
الطقوس والمعتقدات الدينية المرتبطة بالأضاحي البشرية في الهند وشرق أسيا (اليابان والصين)
Rituals and religious beliefs associated with human sacrifices in India and East Asia (Japan and China)
د زينب عبد التواب رياض خميس/جامعة أسوان،مصر
Dr.Zainab Abd El-twab Riad Khamiss/Aswan University
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد60 الصفحة 43.
Abstract
The rituals of human sacrifice were one of the most prominent ideological features in India and East Asia since ancient times, the ways of expressing this phenomenon or habit have varied between Buddhism and Shintoism Based on the diversity of religious beliefs in India, Japan and China.
Rituals and customs varied between sati and the doctrine of reincarnation and self-suicide, Each of these religious beliefs and inherited customs have their own requirements, which sometimes went to self-sacrifice, Or offering human sacrifices on specific occasions for the purpose of being closer to the Divine Self, It is difficult to understand any of these religions without going deeper into their identity, To understand its dimensions and symbols and what each symbol refers to the meanings and philosophical connotations.
In Hinduism, Buddhism, or other positivist religions, the soul was the foundation and foundation of these doctrines. The soul is the force that controls things and people. It is continuous and renewed even after the death of man, Despite the status and holiness of the soul, it was presented as a sacrifice by its loss within one of the most important rituals of sacrificing human sacrifice. And what are the most important vocabulary of those rituals and religious beliefs that prevailed both in India and East Asian countries, especially Japan and China, are these positivist religions an extended image of the prehistoric religion, which this research will try to shed light on to explain it.
key words: ) Self-suicide, human sacrifice, soul, Hinduism, Shintoism, sati, reincarnation)
ملخص:
كانت طقوس تقديم الأضاحي البشرية واحدة من أبرز الظواهر العقائدية في الهند وشرق أسيا منذ أقدم العصور، ولقد تنوعت طرق تطبيق تلك الظاهرة أو العادة ما بين الهندوسية والبوذية والشنتوية وذلك بتنوع المعتقدات الدينية في الهند واليابان والصين.
فما بين الساتي وعقيدة التناسخ والانتحار الذاتي تنوعت الطقوس والعادات، ولكل من تلك العقائد الدينية والعادات الموروثة متطلباتها التي ذهبت أحياناً الى التضحية بالنفس، أو تقديم أضاحي بشرية في مناسبات معينه بغرض التقرب الى الذات الإلهية، ويصعب فهم أي من تلك الديانات الوضعية دون التعمق في هويتها وكنهها، لفهم أبعادها ورموزها وما يشير اليه كل رمز من معاني وإيحاءات فلسفية.
كانت الروح في العقيدة الهندوسية أو البوذية أو غيرها من الديانات الوضعية هي المحور والأساس الذي عليه قامت وتأسست تلك المذاهب، فالروح هي القوة التي تسيطر على الأشياء والبشر، وهي مستمرة ومتجددة حتى بعد موت الانسان، ورغم مكانة وقداسة الروح الا أنها كانت تقدم كقربان بزهقها ضمن أحد أهم طقوس تقديم الأضاحي البشرية، فكيف كان هذا التناقض، وما أسبابه، وما هي أهم مفردات تلك الطقوس والمعتقدات الدينية التي سادت سواء في الهند أو دول شرق أسيا لاسيما اليابان والصين، وهل تعد هذه الديانات الوضعية صورة ممتدة للديانة انسان عصور ما قبل التاريخ، هذا ما سيحاول البحث القاء الضوء عليه لتفسيره.
الكلمات المفتاحية: (الانتحار الذاتي، التضحية البشرية، الروح، الهندوسية، الشنتوية، الساتي، التناسخ)
مقدمة:
تنتشر في قارة آسيا العديد من المذاهب العقائدية التي يطلق عليها أحيانا اسم الأديان الشرقية وأحيانا أخرى اسم الديانات الوضعية، وكانت أشهر هذه الديانات: الهندوسية والبوذية والسيخية والكونفوشيوسية وغيرها. وجميعها ديانات من وضع الإنسان، جعل لها رموز معينة يستدل منها على فلسفة تلك الديانات، والواقع أن الرموز الدينية التي امتلكها الإنسان منذ القدم قد أثرت في حياته وأفكاره؛ وكان لهذه الرموز قدسيتها، ذلك أن الرمز الديني يدخل ضمن إطار علاقة الإنسان بالإله الذي يعبده، أو العقيدة التي يعتقدها؛ ولهذا كان هناك هالة خاصة من التبجيل والتقديس، ويخصونها بمزيد من العناية، كما أنها تفرض عليهم الهيبة والخوف والرجاء والمحبة كتعابير نفسية تجاه هذه العلامات والرسوم.
وكانت أول الأسباب التي دعتني الى تناول هذا الموضوع هو الإجابة على عدة تساؤل دارت في ذهني بشأن تطور الأديان؛ ما الفرق بين الأديان الوضعية، ودين الانسان في عصور ما قبل التاريخ؟ ولما ارتبطت عادة التضحية البشرية ببعض تلك الديانات الوضعية؟
حاولت الدارسة من خلال هذا البحث القاء الضوء على طبيعة فكر وعقيدة الأديان الوضعية، وذلك للإجابة على التساؤلات آنفة الذكر، وكانت الإجابة لا تخلو من وجاهة، فلو فكرنا بعقل انسان ما قبل التاريخ، لكان التفسير أقرب الى منطق أصحاب تلك الديانات الوضعية التي تقنع نفسها بأمور من محض خيالها وتصورها، ولا تمط للواقع الفعلي بأي صلة.. إنه الدين؛ المحرك الفعلي لأي شعب وأي حضارة، إنه القوة التي تُحرك المجتمع وتصبغ حضارته وتوجهه بمجموعه من الرموز الخاصة به، فمن خلال العقيدة بتصوراتها أبدعت العقول الإنسانية رموز دينية وأساطير ربطتهم بمقدسات معينة وطقوس خاصة.
وتكمن قوة الرمز الديني في كونه يحمل في مضامينه كماً هائلاً من التراث الديني والعقائدي لأولئك الناس الذين يقدِّسونه.[1] ولكي يتسنى لنا فهم تلك الرموز، وطبيعة هذه الأديان الوضعية وعلاقتها بتقديم الأضاحي البشرية، لابد من تناول كل بلد من البلاد الثلاثة على حده (الهند، اليابان، الصين)، والإشارة الى أهم العقائد التي سادت في كلا منها، وذلك للوقوف على تفاصيلها وطبيعة ممارساتها الطقسية.
