
مكانة المسنين في الثقافة الجزائرية والأجنبية :مقاربة أنثروبولوجية
The status of the elderly in Algerian and foreign culture
أ.د. بوحسون العربي/جامعة تلمسان، الجزائر
BOUHASOUNE El-Arabi/Tlemcen University
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 58 الصفحة 101.
ملخص:
نتناول في هذا البحث حالة المسنين في الثقافة الجزائرية وبعض الثقافات الأجنبية من حيث التعامل مع هذه الفئة الاجتماعية. حيث وجدنا بعض الاختلافات الثقافية في تصورات وتمثلات المجتمعات لهذه الفئة ولاسيما في نوعية الرعاية والاهتمام. لقد اعتمدنا على قراءات نظرية لبعض الدراسات الأجنبية، وحاولنا من خلال نظرة واقعية القيام باستطلاع ميداني متواضع لمعرفة واقع عينة من هذه الشريحة المقيمة بمركز العشعاشي بمدينة تلمسان، واستخلصنا أن القلة من المسنين في المجتمع الجزائري الذين يلجئون إلى دور العجزة ليس بسبب تقدمهم في السن، بل لعدم امتلاكهم مسكن أو من المرضى، أومن الفقراء الذين يبحثون عن عيش كريم نظرا لفقر عائلاتهم. إنهم يحظون بعناية تامة من خدمات المركز، وأيضا بفضل الرعاية والمساعدات المتنوعة من أفراد المجتمع. أما الفئة العريضة من المسنين يعيشون في بيوتهم مع عائلاتهم أو لوحدهم يتمتعون برعاية الأقارب والجيران، وذلك بفضل الثقافة الدينية السائدة(قيم الإسلام) وعادات وأعراف المجتمع العام.
Abstract:
In this study we discuss the situation of the elders in some cultures, how to deal with this social group, and also in Algerian culture. We found some differences in representations toward this class about the care.
We have relied on the theoretical readings of some foreign studies. We tried through a realistic look to do a modest field survey to know the reality of a sample of this segment resident in the center of Achachi in Tlemcen city, and we concluded that the few of the elders in Algerian society who resort to this center not related to old age, But because they do not have homes or are patients. Or some of them are poor who are looking for a decent living because of the poverty of their families. Where they are given the full care not only from the services of the center, but also from the various assistances provided by individuals and institutions. The large group of old age people live in their homes with their families or alone enjoy the care of relatives and neighbors, thanks to the prevailing religious culture (values of Islam) and the customs and traditions of the general society.
مقدمة:
مع تقدم العلم والطب أصبحت نسبة من يعيشون إلى سن الستين والسبعين وأكثر تتزايد كل يوم، غير أن هذه الزيادة المستمرة في متوسط الأعمار صاحبتها مشاكل جديدة. إن نجاح الطب في تمديد عمر الإنسان قابله زيادة في عدد المسنين الذين يحتاجون إلى اهتمام ورعاية خاصة، تختلف بتكاليفها وتنوعها عن رعاية الأطفال التي تعد أكثر تجانسا من حيث الأمراض والخصائص الفردية. وإذا كان التقدم نحو هذا السن في وقتنا الحاضر لا يعد خطرا كبيرا على المجتمعات والعائلات، فإن المؤشرات السكانية توحي بأن السنوات المقبلة تكون أكثر خطرا نظرا لزيادة حجم هذه الفئة من السكان، لاسيما من حيث تكاليف رعايتها. من هنا يكون من الضروري تحضير دراسات واستراتيجيات ملائمة من قبل الحكومات في جميع بلدان العالم لمواجهة هذا التحدي، الذي تختلف مواجهته من بلد لآخر باختلاف نظرته للمسنين، وأيضا قيمه الثقافية والاجتماعية، وإمكانياته الاقتصادية التي يتمتع بها. والجزائر كغيرها من البلدان يجب عليها أن تستعد لمواجهة الأخطار المترتبة عن تطور فئة المسنين، لاسيما وأن الكثير من الخبراء يتوقعون ارتفاع عددهم في السنوات القادمة. لكن بالرغم من هذه التحذيرات، نلاحظ أن بعض الحكومات لم تسطر بعد سياسة واضحة للتكفل بالمسنين على مستوى المؤسسات.
بعد التطرق إلى تحديد المفهوم من عدة وجهات نظر قانونية وثقافية وعلمية، نسعى إلى توضيح مكانة المسنين في بعض قبائل المجتمعات التي كانت تعتبر بدائية من وجهة نظر انثروبولوجية. حيث تختلف تمثلات أفراد هذه المجتمعات للمسنين، واستنادا إليها قاموا بتحديد أدوارهم ومكاناتهم الاجتماعية، أو إقصائهم من كل النشاطات لأسباب تراها بعض هذه المجتمعات منطقية. ونظرا لكون هذا الموضوع أصبح يمثل أحد أولويات المجتمع الحديث، استوقفتنا إحدى تجارب المجتمع الغربي(نموذج بريطانيا) في التكفل بهذه الفئة، ولو بصورة وجيزة. إن اختلاف الثقافات وتنوعها من حيث المرجعيات القيمية والدينية، يساهم بقوة إلى جانب الإمكانيات المادية في بناء أنظمة التكفل، واختيار طرق الوقاية من أعراض الشيخوخة. إذا لم يكن الموضوع ملفتا للانتباه في السنوات الماضية، ويشكل مجالا لتفكير عميق، فإنه حان الوقت لتعلن الجزائر هي الأخرى عن تجربتها الواسعة، وأن تضع برنامجا فعالا يتماشى ومنظومتها الثقافية والاجتماعية. وإذا كان بإمكاننا الحديث عن تجربة الجزائر في هذا الميدان نستطيع أن نتكلم فقط عن الدور والمراكز القليلة الموجودة في بعض الولايات التي تحتضن فئة لا تزيد عن 2500 مسن، وهذا حسب الإحصائيات الموجودة، وهي تعتبر فئة صغيرة، إذا ما قارناها ببلدان أخرى. إن هذا الواقع تتحكم فيه معطيات ديموغرافية وإحصائية، فمنذ الاستقلال والكل يتكلم عن الجزائر أنها بلد الشباب بنسبة 75%، لكن هذه النسبة ستصبح بعد سنوات قليلة تعد من ضمن الفئة العمرية الثالثة والرابعة التي تحتاج إلى استراتيجية تشارك فيها جميع تيارات ومؤسسات المجتمع.
- تحديد المفهوم:
هناك اتفاق على أن المسن هو ذلك الشخص الذي بلغ مرحلة الشيخوخة، وفي هذه المرحلة تبدأ الوظائف الجسدية والعقلية في التدهور بصورة بشكل أكثر وضوحا وخاصة مع ظهور ملامح العجز والضعف البدني، إلا أن تحديد عمر المسن لا يخضع لمعيار ثابت في كافة المجتمعات وكافة الأزمنة، لأنه يخضع في بعض المجتمعات لتحديد ثقافي قد يرتفع أو ينخفض حسب مفهوم الثقافة السائدة في المجتمع، حيث أن هناك بعض العناصر المشتركة بين كل المجتمعات حول الإطار العام لتحديد عمر المسن.[1] فضلا عن ذلك فان هذا العمر يرتفع مع التقدم العلمي والصحي للمجتمع كما بينته العديد من الدراسات. وتشير بعض المؤشرات إلى بداية ملامح الشيخوخة نذكر أهمها[2] ׃
1-1-المؤشر البيولوجي׃ يحدد على أساس المعطيات البيولوجية لكل مرحلة مثل معدل نشاط الغدد الصماء، وقوة دفع الدم، والتغيرات العصبية.
