
ضمير المتكلم ” أنا ” في الربع الثاني من القرآن الكريم
– دراسة صوتية دلالية –
The pronoun “I” ” in the second quarter of the Koran A Phonic semantics study
د. إبراهيم طبشي عضو فريق البحث في مخبر التراث اللغوي والأدبي في الجنوب ، جامعة ورقلة – الجزائر.
Dr Tobchi brahim member of the research team at the linguistic and literary heritage laboratory in the south, University of Ouargla Algeria
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 56 الصفحة 117.
الملخص :
إن القارئ للقرآن الكريم يلحظ أن ضمير المتكلم ” أنا ” يرد أحيانا بالمد ، وأحيانا أخرى بدون مد . فهل يرجع ذلك لدواع صوتية بحتة ؟ أم يمكن أن يكون لذلك علاقة بالجانب الدلالي أيضا ؟ ذلك ما أردت البحث فيه في هذا المقال . وقد اخترت الربع الثاني من القرآن الكريم لاعتقادي بأن هذا الضمير يكثر وروده في سياقات القصص والأخبار وغير ذلك .
الكلمات المفتاحية : ضمير أنا – القرآن الكريم – دراسة صوتية دلالية- The summary:
The reader of the Holy Quran notices that the pronoun “I”, usually comes as tide and sometimes without tide. Is it caused from voiced reasons? Or have it a denotative relation, also? This is what I was searching about in this article, and I chose the second quarter of the Holy Quran because I thought that the pronoun “I” exists many times in the context of stories and news. And this latter part is full of this case.
- The key word: The pronoun “I”, the Holy Quran, A Phonic semantics study
من المفردات المستعملة في الخطاب القرآني الضمائر بمختلف أنواعها ، ومن أشهر تلك الضمائر ضمير المتكلم ” أنا ” . وهو يرد في سياقات مختلفة كسياق القصة والحوار والأخبار والمثل …إلخ ، كما أنه ينسب إلى ذوات مختلفة منها المؤمن والكافر ، ومنها ذات الله تعالى أيضا . وقد لفت انتباهي عند قراءتي للقرآن الكريم برواية ورش أن هذا الضمير يرد بالمدّ أحيانا وبدونه أحيانا أخرى ، فهل يرجع ذلك إلى مسألة صوتية بحتة ، أم إن لها علاقة بالجانب الدلالي ؟
في البداية نذكر إجمالا أن هذا الضمير تعتريه حالتا المدّ والقصر ، “والمدّ لغة الزيادة، قال الله تعالى :” ويمددكم بأموال ” أي يزدكم ، واصطلاحا : إطالة الصوت عند النطق بالحروف المدية ( أي حروف المد واللين أو حرفا اللين ).”[1] وأما القصر فهو اصطلاحا ” النطق بالحروف من غير زيادة.” [2]
وإذا أردنا التفصيل فإننا نقول بأن الأصل في مدّ الضمير”أنا” أنه مدّ طبيعي ، وهو ما يُمدّ مقدار حركتين و”هو ما لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون، ويسمى المد الأصلي ، لأن حرفه من أصل الكلمة ، وإذا أهمل تغير معنى الكلمة ، لذلك فهو واجب وصلا ووقفا . مثاله ” قال” ، “قيل”، “يقول” ، “نوحيها ” .[3] فهل نجد هذا المد على أصله أي أنه يقرأ بحركتين باعتباره مدا طبيعيا ؟ الحقيقة أننا نجد له حالتين : ” وذلك إذا أتى بعدها همز قطع مفتوح أو مضموم ، فتمدُّ ست حركات كالمتصل نحو ” وأنا أول المسلمين ” ” أنا أحيي وأميت ” أما إذا كان بعد المد همزة وصل نحو ” وأنا اخترتك ” أو همزة قطع مكسورة ، نحو ” إن أنا إلا نذير ” أو لم يكن بعدها همز، نحو ” أنا خير منه” فلا مد فيه حال الوصل .” [4]
وبناء على هذا فإننا نقول بأننا وجدنا في الربع الثاني من القرآن الكريم برواية ورش بعض المواضع التي يمدّ فيها هذا الضمير ست حركات ، أو ما اصطلح على تسميته بـ “ما يلحق بالمد المنفصل “، كما وجدنا مواضع أخرى كثيرة يقصر فيها هذا الضمير ولا يمدّ . ونريد أن نستعرض عينات من هذين النوعين :
أ – المواضع التي يمدّ فيها ست حركات : وقد أحصينا من هذا النوع أربعة مواضع هي كما يلي :
1 – من سورة الأعراف: ” فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَآ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ” 143
2 – من سورة يوسف : ” قَالَ إِنِّيَ أَنَآ أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” 69
3- من سورة الكهف : 1-” فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَآ أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا” 34
2 ” إِنْ تَرَنِ أَنَآ أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّيَ أَنْ يُوتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ…”
هذه هي المواضع التي ورد فيها المد بست حركات في الربع الثاني ، ويلاحظ أنها كلها من النوع الذي بعده همزة مفتوحة .
