
أثر حروف المعاني في استنباط الأحكام من القرآن الكريم “ أحكام ابن العربي أنموذجا”
The Impact of Meanings on the Deduction of Judgments from the Holy Quran
“Provisions of Ibn al-Arabi as a Model”
الباحث الدكتور : حاج اسباغو ـ أستاذ متعاقد بقسم الشريعة جامعة وهران 1 ـ الجزائر
Hadje sbaghou ـ Contracted Professor, Department of Sharia, Oran 1 University ـ Algeria
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 57 الصفحة 85.
الملخص :
تعد مدونات التفسير وأحكام القرآن من الكتب الغنية بالمباحث اللغوية والدلالية, لأنها تسعى لتجلية المراد من كلام الله عز وجل, وما يستفاد من آياته, واستنباط الأحكام يتوقف على جوانب عدة لغوية وغير لغوية, فاللغة بمختلف أصنافها نحوها وصرفها وبيانها, تؤثر في اختلاف الدلالة وتنوع الأحكام .
وعلى هذا الأساس أحاول الوقوف في هذا المقال مع إحدى أهم مدونات أحكام القرآن, وهو أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي الإشبيلي (ت543 ه), لأجلي أثر حروف المعاني في استنباط الأحكام من الخطاب القرآني, وتنوع الدلالة .
الكلمات المفتاحية : الأثر الدلالي , حروف المعاني , الاستنباط , أحكام القرآن .
Summary :
The codes of interpretation and the provisions of the Quran are rich books of linguistic and analytical discourse, because they are seeking to clarify the meaning of the word of God Almighty, and the use of the verses, and the development of judgments depends.
On various aspects of language and non-language, the language of various varieties towards it and its disbursement and understanding, affect in different significance and diversity of provisions.
On this basis I try to stand in this article with one of the most important codes of the Koran, which is the provisions of the Koran for Abu Bakr ibn al – Arabi al – Eshbili (d. 543 e), for the effect of the letters of meanings in the development of judgments from the Qur’anic discourse and the diversity of significance.
Key words: semantic effect, letter of meaning, deduction, provisions of the Koran
مقدمة :
إن أثر اللغة في تفسير القرآن, والوقوف على دلالات الألفاظ واستنباط الأحكام جلي وواضح, لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين, وبدون معرفة لغة العرب والإلمام بقواعدها, لا يمكن الوصول إلى معرفة المراد من النص الشرعي بله استنباط الحكم منه .
ومدونات التفسير وأحكام القرآن, مليئة بالمباحث اللغوية والدلالية, وممن اتخذ اللغة مرتكزا من مرتكزات منهجه في الوقوف مع آيات الأحكام, وذكر ذلك في خطبة كتابه, الإمام أبو بكر بن العربي(ت 543ه), في كتابه ” أحكام القرآن”, والمطلع على هذا الكتاب قد تستوقفه بين الفيئة والأخرى مباحث نحوية وصرفية وصوتية ومعجمية.
وكان هذا من الأسباب التي دفعتني للبحث في هذا الموضوع, وكذلك قلة الدراسات اللغوية, التي خصّت هذا الكتاب بالدراسة, بخلاف الدراسات الشرعية .
ومن هنا تكمن أهمية هاته الدراسة, لأن هذه المدونة تُعد من أهم مصادر كتب التفسير الفقهي, والمباحث النحوية والصرفية والصوتية والدلالية في هذا الكتاب ثرية ومتنوعة, ومن المباحث النحوية التي استوقفتني ” أثر حروف المعاني في الاستنباط” .
والإشكال المطروح: هل لحروف المعاني أثر في الفروع الفقهية واختلاف العلماء؟ وفيما يتجلى ذلك الأثر؟
وللجواب عن ذلك كان العمل في هذا البحث مقسما إلى مدخل ومقدمة ومطلبين وخاتمة وثبت للمصادر والمراجع, وقد صدرت البحث بمدخل توقفت فيه مع الحرف وأقسامه, ثم جاء المطلب الأول معنونا بالأثر الدلالي لحروف الجر, توقفت خلاله مع بعض حروف الجر مجلياً أثرها في اختلاف الأحكام الفقهية, أما المطلب الثاني, فكان معنونا بالأثر الدلالي لحروف العطف, وجاء الوقوف خلاله مع نماذج لبعض حروف العطف, مبينا أثرها أيضا في اختلاف الأحكام.
وأما الخاتمة فقد عرضت وأجملت فيها ماتوصلت إليه من خلال هذه الدراسة, فأقول مستمدا العون والتأييد من الله وحده, فهو حسبي ونعم الوكيل .
مدخل:
لابد في مطلع هذه الدراسة أن أقف مع الحرف وأقسامه والمقصود من أقسامه بهذه الدراسة .
أولاً: الحرف لغة واصطلاحاً
الحرف في اللغة هو الطرف, وحرف كل شيء طرفه وشفيره وحدّه, ومنه حرفُ الجبل، وهو أعلاه المحدّد , والحرف: واحد حروف التهجّي, يقول الله عز وجل: } ومِنَ الناسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ على حَرْفٍ }[1] ؛ قالوا: على وجه واحد ، وهو أن يعبده على السرّاء دون الضّراء[2].
أمّا حده: فهو كل كلمة دلت على معنى في غيرها فقط[3] .
ثانياً: أقسام الحرف
تنقسم الحروف إلى قسمين؛ حروف معاني وحروف مباني, ويقال لهذه الأخيرة حروف الهجاء, وهي معروفة ترُكب منها الكلمات, وأما حروف المعاني فهي ما يُركب منها الكلام عند النحاة, والمراد بالحديث هنا حروف المعاني كحروف الجر والعطف والنداء ونواصب المضارع وجوازمه وغيرها .
المطلب الأول: أثر حروف الجر في الاستنباط؛
وتُسمّى حروف الجر أو حروف الإضافة, لأنها تجر أو تُضيف معانيَ الأفعال إلى الأسماء؛ أي توصلها إليها, وسمّاها الكوفيون حروف الصفات لأنها تحدث صفة في الاسم كالظرفية[4] .