أولاً: الهند
تقع جمهوريّة الهند إلى الجنوب من قارّة آسيا، وتبلغ مساحتها ما يقرب من مليوني ميل مربع، وتعتبر الهند من أكبر دول العالم من حيث المساحة، وتشترك في حدودها مع الصين، وباكستان، ونيبال، وأفغانستان، وبنغلادش وغيرها[2]. ولقد مرت الهند في تاريخها بمراحل من الحرب والسلم، وبحلول السلم ازدادت الديانة أهمية اجتماعية وتعقداً في الطقوس، وقد تطلبت الديانة وسطاء بين الناس وآلهتهم ولهذا ازدادت الديانة البراهمية قوة[3]. وكانت تلك الوساطة تطلب ضمن مفرداتها تقديم الأضاحي البشرية.[4]
الطقوس والمعتقدات الدينية في الهند
تعد الهندوسية أشهر ديانات الهند، وهي تقوم أصلا على عباد الروح وتقديسها، أياً كانت هذه الروح.. فقد تكون لأحد الحيوانات أو الحشرات. وتغالي الأقلية المتعصبة في هذا النوع من العبادة، حتى إنهم يرفضون قتل برغوث أو بعوضة، ويتركونها تمتصّ غذاءها من دمائهم، مع علمهم بما قد تحمله من أمراض.[5]
وأصل كلمة الهندوسية مشتقة من كلمة سند لأن أهل فارس واليونان كانوا يتجولون على سواحل السند ويغيرِّون حرف السين إلى الهاء، فقالوا الهند، ومن كلمة استهان ومعناها: المقر وكانت ثقيلة عليهم فجعلوها استان بحذف الهاء ثم قرنوا بينهما فقالوا هندوستان أي مقر أهل الهند وسموا سكانها هندو وإليها نسب دينهم الهندوسية، وهو عبارة عن مجموعة من العقائد والعادات والتقاليد الي تشكلت عبر مسيرة طويلة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر، وتتكون في أصلها من امتزاج عقيدتين: عقيدة الشعوب الآرية التي غزت الهند، وعقيدة أهل البلد الأصلين.[6]
تنوعت الطقوس والمعتقدات الدينية في الهند ما بين طقوس جماعية وأخرى فردية[7]، وكانت اعظم الطقوس الجماعية في الهند هي تقديم القرابين، وأعظم الطقوس الخاصة الفردية هي التطهر، فالقربان عند الهندي ليس مجرد صورة خاوية، لأنه يعتقد انه اذا لم يقدم للآلهة طعام فإنها تموت جوعا[8]، وكانت القرابين في الهند كما في غيرها من كثير من بلاد العالم لابد وأن تكون أضحية بشرية[9]، بل ويفضل أن تكون من الرجال؛ إذ كانت “كالي” تحب ان يكون قربانها رجالا، وفسر هذا بأنها انما تحب ان تأكل رجالا من اهل الطبقات الدنيا وحدها، فلما تقدمت الأخلاق اخذ الآلهة يكتفون بالحيوان قربانا، فكان الناس يضحون لهم بالكثير منه، على ان الماعز كان ذا منزلة خاصة في هذه الاحتفالات، ثم جاءت البوذية والجانتية و”اهمسا” فحرمت التضحية بالحيوان في بلاد الهندستان ثم عادت العادة مجراها القديم حيث حلت الديانة الهندية محل البوذية[10] .
والبراهمية دين وضعي يدين به الغالبية العظمى من أهل الهند، وفي الهند القديمة كان البراهمة يعلمون تلاميذهم ان كعكة الارز التي يقدمونها كأضحية انما هي بديل عن الكائنات البشرية وان ذلك الكعك يتحول إلى أجسام رجال حقيقيين على يد الكاهن فكان الهنود يضعون قطعة من الكعك كبيرة جداً على صورة معبودهم، وفي كل عام يضعون الكعكة على صورته فيكسرونها ويوزعونها بينهم ويأكلونها وهم يعتقدون أنهم يأكلون جسد معبودهم، وكانوا يقولون وهم يأكلونها: أكلنا ربنا، ويقولون: إنا نحفظ الله ونحرسه حين نأكله.[11]
ويسود في الهند أعلى نسبة من الاعتقادات الخرافية والأساطير فمن الصعب أن تجد هندوسيا لا يعبد عددا من الآلهة فالعالم عنده زاخر بها، حتى أنه يصلي للنمر الذي يفترس أنعامه ولجسر الحديد الذي يصنعه الأوربي وللأوربي نفسه عند الحاجة لذلك. ويسود في الهند أيضا التعامل بالسحر والشعوذة حيث يؤمن الهندي بالأرواح الشريرة والتقمص، حيث أن روح الإنسان بعد موته يمكن أن تحل في جسد آخر وتكون قد مرت بمراحل من التناسخ، فإذا كانت النفس طيبة فإنها تحل في صورة حسنة وأما إذا كانت شريرة فان هذه الروح سوف تحل في جسد خنزير أو أفعى، ولعل هذا المعتقد قد نشأ نتيجة الديانة التي يؤمن بها الهنود (الهندوسية)[12].
كما يقدس الهنود البقرة ويعتبرونها مصدر للحياة ويحرمون أكلها، وقد يكون ذلك بقايا الفكر الطوطمي الذي يمنع أكل لحومها نظرا لأهميتها في حياتهم ولعل عبادتهم للحيوانات أو تقديسها يرجع الى تفكيره بأن الله يمكن أن يتجلى في أحد الحيوانات، وتنتشر في الهند ظاهرة غريبة وهي تقديس العضو الذكري وكذلك العضو الأنثوي وذلك لاعتقادهم أنهما مصدر الحياة والتجدد والبقاء، وتنتشر المعابد والمحارق اذ يعتقد الهنود ان حرق جثث الموتى امر هام الغرض منه عدم تدنيس الأرض وهذه من معتقدات الديانة الهندوسية.[13]
عقيدة التناسخ
هي احدى العقائد البوذية التي قامت على مبدأ وحدة الوجود وتناسخ الأرواح، فالله والمخلوق واحد، والروح سرمدية تذهب الى الجنة او الى النار، ولقد تعددت عقائد الهندوس، فهم يؤمنون بأن الروح خالدة لا تموت ولا تولد ولكنها ببساطة تنتقل من جسد إلى آخر وهذه العملية تتحكم فيها الكارما (Karma) أي أعمال وأقوال الإنسان في حياته السابقة (السيئات والحسنات) وعلى أساسها يتحدد الشكل الجديد الذي سيولدون به.[14]
فعند الهندوس منذ “البراهمية” الى البوذية أن الأرواح تتناسخ؛ أي أن الأرواح لا تموت ولا تفنى؛ فهي تنتقل من بدن إلى بدن كما أنها تنمو صعدًا نحو الإنسان منذ الطفولة إلى الشيخوخة، ذلك أن النَّفْس تتطلب الكمال في حين أن الفرد قصير العمر.[15]
أي أن الأرواح في اعتقاد أصحاب هذه العقيدة تنتقل بعد مفارقتها الأجساد إلى أجساد أخرى، وأن هذه الروح جوهر خالد أزليٌّ، أما الجسد فهو قميصها الذي يبلى فتستبدله بقميص آخر تنتقل إليه. ولهذا يسمى التناسخ – أحيانًا – تقمص، ويعنون بالتقمص انتقال الروح من جسد إلى جسد آخر، وإن كان البعض يفرق بن التناسخ والتقمص، فيجعل التقمص انتقال الروح من إنسان إلى إنسان آخر فقط، بينما التناسخ يشمل انتقالها من إنسان إلى إنسان أو حيوان أو نبات، وبذلك يكون التناسخ أعم من التقمص. وإنما سمي تناسخ الأرواح بهذا الاسم، ولم يسمَّ تناسخ الأجساد؛ لأن جوهر النظرية هو الروح وليس الجسد، وأن وظيفة الجسد فيها مقصورة على أنه وعاء لتتابع الروح وميدان تداولها، وليس موضوع التتابع والتداول.[16]
ومن الأمور المسلَّم بها في الهند منذ أقدم الأزمنة، أن الإنسان لا يختص وحده بصفات الجود والتضحية بالنفس والوفاء والمحبة وسائر الصفات الأخلاقية الرفيعة، إنما يتصف بها أيضًا الحيوان والطير، وحتى الأشجار والزهور، كما هو وارد في العديد من الأساطير الهندية.[17] فروح المتوفي قد تنتقل الى حيوان أعلى أو أقل منزلة لتنعم أو تعذب جزاء على سلوك صاحبها الذي مات، وقد شاع أمر تلك العقيدة بين الهنود وغيرهم من الأمم القديمة.[18]
طقس الساتي
كان الانتحار أحد الأمور التي عرفت في الهند ضمن الأنظمة المقبولة والمشروعة في المجتمع وذلك فيما عُرف بطقس الساتي، فقد كانت الأرملة الهندوسية في الهند تقدم على الانتحار تأكيدا لحبها ووفائها للزوج الراحل، وكان تنفيذ الانتحار يتم أثناء مراسيم دفن الزوج، كان ذلك حتى نهاية الأربعين الأولى في اليابان بنظام من القرن العشرين[19].