ب – المواضع التي لا مدّ فيها أو التي بها قصر: وهذه المواضع أكثر عددا من سابقتها ، وقد بلغت اثنين وعشرين موضعا موزعة على سور الأعراف ويونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر والنحل والكهف. وسنستعرض عينات منها بناء على الحرف الذي بعد المدّ ، ومنها :
1 – ما ليس بعده همزة :وقد ورد ذلك في سبعة عشر موضعا منها :
أ- في سورة الأعراف: ” قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ” 12 .
ب – وفي سورة يونس: ” وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمُ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ” 41
ج – وفي سورة هود :” وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ “29
د – وفي سورة يوسف :” أَلَا تَرَوْنَ أَنِّيَ أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ” 59
ه –وفي سورة إبراهيم : فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ” 22
2 – ما بعده همزة وصل : وقد وجدنا ذلك في موضعين في سورة الحجر هما : نَبِّئْ عِبَادِيَ أَنِّيَ أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” 49 و” وَقُلِ إِنِّيَ أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ ” 89
3 – ما بعده همزة مكسورة : وقد وجدنا ذلك في موضع واحد في سورة الأعراف قوله تعالى : ” إِنَ انَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُومِنُونَ ” 188
هذا ما تعلق بالجانب الصوتي ،أما مسألة علاقة الأصوات بدلالة الكلمة أو السياق الذي وردت فيه، فإنها قد أصبحت لدى كثير من الباحثين من المسائل البديهية لا سيما وأن العلماء القدامى قد أقروا بها وأقاموا عليها الشواهد ، يقول ابن جني :” فأما مقابلة الألفاظ بما يشاكل أصواتها من الأحداث فباب عظيم واسع ونهج متلئبّ عند عارفيه مأموم ، وذلك أنهم كثيرا ما يجعلون أصوات الحروف على سمت الأحداث المعبر بها عنها ، فيعدلونها بها ويحتذونها عليها ، وذلك أكثر مما نقدّره وأضعاف ما نستشعره .” [5] وقد أصبحت هذه الظاهرة مما يُتكأ عليه في تفسير القرآن الكريم واستجلاء بعض معانيه ” فالمتدبر لسياقها والمتأمل في الآيات الواردة فيها يلحظ أنها تؤثر في وحدة الموضوع والغرض الذي سيقت لأجله الآية والسورة ، تأثيرا عظيما ينبئ عن انسجام تام بين مضمون الآية ومضمون الظواهر الصوتية التي تزيد من عمق التفسير والتأويل الذي تحتمله المفردة القرآنية .”[6]
وسنحاول في هذا المقال أن نتبين دلالات المد والقصر في ضمير ” أنا ” من خلال الوقوف على سياق بعض الآيات التي ورد فيها .
بداية نقول إن علماءنا قد احتكموا إلى السياق واعتبروه من محددات المعنى ، وسنستعرض مجموعة من الحوادث والأقوال الدالة على ذلك . جاء في تفسير الطبري ما يلي :” سأل رجل عليا بن أبي طالب رضي الله عنه قائلا : يا أمير المؤمنين أرأيت قول الله ” وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُومِنِينَ سَبِيلًا ” وهم يقاتلوننا فيَظهرون ويَقتلون ؟ فقال له عليّ رضي الله عنه : ادنه ادنه ، ثم قال ” فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُومِنِينَ سَبِيلًا ” يوم القيامة .” [7] يبدو جليا من خلال هذه الحادثة أن السائل وقع في الخطأ نتيجة إغفاله سياق الآية ، وأن الإمام عليّا لم يزد في توضيحه للمسألة على تذكيره به .
