
الذكاء : مراحل تطوره ومعاييرها المحددة، وأدوات قياسه
Intelligene,Stages of developpement and specific criteria, and its measurement tools
د.عيواج صونيا – د.مخلوف سعاد/جامعة باتنة 1، الجزائر
Dr. Makhlouf Souad– Dr. Sonia.Aiouadj / Batna 1 University
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 58 الصفحة 33.
ملخص :
تهدف هذه الدراسة الى تناول موضوع مهم جدا يخدم كل التخصصات في علم النفس وهو سمة مهمة لكل العمليات المعرفية وفي كل الاطوار ألا وهو الذكاء، والذي يمر بعدة مراحل متسلسلة في تطوره والذي تحكمه معايير محددة في ذلك.
كما يمكن قياس الذكاء من خلال أعمال أدائية تعتمد في جوهرها على مهارة التنظيم الإدراكي لدى الفرد وحسن تلقيه، ومهارة تعبيره، ولقياسه نستخدم اختبارات الذكاء وهي تدخل ضمن الاختبارات النفسية والتربوية التي تطبق في الكثير من المجالات في وقتنا هذا والهدف منها واحد هو تحليل قدرات الفرد وميوله واستعداداته والتعرف على مختلف جوانب شخصيته. ونحن في الجزائر في مؤسساتنا التربوية وعياداتنا النفسية بحاجة إلى وجود أدوات علمية دقيقة مناسبة تساعد في عملية التشخيص والاختبار والتصنيف، واهم هذه الادوات والمقاييس النفسية بصفة عامة اختبارات الذكاء وسنستعرض بعض الأنواع من هذه الاختبارات التي تختلف باختلاف الإطار النظري المنبثقة منه.
الكلمات المفتاحية: الذكاء، مراحل نمو الذكاء، معايير مراحل نمو الذكاء، اختبارات الذكاء .
Abstract:
The target of That study That it has an important subject it includes all the specialities in psychology and it is very important of cognitive process.
We can know the IQ through the cognitive skills of the Person and to achieve it we’ve to have an IQ test in order to analyse the person’s abilities and his aptitudes on different personal aspects.
In Algeria our schools and psychiatry clinics need generally measures and IQS that are different from its theatrical form.
Key Words: Intelligence, Standards of growing intelligence, stages of growing intelligence IQ scores.
مقدمة:
الذكاء هو من أكثر المفاهيم المستعملة في الحياة اليومية، فالشخص الذي ينجح في دراسته هو ذكي والطبيب الناجح هو ذكي والفرد الذي ينجح في حياته الاجتماعية هو أيضا ذكي، والأم التي تنجح في إدارة شؤون أسرتها هي ذكية، فهل معنى ذلك أن الذكاء هو القدرة على التعلم أو التكيف أو النجاح والعمل واصطناع الحيلة؟
كما “يعدّ الذكاء من أوثق المفاهيم النفسية ارتباطا بالعملية التربوية وبالتحصيل المدرسي بشكل عام فمعرفة طبيعة الذكاء ومدى ارتباطه بالتحصيل الدراسي يُمَكن المعلم من استيعاب العوامل المرتبطة بالنجاح في الحياة المدرسية وأيضا في الحياة العامة وهو يساعد على أداء مهمته التعليمية بأسلوب أكثر تطورا وفعالية “. [1]
ولقياس سمة الذكاء تطور ملحوظ منذ القدم، فقد تأثرت حركة القياس العقلي بالدراسات العلمية في العلوم الطبيعية والفيزيولوجية والحيوية.
فقد كان العلماء يؤمنون في أواخر القرن التاسع عشر أن الناس يختلفون فيما بينهم في قدرتهم على تمييز المثيرات الحسية المتقاربة كالمثيرات اللمسية والصوتية والضوئية وقد كانوا يعتقدون أن هذه الفروق في إدراك الأمور الحسية ترجع الى قدرة الفرد على التركيز والانتباه، وأن القدرة على تركيز الانتباه تتصل بالذكاء [2]
ومن هنا تقدمت البحوث في مجال الذكاء وقياسه تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة على إثر التجارب العديدة التي قام بها العلماء في محاولاتهم الوصول الى أصدق الطرق العلمية لقياسه، مما جعل لموضوع الذكاء أهمية خاصة بين موضوعات علم النفس، وجعل العلماء يحاولون تطبيق الطرق العلمية المتبعة في قياس الذكاء على مختلف موضوعات علم النفس والحياة العقلية العامة.
إن أوضح فرق بين عام 1963 وعام 1970 هو في اتجاه الرأي العام نحو القياس النفسي ، ويبدو الأمر في الوقت الحالي بصورة غير مرضية بدرجة كبيرة بالمقارنة بما كان عليه الأمر في عام 1963، و قد أثيرت الشكوك حول الفائدة الاجتماعية لمشروع الاختبارات بأكمله، فالبعض يهتم بإمكان حدوث تحيز في اختبارات الاستعدادات بأكمله بحيث يؤدي ذلك إلى إبعاد الفقير والغير المتعلم من فرص تحسين حالتهما، والبعض الآخر يخشى من أن أنواع الأسئلة التي كانت تسأل في استبيانات تنتهك حق الفرد في السرية وهناك أيضا بعض الناس الآخرين الذين يقلقون من عواقب بنوك المعلومات التي تصبح فيها درجات الفرد في الاختبارات جزءا دائما من سجله، من الممكن استرجاعه في سنوات لاحقه وربما يكون ذلك في غير صالحه[3].
ولذلك عكف العلماء منذ بداية القرن العشرين على الاهتمام بعملية قياس ذكاء الأطفال والشباب، وذلك بغرض التعرف على كمية ومقدار النمو العقلي للطفل والبحث عن الوسائل الكفيلة بتنميتها مرة أخرى، حتى يتم قياس الذكاء مرة أخرى للنظر في: هل نجحت عملية تنمية الذكاء أم لا؟
وقياس الذكاء ما هو الا عملية تحويل المعطيات المختلفة للنمو العقلي والذكاء الى أرقام وكميات، ومعرفة مدى تناسب تلك الارقام مع الطفل، وللحصول على عمر الطفل الحقيقي وللحصول على مستوى الذكاء عند الطفل ومقارنته بالعمر ذاته لدى الاطفال الآخرين في نفس المستوى تقريبا[4]
- تعاريف الذكاء:
يتباين الناس في قدراتهم ومهاراتهم حسب ما وهبه الله تعالى لهم، ويرى الأصمعي أن تساوي الناس فيه هلاكهم، وأن خيرهم في اختلافهم، حيث يؤدي ذلك إلى توزيع الأعمال بينهم بما يحقق كفاية المجتمع.[5]
فمنذ ابتكار الفيلسوف الروماني ”شيشرون” للمصطلح اللاتيني “أنتلجنتيا” والذي أشتق منه مصطلح الذكاء والعلماء يتناولون الذكاء من زوايا ومنطلقات مختلفة.
ولكن لا بد من وجود مقياس ذكاء نستطيع من خلاله التوصل إلى أرقام وإحصائيات تُترجِم ما نتوق إليه، طبعا هذا انطلاقا من أسس نظرية واستنادا إلى تعاريف مختلفة وما نلاحظه أن هذه التعاريف تختلف باختلاف نظريات وميادين الباحثين من بين هذه التعاريف الآتي:
- فقد افترض ” سبيرمانSpearman«: أن الذكاء هو قابلية ذهنية عامة واحدة وقد استنتج أن القدرات العقلية كافة تشترك في عامل واحد وقد سمي هذا العامل بعامل ( Gأو ك) وهو الذكاء العام ، وقد أكد أن كل قدرة من قدراتنا العقلية تعتمد على عامل G من جهة ، ومن جهة أخرى تعتمد على عامل ثان خاص بذاته يدعى بعامل المهارات الخاصة (Specific skill).[6]
- أما ” وكسلر Wechsler” فكان تعريفه للذكاء على أنه القدرة العقلية للفرد على العمل في سبيل الهدف، وعلى التفكير والتعامل بكفاءة مع البيئة.