وطقس الساتي الجنائزي هو تقليدٌ قديمٌ جداً يتمُّ اتّباعه من قبل معتنقي الديانة الهندوسية، فبعد وفاة الزوج وحرقه لنثر رماده في النهر، تقوم الزوجة التي يتوفي عنها زوجها بحرق نفسها برغبة منها في فعل ذلك أو من دون رغبة برمي نفسها في محرقة زوجها.[20] فهو طقس يعتمد على التضحية البشرية المسببة، فبموت الزوج يُضحى بالزوجة لتُحرق معه وتشاركه نفس النهاية. الا أن عادة “الساتي ” قد وقفت بعدئذ.[21]
التضحية البشرية في الهند
التضحية البشرية هي ممارسة يتم فيها قتل شخص أو أكثر، ويقدم عادة كقربان الى المعبود، أو كجزء من ممارسة شعائرية دينية، وتمارس هذه العادة في حضارات عدة عبر التاريخ، واليوم تعد واحدة من أكثر الممارسات شيوعا لاسيما في العديد من المناطق بالهند ونيبال[22].
وإذا كان الهنود قد عرفوا عادة التضحية البشرية بحرق الأرامل، فنادراً ما أكلوا ضحاياهم.. الا أن هناك حالات ثبت فيها تناولهم للأضاحي البشرية أثناء الاحتفال بتقديم أضحية بشرية للربة “كالي”[23]، وكانت العائلة الملكية المحلية تتناول قدر ضئيل من الأرز المطهو في دم الأضحية كنوع من المشاركة في الاحتفال.[24]
و”كالي” أو “كاليكا” هي الإلهة الأم المرتبطة بالموت والدمار في الهندوسية، ورغم تلك السمة الدموية لها الا أنها تعد الهة الزمن والتغيير أيضاً، وهي تبدو سوداء وعنيفة كرمز للدمار، وفي المعتقدات التانترية كانت رمز للحقيقة العليا. (شكل:1)
وارتبطت “كالي” بتقديم القرابين البشرية، ولقد أصبحت التضحية البشرية واحدة من أكثر العادات ممارسة في الهند لاسيما في عام 2016، وعلى الرغم من الموانع التي تحول دون ممارسة تلك العادة الا أنها لازالت تُمارس وعثر على حالات تؤكد ذلك، بل أن الأمر أصبح في تزايد مستمر حيث تم تسجيل 35 حالة في عام 2016. وتشير الحالات المسجلة إلى الدور الرئيسي الذي يلعبه كهنة التانتريك في هذه الانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان. والتانترزم Tantrism هي مزيج من الممارسات الصوفية المعروفة في الديانة الهندوسية، والتي لديها الملايين من الأتباع في جميع أنحاء الهند[25]. ولكهنة التانتريك دور هام في حياة من يعتنق هذا الفكر، إذ يتم استشارتهم في كل شيء وفي أي مشكلة سواء كانت مشاكل تتعلق بالزواج أو الإنجاب، فهم الوسطاء بين الربة “كالي” وبين العامة من الشعب، ويوهمون الناس بأن الربة كالي تمنح الثراء والثروة لمن يقدم لها أضحية بشرية، فيجد كل من في قلبه رغبة في الثراء ورغد العيش بتقديم أحد أفراد عائلته كقربان لـ “كالي” وغالبا ما يكون من الأطفال[26]. (شكل:2)
وعرفت كذلك التضحية بالنساء لاسيما ضمن طقوس ممارسة السحر الأسود من قبل كهنة التانتريك (شكل:3)، ففي احدى حالات تلك الطقوس الدموية قتلت سيدة في الخمسين من عمرها، قتلها سته من الرجال كان من بينهم كهنة التانتريك وذلك في إطار التقدمة البشرية في نومباي Mumbai بالهند[27].
وتمارس عادة التضحية البشرية بوضوح لدى قبائل الكوند، وهي قبائل تعيش في التلال والغابات في أوراسيا في شرق الهند، وفي اعتقاد قبائل الكوند أن الآلهة والإلهة شديدة الحساسية تجاه الإهمال والعصيان وانتهاك المحظورات. تتفاعل من خلال تدمير المحاصيل، وإرسال نمر لمهاجمة الماشية أو جعل الجاني مريضا، ومن ثم يجب أن يتم تحفيزهم من خلال عروض الدم، وبالتالي لابد من تقديم الأضاحي سواء من البشر أو من الحيوانات، ويدير الكهنة طقوس الكوند، وبالتالي فالتضحية جزء لا يتجزأ من دين الكوند.[28]
ثانياً: اليابان
تتكون اليابان من مجموعة من الجزر التي تطل على المحيط الهادي وتقع بالقرب من الساحل الشرقي لكتلة الأرض التي تمثل القارة الآسيوية الأوروبية الضخمة، وتعد أكبر وأهم جزرها هي جزيرة “هوندو” أو “هونشو” التي يبلغ طولها 1130 ميل، ومتوسط عرضها 73 ميل، وكانت الزلازل هي السبب الرئيس في تكوين أرخبيل تلك الجزر باليابان.[29]
وسيطر الفكر الأسطوري على الشعب الياباني منذ الأزل، وفي اليابان عُرفت العديد من العقائد والأساطير إذ كانت العاطفة الدينية عند اليابانيين الأولين تجد ما يشبعها في العقيدة بأن لكل كائن روح، فعرفوا الطوطمية وعبادة الأسلاف وعبادة العلاقة الجنسية.[30]
الطقوس والمعتقدات الدينية في اليابان
اعتقد اليابانيين الأولين أن الأرواح سارية في كل شيء.. في كواكب السماء ونجومها؛ في نباتات الحقل وحشراته؛ في الحيوان والإنسان، وكانوا يعتقدون أن عدداً لا يحصى من الآلهة يحوم في الدار وساكنيها ويرقص مع ضوء المصباح ووهجه إذا رقص. وكانوا يعتقدون أن الاتصال بالآلهة يكون بإحراق عظام غزال أو قوقعة سلحفاة، وبفحص العلامات والخطوط التي تحدثها النار يتنبؤون بما قد يحدث في المستقبل، فيقبلون أو يدبرون عن القيام بأي عمل تبعا لما تخبرهم به تلك الخطوط، وكان اليابانيين يخافون الموتى ويعبدونهم، لأن غضبهم قد يُنزل بالعالم شراً مستطيراً، فلكي يسترضوا هؤلاء الموتى كان لزاماً عليهم أن يقدموا إليهم الغالي والنفيس من الهدايا والقرابين[31].