أما أقوال العلماء المبينة لأهمية السياق فأكثر من أن تحصى أو تعدّ :
1 – فمن أقوال علماء اللغة قول ابن جني :” قد حذفت العرب الجملة والمفرد والحروف والحركة ، وليس شيء من ذلك إلا عن دليل عليه ، وإلا كان فيه ضرب من تكليف علم الغيب في معرفته ” [8] فالشرط إذن وجود ما يدل على الحذف في السياق وإلا كانت المسألة ضربا من التعمية . ويورد ابن جني كلاما في باب يسميه ” باب في أن المحذوف إذا دلت الدلالة عليه كان في حجم الملفوظ به إلا أن يعترض هناك من صناعة اللفظ ما يمنع منه ” فيذكر أمثلة تشرح ذلك فيقول : ” من ذلك أن ترى رجلا قد سدد سهما نحو الغرض ثم أرسله ، فتسمع صوتا فتقول : القرطاس والله ، أي أصاب القرطاس. فـ ( أصاب ) الآن في حكم الملفوظ به البتة ، وإن لم يوجد في اللفظ ، غير أن دلالة الحال عليه نابت مناب اللفظ به. وكذلك قولهم لرجل مُهْو بسيف في يده ، أي اضربْ زيدا فصارت شهادة الحال بالفعل بدلا من اللفظ به. وكذلك قولك للقادم من سفر : خيرَ مقدم أي قدمت خير مقدم …”[9] إن ابن جني هنا يبين أهمية السياق الخارجي في تحديد دلالة الكلام ، ولولا وجوده لما كان له أي معنى ، وهو ما أشار إليه ابن السراج بقوله: ” الأول الذي لا يحسن إضماره ، ما ليس عليه دليل من لفظ ولا حال مشاهدة ، لو قلت ” زيدا ” ، وأنت تريد ” كلّمْ زيدا فأضمرتَ ، ولم يتقدم ما يدل على “كلّمْ” ، ولم يكن إنسان مستعدا للكلام لم يجز ، وكذلك غيره من الأفعال .”[10]
والأمر نفسه يؤكده ابن يعيش فيقول :” قد تقدم قولنا إن قرائن الأحوال قد تغني عن اللفظ ، وذلك أن المراد من اللفظ الدلالة على المعنى ، فإذا ظهر المعنى بقرينة حالية أو غيرها لم يحتج إلى اللفظ المطابق ، فإن أتى باللفظ المطابق جاز ، وكان كالتأكيد ، وإن لم يؤت به فللاستغناء عنه ، فلذلك يجوز حذف العامل “[11] ويؤكد ابن الأنباري على ضرورة ربط أول الكلام بآخره لفهم المعنى فيقول :” إن كلام العرب يصحح بعضه بعضا، ويرتبط أوله بآخره ، ولا يعرف نعنى الخطاب منه إلا باستيفائه واستكمال جميع حروفه”[12]
2 – أما أقوال علماء البلاغة فقد ركزت على نوعين من السياق : السياق الداخلي أو العلاقة بين الألفاظ داخل الجملة ، والسياق الخارجي أو ما يعرف بمقتضى الحال .عن النوع الأول يقول الإمام عبد القاهر الجرجاني : “اعلم أنّ هاهنا أصلا أنت ترى الناس فيه في صورة من يعرف من جانب وينكر من آخر، وهو أن الألفاظ المفردة التي هي أوضاع اللغة، لم توضع لتعرف معانيها في أنفسها، ولكن لأن يضمّ بعضها إلى بعض، فيعرف فيما بينهما فوائد. وهذا علم شريف، وأصل عظيم”.[13] لا معنى إذن للألفاظ وهي خارج السياق ، أما حين تركّب في تركيب معين فآنئذ يكون لها معنى . ويؤكد الجرجاني على هذا المعنى في موضع آخر فيقول : ” وهل يقع في وهم وإن جهد، أن تتفاضل الكلمتان المفردتان، من غير أن ينظر إلى مكان تقعان فيه من التأليف والنظم، بأكثر من أن تكون هذه مألوفة مستعملة، وتلك غريبة وحشية، أو أن تكون حروف هذه أخفّ وامتزاجها أحسن، ومما يكدّ اللسان أبعد؟.وهل تجد أحدا يقول: هذه اللفظة فصيحة إلا وهو يعتبر مكانها من النظم، وحسن ملائمة معناها لمعاني جاراتها، وفضل مؤانستها لأخواتها؟.”[14] إن الفصاحة عند الجرجاني لا يمكن أن تتحقق بدون سبك جيد واختيار حسن للألفاظ المتجاورة .