1-2- المؤشر السيكولوجي׃ يظهر من خلال الخصائص النفسية والتغيرات في سلوك الفرد ومشاعره وأفكاره.
1-3- المؤشر الاجتماعي: يتجلى في الأدوار الاجتماعية وعلاقة الفرد بالآخرين وبمن يحيطون به، ومدى توافقه الاجتماعي.
ويرى البعض الآخر أن الشيخوخة هي مفهومنا عن دورة الحياة التي تحددها بشكل أو بآخر معتقداتنا حول الإنسان والطبيعة، وهي خاضعة لأنظمة سائدة من اتجاهات وقيم، فشيخوخة الإنسان يمكن اعتبارها ظاهرة اجتماعية وبيولوجية .[3]
فمن الناحية البيولوجية، يركز البيولوجيون في تعريفهم للمسن على ما يميزونه من تغيرات جسمية ونفسية تحدث بعد سن الرشد، وفي الحلقة الأخيرة من دورة الحياة، ومن هذه التغيرات الضعف الصحي العام، والضعف الجسمي، وضعف الحواس كالسمع والبصر وضعف القوة العضلية، وانحناء الظهر، وجفاف الجلد، وتصلب الشرايين والتعرض بدرجة أكبر من ذي قبل للإصابة بأعراض معينة وعدم قدرة الجسم على المقاومة.
بينما يركز السيكولوجيون في تعريفهم للمسن على ما يميزه من ضعف في الذاكرة، وقلة الانتباه، وضيق الاهتمامات وشدة التأثر الانفعالي، والحساسية النفسية الزائدة والشعور بعدم القيمة في المجتمع، وبقرب النهاية، والاهتمام المفرط بالذات. وإذا كان من المتفق عليه بأن الشيخوخة هي آخر مرحلة من مراحل نمو الإنسان فانه من المختلف عليه، متى تبدأ هذه المرحلة.[4]
والاتجاه السائد يرمي إلى الأخذ بالتعريف الزمني، وهذا ما تتبعه الحكومات والمصانع وأصحاب العمل في تحديد موعد إحالة الموظفين والعمال على التقاعد. ففي بعض الدول تعتبر الستين 60 سنة هي بداية الشيخوخة، حيث يرتبط هذا التحديد بمتوسط العمر في كل دولة. ومن الناحية الديمغرافية والإحصائية يعرف المسنون بأنهم الأفراد الذين وصلت أعمارهم إلى60 سنة فأكثر، فخلال الستينيات غالبا ما تحدث تغيرات هامة في أنماط الحياة وأساليبها، وترتبط هذه التغيرات عادة بحدوث التقدم في السن [5].
كما يرى البعض الآخر أن المسن هو عادة من يبلغ عمره خمس وستون عاما فما فوق إلا أن المسن حقيقة هو شخص أكبر سنا من ذلك. فهو يعاني من تدهور وظيفي يؤثر بشكل ملموس على مجمل الوظائف الحيوية. ونظرا لما يعانونه من عجز فانه عادة ما يتطلب حماية ورعاية من الآخرين.[6]
لقد حددت منظمة الصحة العالمية عام 1972 سن الخامسة والستين (65) هو بداية لمرحلة الشيخوخة، حيث اعتبرت الشخص مسنا عندما يحال على التقاعد على اعتبار أن هذا السن تتفق عليه الغالبية العظمى من بلدان العالم. وفي سنة 1973 فصلت الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا الأمر باعتمادها سن الخامسة والستين سن بداية الشيخوخة، ولكنها بقيت تراعي الاختلاف حول هذا التحديد باختلاف الأفراد[7]. وفي هذا السياق يقسم العلماء المسنين إلى مجموعتين׃
-المجموعة الأولى ׃ تضم المسنين من 60 سنة حتى 74 سنة، ويطلق عليهم صفة “المسن النشط أو الصغير”.
-المجموعة الثانية ׃ تضم المسنين من 75 سنة فما فوق، ويطلق عليهم صفة “المسن الكبير”.
وهناك رأي آخر للمسن يحدد من خلال التصنيف التالي:
-المسن الشاب والذي يبلغ من العمر 60-74 سنة.
-المسن الكهل والذي يبلغ من العمر 75-84 سنة.
-المن الهرم والذي يبلغ من العمر 85 سنة فأكثر. [8]
لكن نظرا لما سبق يبدو أن هناك اختلاف قائم بين البلدان وحتى بين العلماء في وضع الحدود الصحيحة بين الأعمار، لا من حيث المدة الزمنية ولا من حيث مضمونها، حيث ظهرت صعوبات خاصة مع تطور مستوى الحياة واختلافها من قطر لآخر، مما أدى إلى الحديث العام بين العلماء عن تشويش الحدود بين الأعمار. فهناك من يتحدث عن مرحلة المراهقة والمراهقة اللامتناهية(Le Bras) مقتبل العمر(Galland) مرحلة ما قبل النضج(Pitrou) الشباب الناضج(de Singly)، بينما عند الحديث عن الشيخوخة تستخدم عدة مفاهيم على غرار المتقاعدين والمسنين وسن ما قبل التقاعد وكبار السن والشيوخ. و تبين أن المواقف التي تواجه الأعمار المختلفة غالبا ما تحكمها العاطفة، وخاصة في مجتمع شغله الشاغل عامل السن: الخوف من الشيخوخة والتنكر لها وإنكار الموت، وهما مرتبطين بنظرية عمرية ينظر لها نظرة متدنية، مما يعيق كبار السن من أن يعيشوا حياتهم ويعيق كذلك الشباب من أن يشيخوا.[9]
غير أن طول العمر يعتبر إحدى أشكال الشيخوخة السكانية التي تزداد بقوة، فقد بينت بعض الدراسات أنه خلال قرنين تجاوز معدل العمر من 36 إلى 78 عاما، ومعدلها في الوقت الحالي 72 عاما بالنسبة للنساء و74 عاما بالنسبة للرجال، وهو يزداد بمتوسط ثلاثة أشهر في العام. ويتوقع الخبراء أن متوسط معدل الحياة يجب أن يستمر في الارتفاع، حيث ينشغل علماء الأحياء حاليا على التساؤل حول إمكانية تجاوز معدل الأحد الأقصى لطول عمر الجنس البشري(125) عاما.[10]
إن مثل هذا التقدم في السن يؤدي إلى ازدياد عدد الأجيال، حيث يصبح يتعايش في المجتمع ليس ثلاثة أو أربعة أجيال، بل خمسة. فحسب دراسة أحصت أكثر من ألفين عائلة لهم من الأجيال خمسة، واعتبرته مجتمعا معمرا ومتعدد الأجيال. إذا كانت هذه الزيادة في معدل الحياة لا تقسم بالتوازن بين الأعمار المختلفة، فإن ذلك سينعكس سلبا على الحياة المهنية بوجه خاص، ودائما حسب الدراسات المنجزة في هذا الموضوع توصلت إلى أن في بداية القرن العشرين كانت نسبة 70% من فترة الحياة مكرسة للعمل، في حين تقلصت هذه النسبة في بداية القرن الواحد والعشرين إلى ما بين15- 20% أي 40000 ساعة في بداية ق21 مقابل 78000ساعة سنة 1980. وبناء على زيادة معدل شيخوخة السكان التي ارتفعت من 19% من السكان الحاليين من هم أكبر من 60 عاما و21% عام 2005 ومن 26 إلى 28% عام 2020، ثم من 30 إلى 39% فمن المتوقع ومن المؤكد أيضا أن مجتمع طول العمر سيصبح أكثر فأكثر مجتمع غير عامل في غضون عام 2050.[11] وهذا التحدي هو صورة متوقعة في كثير من بلدان العالم إذا ما تأكدت نتائج الأبحاث حول ارتفاع معدل الحياة، وحينئذ تصبح الشيخوخة أكبر هاجس وتحدي يواجه حكومات العالم بأسره.
