملاحظة بالنسبة للتعليم المتوسط حيث انتقل العدد من 73790 سنة 1980 إلى أكثر من مليون سنة 1990أي بنسبة زيادة تقدر ب60%، وهذا ما نتج عن ثمار الإصلاحات التي باشرتها الجزائر بعد الأمر رقم 76/35 المؤرخ في 16/04/1976 والمتعلق بتنظيم التربية والتعليم والتكوين، والذي شرع في تعميم أحكامه إبتداءً من السنة الدراسية 198/1981 ومن بين ما جاء في (تعليم أساسي إجباري ومجاني لمدة تسع سنوات، ديمقراطية التعليم)وهذا ما نلمسه في الارتفاع المحسوس في عدد التلاميذ وذلك من خلال استمرار ارتفاع عدد التلاميذ في الطورين الابتدائي والمتوسط ولكن بنسب ضعيفة متقاربة حيث سجلت بعض السنوات تراجع في عدد المسجلين، حيث انخفض عدد المسجلين في الابتدائي من 483313 سنة 2000 إلى 3345885 سنة 2011، وكذلك نفس الأمر بالنسبة للتعليم المتوسط بين سنتي 2011و2013 فقد انخفض عدد المسجلين 298032إلى 2647500 تلميذ، وبالنسبة للهيأة التدريسية انتقل عدد المعلمين في الابتدائي من 85499 معلم سنة 1980إلى 152483 معلم سنة 2013، فأما عن أساتذة التعليم المتوسط فقد تضاعف هو الآخر استجابة لتطور عدد التلاميذ من 26830 سنة 19980إلى 144901 سنة 2013، وقد رافق هذا التوسع الهائل في عدد التلاميذ والمعلمين توسعا كبيرا في تجهيزات المدارس وما تعلق بها، ففي سنة 1980 كان عدد المدارس الابتدائي 9034 مدرسة ليصبح عددها 17995 للموسم الدراسي 2012/2013، وتضاعف عدد المتوسطات من 873 متوسطة سنة 1980 إلى 5056 متوسطة سنة 2013 .
2.6 تطور التعليم الثانوي: يكتسي التعليم الثانوي أهمية بالغة ضمن التعليم من حيث كونه حلقة وصل ما بين التعليم الأساسي و التعليم العالي، ولقد شهد تطورات كبيرة مثل باقي مراحل التعليم.
جدول رقم02:التطور الكمي للتعليم الثانوي في الجزائر للفترة ما بين 1979-2013
السنوات | عدد التلاميذ | عدد الأساتذة | عدد الثانويات |
1979/1980 | 183205 | 9365 | 185 |
1989/1990 | 753947 | 40939 | 621 |
1999/2000 | 921959 | 54761 | 981 |
2010/2011 | 1198888 | 74550 | 1813 |
2011/2012 | 1263090 | 80048 | 1870 |
2012/2013 | 1497875 | 89882 | 1956 |
المصدر: وزارة التربية الوطنية، المديرية الفرعية لبنك المعلومات
من المعطيات الموضحة في الجدول شهد التعليم الثانوي تطورات مهمة في مختلف جوانبه وخاصة في عدد التلاميذ فقد انتقل العدد من 183205 تلميذ للموسم الدراسي 1979/1980 إلى 1497875 تلميذ للموسم الدراسي 2012/2013 حيث لاحظ أن عدد التلاميذ تضاعف خلال هذه المرحلة إلى أكثر من 8 مرات، فيما انعكست هذه الزيادة في عدد التلاميذ في زيادة واضحة في عدد المعلمين مشكلة بذلك تعداد قدر للموسم الدراسي 1979/1980 بـ 9356 معلم ليرتفع العدد إلى 89882 معلم للموسم الدراسي 2012/2013، وكما عرفت عدد الثانويات إرتفاعا مقدرة بـ 185 ثانوية للفترة 1979/1980 إلى 1956 ثانوية للموسم الدراسي 2012/2013