العقيدة الشنتوية
نشأت الشنتوية من عبادة الأسلاف، وتعد الشنتوية أقدم ديانة قائمة في اليابان، وتعرف بـ “شنتو” أي طريق الآلهة، وتعرف على عدة صور منها:
- العقيدة المنزلية التي تتجه بالعبادة الى أسلاف القبيلة
- وعقيدة الدولة: التي تتجه بالعبادة الى الحاكمين الأسلاف وهم الآلهة الذين أسسوا للدولة بناءها.[32]
والشنتوية أو الشنتو كلمة صينية الأصل مكونة من مقطعين: شين “shen”، وتعني: الإله أو الروح، وتاو “Tao” وتعني الطريق، والمراد بها: طريق الآلهة. والشنتو هو الدين التقليدي لليابانيين، ويسمونه بلغتهم “كامي–نو–ميتشي” ومعناها أيضًا: طريق الآلهة، غير أن التسمية الصينية غلبت عليه واشتهر بها. ولم تذكر لنا المصادر الكثير عن الشنتو قبل دخول البوذية إلى اليابان، ومما يقال في ذلك أنها تولدت من الخوف من مظاهر الطبيعة؛ إذ يعتقد اليابانيون أن كل الحركات الأرضية والسماوية هي بمنزلة الأدلة أو نتائج الأنشطة الإلهية.[33]
ومن ثم فقد تطورت المذاهب البدائية لعبادة الطبيعة إلى مذاهب لعبادة آلهة الأسلاف وأرواح الأسلاف، ولم يكن هناك تمييز واضح بين الإله والبشر، وبين الطبيعة والآلهة، ومن هنا كانت مبادئ الديانة “الشنتوية”.[34]
وسيطر معتقد الشنتو على الشعب الياباني، ووفقا لهذا المعتقد فأن مؤسس السلالة الإمبراطورية هو سليل الشمس المقدسة وقد وصل الى الأرض مرورا بالكوبرا العائمة بين الأرض والسماء، والتي تتمثل بمعناها الطريق الى الآلهة وذلك لتمييزها عن الديانة البوذية، تتركز هذه الممارسات الدينية حول عبادة الآلهة أو (كامي) والتي تتمثل في عبادة إحدى الظواهر الطبيعية أو الأجداد الأسطوريين والذين كانوا في اغلب الأحيان ظواهر من الطبيعة كالشمس مثلا، وكان الخط الفاصل بين الإنسان والطبيعة خطا واهيا فكان من السهل إضفاء صفة الألوهية على رجل مهيب أو غير عادي، والغريب انه لم يكن هناك ارتباط بين المفاهيم الدينية والمفاهيم الأخلاقية باستثناء الخوف من الطبيعة واحترامها.[35]
وتقوم فلسفة الشنتو على التفرقة ما بين ما هو نقي وما هو ملوث بدلا من فكرة الخير والشر، وفي أفكار الشنتو لا توجد جهنم أو محاكمة أو عذاب وأما عن روح الميت فقد اعتقدوا أنها ُأطلق سراحها من قيودها المادية لتصبح جزء من تكوين الطبيعة، وتهتم الشنتو بالحياة أكثر من اهتمامها بالموت ولذلك تتعدد الاحتفالات الدينية والتي كان اليابانيون يزورون فيها المعابد حيث تتداعم الصلة بين الفرد والكامي.[36]
الشنتو لا يؤمنون بحياة أخرى غير الحياة الدنيا، والموت عندهم ينتهي بجسم المتوفي إلى منطقة ملوّثة، أمّا روح الميّت، فقد أطلق سراحها من قيودها المادية لتصبح مرة أخرى جزءاً من قوى تكوين الطبيعة.[37]
وكما جرت العادة فأن اليابانيون كانوا يخافون الموتى ويعبدونهم لأنهم كما يعتقدون ان غضبهم سوف ينزل بالعالم شرا مستطيرا ولكي يسترضوا الموتى ويحافظون على رضائهم كانوا يضعون النفائس في قبورهم وكان يختلف باختلاف المتوفي، ففي حال كان المتوفي ذكرا فانهم يضعون سيفا الى جانبه ويضعون، مرآة إذا كانت امرأة بالإضافة الى تقديمهم الطعام وأداء الصلاة أمام صور أسلافهم كل يوم بالإضافة الى ذلك اتجه اليابانيون في عبادة أرواح الآباء الى أكثر من هذا حيث تطورت هذه العبادة لتصبح لها معابد فالأباطرة العظام لهم معبد تعبد فيها أرواحهم وكذلك الأبطال، كما توجد معابد تعبد فيها السيوف التي خاض بها أصحابها معارك وحققوا انتصارات على اعدائهم، فإن للسيف روحا هي التي ساعدت صاحبه على تحقيق الانتصارات.[38]
الأضاحي البشرية في اليابان
ارتبطت التضحية الآدمية في اليابان بنوع من الروحانية، تلك الروحانية التي وجدت طريقها فيما عُرف بالشامانية[39]، ولقد لعبت الشامانية دور هام في عقيدة اليابانيين وكان للمرأة الدور الأهم في تلك العقيدة، فخلال طقوس الكامتسوكي كانت المرأة تؤدي دور الوسيط بين الكامي وبين الأحياء، فكانت تمنع الطعام طيلة 21 يوم ثم تذهب أثناء القيام بطقوس معينة الى الاستحمام في الماء البارد، وهي في حالة من الإرهاق الذهني والبدني الشديد. وبفضل مدرسها الأكبر سنا ومساعديها الآخرين، وكذلك أصوات الآلات الطقوسية، مثل الطبول والأجراس والصنوج وما شابه، تبدأ المرأة بالصلاة والنصوص من السوترا. في أجواء الإثارة الهائلة والتوقعات الكبيرة، تبدأ المرأة بالتواصل مع بوذا أو كامي، الذي عادة ما يشتهر على المستوى الوطني أو المحلي، أو هو راعي، على سبيل المثال، مكانًا تعيش فيه أو يحتفل به في ضريح أو معبد قريب. على أية حال، يتواصل الإله معها بفضل تضحيتها النشطة، وصلواتها وقوتها الإيمانية، وخلال الطقوس، يتأكد كل من حولها من قدرتها على استحضار الأرواح ثم تتم باقي الطقوس الشامانية المتعلقة بالتضحية بنفسها.[40]
وكانت التضحية البشرية في المجتمع الياباني أيضاً بمثابة نوع من التوسل لـ (آني) كي يوقف المطر الغزير أو لإيقاف هزات الأرض، فقد لعبت طبيعة بلاد اليابان دورا في التأثير في معتقدهم حيث كانوا يفسرون جميع ظواهر الطبيعة التي كانوا يتعرضون إليها بالقوى الإلهية وغضبها عليهم. وكان هناك غرض أخر من تقديم الأضاحي البشرية يتعلق بالحماية والدفاع؛ فقد كان الغرض من دفن الأتباع مع أسيادهم المتوفين هو الدفاع عنه في أول مراحل حياتهم الآخرة وهذا جزء مرتبط بعبادة الأسلاف[41].
وفي اليابان كان يتم استخدام الأجساد البشرية لبناء القلاع والجسور والسدود، فهناك الكثير من المباني في اليابان عثر فيها على عظام آدمية تعود إلى أشخاص جرى قتلهم واستغلال أجسادهم في البناء، وتستند تلك التضحيات لمعتقدات قديمة تؤمن بأن التضحية بالبشر واستخدام أجسادهم في البناء سيحقق بنية قوية ودوام واستمرار لتلك الأبنية المشيدة على الأشلاء البشرية [42].