- مكانة المسن في بعض المجتمعات:
2-1-المكانة العالية والتقديس للمسن:
تناولت الدراسات الأنثروبولوجية والثقافية موضوعات كثيرة تتعلق بالشيوخ والمسنين في بعض قبائل المجتمعات البدائية، باعتبار أن لهذه الفئة من أفراد المجتمع بعض الأدوار والوظائف والمكانات يحددها التنظيم القبلي المبني على نظام القرابة. حيث يتم تقسيم العمل على أساس السن(العمر) والجنس، ومن ثم تحظى طبقة المسنين بالتزامات ووظائف ذات طابع ديني وشعائري، بينما تقوم الطبقات الشبانية والوسطى بالنشاطات الحربية والسياسية. وبالنظر إلى المكانة التي تحظى بها طبقة المسنين من احترام واعتراف وتقديس، توكل إليهم مهمة نقل التراث الثقافي المتوارث إلى الأجيال الجديدة الناشئة. حيث تتمتع بمنزلة عالية داخل المجتمع بالنظر إلى خبراتهم وتجاربهم وقدراتهم التي اكتسبوها طيلة سنهم الذي قضوه في خدمة المجتمع[12].
غير أن هذه الالتزامات لا تقصيهم من المساهمة في النشاط الاقتصادي، حيث يسهمون فيه بدرجة كبيرة وخاصة في مجال الشعائر والطقوس السحرية والدينية التي تعد عنصرا أساسيا لنجاح أية عملية إنتاجية، سواء كانت صيد سمك أو قنص حيوان أو حرث أرض أو زراعتها، أو غير ذلك، فهذه النشاطات الاقتصادية لا يمكن البدء فيها إن لم تسبقها شعائر وطقوس معينة يقوم بها الشيوخ.[13]
كما تسود قبائل إفريقيا ثقافة تقديس للمسن، وتعتبر مكانتهم الاجتماعية مستمدة من خلال ارتباطهم بالأسلاف، وهذه الثقافة شائعة في إفريقيا عند البانتو Bantu والزولو Zuluوقبائل الكونغو kongoوالكرانجاKaranga، أين نجد مصطلح واحد يعبر من خلاله عن كلمة الجد والسلف.[14] ففي إحدى القرى تدعى السيدامو Sidamo يوجد تنظيم عمري يقوم على أساس الطبقات الاجتماعية المؤقتة، وهو يعتبر وسيلة أساسية للتكيف مع ظروف حياتهم، ومصدر أساسي لتأمين رزقهم. كما تعتبر مرحلة الشيخوخة في هذه القرية مرحلة هامة في حياة الناس، حيث يتم التحضير لها بواسطة عدة طقوس، وتسبقها مرحلة كبر السن التي يصاحبها عملية التطهير الروحي والتي تسمى سيميسا Cimessa. ومن أجل الدخول الفعلي في مرحلة الشيخوخة يجب المرور على ثلاث مراحل أساسية هي:
-مرحلة إعداد وتحضير الموارد اللازمة لذلك، بجمع الغذاء والقرابين، وهذا بدعم من الأقارب.
-مرحلة بناء كوخ العزلة يساهم فيه الشباب والرجال والنساء.
-مرحلة ممارسة النشاط الفعلي(أي إعادة المسن إلى حياة جديدة يقوم فيها بعدة نشاطات اجتماعية).
وتتميز كل مرحلة بعدة طقوس متنوعة يسودها الرقص والغناء والأكل والأهازيج من أجل تطهير المسن بالختان، ثم صيد طائر الوانجي، ثم دفنه….، يتبعها تقديم الهدايا والأطعمة للمتطهر، وبعدها الاستحمام في ماء نهر، وارتداء ملابس جديدة خاصة بالمسنين طيلة الليل بكامله. وفي الصباح يكون الرجل المتطهر قد دخل في مرحلة كبر السن التي تستمر على مدى 35 سنة، ويعتبر الشيخ المسن في هذه المرحلة مرجعا لتسوية النزاعات القبلية، وذبح القرابين، وتحديد حالات التكريم عند الدفن وطقوس الحداد….، حيث يعتبر هذا النظام مهما في هذه القرية للحفاظ على السلام والوئام.[15]
إن العرف السائد في بعض قبائل المجتمعات البدائية يعطي أهمية بالغة للمسنين، ويعتبرهم مصدرا “للبركة” التي يمنحونها لأبنائهم إذا رضوا عنهم، وقد تصيب لعنة المسن ابنه العاق إذا غضب منه بسبب أدى ابنه وسوء احترام له، وهذا ما نجده في قبيلة الأزاندي Azandi. أما في قبيلة الإيبو Ibo يتمتع المسنون بالاحترام والهيبة، حيث يصدرون أوامرهم للصغار بتنظيف الطرق وقطع الأشجار المضرة والزراعة والقيام بمهام الشرطة في الأسواق والدفاع عن القبيلة والهجوم في حالة الحرب. وفي قبيلة البانتو Bantu في جنوب شرق إفريقيا توكل للمسنين عدة وظائف هامة منها توزيع الأراضي على مستخدميها للزراعة والرعي، ويوزعون الأطعمة. كما أن المسنون هم المسيطرون على زوجاتهم وبناتهم وزوجات أبنائهم داخل العائلة الممتدة، ويقومون بجمع حلقات سرد القصص، والدعوة لإقامة حفلات الرقص، ويشجعون الشباب على ذلك، ويعتبرون أنفسهم حلقة وصل بين الأحياء والأسلاف. وكل هذا يرجع إلى اعتبارهم حملة للتراث وخزائن للحكمة وموصلون جيدون للثقافة التقليدية للأجيال اللاحقة. في بعض القبائل الأخرى ينظر إلى المسنين على أنهم القدوة الروحية والقانونية للمجتمع.
لقد استثمرت المجتمعات البدائية طاقة المسنين في توجيه الحياة وتنظيم المجتمع واعتبرتهم كنز يجب استثماره، ونحن في القرن21 طمسنا الخبرات والتجارب المكتسبة، وأقصينا الشيوخ من تسيير شؤون الحياة إما بعزلهم مبكرا من العمل(التقاعد) وإما بالتقليل من أدوارهم في المجتمع وتسليم زمام الأمور للشباب الذي هو بحاجة إلى خبرات يستند إليها في تسيير شؤون الحياة بعامة.
لكن على خلاف ذلك الاهتمام البالغ تجاه المسنين في بعض هذه القبائل، نجد مجتمعات وقبائل أخرى يتعرض فيها المسن إلى الإهمال والمعاملة القاسية وحتى القتل. وهذا ما نوضحه في الفقرة الموالية.