- ووصف «بياجيهPiajet«الذكاء بأنه: تكيف الفرد مع محيطه المادي والاجتماعي أما “هايمHim“ فيعتبر الذكاء استجابة مناسبة من قبل الفرد نحو موقف معين، وإدراكه للأساسيات القائم عليها هذا الموقف.
- ويعرفه ” تيرمان Treman ” أيضا بأنه القدرة على التفكير المجرد. [7]
- تعريف ” وكسلر” (wecsler): الذكاء هو قدرة الفرد الإجمالية للقيام بتصرفات هادفة والتفكير بصورة عقلية والتعامل مع البيئة تعاملا يتصف بالكفاءة.
- أما ابنجهاوس Ebbinghans فيقول أن ” الذكاء نشاط فعال يعمل على التكامل وفهم العناصر المختلفة في شكل موحد وفي كل له معنى”.[8]
- كما أن علماء آخرون من أمثال ” ثرستون Thurstone “ وهو مهندس كهربائي أمريكي، فكانوا يعتقدون أن الذكاء يعتمد على وجود قابليات أو مهارات متعددة ومختلفة وليس على قابلية واحدة فقط، كقابلية الكتابة والنطق بسهولة وقابلية حلول مشاكل معقدة والاستفادة من التجارب الماضية وقابلية التذكر وهكذا.[9]
- الذكاء: ” هو القدرة على اكتساب الخبرة والإفادة منها ” (ديربورن)
- الذكاء كذلك هو القدرة على الإفادة من الخبرة والتوافق مع المواقف الجديدة (فلورنس، جردانف )
- الذكاء نشاط عقلي يتميز بما يلي: الصعوبة، التعقيد، التجريد، الاقتصاد، التكيف الهادف، القيمة الاجتماعية، الابتكار، تركيز الطاقة ومقاومة الاندفاع العاطفي (ستودارد).[10]
- مراحل تطور الذكاء عند الطفل :
لقد استغل ” جان بياجهPiajet ” دراسته في علم الأحياء ثم عمله في معمل ” بينيه Binet ” لاختبارات الذكاء لدارسة النمو المعرفي لدى الأطفال، حيث حلل ولاحظ طريقة تفكير الأطفال وإجاباتهم خلال اختبارات الذكاء ، ليتساءل عن سر الاختلاف الموجود بينهم وبين طريقة تفكير كل فئة عمرية، كما عاد للفلسفة للبحث حول تفسير أصل المعرفة وطريقة التعلم فربط بين البيولوجيا وعلم النفس والفلسفة في تكوين نظريته على أساس بيولوجي ونفسي وفلسفي فقام بملاحظة نمو الأطفال في جميع الأعمار ودراسة طريقة تفكير كل فئة ، وتوصل إلى أن هذا النمو يتم في مراحل متدرجة ، متتابعة وثابتة وبصفة مرتبة لا يمكن الفصل بينها.
افترض” بياجيه Piajet ” أن معرفة الإنسان تتكون تدريجيًا بداية من ولادته حتى سن الرشد، حيث تعرف كل مرحلة العديد من الخصائص والسلوكيات التي تميزها، بالإضافة للنشاطات الحركية والعقلية والأبنية الفكرية التي تشكلها، وعكس ما يعتقد الكثير من الناس أن الطفل يولد كصفحة بيضاء يظن “بياجيه Piajet ” عكس ذلك ، ويعتبر أن بداية المعرفة تولد مع الإنسان وبفضلها تنمو القدرات العقلية والمعرفية للفرد.
يرى بياجيه Piajet أن ذكاء الطفل ينمو في مراحل متتابعة يمكن التعرف على كل مرحلة منها بطرق التفكير المتبعة ،ويقسم بياجيه Piajet النمو إلى أربع مراحل رئيسية هي :
- المرحلة الحسية الحركية وتمتد من الميلاد إلى سنتين .
- مرحلة ما قبل العمليات (قبل الإجرائية ) من سنتين إلى 7 سنوات .
- مرحلة العمليات العيانية من 7 إلى 11 أو 12 سنة .
- مرحلة العمليات الرسمية (الصورية ) من 11 أو 12 إلى 14او 15 سنة.
وكل الأطفال في كل الثقافات والمجتمعات والأجناس يمرون بمتغيرات الارتقاء السابقة حيث يتم تغير تدريجي في أنشطتهم ويتحولون من كائنات معتمدة على الأنشطة الحسية الحركية في معرفتهم للعالم من حولهم إلى شخصيات وكيانات قادرة على التفكير المرن باستقلالية وعلى الاستدلال والتجريد بل الإبداع أيضا وسنعرض في الجدول التالي الإنجازات الهامة التي يحققها الطفل في مراحل ارتقاء الذكاء طبقا لنظرية بياجيه Piajet.[11]
الجدول رقم (1): يمثل مراحل تطور الذكاء عند الطفل حسب نظرية بياجيهPiajet[12]
الإنجازات | العمر | المرحلة |
يفاضل الطفل نفسه عما حوله من أشياء باحثا عن التنبيه والإثارة ويهتم اهتماما خاصا بالمرئيات ويستطيع تدريجيا أن يفهم دوام الأشياء ويبزغ لديه فهم بسيط للسببية والزمن والمكان وعلاقات الوسيلة بغاياتها ويستدعي المنبهات في غيبتها أو يبدأ كذلك للعب التخيلي والتفكير الرمزي. | 0-2 | مرحلة الحسية الحركية |
يبدأ ارتقاء الوظائف الرمزية واللغة ويساعده ذلك في حل المشكلات والمهام التي تجابهه في العالم المحيط به ويتصف تفكيره بعدم القابلية للعكس والتمركز حول الذات وإن كان يحرز تقدما ما في ثبات الأرقام والقدرة على التفكير من الفئات والعلة والمعلول وفهم العلاقة بينهما. | 2-7 | المرحلة قبل الإجرائية |
يحرز الطفل تقدما في ثبات الكتل، الطول، الوزن، الحجم ويتصف تفكيره بالقابلية للعكس ويتحرر نسبيا من تمركزه حول الذات وتتكون لديه القدرة على القيام بأدوار الآخرين ويشمل التفكير المنطقي لديه العمليات العيانية للعالم المباشر والتصنيف كبداية لظهور التجريد في الفترة التالية (حيث يستطيع تنظيم الأشياء في تدريجات طبقا لفئاتها) وتضمن كذلك قدرته على التسلسل (وتعني تنظيم الأشياء في تسلسل ترتيبي طبقا لأوزانها أو أحجامها المتزايدة) | 7-11 | مرحلة العمليات العيانية |
ينجز الطفل فيها المهام التي تتطلب مرونة وتجريدا واختبارا للفروض العقلية والاهتمام بالبدائل الممكنة في الاستدلال. | 11-15 | مرحلة العمليات الصورية |
- معايير تحديد مراحل الذكاء :
لقد حدد بياجيهPiajetخمس معايير لتحديد المراحل دون أن يتأثر بالمراحل التي حددتها مدارس علم النفس سابقا هذه المعايير هي:
- يجب أن يكون نظام ترتيب المكتسبات ثابتا فنظام الترتيب هنا لا يعني تسلسل الأحداث بل يرتبط بالخبرة السابقة للفرد وليس بمدى نضجه فقط أو بيئته الاجتماعية كل ذلك قد يقدم أو يؤخر ظهور مرحلة من المراحل أو قد يمنع ظهورها فالأعمار التي حددت سابقا ترتبط إذا بنوعية الشعوب التي تمت الدراسة عليها إلا أن المهم هو نظام الترتيب بحيث أن طابعا معينا لا يظهر إلا قبل طابع آخر عند مجموعة من الأفراد أو بعده عند مجموعة أخرى.