ولعل أشهر الأبنية التي يعتقد بأنها شيدت بالأجساد البشرية هي قلعة ماتسوى (matsue) الواقعة في محافظة شيمانى اليابانية والتي تم بنائها في القرن السابع عشر، فبسبب انهيار أجزاء من القلعة أثناء تشييدها، واقتناعاً منهم بأن الأجساد البشرية ستساعد في تقوية دعائم تلك القلعة، قام البناة بالبحث عن شخص مناسب في الحشود خلال مهرجان بون المحلي، واختاروا شابة جميلة كانت تقوم بعرض مهاراتها الرائعة في الرقص، خطفوها وقتلوها ثم قاموا باستخدام جسدها في بناء الجدار وأكملوا بناء القلعة.[43]
الانتحار الشعائري
إن فلسفة الشنتو لا تدين الانتحار ولا تجرمه، فالمجتمع الياباني يتقبل عملية الانتحار بمشاعر التقدير والاحترام، فالإنسان الياباني قد يُقبل على الانتحار إذا أحس بالتقصير في بعض واجباته.[44]
هناك مثال آخر حول الانتحار يتمثل في التضحية بالنفس كنوع من تقديم الولاء للإله[45]، ويعرف هذا النوع من التضحية بالنفس بـ سيبوكو (الانتحار الشعائري)، إذ يٌقبل المنتحر على القيام بزهق روحه بكامل إرادته، ولقد اتسمت شعيرة سيبوكو بتملك النفس أثناء قيام المنتحر بشرط بطنه بسكين خاصة، ثم يقطع جلاد عنقه.[46]
وينتحر اليابانيين بطريقة الهاراكيري التقليدية وهي تعني جرح في البطن، وهي عادة بدائية عريقة يقوم بها فرد أو أفراد دفاعا عن الشرف أو بسبب هدر الكرامة والإهانة التي لحقت به. فانتحار الياباني بالسيف عند أعتاب دار غريمه إنذار بأنه معتد وأن عليه أن يكفر عن عدوانه بالانتحار أيضا وعلى طريقة الهاراكيري. وينتحر الياباني أيضا بطريقة الهاراكيري تنفيذا لحكم بالموت أصدرته سلطة قضائية أو قبيلة كسلطة الشامان. لدى القبائل الأخرى… وفي المجتمعات الحديثة نجد صورا مختلفة لانتحار الهاراكيري، وكان من المعتاد في الجيش الألماني والنمساوي أن الضابط الذي يخل بقواعد الشرف يقدم له مسدس كدعوة وأمر بالانتحار.[47]
ثالثاً: الصين
تكاد أن تكون الصين بموقعه الجغرافي تعيش في عزلة عما حولها؛ فهي تقع عند النهاية الشرقية القصوى (في الطرف الشرقي الأقصى) من العالم الأوروبي الأسيوي القديم، تحيط بها جبال وصحراء ولا تمر بها أية طرق للتجارة.[48]
الطقوس والمعتقدات الدينية البوذية
لعبت ثلاث ديانات الدور الرئيسي في الصين وذلك على مدى ثلاثة آلاف سنة من التاريخ الصيني. وهذه الديانات هي: الكونفوشية والتاوية (الطاوية) والبوذية. أما الكونفوشية والتاوية فهما ديانتان قوميتان أصيلتان في الصين، وجدتا قبل دخول البوذية إليها من الهند بحوالي خمسمائة سنة.[49]
يقدس الصينيون أرواح أجدادهم الأقدمين، ويعتقدون ببقاء الأرواح، ويؤمنون بأن القرابين عبارة عن موائد يدخلون بها السرور على تلك الأرواح بأنواع الموسيقى، ويوجد في كل بيت معبد لأرواح الأموات ولآلهة المنزل. [50]
وتقوم الديانة البوذية على مبدأ هو “أن أسعد الناس وأوفرهم حظاَ يتعين عليه التسليم بقدر من البؤس أو التعاسة”، ولكن هل التعاسة المقصودة هنا هي التعاسة القدرية التي قد يعاني منها الانسان، أم انها تعاسة ترجمت الى معنى اخر يخدم غاية هي ابعد ما يكون عن مبادئ اي دين[51] الا وهي تقديم الأضاحي البشرية؟
الأضاحي البشرية في الصين
عرفت الصين عادة تقديم القرابين البشرية[52]، فكان يتم التضحية بالبشر ويتم استخدام أجسادهم ودماؤهم لأهداف شعائرية تشمل التواصل مع الآلهة[53]، وفي الفترة من 3600 – 3000 سنة ازدهرت سلالة شانغ التي نشأت في المناطق الوسطى من النهر الأصفر في أنيانغ، وهناك تم الكشف عن أطلال العاصمة المركزية وما كانت تحويه من معابد للأسلاف ومقابر ملكية وبقايا القصور وورش العمل الحرفية فضلا عن بقايا العديد من المنازل والقبور، وكان من أشهر طقوس اسرة شانغ هو تقديم الأضاحي البشرية، بخلاف القرابين الحيوانية، وقد ثبت من خلال دراسة البقايا العظمية الآدمية أنها كانت لحوالي 300-500 شخص تم تقدمتهم ضمن ممارسات تقديم الأضاحي البشرية. وقد استخدمت وسائل قاسية للغاية لقتل أولئك البشر من أجل الطقوس.[54] وفي الجبانة الملكية لشانغ عثر في واحدة من المقابر على 1000 حفرة دفن صغيرة كانت قد اصطفت بين المقابر الملكية، كل حفرة منهم كانت قد حوت بقايا عظمية لما يزيد على 12 هيكل عظمي، وفي عدد قليل من المقابر عثر على هياكل عظمية عديمة الرؤوس.[55] (شكل:3) وفي حفرة أخرى عثر على عائلة بكاملها دفنت ضمن طقوس تقديم الأضاحي البشرية في الصين في نفس الحقبة الزمنية.[56] (شكل:4)
ولطالما قُدمت القرابين البشرية على مدار التاريخ هناك، فقد قُدم عدد كبير من الجنود وسائقو العجلات والمرافقون والخيول قرابين، ودفنوا مع الحاكم الأعظم حوالي عام 1500 ق.م، وقد استندت تلك الطقوس الى فكرة تنص على وجود علاقة وثيقة بين الأموات والأحياء، وقد فُهم من ذلك أنه بعد الموت يقوم جمع من الخدم والمساعدين على خدمة الملك المتوفي وأسرته كما عملوا في الحياة الدنيا.[57]
” رأس السنة الصينية”
ينتشر الدين البوذي بكثرة في الصين، وكان من مدعيات هذا الدين ان يقام احتفال في اليوم الرابع والعشرين من شهر فبراير من كل عام كانت تقدم الفتيات كقرابين لبوذا، وكان يتم اختيار الضحية بعناية من طرف الكهنة البوذيين في أرياف الصين وأحيانا يطلبونها من والديها الجهلة الذين يفرحان بتقديم ابنتهما العذراء إلى إلههما بوذا كأضحية، يتم إحضار الفتاة للمذبح مكبلة اليدين والرجلين وكانوا قد غسلوها ونظفوها كما يفعلون بالخنازير، ثم يكون الاستعداد لنحرها على طاولة خاصة بذبح الخنازير مع وضع وعاء لجمع الدماء لشربها كجزء من الاعتقادات الجنونية.[58]
الدفن في السماء في مقاطعة التبت الصينية
يعدُّ الدفن السماوي من الطقوس الجنائزية التي يتمُّ ممارستها حتى الوقت الحاضر في مقاطعة التبت الصينية ومنطقة منغوليا – يتضمن هذا الطقس قطع جثةِ الإنسان المتوفي إلى قطعٍ صغيرةٍ وتوضع على قمةِ جبلٍ عال ليتمّ تعريضها للطيور الجارحة. (شكل:5) وحسب معتقدهم فإنَّ الفكرة من هذه الممارسةِ هي ببساطة التّخلص من بقايا الوجود الفيزيائي للإنسان بطريقة سخية حيث يتم تقدمتها كطعام للحيوانات ولعوامل الطبيعة.
وقد جاء آنفا كيف أن الدفن السماوي نوع من طقوس عادات الدفن التي ظهرت ارهاصاتها الأولى في بلاد الأناضول في عصور ما قبل التاريخ، ثم أعاد التاريخ نفسه لتظهر مرة أخرى لدى بعض الشعوب في جنوب اسيا، من خلال طقس ديني جنائزي يتّبعه سكان التبت الصينية ومنطقة منغوليا عرف باسم الدفن السماوي، يعمدوا فيها الى ترك جثث موتاهم للنسور كي تتغذى عليها، ففي اعتقادهم أن الجسد ما هو الا وعاء يحوي الروح التي تصعد في السماء[59].
ولقد أطلق على هذه الطقس أيضا باللغة المحلية لسكان التبت “إعطاء الوعاء للطيور”، وهي عادة تعبر عن احترام الميت، وتسود لدى أغلب أصحاب الديانة البوذية والزرادشتية.[60]
فأصحاب تلك الديانات الوضعية يؤمنون بتناسخ الأرواح وتحتم عليهم تلك الديانة أن يتصفوا بالسخاء لذلك نجد أن طريقتهم في التخلص من جثث الموتى يعتبرونها نوعاً من الكرم فهم يقدمون الجثث طعام للحيوانات والطيور[61].