2-2-المكانة المتدنية، إقصاء وتهميش المسن:
يزخر التراث الأنثروبولوجي من جهة أخرى بالدراسات والأمثلة عن المجتمعات التي همشت وأقصت المسنين من المجتمع، وعزلتهم عن الحياة لا لشيء سوى أنهم فقدوا القوة الجسمانية وأصبحوا عاجزين عن تأدية أدوارهم التي كانوا يقومون بها في مراحلهم العمرية السابقة. حيث صار ينظر إليهم كأنهم عالة على المجتمع، وتكاليف على الأسر والعائلات، وبالأخص المعوزة منها. لقد كان هذا حال المجتمعات التي تعيش ظروف مناخية قاسية، ومن أمثلة ذلك قبائل الإسكيمو وما يحدث في بعض القبائل الأخرى. فقد كان يسود قبائل الشكشي ظاهرة إكراه المسنين وإقناعهم بتفضيل الموت على البقاء عبثا على المجتمع، فكانت تقام حفلات وطقوس الأكل والشرب يحضر فيها المسنون المراد قتلهم، فيتسلل من ورائهم أقربائهم ويضربونهم بعظام الفقمة حتى الموت. وفي حالات أخرى كان المسن يحبس في أكواخ الجليد IGLOO حتى يموت من شدة البرد، وهناك الكثيرون من رمي بهم من أعالي الجبال في وسط البحر. حيث كان المسن إذا شعر بأنه أصبح ينظر إليه عبئا على المجتمع يعلن ذلك مساء ويسافر على القوارب بعيدا ويلقي بنفسه في البحر دون عودة. أما في قبيلة التونجاThonga كان يتم تجويع المسنين وعدم احترامهم ويعاملون من قبل أبنائهم معاملة قاسية، وغالبا ما كانت القبائل عندما ترتحل إلى مكان آخر تترك كبار السن وراءها. هذا ناهيك عن التنكيل بهم أثناء الحروب والنزاعات وإهمالهم أثناء المرض دون رعايتهم، أو تقديم خدمات صحية لهم. وفي قبائل أخرى كان بمجرد أن يكبر الأب تؤخذ منه جميع ممتلكاته بالقوة من طرف أبنائه، ويترك حتى يهلك دون شفقة، ومنهم من يطرد من بيته حتى يضطر للتسول، ومنهم من حولهم أبناءهم إلى عبيد، ويجبرون على الأعمال الشاقة.[16]
ولكن سواء كان الأمر يتعلق بالاهتمام بالمسنين عند البعض وإهمالهم عند البعض الآخر، فإن الوضع الذي كان سائدا في المجتمعات القديمة لا يختلف عما هو سائد اليوم في المجتمعات المتحضرة، أين نلاحظ وضعية المسنين تتدحرج بين مجموعتين مختلفتين، واحدة تحترمهم وترعاهم، وأخرى تقصيهم من الحياة بمجرد تقدمهم في السن وعجزهم عن العمل. قد نجد هذه الظاهرة سائدة داخل بيئة اجتماعية وثقافية واحدة، نظرا لاختلاف الرؤى والأدوار الاجتماعية التي يعتمد عليها الأفراد في حياتهم. فإذا كانت كثير من المجتمعات قد فسرت الشيخوخة بضعف الجسم بدنيا وجعلته مقياسا لتقليص أدوارهم في المجتمع، فهذا يعتبر قرارا غير صائبا في نظرنا، لأن ضعف الجسم بدنيا لا يبرر ضعفه الفكري والتوجيهي للأجيال الجديدة. ونحن عندما نعتقد أننا نقدم الرعاية والاهتمام للمسنين بتخصيصنا لهم أماكن لقضاء الأوقات دون عمل، أو ملاجئ، أو عزلهم عن الحركية الاجتماعية ظنا منا أننا نخفف عنهم متاعب الحياة، فهذا في الحقيقة عبارة عن طمس للقدرات وردم للخبرات والتجارب التي قد لا تجدها محفوظة أو مدونة لا في الكتب ولا في أي جهة أخرى. وهذه النظرة هي سائدة بقوة في مجتمعنا وبها نفسر مفهوم الشيخوخة. ومن تم يصبح البعض ينظر إلى المسن المعزول عن الحركية الاجتماعية كأنه عالة على المجتمع.
- نظام الشيخوخة في بعض الدول الغربية:
إن المجتمعات التي نظرت إلى الشيوخ والمسنين كمخازن للتراث وأرصدة معرفية تستثمرها الأجيال، سعت إلى الاستفادة من خدماتهم عن طريق الاهتمام بتمديد أعمارهم إلى سن جد متقدم. حيث زاد الاهتمام بعمر الإنسان والقضاء على مظاهر الشيخوخة بواسطة عدة طرق ووسائل حديثة. ففي بريطانيا لاحظ علماء البيولوجيا أن العمر الطبيعي للإنسان يجب أن يتراوح ما بين 120-140 سنة استنادا إلى ما لاحظوه عن أعمار الحيوانات البرية والبحرية والطيور. وقالوا لو توفرت الظروف الطبيعية الملائمة للحياة الطبيعية الصافية للإنسان قبل الولادة وبعدها يمكنه أن يعيش 140 عاما دون أن يشعر بالألم والتعب والأوجاع. فالبيئات الإنسانية التي تقل فيها مخالفة الإنسان لشروط الحياة الطبيعية وقوانينها يكون متوسط أعمار الناس فيها أكثر، والعكس صحيح. حيث نرى في البلدان المتحضرة(في المدينة) التي تكثر فيها هموم الحياة اليومية والازدحام ويتهالك فيها الناس على الملذات التي تنهك الأجسام، ويعيش الناس على أعصابهم ويحملون أنفسهم ما لا يطيقون من الأحمال والأعباء، ويسهرون فوق ما يجب على الجسم أن يسهر، في مثل هذه البلدان أعمار الناس لا تزيد على الخمسين والستين. وعلى العكس من ذلك البلدان التي تستمر فيها الحياة هادئة هدوءا نسبيا بلا إجهاد ولا إرهاق ولا بروتوكول يقيد الجسم ويرهق الأعصاب، فإن متوسط أعمار الناس يزيد على السبعين.[17]. ولهذا نجد في حياتنا الاجتماعية عندما تتقدم السنين بالناس يركنون إلى راحة البال والأعصاب، والانعزال عن الضجيج، والازدحام والكثير منهم من يفضل الانتقال إلى البوادي لقضاء يومه، أو تغيير مقر سكناه إليها بصفة نهائية.
3-1-بريطانيا نموذج أوروبي لرعاية المسنين:
تحظى فئة المسنين في انجلترا باهتمام خاص ورعاية كبيرة تميزها عن كثير من البلدان الأوروبية الأخرى. حيث يكون مصدر هذه الرعاية بعضها حكومية وغالبيتها من الجمعيات الخيرية والخواص، وجميع العاملين بهذه الجمعيات من المتطوعين يقدمون خدمات للمسنين بدون أجر، ولا انتظار جزاء أدبي، ودون تذمر أو إكراه، همهم الوحيد هو إسعاد هذه الفئة التي تقدمت بها السن، وأصبحت عاجزة عن خدمة نفسها بنفسها. من بين أهم الخدمات التي تقدم للمسنين في هذا البلد نجد ما يلي:
1-الزائرة الصحية:
هي ليست ممرضة، ولكنها متمرنة لمدة 3 سنوات، تقوم بزيارة جميع سكان المنطقة التي تشرف عليها. وتقدم تقريرا شهريا لطبيب المنطقة عن الحالة الصحية والاجتماعية لسكان المنطقة، بما فيهم العجائز والمسنين الذين يحظون بزيارتها مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، وخلالها تقدم لهم ما يحتاجون من خدمات وإرشادات ونصائح.