- تحمل المراحل طابع التكامل وهذا يعني أن البنيات المتكونة في مستوى معين تتكامل في بنيات المستوى اللاحق فالبنيات الحسية الحركية هي جزء يتكامل مع البنيات الإجرائية الحسية وهذه الأخيرة لها دور في العمليات المجردة في المراحل اللاحقة .
- كلّ مرحلة تتميز ببنية مجتمعة تكون البنية مثلا على مستوى العمليات الحسية نوعا من التجمع Groupement مع المميزات المنطقية للتجمع التي نجدها في التصنيف أو المسلسلات seriation ويشتمل التجمع الجمعي للصفوف عملية مباشرة وعملية عكسية وعملية تجمعية associativeوعملية مماثلة (فكل جمع لصف مع نفسه أو مع صف أعلى منه ويحمل الإشارة نفسها يجعل هذا دون تغيير أ+أ=أ، أ+ب=ب، أ +ج=ج…..) وهكذا نستطيع أن نميز بين البنيات بقوانينها الشاملة .
- تشتمل كل مرحلة على مستوى تحضيري من جهة ومستوى نهائي من جهة أخرى ، ففي مستوى مرحلة التجريد الفترة الممتدة من 12-14 سنة تعتبر مرحلة تحضير في حين أن منبسط التوازن الذي يلي ذلك يعتبر حالة نهائية .
- بما أنّ تهيئة الاستيعابات اللاحقة قد تسند إلى أكثر من مرحلة وبما أن هناك درجات مختلفة من المتانة في النهاية، من الضروري التمييز في كل سلسلة مراحل إعداد وتكوين تطورات أشكال التوازن النهائية (بمعنى البنى )…[13]
- يظهر النمو العقلي عند الولد تعاقب بناءات كبيرة يكمل كل واحد منها الآخر أي البناء السابق بإعادة بنائه أولا وفقا لتصميم جديد ليتعدى بعد ذلك نحو أفاق أوسع فبعد بناء الأشكال الذهنية الحسية الحركية ، يأتي بناء العلاقات الرمزية والفكر والارتباط فيستبطن أشكال العمل هذه بإعادة بنائها وفقا لهذا التصميم الجديد للتصور ويستخدمها حتى بشكل مجموعة العمليات المحسوسة.
- وأخيرا منذ مستوى الحادية عشر ينظم الفكر الشكلي الناشئ بنية العمليات المحسوسة بإخضاعها لبنيات جديدة يمتد انتشارها خلال الرشد والحياة التالية مع كثير من التغيرات التي تضاف إليها، إن التكامل في البنيات structures المتعاقبة التي تؤدي كل واحدة منها إلى تنظيم البنية التالية يمكن من توزيع النمو على فترات أو مراحل كبرى وعلى فترات أو مراحل ثانوية تخضع للمعايير التالية:
- يظل ترتيب تعاقبها ثابتا على الرغم من أن متوسط السن التي تظهر فيها قد تختلف من ولد إلى آخر، وفقا لدرجة ذكائه كما قد تختلف من بيئة إلى أخرى، فتعاقب المراحل قد يتقدم إذن أو يتأخر لكن ترتيب التعاقب يظل واحدا في العمليات التي نستطيع أن نتكلم فيها عن هذه المراحل.
- تتميز كل مرحلة ببنية شاملة يمكن الاستناد إليها لتفسير الارتكاسات الخاصة .
- هذه البنيات الشاملة متكاملة و لا تحل واحدة منها محل غيرها، بل كل واحدة منها تكمن نتيجة للبنية السابقة فتدمجها بصفة بنية تابعة لها وتعد المرحلة التالية باندماجها فيها.[14]
ويرى ” بياجيه Piajet ” أن الذكاء لا يمكن اقتصاره على إدراك العلاقات أو التفكير المجرد فهو موجود في كل العمليات الكيفية عند الأطفال والراشدين ويتزايد ذكاء السلوك بصورة متقدمة بازدياد وتعقد الصلات المتبادلة بين الاستعدادات العضوية ومحيطها وفي كل مرحلة من مراحل التطور تعتبر التجربة الجديدة والخبرة أمرا ضروريا لنمو الذكاء .[15]
- متى يقف النمو العقلي ؟
إذا كان الذكاء فطريا ينمو مع الفرد تدريجيا، فهل هناك سن معينة يبلغ فيها نضج هذه القوة العامة منتهاه؟
أشارت الدراسات النفسية إلى أن النمو العقلي يسير بشكل كبير في مرحلة الطفولة [16]،ويكون هذا النمو سريعا في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل، كما اعتبر “ترمان Terman”في تقنيته لاختبار “ستانفورد بينيه Stanford-Binet” أن الذكاء يصل إلى أقصاه في سن (16) سنة، ثم اعتبر بعد ذلك سن (15) سنة هو الحد الأقصى الذي يمثل العمر العقلي لأي فرد سنه (15) سنة فأكثر.
وفي الدراسات الخاصة بتقنين اختبار “وكسلر بلفيو” للذكاء كان سن (20) سنة هو السن الذي توقف عند التحسن في الذكاء، أما زيادة الفروق بين الأفراد – طبقا لهذه القاعدة – فهي نتيجة زيادة خبرة الفرد بالحياة وازدياد مصادر معرفته وثقافته وإدراكه لما يحيط به من أحداث وظروف وتطورات[17]
وتقول نتائج الأبحاث التي دارت حول هذا الموضوع، إنّ ذكاء الأفراد المتوسطين يقف في نموه عند سن السادسة عشر، أما في حالات الأفراد الذين هم دون المتوسط فإن نموهم العقلي يتوقف عند الرابعة عشرة، ونجد نمو الذكاء للأفراد الممتازين يستمر حتى الثامنة عشرة، وليس معنى توقف النمو لهذه الطاقة الفطرية، انعدام قدرة الإنسان على اكتساب الخبرة والتعلم، فالتدريب له دخل كبير في مداومة أداء هذه الطاقة على أداء وظيفتها، ولذلك نجد أن الذكاء بعد توقف نموه يظل ثابتا إلى سن الثلاثين تقريبا ثم يأخذ في الانحدار قليلا عند الأشخاص الذين يشتغلون بالمهن العقلية لأنّ حياتهم تأخذ في الاصطباغ بالعادات المألوفة لديهم التي تولد عندهم نوعا من الثبات في السلوك ، كما أن حياتهم تكاد تخلو من المشاكل التي تجعلهم يحافظون على مستواهم العقلي السابق [18]
- معايير قياس الذكاء :
إن تقدير مستوى الذكاء يبين أيضا على أي بيانات مناسبة في ذلك الشواهد السريرية أو السلوك التكيفي أو نتائج المقاييس النفسية لأن معايير قياس الذكاء هي ثلاثة:
- معيار اختبار الذكاء.
- معيار القابلية على التعلم (ويستدل عليه من مدى تحصيل الطالب الدراسي وأحكام المعلم والأقران عليه).