-وهي ما وضع للإفضاء بفعل أوشبهه أومعناه إلى ما يليه وهو الاسم الصريح[5] .
فالفعل نحو: مررت بزيد , فالباء أفضى معنى الفعل إلى الاسم الصريح زيد .
وشبه الفعل نحو: أنا مارٌ بزيد, فالباء أفضى معنى شبه الفعل “مارٌّ ” إلى زيد .
ومعنى الفعل نحو: زيد في الدار لإكرامك؛ أي استقر فيها له [6] .
- من
تأتي لمعان عدة منها: الابتداء والتعليل والبدل والتبعيض وبيان الجنس[7] , ذكر لها المرادي أربعة عشر معنى[8], وبلّغها ابن هشام إلى خمسة عشر معنى[9].
تكلم ابن العربي عن معنى بيان الجنس, عند قول الله تعالى: { فَجَزَاءُ مِثْلِ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ }[10].
فقال: (( قد بينا في” ملجئة المتفقهين” درجات حرف من، وأن من جملتها بيان الجنس، كقولك: خاتم من حديد …- إلى أن قال أنها في الآية – لبيان جنس مثل المقتول المفدى، وأنه من الإبل والبقر والغنم, والله أعلم ))[11] .
ومعنى بيان الجنس في” من “؛ قيل بأن علامته, وقوعها بيانا لما قبلها مقدّرة بالذي, وردّه ابن أبي الربيع[12] .
وأثر معنى الجنس في حرف الجر “من” هنا, يتجلى في خلاف الأيمة المجتهدين, فالآية جاءت بصدد تبيين حكم ما يوجب التعدي بالقتل على صيد الحرم, فأوجب عليه مالك والشافعي الْمِثْل الخِلْقِيّ, ويكون من النعم؛ أي من جنس الإبل والبقر والغنم, لأن ” من ” الجارة تفيد الجنس .
وقال أبو حنيفة : إنما يُعتبر بِالْمِثْلِ. في القيمة دون الخِلْقَةِ[13].
-وتكلّم عن معنى التبعيض: في قوله تعالى: { قُلْ لِلمُومِنِينَ يَغُضُوا مِنَ اَبْصَارِهِم}[14], فقال ابن العربي رحمه الله : ((فأدخل حرف “من” المقتضية للتبعيض ))[15] .
وهذا المعنى كما قال الشاطبي متفق عليه في ” من “, وهو الأظهر فيها, و علامة كونها للتبعيض, صلاحية بعضٍ مكانها[16], قال ابن عطية: ((… وذلك أن أول نظرة لا يملكها الإنسان وإنما يغض فيما بعد ذلك, فقد وقع التبعيض ، ويؤيد هذا التأويل ما روي[17] من قوله عليه الصلاة والسلام لعلي بن أبي طالب «لا تُتبع النظرة النظرة , فإن الأولى لك وليست لك الثانية »))[18].
وأثر معنى التبعيض هنا, تجلّى في عدم المؤاخذة على النظرة الأولى الغير المقصودة, وبها قد وقع التبعيض كما ذكر ابن عطية .
- إلى
وهي لانتهاء الغاية زمانية أو مكانية[19], وترد لمعان أخرى أبلغها المرادي لثمان[20].
وجاء معنى انتهاء الغاية الزمانية, في قوله تعالى: {ثُمَّ أَتمُّوا الِصيَامَ إِلَى اللّيْل }[21].
قال ابن العربي: (( فشَرَط ربُنا تعالى إتمامَ الصوم حتى يتبينَ الليلُ، كما جوّز الأكلَ حتى يتبين النهار، ولكن إذا تبين الليلُ فالسنةُ تعجيلُ الفطر ))[22] .
-وكذلك عند آية الوضوء, في قوله تعالى:{ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِـقِ }[23], تساءل الإمام ابن العربي عن حدود دلالة معنى الغاية فيهما, هل يدخل الليل في الحد كما دخلت المرافق في الوضوء ؟.
فأجاب عن ذلك؛ بأن “إلى” في آية الوضوء حد، والحد إذا كان من جنس المحدود دخل فيه[24], فالليل ليس من جنس النهار فخرج عن حكمه, بل من السنة تعجيل الفطر, ودخلت المرافق في حكم اليد لأنها من جنس اليد , بل إدخالها من تمام الوضوء .
وذهب الرازي إلى أن “إلى” في آية الصوم لانتهاء الغاية، وأن ظاهر آية الصوم أن ينتهي عند دخول الليل، وذلك لأن غايةَ الشيء مقطعه ومنتهاه، أما في آية الوضوء فهي عنده ليست للانتهاء ، والفرق بين الصورتين كما قال: أن الليل ليس من جنس النهار، فيكون الليل خارجا عن حكم النهار، والمرافق من جنس اليد فيكون داخلا فيه [25].
وهنا أيضا معنى انتهاء الغاية في حرف الجر”إلى”, تجلى أثره في بيان غاية حدود عبادة الصيام لليل, وحدود غسل اليدين للمرافق .
- عـن
وهي للبعد والمجاوزة, وتأتي لمعان أخرى منها: الاستعلاء, التعليل, البدل, مرادفة بعد, الظرفية, مرادفة “مِن” , مرادفة “الباء”, الاستعانة, أنْ تكون زائدة للتعويض[26].
ففي قوله تعالى: { تَتَجَافي جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ}[27].
قال ابن العربي: (( إلى أي طاعة الله تتجافي ؟ وفيه قولان:
أحدهما: ذكر الله, والآخر الصلاة, وكلاهما صحيح، إلا أن أحدهما عام، والآخر خاص ))[28] .
- في
وتأتي للظرفية حقيقة ومجازاً, سواء أكانت مكانيةً أم زمانية[29], ولمعان أخرى؛ منها السببية, والمصاحبة, والاستعلاء , والمقايسة, والتعليل , وغيرها [30].