2-الممرضة المنزلية:
تقوم بزيارة العجائز في بيوتهم في أي وقت من أوقات النهار والليل طلبوا خدمات طبية. وهذه الممرضة غالبا ما تشرف على 1000 شخص في الحي، ولكن وقتها الطويل تقضيه مع المسنين لتذكرهم بمواعيد الدواء، وإعطائهم الحقن، وزيارة الطبيب، وترفع من معنوياتهم.
3-الخدمات المنزلية:
تقوم الجمعيات الخيرية بتوظيف عاملات لتقديم الخدمات المنزلية للعجائز، وخاصة لغير القادرين على الحركة مثل تنظيف الحجرات والغسيل…إلخ، دون أن يدفع لها أي أجر.
4-وجبات غذائية تقدم في المنازل:
أنواع من الوجبات تصل حتى باب المنزل ثلاث مرات في الأسبوع كل يوم سبت واثنين وأربعاء. وهذا مقابل اشتراك رمزي شهري تقدمه المسنة أو المسن إلى الجمعية المختصة. وتحاول هذه الجمعيات القضاء على العزلة بإقامة مباني يجتمع فيها المسنون اثنان على الأقل في الغرفة، كما تنظم لهم رحلات ترفيهية لإبعادهم عن شبح العزلة.[18]
قد نجد هذه العناية الموجهة للمسنين موجودة في كثير من بلدان العالم في جميع القارات، لكن الاختلاف يكمن في طبيعة الخدمات والاستمرارية فيها واحترام أطرها النظامية والقانونية وتمثلات كل مجتمع لهذه الفئة، وأيضا ثقافته السائدة ومستواه المادي.
- حالة المسنين ومكانتهم بالجزائر:
تعد الجزائر إحدى البلدان العربية والإسلامية، يدين غالبية سكانها بالدين الإسلامي، ويحتكمون إلى التقاليد والعادات والقيم، التي نشأ في ظلها الإنسان العربي المسلم عامة. إن الجزائري كباقي أفراد الشعوب الإسلامية يرتبط ارتباطا قويا بكبار السن، وبخاصة بالوالدين، وهذا الارتباط تحدده العبادات اليومية، وقيم الأصالة والتقاليد التي ظلت راسخة في الأذهان مند أن حل الإسلام بالقطر الجزائري. لقد جاءت حضارات متعاقبة ولم تستطع تغيير بعض القيم، تجاه كثير من المواضيع ذات الوزن الثقيل على غرار المرأة والشرف والأرض والوطن والوالدين بوجه خاص، وهو ما يعرف عندنا بالشوابن(الأب المسن والأم المسنة). ونظرا لأهمية هذين المفهومين في الوسط الثقافي الجزائري، أصبحت الكلمتان متداولتان لدى الشباب في عدة مناطق من الوطن تجاه آبائهم وأمهاتهم، حتى وإن لم يبلغا سن الكبر والشيخوخة بعد. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على قداسة مفهوم الوالدين”الشوابن” لدى الفرد الجزائري.
إذا كان مفهوم “الشوابن” في علاقته بالوالدين يعتبر من المقدسات في ثقافتنا، فهو لم يحظ برعاية واهتمام كبيرين في المجتمعات الغربية بخاصة، ليس من قبل حكوماتها فحسب، بل أيضا من قبل أعضاء الأسرة نتيجة لاعتقادهم الكبير في مفاهيم وإيديولوجيات وليدة بيئتهم، كالحرية وحقوق الإنسان والعدالة. إن وجود مراكز التكفل، والتقاعد والراحة التي يقطنها حتى غير المسنين في المجتمع الغربي أدى إلى اعتبار فئة المسنين فئة عادية تتميز عن غيرها بمستوى العمر فقط. وتعتقد حسب ثقافاتها عندما تخصص لهذه الفئة مراكز لاحتضانها ورعايتها أنها قد أحاطتها بالاهتمام الكامل والمطلوب، الشيء الذي يختلف عندنا بكثير، نظرا لتصوراتنا النابعة من البيئة الثقافية التي نضجنا في داخلها. فمفهوم المسن أو “الشوابن” في ثقافتنا يحمل بعدا دينيا يرتبط بعباداتنا اليومية. حيث قال تعالى ﴿وَقَضَى رَبُك َأَلا تَعْبُدُوا إِلاَ إِيَاهُ وَبِالوَالِدَينِ إِحْسَانَا، إِمَا يَبْلُغَنَ عِنْدَكَ الكِبَرَ أحدهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُل لَهُمَا أُفٍ وَلاَ تَنْهَرُهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحُ الذُلِ مِنَ الرَحْمَةِ وَقُل رَبِ اِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَيَاِني صَغِيرَا﴾[19]
كما أن المسن في الثقافة الجزائرية يرمز إلى البركة، فالتبرك بهم يدل على المكانة العالية التي يحتلها الشيوخ وكبار السن من الوالدين وغيرهم، خاصة إذا كانوا من المثقفين. فهم يحظون باستشارة أفراد العائلة في جميع القضايا. وتقول الحكمة “إذا كسروك الوالدين ما يجبروك الصالحين” وهذا يدل على أن الوالدين بالنسبة لأبنائهم أقرب وأنفع لهم من الأولياء الصالحين. ومن زاوية أخرى يعتبرون قنطرة لبلوغ رضا الله سبحانه وتعالي، حيث يقول صلى الله عليه وسلم” عجبا لمن أدرك والديه ولم يدخل الجنة“.
- واقع المسنين في الجزائر:
إن ظاهرة الشيخوخة في الجزائر لا تختلف عن مثيلتها في البلدان الأخرى من الناحية الديمغرافية، بينما وضعية المسنين وطرق التكفل بهم ورعايتهم هي التي تحدد الفارق بين الأقطار العربية الإسلامية والأقطار الأخرى. وقد يصعب الحديث عن هذا الواقع في الجزائر بدون معرفة عدة جوانب محيطة بهذه الفئة. ولعل أهمها يكمن في الجانب الإحصائي والتنظيمي، وكذلك الجانب الاجتماعي والثقافي، المتمثل في ظروف العيش والتمثلات الثقافية للفئات الأخرى، كالشباب والكهول والأطفال تجاه فئة المسنين، وهذا يعتبر جد مهم بالنسبة لهم.