- معيار الكفاءة الاجتماعية: والذي يشمل المهارات الحسية والحركية ومهارات التخاطب (اللغة والكلام) والاعتماد على النفس والمهارات الاجتماعية كخلق الصداقات والمشاركة بالنشاطات الاجتماعية.[19]
- الذكاء وقياسه : رأينا عند الحديث عن التخلف العقلي أن هناك ما يشبه الاتفاق التام على اعتبار الذكاء محكا أساسيا في تقدير حالات التخلف العقلي حيث تعاني حالات التخلف من انخفاض في الأداء الذهني وهذا الأداء يقدر عادة باستخدام مقاييس الذكاء الفردية.[20]
و فكرة قياس الذكاء تقوم على فكرة تراكم المعلومات ، لأن حساب العمر العقلي يقوم على جميع التجارب التي نجح فيها الطفل، و مع ذلك فإنه يتعين متابعة امتداد احتمالات النجاح و الإخفاق في مراحل مختلفة من السن، لأن بعض هذه النتائج قد يجعلها الطفل في مراحل متقدمة أو متأخرة لعدة سنوات، وعلى ذلك فقياس الذكاء ليس مقياسا جامدا.[21]
وقد تستخدم الرسوم في قياس الذكاء والقدرات وقد نستخدمها في قياس سمات الشخصية والصراعات أوفي قياس قيم الطفل واتجاهاته.[22]
إن الذكاء لا يقاس قياسا مباشرا وإنما يعطى الطفل عملا معينا لإجرائه ويتطلب هذا العمل ممارسة بعض الوظائف العقلية العليا، ثم تسجل النتائج وتقارن بعمل غيره من المتحدين معه في العمر الزمني والموجودين تحت نفس الشروط والظروف.
يقاس الذكاء باختبارات متنوعة أعدت لتناسب مختلف الأغراض وتتلاءم مع الأفراد الذين تطبق عليهم:
- مقياس الذكاء: هو اختبار مقنن يتألف من عدة اختبارات (أي أسئلة)، وقد يصل إلى مائة سؤال، وهي (اختبارات الذكاء) عادة متدرجة الترتيب من الأسهل إلى الأصعب ومن البسيط إلى المعقد ويحدد زمن لإجراء الاختبار والمقياس الذكائي يتضمن أسئلة لتقدير بعض العمليات الإدراكية البسيطة مثل القدرة على التمييز الحسي، ثم إلى عمليات عقلية عليا كالفهم، التذكر، التداعي، التخيل، الاستدلال والتفكير، واختبار الذكاء الجيد هو الذي يقيس عدة عوامل أساسية مختلفة بمقدار القدرات والعمليات العقلية مثل:
- القدرة على فهم المعاني والكلمات والجمل.
- سهولة تراعى فيها الكلمات المناسبة أو تأليف كلمات من حروف معينة.
- القدرة العددية الحسابية في إجراء العمليات الأربع ضربا، طرحا وقيمة بسرعة ودقة ذهنية وكتابية.
- تصور المكان وأبعاده وأشكاله وعلاقته.
- سرعة الإدراك في أوجه التشابه والاختلاف بين عدة صور أو أمور.
- قوة الاحتفاظ والاسترجاع للكلمات أو رسوم أو أرقام.
- القدرة على التتبع الاستعراضي لكشف قانون عام أو نظام خاص بين عدة أشياء.
- اختبارات الذكاء العام:
هي أحد فروع الاختبارات النفسية المتميزة باستخدامها في المواقع المتعددة والمتنوعة وتعطي درجة واحدة مثل نسبة الذكاء لتدل على المستوى العقلي العام للمفحوص، ويطلق عليها أيضا اختبارات الاستعداد المدرسي لأن صدقها يتحدد غالبا في ضوء محكات التحصيل الأكاديمي ومن أهم استخداماتها التصفية المبدئية في كثير من المجالات التربوية، المهنية، العسكرية، في الإرشاد والانتقاء أو التصنيف ويستخدم أيضا في الأعراض الإكلينيكية.[23]
- مراحل نشوء المقاييس العقلية:
ويمكن تقسيم نشوء المقاييس العقلية إلى مراحل تتميز كل منها بنزعات خاصة نجملها فيما يأتي :
مرحلة الاختبارات الحسية والحركية وبدأت سنة 1890 بوضع كاتل Cattel برنامجا للاختبارات العقلية يطبق على الطلاب المتقدمين لجامعة كلومبيا وهي اختبارات لقياس العمليات العقلية الأولية باستخدام أجهزة معامل الطبيعة وتوصل إلى نتيجة مفادها أن الارتباط بين هذه الاختبارات وبين ما تقيسه هذه الاختبارات وبين القوى العقلية معدومة.
وفي عام 1896 بدأت مرحلة اختبارات العمليات العقلية العليا وجميع المقاييس ما يكفي بمفرده لقياس الذكاء ومن اختبارات هذه المرحلة اختبار الشطب لبوردون Bourdon الفرنسي.
أما في عام 1905 فتأتي مرحلة قياس الذكاء وذلك بنشر بينيه وسيمون BinetandSimmon مقياسهما الأول للتمييز بين العاديين والشواذ وفي سنة 1908 نشر هذان العالمان مقياسهما الثاني الذي ظهرت فيه فكرة العمر العقلي وقد أثار هذا المقياس اهتماما كبيرا في كثير من البلدان وأخذ ينقح حتى نشر على يد العالم الأمريكي ترمان Treman وعرف باسم مقياس ستانفورد بينيه للذكاء.
أما مرحلة الاختبارات العملية فقد أتت بعد نشر مقياس بينيه Binet للذكاء والذي أخذ عليه أن أسئلته تتوقف على التعليم المدرسي فقط وإنها تعتمد على الملكة اللفظية حيث جاء بعدها الباحثون بتأليف اختبارات عملية يطلب من المفحوص فيها القيام بأعمال تتطلب الانتباه، الفهم والتفكير كاختبار تركيب الصور ولوحة الأشكال لسيجمان ومتاهات بورتيوس.
ثم تأتي مرحلة ألفا وبيتا أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث اتجه العلماء إلى وضع مقاييس تطبق على مجموعة من الأشخاص في وقت واحد والبعد عن المقاييس الفردية التي تتطلب وقت طويل وأخيرا مرحلة ضبط المقاييس وتحقيق أسسها العملية. [24]
ومن الممكن إضافة مرحلة سابعة وهي مرحلة تقنين الاختبارات كل حسب البيئة المطبق عليها تلك الاختبارات والتي تستنفر الكثير من الباحثين نظرا لتكلفتها المادية والمعنوية.
- تصنيفات اختبارات الذكاء :
من الطبيعي أن تقسم اختبارات الذكاء إلى عدة أنواع وتصنيفات، من حيث الشكل والمضمون ومن حيث نوعية من توجه إليهم هذه الاختبارات، ومن حيث المراد من وراء هذه الاختبارات والغرض منها ولنستعرض بعضا من التصنيفات حتى نصل إلى حقيقة ومضمون هذه الاختبارات:
10-1 تصنيف اختبارات الذكاء تبعا لأنواعها: ونستعرضها في إيجاز حيث يوجد أكثر من أساس في تصنيف اختبارات الذكاء ولكن أهم هذه الأنواع:
- اختبار الزمن.
- طريقة أداء الاختبار.
- اختبار الموضوع.
- اختبار الموضوع والطريقة .
- تصنيف اختبارات الذكاء تبعا لمضمونها: ويتم تصنيف هذه الاختبارات تبعا لمضمونها وذلك من أجل الوصول إلى الاختبارات المناسبة للطفل، ولكن لابد في كل الاختبارات من دراسة الأحوال والظروف التي تحيط بالطفل المفحوص، بما في ذلك العوامل المؤثرة فيه وعليه من قريب أو من بعيد، علاوة على الفهم الدقيق لبيئته ومكوناتها قبل تقديمه للاختبار، وذلك حتى تكون نتيجة المقياس من خلال الاختبارات مقارنة للواقع الفعلي للطفل ومنها الاختبارات اللفظية الفردية والجمعية غير اللفظية.