3.6تطور مؤشر التعليم في الجزائر: تنامى الوعي بقيمة الانسان هدفا ووسيلة في منظومة التنمیة الشاملة، وقـد أدركـت الجزائر كبقية دول العالم أهمية تنمية العنصر البشري، باعتباره المحور الرئيسي في عملیة التنمیة، لـذا بـذلت الكثير مـن الجهـود في إطار البرامج التنموية، ورصدت حجما كبير من الموارد و الاستثمارات لإنجاز أهداف التنمیة، يعكس مؤشر التعلیم الجهود التي بذلتها الدولة لتعميم الاستفادة مـن التعلـیم منـذ الاسـتقلال، حیـث بلـغ المؤشـر 0.659 سـنة 2013 بزیـادة سنوية قـدرها 2.8 %مقارنـة بسـنة 2012 ،وارتفـع مؤشـر التعلـیم مـن 0.481سنة 2000 ، إلى 0.673 سنة 2014 ،كما أن المدة المتوسطة للتمدرس ارتفعت هـي الأخـرى مـن 5.5 سـنة لســنة 2000،إلــى 7.7 سـنوات لســنة 2014، وهــذا مـا یمكــن تفسيره بزیـادة الملتحقين بالجامعــة خصوصا بعد ارتفاع نسبة الناجحين في شهادة البكالوريا للسـنوات الأخيرة. إضـافة إلـى التقـدم الـذي تـم إحرازه في مجال تمدرس البنات منـذ الاسـتقلال، ومـا نـتج عنـه مـن الحـد مـن الفـوارق بـین الجنسين. وفـتح العديد من المدارس على مستوى الوطن، مجانية وإجبارية التعلیم عند كل طفل بلغ 6 سنوات وهو ما سيوضحه المنحى التالي.
منحنى رقم 01: تطور مؤشر التعليم في الجزائر خلال الفترة 2000-2014
المصدر: من إعداد الباحثة بناء على معطيات المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي، 2015، ص186
.III التحديات البارزة التي تواجه المدرسة الجزائرية و النظام التربوي: إن إطلالة القرن الجديد تضعنا في مفترق الطرق و تجعلنا أمام خيارين فإما أن نقتحم عالم الغد و نجن مؤهلون لكسب رهاناته، وإما أن نجد انفسنا في خضمه و نحن مازلنا نتخبط في التخلف، و الحال ان المجتمع لا يمكنه أن يتقدم أو يتطور إلا إذا كان في موقع يسمح له بذلك، إلا ان المجتمع الأمي يقف حاجزا منيعا أمام بناء المستقبل و تحقيق الطفرة المأمولة.
1.تحديات العولمة: لاشك أن العولمة قوة مركزية ستحول العالم وقضاياها، ليست قضايا مجردة بل هي عوامل ومتغيرات ملموسة ستؤثر على حياتنا اليومية وتطال العيش المعتاد لكل فرد ، مثلما هي مرتبطة بالأفاق التي تفتحها و المستقبل الذي تحيل عليه، وهكذا سندخل في مرحلة جديدة ستغير مجرى الأشياء، مرحلة تتميز بالعمل على تطوير أنشطة جديدة لبحث بشكل مسترسل عن بدائل أخرى، ولقد جلبت العولمة معها ثورة تكنولوجية تتميز بمظهرين[26]:
- المظهر الأول: يتجلى في إضفاء الطابع الإعلامي على المجتمع و يقود إلى ما أطلق عليه مجتمع المعرفة و الإعلام فالمعلومات اخترقت المجتمعات بشكل عميق واخترقت بصفة خاصة عالم الإنتاج
- المظهر الثاني: يتجلى في الثورة الرقمية وهي تجري في ميادين التقنية و المعلوماتية والتواصل كما عملت العولمة و الإنترنت كقوة لوجستية على خلق أنشطة اقتصادية جديدة تتميز بدورها بأربع خصائص هي انها كونية، ومباشرة، مستديمة وغير مادية.
2.تحديات اجتماعية :يعتبر النمو الديمغرافي المسجل في الجزائر و ارتفاع نسبة الشباب عاملا مهما في النهوض بالأمة، ومخزونا بشريا استراتيجيا لابد من الاهتمام به و توجيه من خلال زرع قيم الاتحاد والإخاء والتعاون والمحبة والسلام بين صفوف الناشئة لتحقيق مجتمع متزن متألف ،فالتغلب على الآفات الاجتماعية كالمخدرات و العنف يساهم النظام التربوي من خلال مناهجه وأساليبه التعليمية في الحد من هذه الظواهر الاجتماعية[27].