تحدث عنها ابن العربي عند قول الله تعالى:{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ }[31], فقال: (( كما أن حرف الجر من قوله: ” في كتاب الله “، وهو: ” في “، لا يتعلق بقوله عدة؛ لأن الخبر قد حال بينهما، ولكنه يتعلق بمحذوف صفة للخبر، كأنه قال معدودة أو مؤداه أو مكتوبة في كتاب الله، كقولك: زيد في الدار ، وذلك مبين في ملجئة المتفقهين ))[32].
- الباء
وتأتي للإلصاق, وهو أعمّ معانيها[33], ولمعان أخرى منها ؛ التعدية , والسببية , والتبعيض وغيرها ,
ذكر لها ابن مالك في التسهيل والألفية عشرة معان[34], وقد تطرق ابن العربي رحمه الله لبعض معانيها .
-ذكر لها معنى الإلصاق في قوله : { وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ }[35].
فقال ابن العربي رحمه الله:(( ظن بعض الشافعية وحشوية النحوية أن الباء للتبعيض، ولم يبق ذو لسان رطب إلا وقد أفاض في ذلك حتى صار الكلام فيها إجلالا بالمتكلم ، ولا يجوز لمن شذا طرفا من العربية أن يعتقد في الباء ذلك وإن كانت ترد في موضع لا يحتاج إليها فيه لربط الفعل بالاسم ، فليس ذلك إلا لمعنى ؛ تقول: مررت بزيد ، فهذا لإلصاق الفعل بالاسم))[36].
وهذا الكلام من ابن العربي رحمه الله فيه حدة وتطاول لا تليق بالبحث العلمي, وهي معهودة عنه مع المخالف عفا الله عنا وعنه, وعمنا بلطفه ,
واختلف في دلالة باء الجر هنا على ثلاثة أوجه :
الأول: أنها للإلصاق وذهب إليه ابن العربي رحمه الله , والمراد كما ذهب إليه الزمخشري؛ إلصاق المسح بالرأس[37] , وقيل وجهه ؛ أن يقال: إنها تدل على تضمين الفعل معنى الإلصاق, فكأنه قيل: وألصقوا المسح برءوسكم[38] .
الثاني : أنها زائدة مؤكِّدة , كما في قول الله تعالى :{ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}[39], والمعنى ؛ وامسحوا رءوسكم , وهو ظاهر اختيار أبي حيان, لأنه استشهد له بما نقله الفرّاء عن العرب؛ قولهم : هزّه وهزّ به , وحزّ رأسه, وحزّ برأسه, وبما حكاه سيبويه من أن قولك: مسحتُ رأسه, ومسحتُ برأسه بمعنى واحد, وقال بأنه نص في المسأله[40].
الثالث: أنها للتبعيض وهو أضعفها, قال أبوحيان: (( وكونها للتبعيض ينكره أكثر النحاة, حتى قال بعضهم ؛ وقال من لا خبرة له بالعربية: الباء في مثل هذا للتبعيض, وليس بشيء يعرفه أهل العلم ))[41] .
وقيل بأن ماسح بعض الرأس ومستوعبه بالمسح، كل منهما ملصق للمسح برأسه, فأخذ مالك بالاحتياط فأوجب الاستيعاب أو أكثره على اختلاف الرواية، وأخذ الشافعي باليقين فأوجب أقل ما يقع عليه اسم المسح[42].
ومعنى حرف الجر “الباء” هنا كان له الأثر الجلي في اختلاف الحكم الفقهي, فذهب الشافعي إلى أن مسح بعض الرأس يجزئ في الوضوء, وذهب مالك إلى وجوب الاستيعاب, فعلى قول الشافعي تفيد “الباء” التبعيض, وعلى قول مالك تفيد الإلصاق أو زائدة .
-وجاءت بمعنى القسم في قوله تعالى: { وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}[43] .
فقال ابن العربي:(( وإن كان غاية أيمان الكفار على اعتقادهم الذي قدمنا ))[44] .
- اللّام
ومعناها الاختصاص إما بالملكية أوبغيرها[45], وتأتي لمعان أخرى؛ منها الاستحقاق, والتعدية, والتعليل, والتوكيد وغيرها, أوصلها المرادي إلى ثلاثين معنى[46] .
-تكلم ابن العربي عن معنى الملك لها عند قول الباري عز وجل: { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ }[47], فقال: (( أي ؛ ذلك له مِلك وخلق لجواز الصلاة إليه وإضافته إليه تشريفا وتخصيصا ))[48].
قال ابن عطية: (( والمشرق موضع الشروق ، والمغرب موضع الغروب ؛ أي هما له مِلك وما بينهما من الجهات والمخلوقات))[49], وذهب الرازي إلى أنها تفيد الاختصاص ؛ أي هو خالقهما ومالكهما[50] .
وإفادة ” اللام ” هنا سواء للتمليك أو الاختصاص, جلّت لنا أن ملكية الجهات المذكورة خاصة بالواحد سبحانه.
-وعند قوله تعالى:{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ }[51] .
فقال رحمه الله:(( واختلف العلماء في المعنى الذي أفادت هذه اللام فقيل: لام الأجل؛ كقولك: هذا السرج للدابة، والباب للدار؛ وبه قال مالك و أبو حنيفة, ومنهم من قال: إن هذه لام التمليك ؛ كقولك: هذا المال لزيد؛ وبه قال الشافعي ))[52] .
فعلى الأول أنها تبيين لمصارف الزكاة ومحلها حيث لا تخرج عنهم , ثم الاختيار لمن يُقسم , وعليه مالك وأبو حنيفة وأصحابهما, وعلى الثاني فلابد من التسوية بين الأصناف الثمانية , وعليه الشافعي وأصحابه[53], وعُدل عن “اللام” إلى “في” في الأربعة الأخيرة ، لأن الأصناف الأربعة الأوائل ما يدفع إليهم يأخذونه مِلكا، فكان دخول اللاّم لائقا بهم , وأما الأربعة الأواخر فلا يملكون ما يصرف نحوهم ، بل لغيرهم أو في مصالح تتعلق بهم[54] .