وفي طقوس ذلك الدفن السماوي يتم تقديم جثث الموتى الى تلك الطيور “النسور”، في اغلب الاحيان يجري تقديم الجسم كاملا للطيور الكبيرة، وعندما لا يبقى الا العظام يكون الهيكل محطما بمخالب الطيور الكبيرة القوية، فتقدم طعام الى الطيور الاصغر.[62] وفي بعض المناطق التي تقوم بالدفن السماوي تؤدى بعض الرقصات الطقسية مستخدمين عصا * ربما كانت طقسية من اجل تحفيز الطيور على الاكل[63].
وهناك ما يعرف بـ ” قبر نسور البحر” وهو أحد صور الدفن السماوي حيث يتم وضع الجثة في مكان معلوم مرتفع قرب البحر ليقوم طائر النسر بتنظيف الجثة ونزع اللحم عنها (شكل:6)، اذ ُيعتقد أن إزالة اللحم تمكن الروح من مغادرة الجسد، وهي رمزية عقائدية لعب فيها النسر الدور الأكبر بحمله رفات الموتى الى السماء [64] ، تماما كما كان عليه الوضع في الأناضول في عصور ما قبل التاريخ.. ويتطابق هذا النوع من الدفن مع المضمون الانساني للديانة الهندوسية التي تقوم على الانسجام والتكافل بين مكونات الطبيعة، حيث يكون الناس سعيدين ان يتكرموا بجعل جسدهم طعاما لاستمرار الحياة عوضا عن العمل على تحنيطه وحفظه، ففي المفهوم الهندوسي يكون الجسد بعد ان غادرته الروح مجرد لحم فقط، لم يعد له وظيفة اخرى.
طقسُ الخنق
تُعتبر هذه الممارسة حديثة نوعاً ما حيث أنّها مستمدة من الطقوسِ القديمة المسماة “ساتي” يقوم سكان إحدى جزر فيجي الواقعة جنوب المحيط الهادئ بمراسم هذه الطقوس الغريبة التي تنطوي على قتلِ أحب شخصٍ على قلب المتوفي من أفرادِ أسرته ليتم دفنهما معاً. فحسب معتقداتهم فإنَّ الروح يجب ألا تبق وحيدة في العالم الآخر لذلك يجب أن تصاحبها روح قريبة لها لجعل مرحلة الموت والحياة الأخرى أقل ألماً وأكثر وديةً[65].
قبيلة كورواي بأندونيسيا
تعيش تلك القبيلة في إندونيسيا بجنوب شرق اسيا، وهي تعتبر من القبائل الآكلة للحوم البشر، وتعتبر الأكلة المفضلة لتلك القبيلة هي المخ البشري، ويفضل أن يتم تناوله وهو ما يزال دافئ. ويعيش أفراد تلك القبيلة فوق الأشجار من أجل أن يحتموا من الأعداء[66]
خاتمة :
- كان للطبيعة بكل ما فيها من نبات وحيوان دور هام لدى أصحاب الديانات الوضعية؛ وكان للطوطمية برموزها دور هام في تلك الديانات، تماماً كما كان الحال لدى القبائل البدائية، وفي ديانة انسان عصور ما قبل التاريخ الذي قدس الحيوان واتخذ منه رمز “طوطمي” ينتسب اليه، وقدس الأنثى وجعل منها الربة الأم كرمز للخصوبة والتجدد، وهي أمور تنشأ بحكم الرغبة في الحياة، وتجنب مخاطرها فيتقرب الانسان من رموز الخير متفائلاُ بها، ومقدساً لها وبالتدريج يأخذ هذا التبجيل منحى أخر، فيتجه به نحو العبادة، ومن هنا كانت الأديان الوضعية.
- قدس الصينيون أرواح أجدادهم الأقدمين واعتقدوا ببقاء الأرواح، ومن ثم حرصوا على تقديم القرابين، وكان في كل بيت هيكل أو مصلى لأرواح الأموات ولآلهة المنزل.
- الشنتوية هي أحد أهم الديانات الوضعية التي ظهرت في اليابان منذ قرون طويلة ومازالت الدين الأصيل فيها، وقد بدأت بعبادة الأرواح ثم عبادة قوى الطبيعة، ثم تطور الأمر الى احترام الأجداد والزعماء والأبطال ثم إلى عبادة الإمبراطور الذي يعد من نسل الآلهة.
- ما بين طقس الساتي؛ والانتحار الشعائري تعددت أنواع التضحية بالذات، وما بين “كالي” وكهنة “التانتريك” تنوعت طرق وأساليب تقديم الأضاحي البشرية، وما كل ذلك الا نوع من الرغبة في إرضاء الإله الذي يدور في فلكه أولئك وهؤلاء.
- لم تكن الروح في عقيدة أهل الهند والصين واليابان الا كيان نوراني غير ملموس، كيان دائم ومستمر باستمرار الحياة، ولم يكن الموت فيه نهاية للروح، وإنما كان الموت فناء للجسد وانتقال للروح من عالم دنيوي الى عالم روحاني يسمو بصاحبه في عالم ليس فيه خطيئة.
- كانت عادة أكل لحوم البشر من العادات التي عرفت في العديد من الحضارات، وتنوع الغرض منها ما بين الرغبة في احتواء المتوفي بأكله حتى يصير جزء من الأحياء وكأنه لم يفارقهم، أو مشاركته في الشرف الذي حصل عليه بالتضحية بنفسه والتهامه كنوع من التقدير لتضحيته بنفسه.
- ان مفهوم الألم الذي يشعر به المرء عند اقباله على الانتحار سواء بالخنق، أو بالقطع بالسكين أو بأي وسيلة من وسائل ازهاق الروح، هو الهدف الذي من أجله يقبل الانسان سواء في اليابان أو الهند أو الصين على الانتحار، فهو انما ينتحر ليرقى بنفسه ويعلو بها فوق آلامه، فيرنو بذلك من عالم الروح وعالم الآلهة والصفوة، ويبعد عن دناءة العالم الأرضي بماديته.
- كان الدفن السماوي أحد الوسائل التي كرم بها سكان مقاطعة التبت بالصين موتاهم، فبتركهم جثث الموتى تأكلها نسور السماء، يُخيل إليهم أن تلك الطيور تصعد بموتاهم أثناء تحليقها في السماء، فيدفن بذلك المتوفي في السماء دفناً شعارياً بدل من أن يترك ليدنس الأرض.
قائمة الأشكال
(شكل:1) – الربة الهندية “كالي”
Foxcroft, G., Witchcraft Accusations and Persecution; Muti Murders and Human Sacrifice: Harmful Beliefs and Practices Behind a Global Crisis in Human Rights, WHRIN information network, the withchcraft & Human rights, 2017, p. 16.
(شكل:2) – أحد كهنة التانتريك أثناء قيامه بممارسة عادة تقديم الأضحية البشرية في الهند
Foxcroft, G., Witchcraft Accusations and Persecution, p. 15.
(شكل:3) – أحد كهنة التانتريك يمارس السحر الأسود بجمجمة آدمية
Sinha, S., India: Mumbai Woman Beheaded in Gory Tantrik Ritual, December 16, 2013 11:03 GMT https://defence.pk/pdf/threads/human-sacrifice-ritual-in-india.466216/
(شكل:4) – هياكل عظمية عديمة الجماجم – من احدى مقابر الجبانة الملكية لسلالة شانغ – الصين
Shelach, G., The Qiang and the Question of Human Sacrifice in the Late Shang Period, the journal of archaeology for Asian and Pacific, vol.35, number.1, 1996, p.6, fig.2.
(شكل:5) – هياكل عظمية لعائلة عثر عليها في حفرة التضحية القديمة في الصين
Koon, W.K., How China’s history of human sacrifice led to Ching Ming Festival’s paper offerings, 4 APR 2018, https://www.scmp.com/magazines/post-magazine/article/2140189/how-chinas-history-human-sacrifice-led-ching-ming-festivals
(شكل:6) – قبر نسور البحر
Archaeology Course book, Religion and Ritual, Chapter 6, London, 2001, p.144, fig.6.11
قائمة المراجع :
المراجع العربية:
- أمين الوزان، الديانة الشنتوية، موقع العقيدة والحياة، 6/7/1428.