- تصنيف اختبارات الذكاء تبعا لنتائجها: وضع العلماء معدلات اتفق عليها بعد سنوات طويلة الدأب والبحث وذلك من أجل تحديد درجات الذكاء التي يحصل عليها الطفل أو الذي يتم اختبار ذكائه بالمقياس بالمعادلة التالية: ح/ع=العمر الزمني
ونتيجة الاختبار تكون مؤشرا للتصنيف تبعا للدرجة الحاصل عليها المختبر فقط في اختبار محدد ولا ينعكس كصفة على شخص بعينه إلا إذا تكررت نتائج الاختبار في أكثر من اختبار والدرجة المذكورة وهي النسبة من العمر العقلي والعمر الزمني، وسيلة للدلالة على ذكاء الفرد أو غبائه وتضرب هذه النسبة في 100 لإزالة الكسور وتسمى القيمة الناتجة عن نسبة الذكاء Intelligence Quotient.
هنالك عدة مقاييس لقياس ذكاء الأطفال، وكل مقياس له محدداته ومكوناته ويحدد طبقا للحاجة إليه، وهذه المقاييس وضعها العلماء من واقع خبراتهم وتجاربهم وملاحظتهم المختلفة في مجال بحثهم، وهي نتيجة لخبرات طويلة في قياس مستوى الذكاء لدى الأطفال ولذلك سنتحدث هنا عن أهم وأشهر المقاييس، لأن المقاييس المختلفة لا تختلف إلا في بعض التفصيلات الدقيقة في مضمون الاختبارات، وتقديم بعض الأسئلة من عمر لآخر.
- أمثلة عن اختبارات الذكاء:
- مقياس ستانفورد بينيه: هو أول مقياس للذكاء ونسبة الذكاء، لقد بدأ التقدم في اتجاه تكوين مقاييس دقيقة للذكاء سنة 1905عندما نشر ألفريد بينيه Binet من فرنسا أول مقياس للذكاء ظهر في العالم فقد استجاب بينيه لدعوة من وزير التعليم الفرنسي لدراسة مشكلة التخلف الدراسي ولوضع طريقة موضوعية لتشخيص الأطفال المتخلفين دراسيا لوضعهم في مدارس خاصة تقدم فيها تدريبات أعمق على التفكير والتعلم، وقد تكوَن المقياس في صورته الأولى من مجموعة من الأسئلة تعكس الإجابة عنها مهارات تتجاوز المهارات القائمة على مجرد التذكر والاستيعاب وتتضمن القدرة على الحكم والاستدلال والتجريد.
تضمَنَ مقياس بينيه من عدة أجزاء متنوعة بعضها لفظي كالأسئلة التي تدور حول المعلومات العامة والفهم العام، وبعضها تضمن مشكلات حسابية وأرقاما يطلب إعادتها من الذاكرة، وبعضها تضمن مشكلات عملية ولعبا مقننة لتقدير المهارة على الحل والتركيب والتفكير المجرد، وقد رتب بينيه Binet بنود مقياسه بحسب مستوى صعوبتها، وقد أدى به هذا في النهاية إلى مفهوم العمر العقلي الذي أمكن من خلاله وضع مجموعات البنود التي تضمنها الاختبار في فئات عمرية.
كذلك أمكن لبينيه Binet أن يكتشف مفهوم نسبة الذكاء IQالذي يعطينا قيمة عددية تمكننا من مقارنة العمر العقلي للطفل بعمره الزمني.[25]
وقد تم تعريب هذا المقياس من طرف الدكتورة لويس كامل مليكة سنة 1998 لصورته الرابعة التي صدرت من هذا المقياس في أمريكا عام 1986 وأعدها ثورندايك وهاجن وساتلر thorondike,hagen, satler ويتمثل نموذج تنظيم القدرات المعرفية في هذه الصورة من المقاييس في ثلاثة مستويات هي:
- المستوى الأول : عامل الاستدلال العام (في المستوى الأعلى ).
- المستوى الثاني : ويتمثل في ثلاثة عوامل عريضة هي :القدرة المتبلورة، القدرات السائلة التحليلية، الذاكرة قصيرة المدى.
- المستوى الثالث: ويتكون من ثلاثة مجالات أكثر تخصصا هي: الاستدلال اللفظي، الاستدلال الكمي،لإستدلال المجرد البصري.[26]
- اختبار وكسلر – بلفيو – Wechsler-Bellevue: أول اختبار يعد لهذا الغرض هو” لستانفورد بينيه ” الذي ظهر عام 1905 ظهرت عليه تعديلات كثيرة أشهرها تعديل تيرمانTerman الذي قام به في جامعة ستانفورد الأمريكية ونشر عام 1916وهو اختبار من النوع الفردي المتنوع ويستخدم في قياس الذكاء من سن سنتين حتى مستوى الرشد.
يتكون من مقياس خاص بالأطفال من سن الخامسة حتى الخامسة عشر والمقياس الآخر تكملة لهذا المقياس ويصلح لقياس ذكاء الراشدين والمراهقين وهما من أشهر الاختبارات الأمريكية ومن وضع وكسلر وأعدها للعربية الدكتور محمد عماد الدين إسماعيل ولويس كامل مليكة، ويتكون كل منهما من قسم لفظي وآخر غير لفظي.
وفيما يتعلق بالمقياس الخاص بالأطفال فيشمل القسم اللفظي اختبارات في المعلومات العامة والفهم العام والحساب والمتشابهات والمفردات أما القسم غير اللفظي فيتكون من اختبارات تكميل الصور وترتيب الصور ورسوم المكعبات وتجميع الأشياء والمتاهات كما يتضمن القسم اللفظي في مقياس الراشدين والمراهقين اختبارات في المعلومات العامة والفهم العام والفهم الاستدلال الحسابي وإعادة الأرقام، والمتشابهات والمفردات ويتضمن القسم غير اللفظي فيه اختبارات تكميل الصور، ترتيب الصور وتجميع الأشياء، ورسوم المكعبات، ورموز الأرقام [27].
وقد وضع وكسلر هذا الاختبار لحاجة عملية هي التمييز بين فئات المرضى الذين كان يعالجهم وكسلر بمستشفى بلفيو بنيويورك ضعاف العقول منهم والمصابين بأمراض عصابية وذهانية ..الخ
وجاء نتيجة لدراسات إكلينيكية عديدة شملت هذه الفئات فضلا عن الحاجة إليه لقياس ذكاء الكبار فقد وضع أساسا لقياس الذكاء بين 10إلى 60 سنة، ثم وضع بعد ذلك اختبار آخر على نسقه ليقيس ذكاء الأطفال الذين يقل سنهم عن 10 سنوات.