فانظر كيف أن اختلاف إفادة حرف الجر ” اللام ” للتمليك أو كونها لام الأجل, انجلى عنه الخلاف بين أبي حنيفة ومالك و الشافعي رحمهم الله جميعا .
المطلب الثاني: أثر دلالة حروف العطف ؛
أو حروف عطف النسق[55], وهو تابع يتوسط بينه وبين متبوعه أحد الأحرف الآتي ذكرها[56] .
-أو: هي الحروف التي يُشترك بها بين المتبوع والتابع في الإعراب[57], ولهذا المعنى عبّر عنها سيبويه بــ “باب الشَرَكة “[58] .
وهذه الحروف هي :الواو , والفاء , وثُمّ , وحتى , وأو, وأم , بل , ولا…. وغيرها [59] , وقد توقف الإمام ابن العربي عند دلالتها في مواطن مختلفة من كتابه الأحكام منها :
- الواو
وهي أصل حروف العطف[60], وتأتي لمطلق الجمع والاشتراك بين المتعاطفين من غير ترتيب ولا معية , فإذا قيل جاء زيد وعمرو فمعناه أنهما اشتركا في المجيء , لكن معرفة مجيئهما معا أو على الترتيب أوعكسه فمن دليل آخر[61].
تكلم ابن العربي عن العطف بها عند الآية:{ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}[62].
فقال: (( جملة القول في ذلك أن الله سبحانه عطف الرِجلين على الرأس ، فقد ينصب على خلاف إعراب الرأس أو يخفض مثله؛ والقرآن نزل بلغة العرب، وأصحابه رءوسهم وعلماؤهم لغة وشرعا ))[63].
وقيل: العطف هنا على الأيدي, والتقدير: فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم[64].
وقيل: هذا التخريج يُفسده, ما يلزم من الفصل بين المتعاطفين, بجملة غير اعتراضية, لأنها منشئة لحكم جديد , وليس فيها تأكيد للأول[65] .
وقال أبو البقاء العكبري: (( فيه وجهان؛ أحدهما: هو معطوف على الوجوه والأيدي، وذلك جائز في العربية بلا خلاف، والسنة الدلالة على وجوب غسل الرجلين تقوي ذلك .
والثاني: أنه معطوف على موضع برءوسكم، والأول أقوى؛ لأن العطف على اللفظ أقوى من العطف على الموضع ))[66] .
ودلالة حرف العطف ” الواو” في هذه الآية, هل أن الأرجل معطوفة على الوجوه والأيدي, فتكون مغسولة, أو أنها معطوفة على الرؤوس في الحكم, فتكون ممسوحة, ثم جاءت السنة بالغسل , فهذا الخلاف في الحكم منشأه حرف العطف .
-وكذلك عند قوله سبحانه:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}[67].
فقال:(( أي؛ أنفسكم بفعالكم وأهليكم بوصيتكم إياهم؛ قاله علي بن أبي طالب، وهو الصحيح، والفقه الذي يعطيه العطف الذي يقتضي التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه في معنى الفعل، كقوله[68]:
علفتها تبنا وماء باردا
وكقوله[69]:
ورأيْتِ زَوْجَكِ فِي الْوَغَى *** مُتَقَلِّداً سَيْفا وَرُمْحا
فعلى الرجل أن يصلح نفسه بالطاعة، ويصلح أهله إصلاح الراعي للرعية ))[70] .
والتشريك الذي أفاده حرف العطف كما قال ابن العربي, يقتضي أن الانسان كما طلب منه أن يقي نفسه من النار, ينبغي عليه أيضا أن يقي أهله, لما له عليهم من حق التأديب والتوجيه والنصيحة .
- الفاء
وهي تفيد الترتيب والتعقيب, فالمعطوف بها يكون مؤخراً بلا مهلة[71], وقيل تفيد الدلالة على السببية غالبأ, إن كان المعطوف بها جملة أوصفة[72].
صرّح ابن العربي بمعنى التعقيب للفاء عند قوله تعالى :{ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ }[73].
فقال:(( الفاء حرف يقتضي الربط والسبب وهو بمعنى التعقيب ، وقد بينا ذلك في رسالة الملجئة ، وهي هاهنا جواب للشرط ربطت المشروط به وجعلته جوابه أو جزاءه ، ولا خلاف فيه))[74].
وذهب الرازي إلى أن التعقيب هنا, يقتضي وجوب الابتداء بغسل الوجه، وإذا وجب الترتيب في هذا العضو وجب في غيره لأنه لا قائل بالفرق[75].
وإفادة “الفاء ” للتعقيب هنا, ينبغي مراعاة السياق واللحاق فيها, لأنها جاءت في سياق إرادة القيام للصلاة, ولا يكون إلا بعد دخول الوقت أو النداء لها, وافتتح حرف العطف” الفاء” آية الوضوء, وعطفت سائر الفرائض الأخرى بالواو, وعليه تكون فائدة التعقيب فيمن أراد الصلاة والقيام لها, أن يعقب قيامه الوضوء لها, والله أعلم, وأما قول الرازي إفادة التعقيب وجوب الابتداء بالوجه والترتيب للفرائض بعده, فهذه الفائدة لو كانت جلية ولازمة الدلالة, لكان الترتيب بين فرائض الوضوء فرض أيضا, إن لم أقل الاتفاق على فرضيته, لكنه عند المالكية من سنن الصلاة .
-وتكلم عن العطف بالفاء عند قوله تعالى :{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ }[76].
فقال: (( فساقه على العطف، ولو جاء به جواب التمني لقال فيدهنوا، وإنما أراد أنهم تمنوا لو فعلت فيفعلون مثل فعلك عطفا، لا جزاء عليه، ولا مكافأة له، وإنما هو تمثيل وتنظير ))[77] .