- أورنك زيب الأعظمي، مشاهدات في الهند، دراسة نقدية، شبكة الألوكة، (د.ت).
- الباحثون السوريون، من أغرب طقوس دفن الموتى في العالم، 22/10/2014،
- جفري بارندر، المعتقدات الدينية لدى الشعوب، مترجم، الكويت، 1993.
- جون كولر، الفكر الشرقي القديم، مترجم، الكويت، 1995.
- ديفيد كارسكو؛ سوكت سيشونز، عصر الأزتك أمة الشمس والأرض، مترجم، أبو ظبي، 2012.
- ريتا فرج، التسوية ما بعد الكولونية، دراسات، مجلة الفيصل: العددان 497-498، مارس- ابريل 2018.
- عبد الحفيظ معوشة، الميول الانتحارية وعلاقتها بتقدير الذات هند الشباب، مذكرة مكملة لنيل درجة الماجستير في علم النفس المرضي الاجتماعي، كلية الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة محمد خيضر بسكرة، 2009.
- عبد الله حسين، المسألة الهندية، مؤسسة هنداوي، القاهرة، 2013.
- عبد الله عوض العجمي، التناسخ في الفكر الهندوسي وأثره على غلاة الصوفية: Bingöl Üniversitesi, İlahiyat Fakültesi, Dergisi (2015) Sayı: 5, p.73.
- عبد الله عوض العجمي، فلسفة الرموز في الأديان الشرقية التقليدية، مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية، المجلد 13، العدد 1، 2016.
- ف. دياكوف؛ س. كوفاليف، الحضارات القديمة، الجزء الأول، مترجم، دمشق، 2000، ص 222.
- كوستا ريكا، “ذبح الفتيات في الصين”، الحقيقة الضائعة، تعريب قوال بلوجر، http://nepasmentir.blogspot.com/2012/04/blog-post_729.html، 09:48.
- محمود الضبع، خرافات وأساطير قلعة ماتسوي، انفراد، 22 نوفمبر 2016.
- مسعد بري، تطور الفكر الطوطمي (دراسة في الجغرافية الاجتماعية)، سوريا 2010.
- مي جمال الدين، آكلي لحوم البشر، عالم المعرفة، com/2013/01/blog-post_7.html http://knowledge0world
- نجم الدين محمود مسعد، أسيا.. قارة العجائب، مجلة الخفجي، السنة السادسة والأربعون، العددان (1، 2)، يناير- فبراير 2016.
- ول ديورانت، قصة الحضارة، الشرق الأقصى، اليابان، الجزء الخامس من المجلد الأول، مترجم، بيروت، 1998.
- ول ديورانت، قصة الحضارة، الهند وجيرانها، الجزء الثالث من المجلد الأول، ترجمة زكي نجيب محمود، بيروت، (د.ت).
· ديمتري أفيبرينوس، الأساطير الهندية وأثرها في المنقول الثقافي الهندي، القاهرة، 2014
· رافد الدوري، تاريخ شامل عن الاساطير الدينية والاجتماعية لدى الشعوب، القاهرة، 2013
· فهيد صلاح عاهد الجعبري، تناسخ الأرواح في الأديان والحركات الباطنية في الإسلام، دراسة مقارنة، بحث تكميلي لدرجة الماجستير في أصول الدين، قسم العقيدة الإسلامية، كلية الدراسات العليا، جامعة الخليل، 2014.
· محمد اسماعيل الندوي، الهند القديمة، حضارتها ودياناتها، القاهرة، 1970
المراجع الأجنبية:
-
Archaeology Course book, Religion and Ritual, Chapter 6, London, 2001.
- Avar, R., unlocking the mysteries of chalcolithic ossuaries, Excavation : Food for Vultures, in : Biblical Archaeology Review, November/Desemper,2011.
- Bates, C., Human Sacrifice in Colonial Central India: Myth, Agency and Representation, From C. Bates (ed.) Beyond Representation: Colonial and Postcolonial Constructions of Indian Identity (New Delhi: OUP, 2006).
- Bremmer, J. N., Human Sacrifice: A Brief Introduction. Ibidem, 108, Groningen, 2007, pp.1-10.
- Carrasco, D., sacrifice/ human sacrifice in religious traditions, Oxford, 2013.
- Foxcroft, G., Witchcraft Accusations and Persecution; Muti Murders and Human Sacrifice: Harmful Beliefs and Practices Behind a Global Crisis in Human Rights, WHRIN information network, the withchcraft & Human rights, 2017.
- George A., Cobbold, B.A. Religion in Japan, Oxford, 2009.
- Leeson, P. T., Human Sacrifice, Review of Behavioral Economics, 2014, 1: 137–165
-
Lukaschek, K., The History of Cannibalism, Thesis submitted in fulfilment of the MPhil Degree in Biological Anthropology, University of Cambridge, UK, Lucy Cavendish College, 2000/2001.
- Pandey, A., Ritual Killing and Human Sacrifice: Human Sacrifice Today, SM Journal of Pharmacology and Therapeutics, 2015; 1(1): 1004.
- Parać, I. L., Social Context of the fujo : Shamanism in Japan through a Female Perspective, Asian Studies III (XIX), 1 (2015).
- Rinpoche, S., The Tibetan Book of Living and Dying, Rider, London, 1995
- Shelach, G., The Qiang and the Question of Human Sacrifice in the Late Shang Period, the journal of archaeology for Asian and Pacific, vol.35, number.1, 1996.
- Sinha, S., India: Mumbai Woman Beheaded in Gory Tantrik Ritual, December 16, 2013 11:03 GMT https://defence.pk/pdf/threads/human-sacrifice-ritual-in-india.466216/
- Tweg, S., Sky burial, China, 1999
-
, Yuan, L.H., Xian, C.J., & Bo, J., A Study on Ancient Rituals in China, Institute of Archaeology, Chinese Academy of Social Sciences. (n.d)
[1] – عبد الله عوض العجمي، فلسفة الرموز في الأديان الشرقية التقليدية، مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية، المجلد 13، العدد 1، 2016، ص 272.
[2] – ول ديورانت، قصة الحضارة، الهند وجيرانها، الجزء الثالث من المجلد الأول، ترجمة زكي نجيب محمود، بيروت، (د.ت)، ص 9.
[3] – ول ديورانت، المرجع السابق، ص 23.
[4] -Carrasco, D., Sacrifice/ human sacrifice in religious traditions, Oxford, 2013, p. 212.
[5] – أورنك زيب الأعظمي، مشاهدات في الهند، دراسة نقدية، شبكة الألوكة، (د.ت)، ص 10.
[6] – عبد الله عوض العجمي، التناسخ في الفكر الهندوسي وأثره على غلاة الصوفية:
Bingöl Üniversitesi, İlahiyat Fakültesi, Dergisi (2015) Sayı : 5, p.73.
[7]– ف. دياكوف؛ س. كوفاليف، الحضارات القديمة، الجزء الأول، مترجم، دمشق، 2000، ص 222.
[8] -Bates, C., Human Sacrifice in Colonial Central India: Myth, Agency and Representation, From C. Bates (ed.) Beyond Representation: Colonial and Postcolonial Constructions of Indian Identity (New Delhi: OUP, 2006), p.2.
[9] – Bremmer, J. N., Human Sacrifice: A Brief Introduction. Ibidem, 108, Groningen, 2007, p.5.
[10] – ول ديورانت، قصة الحضارة، الهند وجيرانها، ص 225.
[11] – خالد موسى عبد الحسيني، 2016، ص 41.
[12]– جون كولر، الفكر الشرقي القديم، مترجم، الكويت، 1995، ص 22.