ومفهوم وكسلر عن الذكاء يتضمن قدرة الفرد الكلية على العمل في سبيل هدف وعلى التفكير والتعامل بكفاءة مع البيئة إلا أن هذه القدرة الكلية تتكون من عناصر أو قدرات والطريقة الوحيدة لتقييمها كليا كما يرى وكسلر هي قياس الجوانب المختلفة لهذه القدرات، ولذلك فاختباره أو مقياسه يشمل عددا من الاختبارات يقيس كل منها جانبا معينا من هذه الجوانب أو قدرة من هذه القدرات، إلا أنه ينظر إلى الاختبارات الفرعية على أنها وإن كان كل منها يقيس حقا قدرة بذاتها إلا أنها في مجموعها تقيس نمطا كليا هو الذكاء.[28]
وقد تم تقنين هذا الاختبار في نسخته الأصلية الأمريكية بعناية فائقة بعد فترة 5 سنوات من التجريب والتحليل الاحصائي، ويأمل المترجمان (محمد عماد الدين إسماعيل ولويس كامل مليكة)أن تتاح لهما الفرصة لعمل مثل هذه التجارب على عينة مصرية حتى يتم تمصير الاختبار في نسخته العربية ،هذا وقد روعي إدخال أقل تعديل ممكن في الاختبارات كي تتيسر الاستفادة بالدراسات السابقة، ولكن روعي أيضا ما يتطلب الأمر تغييره من أسئلة بحيث لا تبعد الثقة بينها وبين بيئتنا المحلية.[29]
- اختبارات رافن (Raven,1990)[30]:
- اختبار المصفوفات المتتابعة: ظهرت المصفوفات المتتابعة نتيجة للجهود التي بذلها العالم الإنجليزي رافن(Raven) مع مساعده العالم بنروس(Penrose) لأول مرة على شكل اختبار عام (1938) باسم اختبار رافنRavenللمصفوفات المتتابعة، وتم استخدامه كأداة رئيسية لتصنيف الجنود في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، ثم استمر في تطوير هذا الاختبار وإجراء التعديلات عليه حتى وفاة رافن عام (19Raven70)،وكان لهما اهتمام كبير بقياس الذكاء غير اللفظي ،وذلك بهدف قياس القدرة على استنباط العلاقات، حيث قام هذان العالمان بوضع عامل التماثل محورا لمقياس اختبار المصفوفات المتتابعة لرافن(Raven Progressive Matrices) ، كما يعتبر الاختبار مقياسا للعامل العام عند سبيرمان(Spearman)(G) النموذج النظري لنظريته في الذكاء (رافنRaven)(أبوحطب:1979)، وهو من اختبارات التي يطلق عليها الاختبارات غير المتحيزة للثقافة (Culture-Free Test) ،وهناك ثلاثة أنواع من اختبارات المصفوفات المتتابعة .
وتسمى أيضا اختبارات المصفوفات المتتابعة حيثقام رافنRaven استنادا لنظرية العاملين لسيبرمان والذي يعتبر الموجه الرئيسي لحركة القياس العقلي في بريطانيا لمدة طويلة قاربت النصف قرن والهدف من هذه الاختبارات هو قياس ما يلي:
ا. السعة العقلية العامة:Capacity أثناء قيامه للاختبارات بدون وقت محدد للإجابة فهي إذن تقيس دقة الملاحظة والتفكير الواضح المرتب الذي لا يعتمد على المعلومات السابقة.
- الكفاءة العقلية Proficiency للفرد وهذا عندما يحدد فيه وقت الإجابة بين (30-40)دقيقة، وعند إذن نقيس قدرة الفرد على إصدار أحكام سريعة ودقيقة وخاصة، وبهذا فإن هذه الاختبارات تميز بين سريعي التفكير وبطيء التفكير وقد أعد رافنRaven ثلاثة أنواع من اختبارات المصفوفات المتتابعة هي:
11-3-1 اختبار رافنRaven للمصفوفات المتتابعة-المستوى العادي(SPM) (القياسي)
(Standard Progressive Matrices)ويتألف من ستين مصفوفة مقسمة إلى خمس مجموعات هي (أ-ب-جـ-د-هـ) وتحتوي كل منها على اثنتي عشر مصفوفة ، والمصفوفة عبارة عن شكل أساسي يحتوي على تصميم هندسي تنقصه قطعة، وضعت مع بدائل تتراوح ما بين ستة إلى ثمانية بدائل.
وعلى المفحوص أن يختار القطعة المتممة للشكل، ويسجل رقمها في نموذج تسجيل الإجابات، ويحدد المفحوص الجزء المحذوف بعد تحديده للعلاقة التي تربط بين مجموعة التصاميم الهندسية في الشكل الأساسي، والتي تتطلب منطقا مختلقا من الاستجابة.
ففي المجموعة (أ) يقوم المفحوص بتكملة المساحة أو المعالم المحذوف، وفي المجموعة (ب)، يقوم بقياس التماثل بين الأشكال، وفي المجموعة (جـ)، يقوم بتغير أنماط الأشكال بصورة منتظمة، أما في المجموعة (د)، فهو يقوم بإعادة ترتيب الأشكال أو تبديلها، بينما يقوم في المجموعة (هـ)، بتحليل الأشكال المعروضة عليه إلى أجزاء، وبيان العلاقات القائمة فيما بينها.
ويلاحظ أن اختبار رافنRaven للمصفوفات المتتابعة- المستوى العادي – يقيس القدرة على التفكير الواضح والملاحظة الواعية، حيث تتطلب المجموعات الثلاثة الأولى لاختبار الدقة في المقارنة والتماثل، بينما تتطلب المجموعتان الأخيرتان إدراك العلاقات المنطقية ويمكن استخدام اختبار رافنRaven للمصفوفات المتتابعة – المستوى العدي_ بغض النظر عن العمر الزمني للمفحوص، حيث يستخدم الاختبار مع الأعمار الست إلى ستين سنة، على أن يأخذ الفاحص بعين الاعتبار ضرورة توفير الظروف المناسبة لـكتم الإجابة عن الأسئلة دون تدخل أي شخص، أو ممارسة أي ضغط على المفحوص كي يسرع، ومن أبرز مميزات اختبار رافنRaven –المتسوى العادي-أنه قابل للتطبيق بصورة فردية أو جماعية، والدرجة الكلية التي يحصل عليها المفحوص فيه تشير إلى قدرة الفرد العقلية ، وقد وقع الاختيار على اختبار رافن(Raven) للمصفوفات المتتابعة –المستوى العادي- لتقنينه وتطبيقه على السعودية.
14-3-2 اختبار رافنRaven للمصفوفات المتتابعة المتقدم (APM)Advanced progressive matrices: نشر هذا الاختبار لأول مرة عام (1947)، حيث يتألف هذا الاختبار من مجموعتين، تحتوي المجموعة الأولى على اثنتي عشر مصفوفة، والمجموعة الثانية تكونت من ثمان وأربعين مصفوفة، ثم جرى تعديله عام (1962)، واختصرت المجموعة الثانية إلى ستة وثلاثين مصفوفة، وأصبح الاختبار بعد التعديل يتكون من ثمان وأربعين مصفوفة، حيث المجموعة الثانية تشبه في مظهرها ومنطقتها مصفوفة المجموعات (جـ ، د ، هـ) من اختبار رافنRaven –المستوى العادي- ، ولكن تتميز بأنها أكثر صعوبة ، ويمكن استخدام هذا الاختبار مع أفراد الذين تزيد أعمارهم عن إحدى عشر سنة من ذوي القدرة العقلية المتوسطة أو الممتازة .[31]
- اختبار المصفوفات المتتابعة الملونColoured Progressive Matrices:
ويمكن استخدامه مع الأعمار من 5.6 إلى 11.6 سنة ومع المتأخرين عقليا وكبار السن ومع الصم البكم .
ماذا تقيس اختبارات رافنRaven للمصفوفات المتتابعة ؟
تقيس اختبارات رافنRaven للمصفوفات المتتابعة كلا من:
- السعة العقلية العامة (Capacity) للفرد أثناء تأديته للاختبارات وذلك عندما تعطى كاختبارات قوة دون تحديد لوقت الإجابة ، وهي بذلك تقيس دقة الملاحظة والتفكير الواضح المرتب الذي لا يعتمد على المعلومات السابقة التي اكتسبها الفرد، حيث يؤكد رافنRaven أن اختبارات المصفوفات المتتابعة اختبار لطاقة الشخص لحظة إجراء الاختبار على فهم أشكال عديمة المعنى ، عليه ملاحظتها وإدراك العلاقات بينها ، وفهم الأشكال ، وإكمال كل نظام من نظم العلاقات المعروضة ، وبذلك ينمي طريقة منظمة في الاستدلال ، ويفضل استخدام الاختبار لقياس السعة العقلية في مجال الدراسات الإنسانية ، الوراثية ، و الإكلينيكية.