أما النوع الثاني وهو السياق الخارجي فيقول عنه السكاكي : ” لا يخفى عليك أن مقامات الكلام متفاوتة ، فمقام التشكر يباين مقام الشكاية ، ومقام التهنئة يباين مقام التعزية ، ومقام المدح يباين مقام الذم … إلخ “[15] ويقول حامد صالح خلف الربيعي معقبا على هذا الكلام : ” واضح من هذا أن الحال الذي يقصده السكاكي هو المقام بأوسع معانيه ، بحيث يمكن تصنيف المقامات التي ذكرها إلى أنواع ، وكل نوع يختص بجانب من جوانب الصياغة الفنية ويراعى فيه .” [16]
3 – أما علماء الشريعة فكان لهم تأكيدهم على فهم السياق ، يقول إمام الحرمين الجويني: “فإن المعاني يتعلق معظمها بفهم النظم والسياق” [17]ويقول العز بن عبد السلام : ” السياق مرشد إلى تبيين المجملات ، وترجيح المحتملات ، وتقرير الواضحات ، وكل ذلك بعرف الاستعمال ، فكل صفة وقعت في سياق المدح كانت مدحا ، وكل صفة وقعت في سياق الذم كانت ذما ، فما كان مدحا بالوضع فوقع في سياق الذم صار ذما واستهزاء وتهكما بعرف الاستعمال ، مثاله : ” ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ” أي الذليل المهان ، لوقوع ذلك في الذم . وكذلك قول قوم شعيب :” إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ” أي السفيه الجاهل لوقوعه في سياق الإنكار عليه .” [18] ويقول ابن تيمية : ” فمن تدبر القرآن ، وتدبر ما قبل الآية وما بعدها ، وعرف مقصود القرآن تبين له المراد ، وعرف الهدى والرسالة ، وعرف السداد من الانحراف و الاعوجاج ، وأما التفسير بمجرد ما يحتمله اللفظ المجرد عن سائر ما يبين معناه ، فهذا منشأ الغلط من الغالطين ، لا سيما ممن يتكلم فيه بالاحتمالات اللغوية .” [19] ويقول الشاطبي : ” فالذي يكون على بالٍ من المستمع والمتفهم الالتفات إلى أول الكلام وآخره ، بحسب القضية وما اقتضاه الحال فيها ، لا ينظر في أولها دون آخرها ، ولا في آخرها دون أولها ، فإن القضية وإن اشتملت على جمل فبعضها متعلق بالبعض ، لأنها قضية نازلة في شيء واحد ، فلا محيص للمتفهم من رد آخر الكلام على أوله ، وأوله على آخره ، وإذ ذاك يحصل مقصود الشارع في فهم المكلف ، فإن فرّق النظر في أجزائه فلا يتوصل به إلى مراد “[20]
بناء على هذا كله فإن تفسير القرآن الكريم وفهم آياته يتطلب مراعاة سياقاته المختلفة التي منها سياقه ومقاصده الكبرى ، ومنها سياق المقطع ، ومنها كذلك سياق السورة والآية، ذلك ” أن من أعظم ما تميز به القرآن تضمّنه لأغراض متعددة في الآية الواحدة ، ولا شك أن هذا من كمال القرآن فإنه محتمل للوجوه بحسب اختلاف الأغراض التي تضمنتها الآية ، وهذا سر تعدد المعاني في الآية واختلافها ، ولهذا فلا بد من اعتبار هذه الخاصية في السياق القرآني. والأغراض التي تتضمنها الآية هي: 1 – أغراض القرآن ومقاصده العظمى 2 – غرض المقطع والآيات الواردة في موضوع واحد 3 – غرض السورة 4 – غرض الآية ، فكل هذه الأغراض لا بد من اعتبارها في تفسير الآية ، ولا يظهر كمال معنى الآية إلا بها ، وهي متآلفة متكاملة مبنية على بناء واحد .”[21]
ونريد الآن أن نقف عند دلالات المد والقصر في ضمير ” أنا ” من خلال استعراض السياقات المختلفة للآيات أو المقاطع أو السور التي ورد فيها ، وسنقتصر على المواضع التي نسب فيها الضمير إلى الأنبياء والرسل بمن فيهم رسولنا الكريم عليهم الصلاة والسلام أجمعين ،وكذا المواضع التي نسب فيها إلى ذات الله سبحانه وتعالى:
1 – المواضع التي لا يمد فيها أو التي بها قصر:
سنبدأ بمواضع القصر لأنها هي الأكثر في الربع الثاني برواية ورش، وقد أحصيناها فوجدناها اثنين وعشرين موضعا ، وهي كما يلي : ثلاثة مواضع في كل من سورتي الأعراف ويونس ، وأربعة مواضع في سورة هود ، وستة مواضع في سورة يوسف ، وموضع واحد في سورة إبراهيم ، وموضعان في سورة الحجر ، وموضع واحد في سورة النحل ، وموضعان في سورة الكهف . وسنحاول أن نتبين فيما يلي بعض دلالات القصر وما يمكن أن يحمله من قيم تعبيرية .