يؤكد ابن العربي بأن الفاء هنا عاطفة, بدليل رفع الفعل, وفائدة العطف ترتيب فعلهم على فعل الرسول صلى الله عليه وسلم .
وذكر ابن عادل في هذه الآية وجها آخر, وهو أن ” فيدهنون ” خبرُ مبتدأ مضمر؛ أي: فهم يدهنون[78] .
-وعند قوله تعالى:{ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ }[79] .
يقول ابن العربي رحمه الله: ((ظن جهلة من الناس أن الفاء هنا للتعقيب ، وفسر أن الذي يعقب الطلاق من الإمساك الرجعة؛ وهذا جهل بالمعنى واللسان, أما جهل المعنى فليست الرجعة عقيب الطلقتين، وإنما هي عقيب الواحدة كما هي عقيب الثانية، ولو لزمت حكم التعقيب في الآية لاختصت بالطلقتين .
وأما الإعراب فليست الفاء للتعقيب هنا، ولكن ذكر أهل الصناعة فيها معاني، أمهاتها ثلاثة:
أحدها: أنها للتعقيب، وذلك في العطف، تقول: خرج زيد فعمرو.
الثاني: السبب، وذلك في الجزاء ، تقول: إن تفعل خيرا فالله يجزيك ؛ فهو بعده ؛ لكن ليس معقبا عليه.
الثالثة: زائدة ، كقولك : زيد فمنطلق ، كما قال الشاعر:
وَقَائِلَةٍ خَوْلَانَ فَانْكِحْ فَتَاتَهُمْ *** وَأُكْرُومَةُ الْحَيَّيْنِ خُلْوٌ كَمَا هِيَا
وهذا لم يصححه سيبويه ))[80] .
- أو
وتـأتي بعد الطلب للتخيير أو للإباحة, والفرق بينهما, امتناع الجمع بين المتعاطفين في التخيير, وجوازه في الإباحة, وبعد الخبر للشك, أو للإبهام, أو للتفصيل, أو للتقسيم, ومعَاقبة الواو[81] .
تحدث ابن العربي عن بعض معانيها, فذكر أنها للتفصيل في قول الله تعالى: { لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً }[82] .
فقال:(( أن يكون في الكلام حذف تقدر به الآية، وتبقى” أو” على بابها، وتكون بمعنى التفصيل والتقسيم والبيان، ولا ترجع إلى معنى الواو، كقوله تعالى: { وَلاَ تُطِعْ مِنهُمْ آثِماً أَوْكَفُورا }[83], فإنها للتفصيل ))[84] .
قال الماوردي: (( وفيه قولان؛ أحدهما : معناه ولم تفرضوا لهن فريضة, والثاني: أن في الكلام حذفاً وتقديره: فرضتم أولم تفرضوا لهن فريضة ))[85] .
فــــــ” أو” في الآية؛ قيل هي بمعنى الواو, وقيل هي على بابها؛ بمعنى التفصيل والتقسيم والبيان كما ذكر ابن العربي .
-وتحدث عن معنى التخيير في قوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ}[86]
فقال :(( فأما قوله : فإن لم يجد هديا فإطعام ستة مساكين ، فقد قدمنا أنه على التخيير لا على الترتيب بما يقتضيه حرف ” أو ” في لسان العرب ))[87].
وأثر دلالة حرف العطف” أو”, يتجلى في كفارة من تعدى على صيد الحرم بالقتل, هل يخير بين مثله من النعم والإطعام, وعليه تكون إفادة حرف العطف التخيير, أو يفيد الترتيب, فيلزم المتعدي مثل ما قتل من النعم, فإن لم يجد, ينتقل بعدها للإطعام .
-وتحدث عن احتمال معنيي التخيير والتفصيل في قول الله عز وجل: { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ}[88].
فقال :(( فيها قولان ؛ الأول : أنها على التخيير. … الثاني : أنها على التفصيل ))[89].
-والمعنى على القول الأول؛ أي أن الإمام مخير في المحارب, إن شاء قتل, وإن شاء صلب, وإن شاء قطع الأيدي والأرجل من خلاف .
-وعلى الثاني؛ إن قتل وأخذ المال قتل وصلب, وإن قتل ولم يأخذ المال قتل ولم يصلب, وإن أخذ المال ولم يقتل قطعت يداه ورجلاه من خلاف, وإن أخاف السبيل ولم يأخذ مالاً نُفي من الأرض[90] .
أما هذه الآية فاثر حرف العطف”أو” في تغير الحكم جلي كما سبقت الإشارة إليه في حكم المحارب .
-وجاءت بمعنى الإباحة[91], عند قوله تعالى:{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ}[92].
فقال ابن العربي : (( أو آبائهن: ولا خلاف أن غير الزوج لا يلحق بالزوج في اللذة, وكذلك أجمعت الأمة على أنه يلحق غير الزوج بالزوج في النظر، وإن كان قد شورك بينهم في لفظ العطف الذي يقتضي التشريك في ذلك كله ، ولكن فرقت بينهم السنة ))[93] .
هذه الآية فيها عطف المحارم على بعضهم وفي جواز إبداء الزينة, وحروف العطف مطلقا فيها معنى التشارك, وسبق تععبير سيبويه عنها بباب الشركة, لكن لا يختلف مسلمان, في أن مايبدى من الزينة للبعل, ليس كما يبدى للأب, ولهذا جاء العطف بــــ” أو” , وليس بالواو, لكن كما قال ابن العربي جاءت السنة بالتفصيل في حدود ما يبدى من الزينة ولمن .
وذهب أبوحيّان إلى أن الله سبحانه بدأ بالأزواج, لأن اطلاعهم يقع على أعظم من الزينة، ثم ثنّى بالمحارم وسوّى بينهم في إبداء الزينة, ولكن تختلف مراتبهم في الحرمة بحسب ما في نفوس البشر، فالأب والأخ ليس كابن الزوج , فقد يُبْدى للأب ما لا يُبْدى لابن الزوج[94].