5-1-الجانب الإحصائي:
للحديث عن واقع المسنين في الجزائر نستند إلى تقرير وزارة التضامن الاجتماعي لسنة2010 الذي كشف لنا عن الارتفاع في تعدادهم الذي بلغ 2750000 مسن موزعين على 1255000 رجل و1275000 امرأة.[20] وقد شهدت هذه الأرقام ارتفاعا في ظرف خمس سنوات الموالية، حيث بلغ عدد المسنين في الجزائر ما يقارب 3.484.000 شخص من بينهم 511000 شخص يبلغون 80 سنة من العمر فما فوق. كما سجلت نسبة الأشخاص المسنين (60 سنة فما فوق) ارتفاعا طفيفا بحيث انتقلت من 5ر8 % في سنة 2014 إلى 7ر8 % في سنة 2015.[21] وتتنامى شريحة المسنين بالجزائر بوتيرة أسرع من الفئات العمرية الأخرى بسبب التراجع الكبير في مستويات الخصوبة من جهة وارتفاع الأمل في الحياة من جهة أخرى، فمتوسط الإنجاب بلغ 2.8 طفل للمرأة الواحدة سنة 2012 في حين تعدى 7.5 في المائة خلال سبعينات القرن الماضي.[22] كما انتقل أمل الحياة من 57 سنة في 1977 إلى 76.4 سنة في 2011 هذا ما أدى إلى ارتفاع نسبة المسنين البالغين من العمر 60 سنة فما فوق إلى 7.9 بالمائة خلال نفس السنة[23]. إن الاهتمام بالمسنين كان شغل الدولة الجزائرية مند الاستقلال إلى اليوم، وشكل تحد كبير بالنسبة لها حاليا، فقامت بوضع الأسس القانونية والتنظيمية المتضمنة لكيفية الاهتمام بهذه الفئة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا. حيث أسفر هذا الانشغال والتحدي عن سن عدة مواد في إطار بعض القوانين من أهمها:
-قانون التقاعد سنة 1983، الذي منح حق معاش التقاعد بعد انقضاء فترة العمل، وتجلى في المادة 06 منه التي تنص على أن للرجال وللنساء الحق في معاش التقاعد بعد 60 سنة للرجال، 55 سنة للنساء[24].
-قانون الأسرة الذي أعطى حق الحضانة للشخص المسن(الجدة)، ورتبها في المرتبة الثالثة بعد الوالدين وهذا ما أقرته “المادة 64 من هذا القانون المعدل بموجب الأمر رقم 05-02 المؤرخ في 27 فبراير 2005 التي نصت على ما يلي: الأم أولى بحضانة ولدها، ثم الأب، ثم الجدة للأم، ثم الجدة للأب، ثم الخالة، ثم العمة، ثم الأقربون درجة مع مراعاة مصلحة المحضون في كل ذلك[25].
-قانون رقم 10-12 المتعلق بحماية الأشخاص المسنين.[26]
أما بالنسبة لمعاملة المسنين فقد تكفل بها هذا القانون(10-12) وخصص عدة مواد لهذا الغرض سواء للمسنين أو لفروعهم ممن يسهرون على حمايتهم. وحرص على حماية هؤلاء المسنين مهما كانت حالاتهم البدنية أو النفسية أو الاجتماعية، كما يحث أفراد الأسرة على العناية التامة بهم مثل ما جاء في المواد التالية:
-المادة (4)… يجب على الأسرة لاسيما الفروع أن تحافظ على التلاحم الأسري وأن تضمن التكفل بمسنيها وحمايتهم وتلبية حاجياتهم.
-المادة (7) يستفيد الفروع الذين يتكفلون بأشخاص مسنين والذين لا يتوفرون على إمكانيات مادية ومالية كافية للتكفل بأصولهم، من إعانة الدولة.
وأولى هذا القانون كذلك العناية التامة تجاه مسألة الإقصاء والتهميش لهذه الفئة من خلال المادة العاشرة(10): تلتزم الدولة بمساعدة الأشخاص المسنين، لاسيما محاربة كل أشكال التخلي والعنف وسوء المعاملة والاعتداء والتهميش والإقصاء من الوسط الأسري والاجتماعي. كما أحاط أيضا المسن بعناية اجتماعية متعددة الأبعاد تجلت في مجانية العلاج ومجانية النقل البري والجوي والسكك الحديدية ومن التخفيض في تسعيرته. وكذلك الاستفادة من الأولوية في المقاعد الموجودة في الصفوف الأولى في النقل العمومي وفي الأماكن والقاعات التي تجري فيها النشاطات والتظاهرات الثقافية والرياضية والترفيهية، وهذا من خلال المواد، 14، 15، 16 من نفس القانون. وحسب المادة 24 منه يحق لكل شخص مسن في وضع صعب أو بدون روابط أسرية وذي موارد غير كافية أن يستفيد من إعانة اجتماعية أو منحة مالية لا تقل عن ثلثي(2/3) الأجر الوطني الأدنى المضمون(1800دج ابتداء من 01 جانفي 2015). إضافة إلى ذلك يشجع أسر وعائلات المسنين على الاحتفاظ بذويهم والاعتناء بهم من منطلق القيم الإسلامية الوطنية والاجتماعية والحضرية، هذا ما بينته المادة (26) من القانون المذكور، عندما أعطت الأولوية لاستقبال المسنين في المراكز والمؤسسات المتخصصة فقط للمسنين المحرومين أو بدون روابط أسرية، حيث لا يمكن قبولهم في هذه المراكز أو إبقائهم فيها إلا في حالة الضرورة أو غياب حلول بديلة. وفي هذه الحالة تستفيد أسر المسنين من دعم الدولة في مجال المتابعة الطبية وشبه الطبية النفسية والاجتماعية (المادة27).
5-2-الجانب السوسيو أنثروبولوجي:
إن أبعاد هذا الجانب متعددة إذا ما أردنا التطرق إليها، حيث يتواجد المسنين في الأسر الفقيرة والغنية، وفي الأسرة المتعلمة وغير المتعلمة، وفي عائلات منفتحة وأخرى منغلقة، والبعض الآخر محافظة وأخرى حداثية وهكذا، ولكننا في ظل هذا التعدد حاولنا أن نقسم المجتمع الجزائري عموما إلى بيئتين ريفية وأخرى حضرية ومن خلالهما نتوقف عند تمثلات أفراد البيئتين إلى هذه الفئة ووصف أدوارها في المجتمع. لقد كشف لنا الواقع من خلال بعض الدراسات أن شريحة المسنين تحظى بمكانة في وسطها الاجتماعي مهما كان وتختلف من بيئة إلى أخرى. فنجد حياة مسني المناطق الريفية تتسم بالبساطة ونطاقها واسع نوعا ما، إذ يقوم كبار السن بالعديد من الأنشطة المناسبة لقدراتهم الصحية والبدنية، حيث يشاركون في تقسيم العمل على الأبناء، كخدمة الأرض وما يتعلق بها من الأشغال الزراعية. كما نجد كبار السن في الأرياف يستشارون في قضايا الزواج، التي لها أهمية كبيرة عندهم للمحافظة على الروابط القرابية، كالزواج من ابنة العم أو ابنة الخال… وهذا قصد المحافظة على الملك أو الإرث العائلي داخليا، وكذا حث الأبناء على استمرارية هذه الروابط، ويتدخل كبار السن أيضا في قضايا الصلح في جميع الخلافات، ونقل الإرث الاجتماعي والثقافي لدى الأجيال.[27]
لكن ما يلاحظ عن هذه الروابط بين كبار السن والصغار أي بين جيلين مختلفين بدأت تضعف شيئا فشيئا حتى في هذا النوع من المجتمعات، وقد أدت هذه الهشاشة في الروابط إلى تغير مكانة وصور فئة الكبار عما كانت عليه سابقا انعكس ذلك على تغير أنماط الأسرة والمسكن بشكل كبير وهذا راجع لعدة عوامل، أهمها الهجرة من الريف إلى المدن بحثا عن العمل، وكذلك زيادة فرص التعليم. الأمر الذي أعطى حيزا مهما من الحرية والاستقلالية للجيل الجديد للتصرف في شؤون حياته. وأصبح يفضل الزواج الخارجي كنموذج لتجاوز خطوط الطاعة والاحترام للأجداد والآباء. وقد تبين من هذه التحولات أن تمثلات أفراد المجتمع القاطنين بالمدن لمكانة وأدوار المسنين تختلف عما هو سائد ولا زال قائما في الأرياف نظرا لتأثير عدة عوامل أهمها التغير الذي حل بالأسرة الممتدة وانتقالها إلى أسرة نووية.