3.تحديات اقتصادية :تكتسي النظم التربوية في كل المجتمعات أهمية بالغة كونها البيئة الحاضنة للأجيال و مخزن القوى العاملة في المجتمع فربط النظام التربوي بالاقتصاد بات من أولويات إصلاح التربوي منشود ،فأن لم يتم الربط بأحكام ودقة قد تتسبب في خلل وظيفي بين عملية الإصلاح و التنمية الاقتصادية و بالتالي عدم تحقيق الأهداف المدرجة في أي عملية إصلاحية أو تنموية.
4.تحديات عملية وتكنولوجية :بات من المؤكد ان القرن الحالي من ابرز سماته التطور الهائل في المجال العلمي والتكنولوجي ،فمجتمع ما بعد الثورة الصناعية أو مجتمع المعرفة كما ينشده الكثير من علماء التربية في العالم يفرض تحديات على النظم التربوية في كل انحاء العالم المتقدمة منها والنامية على حد سواء فاستشعار هذا التوجه صار أمرا ضروريا عند الإقدام على أي مبادرة تجديدية او إصلاحية للنظام التربوي[28].
خاتمة :
حاولت المدرسة الجزائرية رسم معالمها من جديد من خلال الإصلاحات التي حاول خلالها القائمين بعمليات الإصلاح والتجديد في الفكر التربوي الجزائري، والذي خاض شوطا كبيرا من اجل بناء مدرسة المستقبل مدرسة حديثة تواكب التغيرات العالمية، وتكسر جموح التحديات الراهنة خاصة التحديات المعرفية و التكنولوجية التي أصبحت من الأساسية والرواكز التي لابد من أي مدرسة في القرن الحالي من امتلاكها من أجل بناء الفرد القادر على إحداث التغيير المتمكن فكريا ووجدانيا ومهاريا.
قائمة المراجع :
1.ابن منظور، لسان العرب،ط3،دار الطباعة و النشر، بيروت، لبنان، 2004.
2.المجلس الأعلى للتربية ،المبادئ العامة للسياسية التربوية الجديدة وإصلاح التعليم الأساسي، الجزائر، 1998.
3.أم الخير بدوي، التغير البنائي-الوظيفي للمدرسة الجزائرية في ظل التحديات العالمية الراهنة –دراسة تحليلية لاتجاهات أساتذة التعليم المتوسط، أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الطور الثالث، تخصص علم اجتماع التربية، قسم العلوم الاجتماعية، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة محمد خيضر بسكرة ، الجزائر، 2016.
4.أحمد بوعبزة، يوسف حديد، “سوسيولوجيا المدرسة و المعلم في الجزائر، مجلة آفاق علمية، المجلد11، العدد01، المركز الجامعي لتامنغست، 2019.
5.إبراهيم هياق، اتجاهات أساتذة التعليم المتوسط نحو إصلاح تربوي في الجزائر (أساتذة متوسطات أولاد جلال وسيدي خالد نموذجا )، مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في علم اجتماع التربية ،قسم علم الاجتماع ،كلية العلوم الاجتماعية ،جامعة قسنطينة ، الجزائر، 2011.
6.حسين حسن البيلاوي ،الإصلاح التربوي في العالم الثالث ، د .ط ، عالم الكتب ، القاهرة، مصر، 1998.
7.حورية لبوابي ، مهدي بلحميتي، التكوين بين واقع وآفاق إصلاحات المنظومة التربوية الجزائرية، مجلة التنمية وإدارة الموارد البشرية، العدد08، جامعة البليدة، 2017.
- سميرة بوشعالة،”تحديات المؤسسة التربوية الجزائرية ما بين الماضي و الحاضر“، مجلة البحوث والدراسات الإنسانية ،عدد 14، جامعة 20 أوت1955، 2017.
9.طاهر زرهوني، التعليم في الجزائر قبل و بعد الاستقلال، موفم لنشر و الطبع ،المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية وحدة الغاية، الجزائر 1994،الإيداع القانوني السداسي الثاني 1993.
10.عائشة بن النوي، نوال بن عمار، إسهامات الإصلاحات التربوية و التعليمية على التنمية الاجتماعية في الجزائر، ورقة مقدمة في الملتقى الوطني حول مسار إصلاح التعليم في المنظومة التربوية الجزائرية وسؤال الجودة، المنظم من طرف مخبر تطوير نظم الجودة في مؤسسات التعليم العالي و الثانوي، جامعة باتنة1، الجزائر، يومي17/18 أكتوبر، 2018.