خاتمة :
وأخيرا كانت هذه الوقفة مع نماذج لآيات الأحكام من كتاب أحكام القرآن, لابن العربي رحمه الله, وهذه المدونة مائدة متنوعة, يجد فيها اللغوي والمفسر والمحدث والمؤرخ وغيرهم, ما ينشغل عليه, فانشغلت على أحد المباحث اللغوية, بالوقوف مع أثر حروف المعاني في استنباط الأحكام من القرآن الكريم, وما ينجلي عنه من خلاف في الفروع بين الفقهاء .
تمّ التركيز خلال الدراسة على حروف الجر والعطف من حروف المعاني, تبعا لصاحب الكتاب, ووقوفه عندها في الغالب, ولا يعني ذلك إهمال غيرها من حروف المعاني, كما فعل ذلك بتوقفه عند الآيات التي يرى أنه يُستفاد منها أحكام وأغفل غيرها في كتابه, وقد تبدّى لي من خلال هذا البحث:
– أن الإمام أبا بكر بن العربي اتخذ اللغة مرتكزا ومرجعا كما اشترطه في منهجه.
-أن لحروف المعاني أثراً بارزاً في اختلاف الأحكام الفقهية بين المجتهدين, كما رأينا ذلك في عطف الرؤوس في آية الوضوء وغيرها.
-أنّ اللغة أحد أسباب الاختلاف بين الفقهاء .
هذا ما سعيت له ابتداءً وعملت من أجله خلال هذا البحث, فإن وفقت فالحمد لله على كل حال, وإن كانت الأخرى, فالتقصير والعجز والنقصان من طبع البشر, والكمال لله وحده, والحمد لله أولاً وآخراً .
فهرس المصادر والمراجع
- إعراب القرآن وبيانه, لدرويش محي الدين بن أحمد (ت 1403هـ),دار ابن كثير, دمشق – بيروت , ط4، 1415 هـ.
- أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك, أبو محمد جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصاري(ت761ه), راجعه وصححه : بركات يوسف هبود, دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ,1428ه-2007م .
- الإيضاح في شرح المفصل, ابن الحاجب أبو عمرو عثمان بن أبي بكر (ت 646 هـ), تـحقيق: إبراهيم محمد عبد الله, دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع, ط 3 ,1434ه-2013م ..
- البحر المحيط, أبو حيان أثير الدين علي بن محمد (ت745هـ), تحقيق: صدقي محمد جميل, دار الفكر, بيروت- لبنان , 1420 هـ .
- البيان في غريب إعراب القرآن, ابن الأنباري, تحقيق: محمود رأفت الجمال, دار التوفيقية للتراث, القاهرة- مصر ,2010م.
- التبيان في إعراب القرآن, العكبري أبو البقاء عبد الله بن الحسين (ت661هـ), تحقيق: علي محمد البجاوي, عيسى البابي الحلبي وشركاه .
- الجامع لأحكام القرآن الجامع لأحكام القرآن, القرطبي أبو عبد الله محمد بن أحمد (ت 671ه), تحقيق: سالم مصطفي البدري, دار الكتب العلمية , بيروت-لبنان , ط 1 , 1420ه-2000م .
- -الجُدول في الإعراب وصرفه وبيانه, محمود صافي, دار الرشيد, دمشق – بيروت, ومؤسسة الإيمان, بيروت- لبنان, ط 3 , 1416ه – 1995م .
- الجمل في النحو, الخليل أبو عبد الرحمن بن أحمد الفراهيدي (ت 170هـ), تحقيق: فخر الدين قباوة, الطبعة الخامسة، 1416هـ 1995م .
10-الجنى الداني في حروف المعاني, المرادي أبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم(ت: 749هـ), تحقيق : فخر الدين قباوة ومحمد نديم فاضل, دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان, ط1، 1413 هـ – 1992 م
- شرح المفصل ، ابن يعيش أبو البقاء محمد بن علي (ت 643هـ), قدم له: إميل بديع يعقوب , دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان,ط 1 ، 1422 هـ – 2001 م.
- شرح قطر الندى وبل الصدى، ابن هشام أبو محمد عبد الله بن يوسف (ت 761هـ), تحقيق: محمد محيى الدين عبد الحميد , القاهرة , ط 21 ، 1383ه .
- شرح شافية ابن الحاجب, الإستراباذي محمد بن الحسن الرضي (ت 686هـ), تحقيق: محمد نور الحسن ومحمد الزفزاف ومحمد محيى الدين عبد الحميد , دار الكتب العلمية بيروت – لبنان, 1395 هـ – 1975 م.
- شرح العوامل المائة النحوية في أصول العربية لعبد القاهر للجرجاني ,شرح الجرجاوي خالد الأزهري( ت905 ه) , تحقيق: محمد عبد السلام شاهين ,دار الكتب العلمية بيروت – لبنان ,ط 1, 2014 م .
- شرح تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد , جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي (ت672ه) , تحقيق : أحمد السيد سيد أحمد علي , المكتبة التوفيقية , القاهرة – مصر.
- شرح ألفية ابن معطي, عبد العزيز بن جمعة الموصلي, تحقيق: علي موسى الشوملي, دار البصائر للنشر والتوزيع , حسين داي – الجزائر, ط 1 ,2007م : 1/379 وما بعدها.
- شرح التصريح على التوضيح , الوقاد زين الدين خالد بن عبد الله بن أبي بكر الجرجاوي(ت 905هـ) ,دار الكتب العلمية , بيروت-لبنان ,ط 1, 1421هـ- 2000م .
- علل في النحو ابن الوراق أبو الحسن محمد بن عبد الله(ت 381هـ) , تحقيق :محمود جاسم محمد الدرويش ,مكتبة الرشد , الرياض – السعودية , ط 1 ، 1420 هـ – 1999م .