- الكفاءة (الكفاية) العقلية(Proficiency) للفرد، وذلك عندما يعطي كاختبار سرعة يتم فيه تحديد وقت الإجابة بين (30-40) دقيقة، وهي بذلك تقيس قدرة الفرد على إصدار أحكام سريعة ودقيقة حسب متطلبات الموقف، ولذلك تستخدم للتمييز بين الأفراد الذين لديهم سرعة في التفكير والأفراد الذين لديهم بطء في التفكير، ويفضل استخدام اختبارات رافنRaven لقياس الكفاءة العقلية في مجال الاختيار والتوجيه التربوي والمهني.
- متاهات بورتيوس:
هذا الاختبار عبارة عن متاهات مرسومة على ورق ويبدأ بمتاهة تناسب عمر ثلاث سنوات وينتهي بمتاهة تتناسب مع 14 سنة عمر عقلي والمتاهات المتدرجة الصعوبة و لا يوجد متاهة لسن 13سنة .
ويمكن أن توضع تعليمات الاختبار في الصيغة التالية: هذا الرسم هو حديقة فيها طرق كثيرة، كل خط من هذه الخطوط هو عبارة عن حائط، لا يصلح، القفز فوقها، والآن تفضل ادخل من هنا وابحث على أقرب طريق تخرج منها.
- اختبار رسوم الرجل: قامت بإعداد هذا الاختبار الباحثة الأمريكية جود انف عام 1926 وكانت تهدف إلى إعداد اختبار متحرر ثقافيا وقد ظهر تعديل لهذا الاختبار 1963 عرف باسم اختبار الرسم لجودانف – هاريس، ويطلب من المفحوص في هذا الاختبار أن يرسم صورة رجل، ويقوم التقدير فيه على أساس دقة الطفل في الملاحظة، ونمو تفكيره المجرد، دون الاهتمام بالمهارة الفنية في الرسم، فعند حساب الدرجة تعطى لكل جزء من الجسم يرسمه الطفل، تفاصيل الملبس والنسب وغيرها، وقد بلغت المفردات التي يعطى عليها درجات 73 مفردة في طبعة 1963، وقد قام عدد من الدراسات العربية على تقنين هذا المقياس.[32]
ويمتاز هذا الاختبار بقلة تكاليفه في الوقت والجهد والمال وكفاءته في قياس النمو العقلي عند الأطفال الصغار والمتخلفين عقليا وضعاف السمع، ويمتاز ببساطة اجرائه.[33]
- الاختبارات المتحررة من أثر الثقافة لريموند كاتل:
تؤثر الخلفية الثقافية والبيئة الأسرية للفرد على أدائه في معظم الاختبارات العقلية وينطبق ذلك أشد انطباق على اختبارات الذكاء اللفظية التي تتطلب معرفة اللغة وقد بذلت محاولات لتصميم اختبارات ذكاء متحررة من أثر الثقافة Culture free أو عادلة ثقافيا Culturefair وكان أهمها من وضع ريموند كاتل وتهدف هذه الاختبارات إلى التخلص من تأثيرات أي تحيز ينتج عن الاختلافات الثقافية العامة (بين مفحوصين من دول مختلفة) أو الفروق الثقافية الفرعية (بين مفحوصين داخل الدولة الواحدة كالقروبين مقابل المتعلمين).
ولكن أكدت بعض البحوث عدم نجاح مثل هذه المحاولات لتأليف اختبارات ذكاء متحررة ثقافيا، بل أن بعض علماء النفس يرى أنه يكاد يكون من المستحيل تقريبا الحصول على اختبار غير متأثر بالثقافة والبيئة بصورة كاملة، وكل ما نستطيع فعله الآن هو إدراك الخلفية البيئية للشخص المراد قياس ذكائه، ووضع ذلك في الاعتبار أثناء إجراء الاختبار عليه[34]
و فيما يلي، أمثلة أيضا لبعض الاختبارات :
- اختبار الطلاقة: ويتكون هذا الاختبار من عدد من الوحدات البسيطة (خط منحني، خطان متقاطعان …)، كل منها مرسوم عدة مرات أي نفس الرسم.
وتقدم هذه الاختبارات إلى الفرد واحدة تلوى الأخرى، ويطلب منه أن يضيف إلى كل رسم من الرسومات التي تمثل هذه الوحدات بضعة خطوط أخرى تجعل منها شيئا، وليس المهم أن يتقن الرسم وإنما المهم أن ينتج أكبر عدد من الرسوم التي تعبر عن الأشياء.
- اختبار ماير: سيشور للحكم الفني ويتكون هذا الاختبار من عدة أزواج من الصور الفنية، وكل زوج يختلف في بعض التفاصيل، ويطلب من الفرد أن يحدد بالنسبة لكل زوج أي الصورتين أفضل، والإجابات الصحيحة في هذا الاختبار حددها مجموعة من الخبراء.
- اختبار الاستعداد الفني لهورن: ويتضمن مجموعة من الأشكال يتكون كل منها من عدد من النقط والخطوط المرسومة بطريقة معينة ويطلب من الفرد أن يقوم برسم صورة على أساس هذه الخطوط، وتصحح الإجابة في هذا الاختبار تبعا لمعايير معينة حددها واضع الاختبار.[35]
خاتمة:
إن تناولنا موضوع الذكاء يفرض علينا ايلاء أهمية لطرق قياسه، حيث تتمثل هذه الطرق في الاختبارات وقد تبين من خلال ما تم عرضه سابقا أن أهم الأسباب التي تؤكد أهمية الاختبارات في الذكاء هي:
- تعدّ اختبارات الذكاء السبيل الأمثل للانتقادات المعقدة في المؤسسات والكليات والقوات المسلحة.
- تعدّ أقصر الطرق للتعرف على الأطفال المعاقين ذهنيا أو ذوي القدرات العقلية المتدنية او الذين يحتاجون إلى الرعاية و أنماط خاصة من التعليم .
- التعرف على الفروق في القدرات بين الأطفال.
- تسهم في تحديد المناهج التربوية والمقررات الدراسية اللازمة لكل مرحلة تعليمية.
- تؤخذ هذه الاختبارات كوسيلة للتنبؤ بمستوى التحصيل الأكاديمي.
كما نستطيع الجزم أن الذكاء ليس فطري وإنما ينشأ ويتكون مع مختلف مراحل النمو ويخضع للعديد من العوامل .
قائمة المراجع:
- إبراهيم عصمت مطاوع، (1981)، علم النفس وأهميته في حياتنا، دار المعارف، القاهرة.
- أبو حطب فؤاد وآخرون، (1976)، التقويم النفسي، ط3،الأنغلوالمصرية، القاهرة.
- إجلال محمد يسري، (1988)، اختبار ذكاء الاطفال، مكتبة الإسكندرية.
- أحمد محمد الطيب،(1999)، التقويم والقياس النفسي والتربوي، المكتب الجامعي الحديث، الطبعة الأولى، الإسكندرية.
- أحمد محمد عبد الخالق(2000)، أسس علم النفس، ط 3، دار المعرفة الجامعية، القاهرة.
- إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي، (2001)، اختبارات الذكاء والشخصية، الاسكندرية مركز الاسكندرية للكتاب
- الدباغ فخري وآخرون، (1986)، اختبار المصفوفات المتتابعة، القياس العراقي، العراق.
- الطريري ع الرحمن، (2002)، اختبار القدرات العقلية، العين، دار الكتاب الجامعي.
- رمضان محمد وآخرون، (1982)، أصول التربية وعلم النفس، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة.
- سعد عبد الرحمن،(1998)، القياس النفسي، (النظرية وتطبيق)، طبعة الثالثة، قاهرة، دار الفكر العربي.
- عادل عبد الله محمد، (2003)،”تعديل السلوك للأطفال المتخلفين عقليا باستخدام جداول النشاط المصورة، دار الرشاد، القاهرة، ط 1.