[13]– مسعد بري، تطور الفكر الطوطمي (دراسة في الجغرافية الاجتماعية)، سوريا 2010.
[14] – وعن عقائد الهندوس انظر؛ ول ديورانت، مرجع سابق، ص 210 – 220.
[15]– عبد الله حسين، المسألة الهندية، مؤسسة هنداوي، القاهرة، 2013، ص 46
[16]– عبد الله عوض العجمي، التناسخ في الفكر الهندوسي وأثره على غلاة الصوفية، ص 71-72.
[17]– ديمتري أفيبرينوس، الأساطير الهندية وأثرها في المنقول الثقافي الهندي، القاهرة، 2014: محمد اسماعيل الندوي، الهند القديمة، حضارتها ودياناتها، القاهرة، 1970؛ رافد الدوري، تاريخ شامل عن الاساطير الدينية والاجتماعية لدى الشعوب، القاهرة، 2013
[18] – فهيد صلاح عاهد الجعبري، تناسخ الأرواح في الأديان والحركات الباطنية في الإسلام، دراسة مقارنة، بحث تكميلي لدرجة الماجستير في أصول الدين، قسم العقيدة الإسلامية، كلية الدراسات العليا، جامعة الخليل، 2014، ص 41.
[19] – عبد الحفيظ معوشة، الميول الانتحارية وعلاقتها بتقدير الذات هند الشباب، مذكرة مكملة لنيل درجة الماجستير في علم النفس المرضي الاجتماعي، كلية الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة محمد خيضر بسكرة، 2009، ص 84.
[20] – ريتا فرج، التسوية ما بعد الكولونية، دراسات، مجلة الفيصل: العددان 497-498، مارس- ابريل 2018، ص 60.
[21] – عبد الله حسين، المرجع السابق، ص 47.
[22] -Foxcroft, G., Witchcraft Accusations and Persecution; Muti Murders and Human Sacrifice: Harmful Beliefs and Practices Behind a Global Crisis in Human Rights, WHRIN information network, the withchcraft & human rights, 2017, p. 5.
[23] – Davies, N., Human Sacrifice: In History and Today. William Morrow, New York, 1981, p. 75.
[24] – Lukaschek, K., The History of Cannibalism, Thesis submitted in fulfilment of the MPhil Degree in Biological Anthropology, University of Cambridge, UK, Lucy Cavendish College, 2000/2001, p.6.
[25] -Foxcroft, G., Witchcraft Accusations and Persecution, p. 15.
[26] – Foxcroft, G., Witchcraft Accusations and Persecution, p. 16.
[27] – Sinha, S., India: Mumbai Woman Beheaded in Gory Tantrik Ritual, December 16, 2013 11:03 GMT https://defence.pk/pdf/threads/human-sacrifice-ritual-in-india.466216/
[28] -Leeson, P. T., Human Sacrifice, Review of Behavioral Economics, 2014, 1: 148-149.
[29] – ول ديورانت، قصة الحضارة، الشرق الأقصى، اليابان، الجزء الخامس من المجلد الأول، مترجم، بيروت، 1998، ص 8-9.
[30] – ول ديورانت، قصة الحضارة، الشرق الأقصى، اليابان، ص 12.
[31] – ول ديورانت، قصة الحضارة، الشرق الأقصى، اليابان، ص 12.
[32] – ول ديورانت، قصة الحضارة، الشرق الأقصى، اليابان، ص 13.
[33] – عبد الله عوض العجمي، فلسفة الرموز في الأديان الشرقية التقليدية، ص 283.
[34] – عبد الله عوض العجمي، 2016، 283.
[35] – مسعد بري، تطور الفكر الطوطمي (دراسة في الجغرافية الاجتماعية)، سوريا 2010.
[36] – مسعد بري، 2010.
[37] – أمين الوزان، الديانة الشنتوية، موقع العقيدة والحياة، 6/7/1428.
[38] – مسعد برى، 2010.
[39] – Pandey, A., Ritual Killing and Human Sacrifice: Human Sacrifice Today, SM Journal of Pharmacology and Therapeutics, 2015; 1(1): 1004.
[40] – Parać, I. L., Social Context of the fujo: Shamanism in Japan through a Female Perspective, Asian Studies III (XIX), 1 (2015), p.156.
[41] – مسعد برى، 2010.
[42] – ديفيد كارسكو؛ سوكت سيشونز، عصر الأزتك أمة الشمس والأرض، مترجم، أبو ظبي، 2012، ص 251.
[43] – محمود الضبع، خرافات وأساطير قلعة ماتسوي، انفراد، 22 نوفمبر 2016.
[44]– Parać, I. L., Social Context of the fujo, p.150; George A., Cobbold, B.A. Religion in Japan, Oxford, 2009, p. 84.
[45] – Carrasco, D., sacrifice/ human sacrifice, p. 215.
[46] – ديفيد كارسكو، 2012، ص 251.
[47]– عبد الحفيظ معوشة، المرجع السابق، ص 86.
[48] – جفري بارندر، المعتقدات الدينية لدى الشعوب، مترجم، الكويت، 1993، ص 223.
[49] – جفري بارندر، المعتقدات الدينية لدى الشعوب، ص 224.
[50] – جون كولر، الفكر الشرقي القديم، مترجم، الكويت، 1995، ص 179-181.
[51] – ديفيد كارسكو، 2012، ص 251.
[52] – Carrasco, D., sacrifice/ human sacrifice, p. 214.
[53] – Shelach, G., The Qiang and the Question of human Sacrifice in the Late Shang Period, in: Asian Perspectives, Vol. 35. No.1, 1996, p. 15.
[54] – Weiw., Yuan, L.H., Xian, C.J., & Bo, J., A Study on Ancient Rituals in China, Institute of Archaeology, Chinese Academy of Social Sciences. (n.d), p.8.
[55] – Shelach, G., The Qiang and the Question of Human Sacrifice in the Late Shang Period, the journal of archaeology for Asian and Pacific, vol.35, number.1, 1996, p.5.
[57] – ديفيد كارسكو، 2012، ص 251
[58] – نقلا عن: كوستا ريكا، “ذبح الفتيات في الصين”، الحقيقة الضائعة، مترجم، http://nepasmentir.blogspot.com/2012/04/blog-post_729.html، 09:48.
[59]– التبت هضبة تقع في اسيا الوسطى معدل ارتفاعها يفوق 4000 م فوق مستوى سطح البحر وهي الأعلى من نوعها في العالم ولارتفاع تلك الهضبة يتم وصفها عادة بأنها أقرب بقعة على الأرض من الشمس، ومن ثم أطلق على الطريق المبنى في مكانها اسم “الطريق السماوي”.
[60] – الباحثون السوريون، أغرب طقوس الدفن في العالم، الفن والتراث، 2014، ص 4.
[61] – Avar, R., unlocking the mysteries of chalcolithic ossuaries, Excavation : food for Vultures, in : Biblical Archaeology Review, November/Desemper,2011, p.49.
[62] – Avira, R., 2011, pp.40-49.
* وربما فسرت مثل تلك الأعمال المناظر المحيرة التي جاءت على جدران مقاصير شاتال هويوك حيث مهاجمة النسور لرجل ممسكا عصا في يده، وربما فسرت أيضا دور الرقص الذي كان يمارسه الشامان والكاهنات بارتدائهم أجنحة النسور.
[63] – Tweg, S., Sky burial, China, 1999, p.1ff ; Rinpoche, S., The Tibetan Book of Living and Dying, Rider, London, 1995.
[64] – Archaeology Course book, Religion and Ritual, Chapter 6, London, 2001, p.144, fig.6.11.
[65] – الباحثون السوريون، من أغرب طقوس دفن الموتى في العالم، 22/10/2014,
[66] – مي جمال الدين، آكلي لحوم البشر، عالم المعرفة، http://knowledge0world.blogspot.com/2013/01/blog-post_7.html