يلاحظ أن أكثر من نصف هذه المواضع التي ورد فيها هذا الضمير بحالة القصر جاءت على لسان الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ( 12 موضعا ) ، فمن ذلك ما جاء على لسان هود في سورة الأعراف قوله تعالى:” أبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ “68 فالنبي هود يحاور قومه بمنتهى الهدوء والرزانة والحكمة، وهو يبين لهم أنه ناصح أمين في دعوته فلا يكذب عليهم ولا يغشهم ، ويلاحظ أنه لا يجاريهم في تهجمهم عليه وتسفيههم لرأيه . يقول الشيخ المراغي : ” وفي إجابة هؤلاء الأنبياء لأقوامهم بتلك الإجابة الصادرة عن الحكمة والإغضاء عما قالوا من وصفهم إياهم بالسفاهة والضلالة ـ أدب حسن وخلق عظيم وتعليم لعباده كيف يقابلون السفهاء ، وكيف يغضون عن قالة السوء التي تصدر عنهم “[22]
وفي سورة هود جاء الضمير مقصورا أيضا على لسان نوح ، فهو يقول لقومه : ” وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ”29 ، وفي ذلك رد عليهم لأنهم كانوا قد ” سألوه أن يطرد الأراذل الذين آمنوا به كما سألت قريش النبي ” صلى الله عليه وسلم ” أن يطرد الموالي والفقراء .”[23] والمتتبع لهذا المقطع من الآيات يجد نوحا هادئا رزينا في محاورته لقومه ، فهو يستند إلى الدليل والمنطق لا إلى التعالي والتسفيه والتشنيع كما يفعل قومه .
وفي السورة نفسها جاء الضمير مقصورا على لسان شعيب : ” بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُومِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ” 86 ، فبعد أن ينصحهم بإيفاء المكاييل والموازين وعدم بخس الناس أشياءهم والابتعاد عن الإفساد في الأرض ، يذكّرهم بما أعد الله لهم ” فما عند الله أبقى وأفضل .. وقد دعاهم في أول حديثه إلى عبادة الله وحده – أي الدينونة له بلا شريك – فهو يذكرهم بها هنا ، مع ذكر الخير الباقي لهم عند الله إن آمنوا كما دعاهم واتبعوا نصيحته في المعاملات … ثم يخلي بينهم وبين الله الذي دعاهم إليه ، ويبين لهم أنه هو لا يملك لهم شيئا ، كما أنه ليس موكلا بحفظهم من الشر والعذاب .” [24]
وفي سورة يوسف جاء هذا الضمير مقصورا على لسان يوسف في موضعين ، أحدهما قوله لإخوته طالبا منهم أن يُحضروا معهم أخاه الشقيق ” قَالَ ايتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُم أَلَا تَرَوْنَ أَنِّيَ أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ” 59 ففي سياق الآية ” ترغيب لهم في العود إليه ، وقد علم أنهم مضطرون إلى العود إليه لعدم كفاية الميرة التي امتاروها لعائلة ذات عدد من الناس مثلهم ” [25] . والموضع الثاني: “قَالُوا أَ.ئنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا “90 لقد اكتشف إخوته أنه هو ، وكانت المفاجأة ” مفاجأة عجيبة يعلنها لهم يوسف ، وفيها يذكرهم في إجمال بما فعلوه بيوسف وأخيه في دفعة الجهالة.. ولا يزيد.. سوى أن يذكر منة الله عليه وعلى أخيه ، معللا هذه المنة بالتقوى والصبر وعدل الله في الجزاء .” [26]
وتتمة لسياق قصص الأنبياء جاء الضمير مقصورا على لسان امرأتين: إحداهما زوجة إبراهيم ” عليه الصلاة والسلام ” وقد ورد ذكرها في قوله تعالى : ” قَالَتْ يَا وَيْلَتَى ء الِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ” سورة هود 72 ” أي قالت سارة لما بشّرت بإسحاق : كيف ألد وقد بلغت السن التي لا يلد من كان قد بلغها من الرجال والنساء ، وهذا زوجي شيخا كبيرا لا يولد لمثله؟ ، إن هذا الذي بشرتمونا به لشيء عجيب مخالف لسنن الله التي سلكها في عباده.” [27] والثانية امرأة العزيز التي ورد ذكرها في سورة يوسف ” قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ” 51، يقول صاحب الظلال عن ظهور الحق وتبرئة يوسف ” شهادة كاملة بنظافته وبراءته وصدقه، لا تبالي المرأة ما وراءها مما يلم بها هي ويلحق بأردانها .. فهل هو الحق وحده الذي يدفعها لهذا الإقرار الصريح في حضرة الملك والملأ ؟ يشي السياق بحافز آخر ، هو حرصها على أن يحترمها الرجل المؤمن الذي لم يعبأ بفتنتها الجسدية .. أن يحترمها تقديرا لإيمانها ولصدقها وأمانتها في حقه عند غيبته .” [28]