- الكتاب,سيبويه أبو بشر عمرو بن عثمان (ت 180هـ),تحقيق : عبد السلام محمد هارون , مكتبة الخانجي، القاهرة , ط 3 ، 1408 هـ – 1988 م.
- كتاب المقتضب, المبرّد أبو العباس محمد بن يزيد(ت285ه), تحقيق: محمد عبد الخالق عضيمة, دار الكتب المصرية, القاهرة ,1434ه-2013م.
- الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل , الزمخشري ؛ أبو القاسم جار الله محمود بن عمرو (ت 538هـ), دار الكتاب العربي , بيروت , ط 3 ,1407ه.
- اللباب في علوم الكتاب7/223 , وإعراب القرآن الكريم وبيانه , لمحي الدين الدرويش , دار ابن كثير للطباعة والنشر, بيروت –لبنان , ط 11 , 1432ه-2011م.
- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز, ابن عطية عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن(ت 542هـ), تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد, دار الكتب العلمية, بيروت, ط 1, 1422 هـ .
- معاني النحو, فاضل صالح السامرائي , دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع , عمان , ط 1, 1420ه – 2000م ..
- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب, أبو محمد جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصاري(ت: 761هـ) , تحقيق : مازن المبارك و محمد علي حمد الله , دار الفكر – دمشق,ط6 ، 1985 م .
- مفاتيح الغيب , الرازي فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر , (ت 606هـ) , دار إحياء التراث العربي , بيروت-لبنان , ط 3 , 1420 هـ.
- المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية, الشاطبي أبو إسحاق إبراهيم بن موسى(ت790), تحقيق: مجموعة من الأساتذة, معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي, جامعة أم القرى-مكة المكرمة, ط1 , 1428ه-2007م .
- منازل الحروف، الرماني أبو الحسن علي بن عيسى (ت: 384هـ) , تحقيق : إبراهيم السامرائي , دار الفكر – عمان.
- النحو الوافي , عباس حسن (ت 1398هـ) , دار المعارف بمصر, ط3 , دت .
- النكت والعيون, الماوردي أبو الحسن علي بن محمد (ت: 450هـ), تحقيق: السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم, دار الكتب العلمية, بيروت -لبنان, دط ودت .
[1]-سورة الحج, الآية: 11 .
[2]-ينظر: الصحاح:(حرف) 4/ 1242 , وتاج العروس:(ح ر ف)23/128 .
[3]-ينظر: منازل الحروف،الرماني أبو الحسن علي بن عيسى(ت: 384هـ), تحقيق : إبراهيم السامرائي, دار الفكر – عمان :67., والجنى الداني في حروف المعاني, المرادي أبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم(ت: 749هـ), تحقيق: فخر الدين قباوة ومحمد نديم فاضل, دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان , الطبعة الأولى ، 1413 هـ – 1992 م:1/20.
[4] -ينظر: شرح ابن يعيش على المفصل 8/7 , ومعاني النحو3/5 .
[5] -شرح العوامل المائة النحوية في أصول العربية لعبد القاهر للجرجاني, شرح الجرجاوي خالد الأزهري(905 ه), تحقيق :محمد عبد السلام شاهين, دار الكتب العلمية بيروت – لبنان ,الطبعة الأولى 2014 م:ص 22 .
[6] -ينظر: المرجع نفسه ص 22 .
[7] -ينظر: شرح تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد, جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي (ت672ه), تحقيق: أحمد السيد سيد أحمد علي , المكتبة التوفيقية, القاهرة- مصر:3/3 , وأوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك, أبو محمد جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصاري(ت761ه) , راجعه وصححه: بركات يوسف هبود, دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع, 1428ه-2007م:3/18, وشرح ألفية ابن معطي, عبد العزيز بن جمعة الموصلي, تحقيق: علي موسى الشوملي, دار البصائر للنشر والتوزيع , حسين داي– الجزائر, الطبعة الأولى ,2007م: 1/379 وما بعدها .
[8] -الجنى الداني 1/308.
[9]-مغني اللبيب عن كتب الأعاريب, أبو محمد جمال الدين عبد الله بن هشام الأنصاري(ت: 761هـ) , تحقيق : مازن المبارك و محمد علي حمد الله , دار الفكر – دمشق , الطبعة السادسة ، 1985 :1/318 .
[10]-سورة المائدة, الآية: 95 .
[11]-أحكام القرآن 2/180 بتصرف .
[12] -ينظر: المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية, الشاطبي أبو إسحاق إبراهيم بن موسى(ت790), تحقيق: مجموعة من الأساتذة, معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي, جامعة أم القرى-مكة المكرمة, الطبعة الأولى,1428 ه – 2007م :3/586 بتصرف .
[13] -ينظر: أحكام القرآن 2/180 .
[14]-سورة النور, الآية: 30 .
[15]– أحكام القرآن 3/377.
[16]-ينظر: المقاصد الشافية 3 / 585, والمحرر الوجيز 4/177.
[17]-الحديث أخرجه النسائي في السنن(باب ما يؤمر به من غض البصر)2/246, والترمذي (باب ما جاء في نظر الفجاءة) 5/101 .
[18] -المرجع السابق 4/177.
[19]-ينظر: أوضح المسالك 3/44, والمقاصد الشافية 3/607-609.
[20]-ينظر: الجنى الداني 1/385 ومابعدها .
[21]-سورة البقرة, الآية: 187.
[22]-أحكام القرآن 1/130.
[23] -سورة المائدة, الآية: 6 .
[24]-ينظر: المصدر نفسه 2/58-59 .
[25] -ينظر: مفاتيح الغيب 2/274.
[26]-ينظر: الكتاب 4/231 , وشرح المفصل لابن يعيش 4/499 , ومعاني النحو 3/53.
[27] -سورة السجدة, الآية: 16.
[28] -أحكام القرآن 3/532.
[29]-ينظر: أوضح المسالك 3/34, ومعاني النحو 3/57.
[30]-ينظر: أوضح المسالك 3/35- 36 .