11.عبد الناصر سناني ، “المدرسة وجهود الإصلاح التربوي في الجزائر ما مدى مساهمة ثقافات المدرسة في بلورة عملية الإصلاح، مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسية، المجلد04، العدد07، دار كنوز الحكمة، الجزائر، 2016.
12.عبد الباسط ولد عمري، إسهام التعليم في النمو الاقتصادي (دراسة حالة الجزائر خلال الفترة1980- 2013)، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير، تخصص اقتصاد كمي، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، جامعة أمحمد بوقرة، بومرداس، الجزائر، 2016.
13.على أسعد وطفة ، على جاسم الشهاب ، علم الاجتماع المدرسي بنيوية الظاهرة المدرسية ووظيفتها الاجتماعية، المؤسسات الجامعية للدراسات و النشر، بيروت، لبنان، 2004.
14.فضيلة حناش، على فارس، “تبني المدرسة الجزائرية للمقاربة بالكفاءات في ضوء الإصلاح التربوي الأخير مقاربة نظرية تحليلية، مجلة التربية و الصحة النفسية، المجلد5، العدد01، جامعة الجزائر2، 2019.
15.فاطمة ديب، استراتيجية تعليم المواد اللغوية في المدارس الابتدائية ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة ،كلية الآداب واللغات ،قسم اللغة العربية و آدابها ،تلمسان ، الجزائر، 2017.
16.ليلى مقاتل،تقويم المناهج في ظل الإصلاحات التربوية في الجزائر (دراسة ميدانية من وجهة نظر أساتذة التعليم المتوسط –ولاية الوادي -،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علم اجتماع التربية قسم علم الاجتماع ،كلية العلوم الاجتماعية، جامعة بسكرة، الجزائر، 2016.
- مختارية بن عابد، “المدرسة الجزائرية في ظل الإصلاحات التربوية واقع و آفاق، مجلة الرواق، العدد03، المركز الجامعي غليزان، 2016.
18.. محمد فؤاد جلال، إتجاهات التربية الحديثة، ط2، المطبعة النموذجية، مصر، د.ت.
19.محمد منير مرسي، الإصلاح و التجديد التربوي في العصر الحديث، عالم الكتاب ، مصر، 1996.
- هنية عريف ،”اللغة العربية ومناهجها في ظل إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر ما بين المقومات الهوية الوطنية و تحديات العولمة “،مجلة الأثر ،العدد 29 ،ديسمبر ،جامعة قاصدي مرباح، الجزائر، 2017.
[1]عبد الناصر سناني، “المدرسة و جهود الإصلاح التربوي في الجزائر ما مدى مساهمة ثقافات المدرسة في بلورة عملية الإصلاح، مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسية، المجلد04، العدد07، دار كنوز الحكمة، الجزائر، 2016، ص2-3
[2]مختارية بن عابد، “المدرسة الجزائرية في ظل الإصلاحات التربوية واقع و آفاق، مجلة الرواق، العدد03، المركز الجامعي غليزان، 2016، ص106
[3]أم الخير بدوي، التغير البنائي-الوظيفي للمدرسة الجزائرية في ظل التحديات العالمية الراهنة –دراسة تحليلية لاتجاهات أساتذة التعليم المتوسط، أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الطور الثالث، تخصص علم اجتماع التربية، قسم العلوم الاجتماعية، كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية، جامعة محمد خيضر بسكرة ، الجزائر، 2016، ص42
[4] أحمد بوعبزة، يوسف حديد، “سوسيولوجيا المدرسة و المعلم في الجزائر، مجلة آفاق علمية، المجلد11، العدد01، المركز الجامعي لتامنغست، 2019، ص429
[5]أحمد بوعبزة، يوسف حديد/ مرجع سابق، ص429
[6]أم الخير بدوي، مرجع سابق، ص42.