- عباس فيصل، (2002)، الذكاء والقياس النفسي في الطريقة العيادية، بيروت، دار المنهل اللبناني، مكتب راس النبع.
- عبد الستار إبراهيم، (1985)، الإنسان وعلم النفس، علم المعرفة، الكويت.
- فريج محمد العطيوي، (2006)، تقنين اختبار رافن للمصفوفات المتتابعة – المستوى العادي-في السعودية، رسالة ماجستير منشورة، جامعة مؤتة، السعودية.
- فيصل عباس، (1996)، الاختبارات النفسية تقنياتها وإجراءاتها، الطبعة الاولى، بيروت، دار الفكر العربي.
- صالح شيخ كمر، (1994)، الجوانب الطبية النفسية للتخلف العقلي في الطفولة، دار الهدى، عين مليلة، الجزائر.
- صفوت فرج، (1992)، الذكاء ورسوم الأطفال، دار الثقافة، القاهرة.
- طلعت منصور وآخرون (2003)، أسس علم النفس العام، المكتبة الأنغلو مصرية، القاهرة.
- ليونا تايلر، ترجمة سعد عبد الرحمن، (1998)، الاختبارات والمقاييس، ديوان المطبوعات الجامعية.
- محمد أحمد شلبي، (2001)، مقدمة في علم النفس المعرفي، دار غريب، القاهرة.
- محمد جاسم العبيدي، (2011)، القياس النفسي والاختبارات، ط1، دار الثقافة للنشر والتوزيع عمان.
- محمد محروس الشناوي، (1997)، التخلف العقلي، دار غريب، القاهرة.
- محمود إبراهيم وجيه، (1976)، القدرات العقلية، دار المعارف، القاهرة.
- مروان أبو صويح، (2004)، مدخل الى علم النفس التربوي، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
- مليكة لويس كامل محمد وعماد الدين إسماعيل، (1976)، مقياس وكسلر لذكاء الأطفال، ط4،القاهرة.
- مليكة لويس كامل، (1997)، علم النفس الإكلينيكي، تقييم القدرات، ج1، القاهرة، مطبعة فيكتور كرلس.
- موريس شربل، (1986)، التطور المعرفي عند جان بياجيه، ط1، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، لبنان.
- ياسين عطوف، (1981)، اختبار الذكاء والقدرات العقلية بين التطرف والاعتدال، ط1، بيروت، دار الأندلس.
- Raven j.c. ltd, 1990, Manual for Raven’s progressive Matrices and Vocabulary Scales. Great Britain.
[1]مروان أبو صويح، (2004)، مدخل الى علم النفس التربوي، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ص79.
[2]سعد عبد الرحمن،(1998)،القياس النفسي، (النظرية وتطبيق)، طبعة الثالثة، قاهرة، دار الفكر العربي، ص9.
[3]ليونا تايلر، ترجمة سعد عبد الرحمن، (1998)،الاختبارات والمقاييس، ديوان المطبوعات الجامعية، ص16.
[4]إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي، (2001)، اختبارات الذكاء والشخصية، الاسكندرية مركز الاسكندرية للكتاب، ص7.
[5]ياسين عطوف، (1981)، اختبار الذكاء والقدرات العقلية بين التطرف والاعتدال، ط1، بيروت، دار الأندلس.
[6]صالح شيخ كمر، (1994)، الجوانب الطبية النفسية للتخلف العقلي في الطفولة، دار الهدى، عين مليلة، الجزائر، ص29.
[7]محمود إبراهيم وجيه، (1976)، القدرات العقلية، دار المعارف، القاهرة، ص25
[8] إجلال محمد يسري، (1988)، اختبار ذكاء الاطفال، مكتبة الإسكندرية، ص85.
[9] صالح شيخ كمر، (1994)، الجوانب الطبية النفسية للتخلف العقلي في الطفولة، دار الهدى، عين مليلة، الجزائر، ص30.
[10]أحمد محمد الطيب،(1999)،التقويم والقياس النفسي والتربوي، المكتب الجامعي الحديث، الطبعة الأولى، الإسكندرية،251.
[11]محمد محروس الشناوي ،( 1997) ، التخلف العقلي، دار غريب، القاهرة ،ص197.
[12]محمد أحمد شلبي ،(2001) ، مقدمة في علم النفس المعرفي، دار غريب ، القاهرة.
[13]موريس شربل ،(1986) ، التطور المعرفي عند جان بياجيه، ط1 ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، لبنان، ص ص88،89.
[14]فيصل عباس، (1996)، الاختبارات النفسية تقنياتها وإجراءاتها، الطبعة الاولى، بيروت، دار الفكر العربي، ص140.
[15] المرجع السابق، ص 141.
[16]الطريري ع الرحمن، (2002)، اختبار القدرات العقلية، العين، دار الكتاب الجامعي، ص9.
[17]فيصل عباس، (2002)، الذكاء و القياس النفسي في الطريقة العيادية، بيروت، دار المنهل اللبناني، مكتب راس النبع،ص،ص، 18، .19
[18]إبراهيم عصمت مطاوع، (1981)، علم النفس وأهميته في حياتنا، دار المعارف، القاهرة، ص115.
[19]صالح شيخ كمر، (1994)، الجوانب الطبية النفسية للتخلف العقلي في الطفولة، دار الهدى، عين مليلة، الجزائر، ص134.
[20]محمد محروس الشناوي، (1997)، التخلف العقلي، دار غريب، القاهرة، ص187.
[21]إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي ، (2001)، اختبارات الذكاء والشخصية ، الاسكندرية مركز الاسكندرية للكتاب،ص8.
[22]صفوت فرج ، (1992) ، الذكاء ورسوم الأطفال، دار الصقافة، القاهرة،ص134.
[23]أبو حطب فؤاد وآخرون، (1976)، التقويم النفسي، ط3،الأنغلوالمصرية، القاهرة.
[24]رمضان محمد وآخرون، (1982)، أصول التربية وعلم النفس، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة.
[25]عبد الستار إبراهيم ، (1985) ، الإنسان وعلم النفس، علم المعرفة، الكويت،ص242.
[26]عادل عبد الله محمد، (2003)، “تعديل السلوك للأطفال المتخلفين عقليا باستخدام جداول النشاط المصورة، دار الرشاد، القاهرة، ط، ص46
[27]طلعت منصور وآخرون (2003)، أسس علم النفس العام، المكتبة الأنغلو مصرية، القاهرة،2003، ص283.
[28]عبد الستار إبراهيم، (1985)، الإنسان وعلم النفس، علم المعرفة، الكويت، ص 136.
[29]مليكة لويس كامل محمد وعماد الدين إسماعيل، (1976)، مقياس وكسلر لذكاء الأطفال، ط4،القاهرة، ص4.
[30]Raven j.c. ltd, 1990, Manual for Raven’s progressive Matrices and Vocabulary Scales. Great Britain.
[31]فريج محمد العطيوي، (2006)، تقنين اختبار رافن للمصفوفات المتتابعة – المستوى العادي-في السعودية، رسالة ماجستير منشورة، جامعة مؤتة، السعودية،ص،26،27.
[32]طلعت منصور وآخرون (2003)، أسس علم النفس العام، المكتبة الأنغلو مصرية، القاهرة، ص 287.
[33]مليكة لويس كامل،(1997)، علم النفس الإكلينيكي، تقييم القدرات، ج1، القاهرة، مطبعة فيكتور كرلس،422.
[34]أحمد محمد عبد الخالق(2000)، أسس علم النفس، ط 3، دار المعرفة الجامعية، القاهرة، ص،341،342.
[35]محمد جاسم العبيدي، (2011)، القياس النفسي والاختبارات، ط1، دار الثقافة للنشر والتوزيع عمان، ص11.