وكما ورد هذا الضمير مقصورا على لسان بعض الأنبياء والرسل ، جاء كذلك على لسان الرسول ” صلى الله عليه وسلم ” أحيانا ، وجاء في سياق التوجيه الرباني له أحيانا أخرى ، من ذلك مثلا في سورة يونس قوله تعالى: ” قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ” 108 نلاحظ أنه في سياق تبيان ما جاء به النبي من الحق والوظيفة التي كُلف بها، يأمر الله تعالى نبيه بأن يقول لهم : ” وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ” ” أي وما أنا بموكل من عند الله بأموركم ، ولا بمسيطر عليكم فأكرهكم على الإيمان ، وأمنعكم بقوتي من الكفر والعصيان ، ولا أملك لكم ضرا ولا نفعا ، وما أنا إلا رسول مبلغ إليكم أمر ربكم “[29]
ومن التوجيه الرباني لنبيه محمد “ص” قوله تعالى: “أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ “35 هذه الآية تخللت قصة نوح مع قومه ، فبعد محاورته لهم وتلطّفه معهم ” يلتفت السياق لفتة عجيبة إلى استقبال مشركي قريش لمثل هذه القصة ، التي تشبه أن تكون قصتهم مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – ودعواهم أن محمدا يفتري هذا القصص ، فيرد هذا القول قبل أن يمضي في استكمال قصة نوح .”[30]
ومن هذا التوجيه الرباني لنبينا الكريم قوله تعالى في سورة يوسف: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ 108 ” والمعنى أدعو إلى الله ببصيرة مجاز عقلي ، والبصير صاحب الحجة لأنه بها صار بصيرا بالحقيقة. ومثله وصف الآية بمبصرة في قوله ” جاءتهم آياتنا مبصرة ” ، وبعكسه يوصف الخفاء بالعمى كقوله ” وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم”. وضمير ” أنا” تأكيد للضمير المستتر في ” أدعو ” أتي به لتحسين العطف بقوله ” ومن اتبعني ” وهو تحسين واجب في اللغة.”[31]
ومن هذا التوجيه كذلك قوله تعالى في سورة الكهف ” قُلِ انَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ” 110 والمعنى ” قل يا محمد لهؤلاء المشركين إنما أنا إنسان مثلكم من بني آدم لا علم لي إلا ما علمني الله ، وإن الله يوحي إليّ أن معبودكم الذي يجب عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا معبود واحد لا ثاني له ولا شريك .” [32]
أما القصر في ضمير “أنا” المنسوب إلى ذات الله تعالى فنجده في موضعين : الأول منهما قوله تعالى في سورة الحجر:”نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “49 ولا شك أن القصر هنا واجب لالتقاء الساكنين.” يقول صاحب التحرير والتنوير في معنى الآية : “وإنما قدم الأمر بإعلام الناس بمغفرة الله وعذابه ابتداء بالموعظة الأصلية قبل الموعظة بجزئيات حوادث الانتقام من المعاندين … وقدمت المغفرة على العذاب لسبق رحمته غضبه. وضمير أنا وضمير هو ضميرا فصل يفيدان تأكيد الخبر.” [33] وأما الموضع الثاني الذي جاء فيه الضمير منسوبا إلى الله تعالى فهو قوله تعالى في سورة النحل:” يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنَ امْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنَ انْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ”2 جاء في تفسير المراغي ” ينزل سبحانه ملائكته بالوحي إلى من يريد من عباده المصطفين الأخيار، أن أنذروا عبادي أن إله الخلق واحد لا إله إلا هو ، وأنه لا تنبغي الألوهية إلا له ، ولا يصلح أن يعبد شيء سواه فاحذروه وأخلصوا له العبادة”[34]
هكذا يمكننا أن نستخلص مما سبق أن هذا الضمير يأتي مقصورا في سياقات معينة ، منها سياق قصص الأنبياء والرسل في أثناء محاورتهم لقومهم حيث يتناسب حذف المد مع حالة الهدوء والحكمة والرزانة التي يبديها هؤلاء الرسل مع قومهم ، كما نجده على لسان الرسول محمد ” ص ” وهو يبين دعوته ووظيفته ومنهجه ، كما يمكن أن ينسب هذا الضمير مقصورا إلى رب العزة سبحانه.