- دار العجزة بمدينة تلمسان نموذج لملجأ المسنين:
عندما نقرأ نظريا أن في مدينة تلمسان توجد دار لاحتضان العجزة، قد يتصور الكثير من الناس أن هذه الدار هي غاصة ومكتظة بالمسنين والعجزة من كل أنحاء هذه الولاية، وعندما نتتبع إحصائيات عدد المسنين في الجزائر نقول أن هذا فعلا صحيح، ولكن الشيء النظري يبقى دائما صعب القياس والحكم عليه ما لم يتم التأكد منه ميدانيا. فقد كشف لنا الواقع غير ذلك، بحيث أن عدد القاطنين بهذه الدار وأصولهم ووضعياتهم الاجتماعية والصحية تدلنا بدقة أن المجتمع الجزائري من خلال هذه العينة، لا يزال متمسكا بالشيوخ والعجزة في سكانهم سواء مع العائلة أو بصفة انفرادية، وهذه حقيقة تمثل أكثر من 97%. لأن عدد المقيمين بهذه الدار ومند عدة سنوات لم يتجاوز50 فردا بالرغم من كثرة المشاكل الاجتماعية والعنف والأمراض والفقر. من خلال الزيارة التي قادتنا إلى هذه الدار اطلعنا على عدة جوانب، يتعلق بعضها بالتنظيم الداخلي للملجأ من ناحية، وعلى حالة المقيمين به من ناحية ثانية. فاستنتجنا ما يلي:
لقد تأسست هذه الدار على حساب مؤسسها الحاج محمد مصطفى العشعاشي التلمساني سنة 1974 الذي كان حرفيا في النسيج، وذلك بالتعاون والاشتراك مع زوجته السيدة فاطمة أبو عبد الله. لقد وضعا هذا الملجأ حبوسا لجميع الفقراء والمساكين دون تمييز، في سبيل الله. يقع في وسط المدينة، ويتربع على مساحة قدرها حوالي 400م2. ومجهز بمرافق وأثاث ضروري لخدمة المقيمين به. حيث تتولى بلدية تلمسان تمويل جزء من الخدمات، منها توظيف العمال به كالممرضين والطباخين وسائقي سيارات الإسعاف والحراس تحت إدارة مدير الملجأ. وبالإضافة إلى تمويل البلدية، تساهم جهات أخرى في ذلك، كالمحسنين الذين يمدون يد العون لهم بالمال والأغذية وخاصة الألبسة وبعض الهدايا في العديد من المناسبات خاصة الدينية منها كعيد عاشوراء أين تكثر الزكاة والنفقات والصدقات، وكذلك في موسم الأعياد ويوم الجمعة. يستقبل الملجأ أي شخص شريطة أن يكون محروما من الدخل وغير مصاب بأي مرض معدي، وتجاوز سنه 60 سنة، وأن يكون بدون عائلة وبدون مأوى. وهذه الشروط وضعتها جمعية الملجأ لتفادي جميع التلاعبات التي قد تأتي من أشخاص لا يستحقون فعلا الرعاية.
بلغ عدد المقيمين بالملجأ إلى غاية 31 ديسمبر2014، 40 فردا يتوزعون بين 24 رجل و16 امرأة تترواح أعمارهم ما بين 60 سنة حتى 75 سنة فما فوق، وأغلبهم من المدن، ومن كل ولايات الوطن، وهذا حسب تصريح أحد عمال الملجأ، ويشرف على خدمتهم 14 عاملا. وقد كان في السابق يستقبل مختلف الأعمار حتى أقل من40 و50 سنة، وذلك مراعاة لوضعياتهم الاجتماعية والصحية. وهناك جمعية الملجأ هي التي تقرر ما إن يقبل الوافد إليها أو ترفضه بناء على تحقيق معمق يجرى مع المعني من قبل أفراد هذه الجمعية. بينما يرفض الملجأ كل الأشخاص المصابون بأمراض عقلية نظرا لصعوبة التكفل بهم. كما يحظى المقيمين بعدة خدمات أهمها:
-الزيارات إلى الحمامات المعدنية القريبة من المنطقة كحمام بوغرارة، حمام بوحجر” لغرض الاستجمام والتداوي، هي تعتبر أماكن مطلوبة لدى الكثير من كبار السن للترفيه عن النفس.
-الاستفادة من الهدايا والصدقات في كثير من المناسبات خاصة الدينية منها.
-زيارة البقاع المقدسة لأداء العمرة على حساب المحسنين.
7- أسباب طلب المسنين اللجوء إلى دار العجزة:
-توتر العلاقات بينهم وبين عائلاتهم، مثل حدوث خلافات حول الإرث مع الإخوة والأخوات.
-عدم اهتمام أقاربهم بهم ومعاملاتهم القاسية من الأولاد والإخوة والأخوات.
– عدم القدرة على الاعتناء بالنفس كالنظافة والأكل وهذا بسبب فقدان العائلة لعدة أسباب.
-الفقر والمرض والإعاقة واليتم.
-العزوبية أو العنوسة.
-البحث عن الحنان والدفء العالي وكسر الروتين.
خاتمة:
تبين لنا من خلال هذه الدراسة النظرية، وأيضا الاستطلاع الميداني المتواضع أن مستقبل المسنين في الجزائر لا يزال بخير، لأن المرجعيات الثقافية والقيمية (الدين والعادات والتقاليد) السائدة في المجتمع الجزائري تعتبر السند القوي التي تحمي هذه الفئة، هذا بالرغم من أن المؤشرات تبدو حاملة لبعض المخاوف بسبب زيادة حجم هذه الشريحة من المجتمع. وفي المقابل فإن الدولة الجزائرية ممثلة بالأجهزة الحكومية(وزارة التضامن) وكذلك منظمات وجمعيات المجتمع المدني ممثلة بالجمعيات الخيرية لا تبخل بإمكانياتها المتاحة لتوفير الرعاية التامة للمسنين باعتبارهم طرفا مهما في هرم السكان، وقد لاحظنا ذلك في عدة مناسبات. إن التغيرات التي يشهدها المجتمع الحديث يمكن التحكم فيها عندما يتعلق الأمر بمواضيع في وزن المسنين الذين لهم أكثر من دلالة في مجتمعنا. لكن الشيء الذي ينقص هو غياب بدائل فعالة في طرق الرعاية في المراكز، هذا من جهة. ومن جهة ثانية، غياب استراتيجيات واضحة لدى العائلات ومؤسسات المجتمع سواء كانت اقتصادية، أو تربوية أو ثقافية للاستفادة من التجارب السابقة للمسنين وخبراتهم في كل المجالات، وذلك باعتبارهم مخزنا للثروة الفكرية والتربوية والدينية، ومنابع للحكمة في تسيير شؤون الأجيال اللاحقة. إن عدم الاهتمام بهذه الشريحة العمرية على المدى الطويل ينتج عنه انعكاسات سلبية في العديد من مجالات حياة الشرائح الأخرى، وبالخصوص شريحتي الأطفال والشباب، الذين هم بحاجة ماسة إلى خبرات ومعارف أجدادهم وأسلافهم. كما يعني عدم الاهتمام بهم أيضا إما تعطيل خدمات ثروة بشرية يمكن أن تساهم في التنمية البشرية والمستدامة للبلاد، التي أصبحت من أولويات العصر الحديث، وإما وضع القطيعة بين الأجيال التي لا تخدم المشروع الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي لأي بلد يسعى إلى رسم مسار التقدم والتنمية على أسس اجتماعية وثقافية قوية.