[7] على أسعد وطفة، على جاسم الشهاب، علم الاجتماع المدرسي بنيوية الظاهرة المدرسية ووظيفتها الاجتماعية، المؤسسات الجامعية للدراسات و النشر، بيروت، لبنان، 2004، ص16-17
[8]على أسعد وطفة، على جاسم الشهاب، مرجع سابق، ص20
[9]ابن منظور، لسان العرب،ط3،دار الطباعة و النشر، بيروت، لبنان، 2004، ص93
[10]حسين حسن البيلاوي ،الإصلاح التربوي في العالم الثالث ، د .ط ، عالم الكتب ، القاهرة، مصر، 1998، ص9
[11]محمد منير مرسي، الإصلاح و التجديد التربوي في العصر الحديث، عالم الكتاب ، مصر، 1996، ص6
[12]حورية لبوابي، مهدي بلحميتي، التكوين بين واقع و آفاق إصلاحات المنظومة التربوية الجزائرية، مجلة التنمية و إدارة الموارد البشرية، العدد08، جامعة البليدة، 2017، ص58
[13] محمد فؤاد جلال، اتجاهات التربية الحديثة، ط2، المطبعة النموذجية، مصر ، د.ت، ص80
[14]أم الخير بدوي، مرجع سابق، ص175
[15]فاطمة ديب ، استراتيجية تعليم المواد اللغوية في المدارس الابتدائية ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة ،كلية الآداب و اللغات ،قسم اللغة العربية و آدابها ،تلمسان ، الجزائر، 2017، ص5
[16]المجلس الأعلى للتربية ،المبادئ العامة للسياسية التربوية الجديدة و إصلاح التعليم الأساسي ،الجزائر، 1998، ص111
[17]طاهر زرهوني ، التعليم في الجزائر قبل و بعد الاستقلال، موفم لنشر و الطبع ،المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية وحدة الغاية ،الجزائر 1994،الإيداع القانوني السداسي الثاني 1993، ص121-122
[18]ليلى مقاتل ،تقويم المناهج في ظل الإصلاحات التربوية في الجزائر (دراسة ميدانية من وجهة نظر أساتذة التعليم المتوسط –ولاية الوادي -،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علم اجتماع التربية قسم علم الاجتماع ،كلية العلوم الاجتماعية، جامعة بسكرة، الجزائر، 2016، ص66
[19]سميرة بوشعالة ،”تحديات المؤسسة التربوية الجزائرية ما بين الماضي و الحاضر” ،مجلة البحوث و الدراسات الإنسانية ،عدد 14 ، جامعة 20 أوت ،1955، 2017، ص82
[20]هنية عريف ،”اللغة العربية ومناهجها في ظل إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر ما بين المقومات الهوية الوطنية و تحديات العولمة “،مجلة الأثر ،العدد 29 ،ديسمبر ،جامعة قاصدي مرباح، الجزائر، 2017، ص80
[21]سميرة بوشعالة، مرجع سابق، 83
[22]فضيلة حناش، على فارس، “تبني المدرسة الجزائرية للمقاربة بالكفاءات في ضوء الإصلاح التربوي الأخير مقاربة نظرية تحليلية، مجلة التربية والصحة النفسية، المجلد5، العدد01، جامعة الجزائر2، 2019، ص111-112
[23]عائشة بن النوي، نوال بن عمار، إسهامات الإصلاحات التربوية و التعليمية على التنمية الاجتماعية في الجزائر، ورقة مقدمة في الملتقى الوطني حول مسار إصلاح التعليم في المنظومة التربوية الجزائرية وسؤال الجودة، المنظم من طرف مخبر تطوير نظم الجودة في مؤسسات التعليم العالي و الثانوي، جامعة باتنة1، الجزائر، يومي17/18 أكتوبر، 2018، ص.12.
[24]عائشة بن النوي، نوال بن عمار، مرجع سابق، ص13
[25]عبد الباسط ولد عمري ، إسهام التعليم في النمو الاقتصادي (دراسة حالة الجزائر خلال الفترة1980- 2013)، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير، تخصص اقتصاد كمي، كلية العلوم الاقتصادية و التجارية وعلوم التسيير، جامعة أمحمد بوقرة، بومرداس، الجزائر، 2016، ص150
[26]أم الخير بدوي ، مرجع سابق، ص207
[27]إبراهيم هياق ، اتجاهات أساتذة التعليم المتوسط نحو إصلاح تربوي في الجزائر (أساتذة متوسطات أولاد جلال و سيدي خالد نموذجا )، مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في علم اجتماع التربية ،قسم علم الاجتماع ،كلية العلوم الاجتماعية ،جامعة قسنطينة ، الجزائر، 2011، ص146
[28]إبراهيم هياق، مرجع سابق، ص147