2 – المواضع التي يمد فيها ست حركات :
قبل أن نتحدث عن هذه المواضع ينبغي أن نذكر أن البحث في دلالات المد مما استرعى في الآونة الأخيرة اهتمام كثير من الباحثين والدارسين .[35] أما المواضع التي يمدّ فيها ضمير ” أنا ” ستّ حركات فهي قليلة ، وهي لا تتعدى أربعة مواضع كما أشرنا إلى ذلك سابقا . منها قوله تعالى في سورة الأعراف ” فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ المؤمنين ” 143 لقد كرم الله تعالى موسى واختصه بأن جعله كليمه ، ولكنْ ” استشرفتْ نفسُه للجمع بين فضيلتي الكلام والرؤية فقال ربّ أرني ذاتك المقدسة واجعل لي من القوة على حمل تجليك ما أقدر به على النظر إليك ” [36] ولكن الله تعالى بيّن له أن هذا الأمر غير ممكن ، وأرشده إلى أن ينظر إلى الجبل ، ” فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ” وقد ساخت نتوءاته ( الجبل ) فبدا مسوّى بالأرض مدكوكا ، وأدركت موسى رهبة الموقف ، وسرت في كيانه البشري الضعيف ” وخرّ موسى صعقا ” مغشيا عليه غائبا عن وعيه ، ” فلما أفاق ” وثاب إلى نفسه وأدرك مدى طاقته، واستشعر أنه تجاوز المدى في سؤاله ” قال سبحانك ” تنزهتَ وتعاليتَ عن أن ترى بالأبصار وتدرك . ” تبتُ إليك ” عن تجاوزي للمدى في سؤالك ” وأنا أول المؤمنين .” [37] يعلن موسى بعد الذي وقع له أنه أول المؤمنين ، فلمَ كان اختياره لكلمة الأول؟ ” أطلق الأول على المبادر إلى الإيمان ، وإطلاق الأول على المبادر مجاز شائع مساو للحقيقة ، والمراد به هنا وفي نظائره الكناية عن قوة إيمانه حتى أنه يبادر إليه حين تردد غيره فيه ، فهو للمبالغة وقد تقدم نظيره في قوله تعالى ” ولا تكونوا أول كافر به في سورة البقرة ، وقوله ” وأنا أول المسلمين في ” سورة الأعراف .”[38] ولعل مما يتناسب مع المبالغة التي تكتنف إعلان موسى أنه أول المؤمنين ورود الضمير ممدودا بست حركات.
ومن المواضع التي ورد فيها الضمير ممدودا مجيئه على لسان يوسف ” وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” لقد أظهر يوسف لأخيه أنه أخوه ، ولكنه وقد خشي أن يساوره الشك في ذلك أكد له الخبر ” أكد الخبر بإن وبالجملة الاسمية وبالقصر الذي أفاده ضمير الفصل ، أي أنا مقصور على الكون أخاك لا أجنبي عنك ، فهو قصر قلب لاعتقاده أن الذي كلمه لا قرابة بينه وبينه ” [39] ولعل مما يناسب موقف التأكيد الذي تزول معه كل احتمالات الشك والريبة أن يكون الضمير ممدودا واضحا في الآذان والأسماع . كما أنه قد يدل – من جانب آخر – على الفرحة الغامرة التي أحس بها يوسف وهو يلتقي أخاه فجاء التعبير عن ذلك بالمد المناسب لهذا الموقف .
لقد تبين لنا من خلال هذا المقال أن لكل من حالتي المدّ والقصر دلالات تؤديها إحداهما ولا تؤديها الأخرى ؛ فحالات القصر وهي الأكثر في الربع الثاني من القرآن الكريم وجدنا أن الضمير فيها كان أكثر في سياقات محاورة الرسل لأقوامهم ، حيث يحتاجون إلى كثير من الهدوء والرزانة . أما المدّ فمن دلالاته كما جاء لسان موسى ويوسف المبالغة والتأكيد . وقد يكون للمد والقصر في القرآن دلالات أخرى يمكن أن تكون موضوعا لبحوث ودراسات كثيرة من شأنها أن تزيد الموضوع عمقا وجلاء.
قائمة المصادر والمراجع :
- القرآن الكريم برواية ورش
- الأصول في علم النحو، ابن السراج ، تحقيق عبد الحسين الفتلي ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثالثة 1996
- الإمام في بيان أدلة الأحكام ، عز الدين بن عبد السلام ، رضوان مختار بن غربية، دار البشائر الإسلامية ، الطبعة الأولى 1987
- أنواع السياق في القرآن الكريم – دراسة تفسيرية موضوعية – آمال السيد محمد الأمين ، مجلة جامعة الناصر ، العدد السابع يونيو 2016
- البرهان في أصول الفقه ، الإمام الجويني ، تح عبد العظيم الديب ، منشور في قطر الطبعة الأولى 1399 هـ
- تفسير التحرير والتنوير ، ابن عاشور ، الدار التونسية للنشر طبعة 1984
- تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، تح عبد الله بن عبد المحسن التركي ، هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان ، الطبعة ( د ت )
- تفسير المراغي ، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي ، الطبعة الأولى 1946
- الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، تح عبد الله بن عبد المحسن التركي ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى 2006
- الخصائص ، ابن جني ، تح عبد الحكيم بن محمد ، المكتبة التوفيقية الطبعة ( د ت)
- دلائل الإعجاز ، عبد القاهر الجرجاني ، تح عبد الحميد هنداوي ، دار الكتب العلمية بيروت ، الطبعة الأولى 1422 – 2001
- الروضة الندية شرح متن الجزرية ابن الجزري ، شرح محمود محمد عبد المنعم العبد ، الناشر المكتبة الأزهرية للتراث ، الطبعة الأولى 2001
- شرح المفصل ، ابن يعيش ، تقديم إميل يعقوب ، دار الكتب العلمية بيروت لبنان ، الطبعة الأولى 1421 – 2001
- علم الأصوات وتكامل المعارف – التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم التجويد – الجزء الثالث ، تنسيق وتقديم مجموعة من الأساتذة ، عالم الكتب الحديث ، إربد – الأردن الطبعة الأولى 2019
- في ظلال القرآن ، سيد قطب ،دار الشروق ، الطبعة الشرعية الثانية والثلاثون 2003
- كتاب الأضداد في كلام العرب ، ابن الأنباري ، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر ، الطبعة الثانية 1986
- مجموع الفتاوى ، ابن تيمية الحراني، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع المنصورة ، الطبعة الثالثة 2005
- المختصر الجامع لأصول رواية ورش عن نافع ، عبد الحليم بن محمد الهادي قابة، دار البلاغ للنشر والتوزيع الجزائر الطبعة الثانية 2004
- مفتاح العلوم ، السكاكي ، ضبط وشرح نعيم زرزور ، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى 1403 هـ
- مقاييس البلاغة بين الأدباء والعلماء ، حامد صالح خلف الربيعي ، منشورات مركز بحوث اللغة العربية جامعة أم القرى مكة المكرمة 1996
- منحة ذي العرش في بيان أصول رواية ورش ، كمال قدة ، مطبعة مزوار الوادي الجزائر ، الطبعة الثانية 2016
- الموافقات للشاطبي ، شرح الشيخ عبد الله دراز ، دار الكتب العلمية بيروت ، طبعة جديدة في مجلد واحد ( د ت )
[1] الروضة الندية شرح متن الجزرية ، ابن الجزري ص 80
[2] المرجع نفسه والصفحة نفسها
[3] المختصر الجامع لأصول رواية ورش عن نافع ، عبد الحليم بن محمد الهادي قابة ، ص 85 – 86
[4] منحة ذي العرش في بيان أصول رواية ورش ، كمال قدة ص 95
[5] الخصائص لابن جني ج2 ص 104
[6] علم الأصوات وتكامل المعارف ، التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم التجويد الجزء الثالث ، تنسيق وتقديم مجموعة من الأساتذة ص 189
[7] تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ج 7 / 609 – 610
[8] الخصائص ، ابن جني ج2 ص 243
[9] المصدر نفسه ، ج 1 ص 247
[10] الأصول في علم النحو ، ابن السراج ج 2 ص 247
[11] شرح المفصل ، ابن يعيش ج1 ص 310
[12] كتاب الأضداد ، ابن الأنباري ، ص 20
[13] دلائل الإعجاز ، عبد القاهر الجرجاني ص 353
[14] المصدر نفسه ص 39
[15] مفتاح العلوم ، السكاكي ص 168
[16] مقاييس البلاغة بين الأدباء والعلماء ، حامد صالح خلف الربيعي ص 543
[17] البرهان في أصول الفقه ، الإمام الجويني ص 1331
[18] الإمام في بيان أدلة الأحكام ، عز الدين بن عبد السلام ص 159 – 160
[19] مجموع الفتاوى ، ابن تيمية ، ج 15 ص 58
[20] الموافقات للشاطبي ص 716
[21] أنواع السياق في القرآن الكريم ، آمال السيد محمد الأمين ص 87
[22] تفسير المراغي ج8 ص 194
[23] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج 11 ص 103
[24] في ظلال القرآن لسيد قطب ص 1918 – 1919
[25] التحرير والتنوير ، محمد الطاهر بن عاشور ج 13 ص 13
[26] في ظلال القرآن ص 2027
[27] تفسير المراغي ج 12 ص 59
[28] في ظلال القرآن ص 1995
[29] تفسير المراغي ج 11 ص 165
[30] في ظلال القرآن ص 1876
[31] التحرير والتنوير ج 13 ص 65
[32] جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج 15 ص 439
[33] التحرير والتنوير ج 14 ص 57
[34] تفسير المراغي ج 14 ص 53
[35] يرجع إلى المحور الثالث في الكتاب الذي ضمّ أعمال مؤتمر علم الأصوات وتكامل المعارف والذي كان بعنوان التكامل المعرفي بين علم الأصوات وعلم التجويد ص 125
[36] تفسير المراغي ج 9 ص 57
[37] في ظلال القرآن ص 1369
[38] التحرير والتنوير ج 9 ص 94
[39] المرجع نفسه ج 13 ص 26