قائمة المراجع:
-القرآن الكريم.
2-فؤاد البهمي السيد، الأسس النفسية للنمو من الطفولة إلى الشيخوخة، دار الفكر العربي، مصر1975.
3-مصطفى بوتفنوشت، العائلة الجزائرية التطور والخصائص الحديثة، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984.
4- سناء الخولي، الأسرة والمجتمع، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية، 1992.
5- زافييه جولييه، المراحل العمرية الجديدة في الحياة، ترجمة سحر سربانة حبيب، مراجعة محمد علي الكردي في: جامعة كل المعارف، ما المجتمع؟، إشراف: إيف ميشو، الجزء الثالث العدد 717، “ط1، المجلس الأعلى للثقافة القاهرة، والمركز الفرنسي للثقافة والتعاون، 2005.
6- أحمد شفيق السكري، قاموس الخدمة الاجتماعية، دار المعرفة الجامعية، الازاريطية، مصر، ب/ ت.
7-سيد سلامة إبراهيم، رعاية المسنين، ج 2، المكتب العلمي، الاسكندرية، مصر، 1997.
8-عزت سيد إسماعيل، التقدم في السن، دار القلم الكويت، ط1، 1984.
9-عيساني نور الدين، ظاهرة شيخوخة السكان في الجزائر وعوامل تطورها، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة ورقلة، العدد 19 جوان 2015.
10- سامية محمد فهي وآخرون، الرعاية الاجتماعية “أساسيات ونماذج معاصرة، دار المعرفة الجامعية للنشر، الاسكندرية، 2004.
11- الموسوعة الجنسية، الكهولة والشيخوخة، منشورات دار مكتبة الحياة-بيروت، 1975.
12- يحي مرسي عيد بدر، أصول علم الإنسان، الأنثروبولوجيا، ج1، ط1، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الأسكندرية، 2008.
-جرائد يومية:
13-مريم شرايطية، المجتمع الجزائري يتجه نحو الشيخوخة، 25 نوفمبر 2012، جريدة الخبر، العدد 7079 .
-قوانين:
14-قانون رقم 83-12 المؤرخ في 02 يوليو سنة 1983. المتعلق بالتقاعد والذي عدل وتمم بالقانون رقم 16-15 المؤرخ في 31 ديسمبر 2016 (الجريدة الرسمية العدد 78).
15-قانون رقم 84-11 المؤرخ في 09 يونيو 1984 المتضمن قانون الأسرة، المعدل والمتمم، عدلت
16-الأمر رقم 05-02 المؤرخ في 27 فبراير 2005. (الجريدة الرسمية العدد 15).
17- قانون رقم 10-12 مؤرخ في 23 محرم عام 1432 الموافق 29 ديسمبر سنة 2010، يتعلق بحماية الأشخاص المسنين.
–مواقع أنترنت:
18- الجزائر تسجل ارتفاعا طفيفا في نسبة الأشخاص المسنين، نشر في البلاد أون لاين يوم 11/07/2016. أرقام الديوان الوطني للإحصائيات. 2015.
19- نايلي أسماء، نسبة الشيخوخة سترتفع بنسبة 26 من المائة في الجزائر بعد أربعة عقود، مقال منشور على الموقع www.echahed.dz
20-الديوان الوطني للإحصاءات:www.ons.dz.
[1]– أحمد شفيق السكري قاموس: الخدمة الاجتماعية، دار المعرفة الجامعية، الازاريطية، مصر، ب/ ت. ص349.
[2]– سامية محمد فهي وآخرون׃ الرعاية الاجتماعية “أساسيات ونماذج معاصرة، دار المعرفة الجامعية للنشر، الإسكندرية، 2004 ص 351.
[3] -عزت سيد إسماعيل، التقدم في السن، دار القلم الكويت، ط1، 1984ص18-19.
[4] -فؤاد البهمي السيد، الأسس النفسية للنمو من الطفولة إلى الشيخوخة، دار الفكر العربي، مصر1975، ص410.
[5] – سناء الخولي، الأسرة والمجتمع، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1992 ص 262 .
[6] -سيد سلامة إبراهيم، رعاية المسنين، ج 2، المكتب العلمي، الإسكندرية، مصر، 1997، ص07.
[7] -سيد سلامة إبراهيم، المرجع نفسه، ص11.
[8]-عيساني نور الدين، ظاهرة شيخوخة السكان في الجزائر وعوامل تطورها، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة ورقلة، العدد 19 جوان 2015، ص64.
[9] – زافييه جولييه، المراحل العمرية الجديدة في الحياة، ترجمة سحر سربانة حبيب، مراجعة محمد علي الكردي في: جامعة كل المعارف، ما المجتمع؟ إشراف: إيف ميشو، الجزء الثالث العدد 717، “ط1، المجلس الأعلى للثقافة القاهرة، والمركز الفرنسي للثقافة والتعاون، 2005، ص765.
[10] – زافييه جولييه، المرجع نفسه، ص767.
[11] – زافييه جولييه، المرجع نفسه، ص768.
[12]– يحي مرسي عيد بدر، أصول علم الإنسان، الأنثروبولوجيا، ج1، ط1، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، 2008، ص314.
[13] – يحي مرسي عيد بدر، المرجع نفسه، ص314.
[14]– يحي مرسي عيد بدر، المرجع نفسه، ص315.
[15]– يحي مرسي عيد بدر، المرجع نفسه، ص321.
[16] – يحي مرسي عيد بدر، المرجع نفسه، ص331-333.
[17] – الموسوعة الجنسية، الكهولة والشيخوخة، منشورات دار مكتبة الحياة-بيروت، 1975، ص28،29.
[18]– الموسوعة الجنسية، المرجع السابق، ص، 29-34.
[19] – سورة الإسراء الآيتين: 23و24.
[20] – نايلي أسماء، نسبة الشيخوخة سترتفع بنسبة 26 من المائة في الجزائر بعد أربعة عقود، مقال منشور على الموقع www.echahed.dz
[21]– الجزائر تسجل ارتفاعا طفيفا في نسبة الأشخاص المسنين، نشر في البلاد أون لاين يوم 11/07/2016. أرقام الديوان الوطني للإحصائيات. 2015.
[22] – مريم شرايطية، المجتمع الجزائري يتجه نحو الشيخوخة، 25 نوفمبر 2012، جريدة الخبر، العدد 7079 .
[23] – الديوان الوطني للإحصاءات:www.ons.dz.
[24] -قانون رقم 83-12 المؤرخ في 02 يوليو سنة 1983. المتعلق بالتقاعد والذي عدل وتمم بالقانون رقم 16-15 المؤرخ في 31 ديسمبر 2016 (الجريدة الرسمية العدد 78).
[25] – قانون رقم 84-11 المؤرخ في 09 يونيو 1984 المتضمن قانون الأسرة، المعدل والمتمم، عدلت المادة(64) منه بالأمر رقم 05-02 المؤرخ في 27 فبراير 2005. (الجريدة الرسمية العدد 15، ص22).
[26]– قانون رقم 10-12 مؤرخ في 23 محرم عام 1432 الموافق 29 ديسمبر سنة 2010، يتعلق بحماية الأشخاص المسنين.
[27] -مصطفى بوتفنوشت، العائلة الجزائرية التطور والخصائص الحديثة، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984، ص79.