[31]-سورة التوبة, الآية: 36 .
[32]-أحكام القرآن 2/498.
[33]-ينظر: شرح ألفية ابن معطي 1/388.
[34]-شرح التسهيل 3/21, و ينظر: المقاصد الشافية 3/622 وما بعدها.
[35] -سورة المائدة, الآية: 6.
[36]-أحكام القرآن 2/64.
[37]-ينظر: الكشاف 1/610 .
[38]-ينظر: تفسير البيضاوي 2/116 .
[39] -سورة مريم, الآية :25 .
[40] -ينظر: البحر المحيط 4/190 .
[41] -ينظر: المصدر نفسه 4/190 .
[42]-ينظر: الكشاف 1/610 .
[43] – سورة الأنعام, الآية: 109.
[44]-أحكام القرآن 2/267 .
[45]-ينظر: الجنى الداني ص 96 , ومعاني النحوص64.
[46]-ينظر: المرجع نفسه ص 96ومابعدها .
[47]-سورة البقرة, الآية: 115 .
[48]-أحكام القرآن1/53.
[49]-تفسير ابن عطية 1/199.
[50]-ينظر: تفسير الرازي 4/21 .
[51]-سورة التوبة , الآية: 60.
[52]-المصدر نفسه 2/521 .
[53]-ينظر: تفسير القرطبي 8/167 .
[54]-ينظر: الجدول في إعراب القرآن 10/371 , وإعراب القرآن وبيانه 4/118 .
[55]-ينظر: الجمل في النحو, الخليل أبو عبد الرحمن بن أحمد الفراهيدي(ت:170هـ), تحقيق: فخر الدين قباوة, الطبعة الخامسة ، 1416هـ 1995م: 303.
[56]– شرح التصريح على التوضيح, الوقاد زين الدين خالد بن عبد الله بن أبي بكر الجرجاوي(ت: 905هـ) , ار الكتب العلمية , بيروت-لبنان ,الطبعة الأولى, 1421هـ- 2000م:2/134.
[57]-ينظر: الإيضاح في شرح المفصل 2/202 .
[58]-الكتاب 1/441.
[59]-ينظر: شرح التسهيل 3/231 , وأوضح المسالك 3/317-318.
[60]-ينظر: علل في النحو, ابن الوراق أبو الحسن محمد بن عبد الله(ت: 381هـ) , تحقيق :محمود جاسم محمد الدرويش ,مكتبة الرشد, الرياض – السعودية, الطبعة الأولى، 1420 هـ – 1999م: 377 .
[61]-ينظر: المقتضب1/10 , وشرح قطر الندى ص302 , وشرح المفصل لابن يعيش 5/6 , والمقاصد الشافية 5/70 , وشرح ابن عقيل على الألفية 3/226 , والنحو الوافي 3/557.
[62]-سورة المائدة, الآية: 6 .
[63]-أحكام القرآن 2/71.
[64]-ينظر: البيان في غريب إعراب القرآن, ابن الأنباري, تحقيق: محمود رأفت الجمال, دار التوفيقية للتراث, القاهرة-مصر,2010م :1/247 , واللباب في علوم الكتاب7/223, وإعراب القرآن الكريم وبيانه, لمحي الدين الدرويش, دار ابن كثير للطباعة والنشر, بيروت– لبنان, الطبعة الحادية عشرة , 1432ه-2011م : 2/185.
[65]-ينظر: اللباب في علوم الكتاب 7/223بتصرف .
[66]-التبيان في إعراب القرآن, العكبري أبو البقاء عبد الله بن الحسين (ت 661هـ), تحقيق: علي محمد البجاوي, عيسى البابي الحلبي وشركاه:1/422بتصرف.
[67]-سورة التحريم, الآية: 6 .
[68]-هذا صدر بيت وعجزه قوله: حتى شتت همالة عيناها ,وهو من شواهد:ابن عقيل:2/166، والمقتضب: 4/ 223، والخصائص: 2/ 431، وأمالي ابن الشجري: 2/ 321 .
[69]-البيت
[70]-أحكام القرآن 4/300 .
[71] -ينظر: شرح المفصل لابن يعيش 5/12, وشرح التسهيل 3/240, وأوضح المسالك 3/323, والمقاصد الشافية 5/80 , والنحو الوافي 3/573
[72]-شرح التسهيل3/240 , وأوضح المسالك 3/323-324 .
[73] -سورة المائدة, الآية: 6 .
[74] -أحكام القرآن 2/52.
[75]-ينظر: تفسير الرازي 11/299.
[76] -سورة القلم, الآية: 9 .
[77] -أحكام القرآن 4/306.
[78] -ينظر: اللباب في علوم الكتاب 19/273.
[79]-سورة البقرة, الآية: 229 .
[80] -أحكام القرآن 1/261-262.
[81]-ينظر: شرح التسهيل 3/246, وأوضح المسالك 3/340 وما بعدها, والمقاصد الشافية 5/117.
[82] -سورة البقرة, الآية: 236 .
[83] -سورة الإنسان, الآية: 24 .
[84]-أحكام القرآن1/290.
[85]– النكت والعيون, الماوردي أبو الحسن علي بن محمد (ت: 450ه ـ), تحقيق: السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم , دار الكتب العلمية, بيروت – لبنان, دط, دت: 1/305.
[86]-سورة المائدة, الآية: 95 .
[87]-أحكام القرآن2/188.
[88] -سورة المائدة, الآية: 33 .
[89]-المصدر نفسه 2/97 بتصرف .
[90] -ينظر: اللباب في علوم الكتاب 7/308 .
[91]– ذكر ابن مالك : بأن ” أو”جاءت في هذه الآية بمعنى الإباحة , قال ومن علاماتها استحسان وقوع الواو موقعها” .ينظر: شرح التسهيل 3/252.
[92] -سورة النور, الآية: 31 .
[93]-أحكام القرآن 3/383.
[94]-ينظر: البحر المحيط 8/34.