
موقف أبي القاسم سعد اللّه من الشّعر الشعبي الجزائري
ورأي الدارسين حوله
The position of Abwa Qasim Saad Allah of Algerian popular poetry
And the views of some researchers
إبراهيم الهلالي: استاذ بحث-ب- مركز الدراسات الأندلسية_ تلمسان
Ibrahim elhelali: Professor of Research – B -; Center for Andalusian Studies, Tlemcen )CNRPAH)
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 56 الصفحة 69.
Abstract:
This article aims to study parts of Algerian historian life of Abu Qasim Saadallah, to focus on his scientific and cultural career as a scholar and poet who leaving behind him a scientific heritage enriched the Algerian libraries, especially Algeria’s cultural history and other references and books, moreover his interest in the issues of historical writing and patrimony. Therefore, I have attempted to clarify the opinions and attitudes of Abu Qasim Saad Allah about the phenomenon of popular poetry, which is considered as a necessity of research, but cannot be studied as a literary or artistic model.
It should be noted that the researcher of popular literature and popular poetry, not intended to take care of it to replace official literature or the idea of the need of officializing slangs, but the goal of his research is as the whole of literature of nations, that the relationship between the popular groups is very strong.
Key words : Attitudes- popular poetry- Abu Qasim Saadallah- Algerian historian- views.
الملخص:
تسعى هذه الورقة البحثية لدراسة جانب من جوانب حياة المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله بالوقوف على مشواره العلمي والثقافي أديبا وشاعرا، تاركا وراءه إرثا علميا أثرى به المكتبات الجزائرية خاصة تاريخ الجزائر الثقافي وغيرها من المراجع والمؤلفات، واهتمامه بقضايا الكتابة التاريخية والتراث، وهنا حاولت أن أبين آراء ومواقف أبو القاسم سعد الله حول ظاهرة الشعر الشعبي، والذي يعتبره ضرورة من ضرورات البحث لكن لا يمكن دراسته كنموذج أدبي أو فني يستشف من خلاله رقي الثقافة وسمو الذوق والمشاعر.
ومن الجدير بالذكر هنا أن معشر باحثي الأدب الشعبي عامة ودارسي الشعر الشعبي خاصة، لا يرمون إلى العناية به ليحل محل الأدب الرسمي أو فكرة ضرورة ترسيم العاميات، بل الهدف إلى بحثه كما تبحث جميع آداب الأمم خاصة وأن علاقته بوجدان الجماعات الشعبية قوية جداً.
الكلمات المفتاحية: المواقف، الشعر الشعبي، أبوا القاسم سعد الله، المؤرخ الجزائري، الآراء.
تقديم:
يعد الأدب الشعبي جزءًا هامًا من التراث الشعبي، ويتضمن أشكالا مختلفة منها، والشعر الشعبي إلا واحدًا من هذه الأشكال الذي يعبر عن واقع الشعب، فيصور آلامهم وآمالهم وطموحهم. إلا أن الدارسين لهذا الشكل قد اختلفوا في كتاباتهم حول التسمية التي يمكن أن يطلقونها على هذا النوع من التعبير الشعبي، إذ تباينت مصطلحاته من شعر ملحون إلى شعبي إلى زجل إلى شعر عامي، رغم محاولات بعض الدارسين وضع الحجج والبراهين على نشأة الشعر غير المعرب أو وضع مصطلح دال عليه، إلا أن الاختلاف يبقى قائما وتعددت التسميات، وذلك باختلاف ما أصطلح عليه أو ما عرف استعماله في البيئة المحلية ولكل اجتهاده، واختياره لهذا المصطلح أو ذاك.
لقد تطرق الدارسون إلى مناقشة بعض القضايا المتعلقة بهذا الموضوع والذين استشهدوا على ذلك بالحجج والبراهين، من هذا المنطلق يعتقد أن مفهوم الشعبية في الأدب لا تحدد عن طريق جهل المؤلف أو معرفته وإنما الاعتماد على دراسة النصوص نفسها. فاذا توفرت المقاييس المطلوبة في النص كان أدبا شعبيا والعكس.
ويرى أبو القاسم سعد اللّه أنّ هذه الظاهرة، وهي ظاهرة الشّعر الشّعبي بدل الشّعر الفصيح وضعف الثقافة الأدبية قديمة ولا تخص العهد العثماني وحده، وشيوع الشّعر الشّعبي الذي لا يحفظ كما يحفظ الشعر الفصيح ولكن الضعف استمر وازداد وقد تفاقم أيام هذا العهد.
الإقرار لهذا النص بقيمته المعرفية أو من عدمه نكون قد وقفنا على عتبة تساؤلات مهمة حوله : هل يمكن اعتبار نص الشعر الشعبي وثيقة أدبية تاريخية ؟
وفيما يتمثل موقف أبو القاسم سعد الله من الشعر الشعبي الجزائري؟
وهل تعددت التسميات بالنسبة للدارسين فيه، وفيما تتمثل أراء الباحثين حوله؟
معالجة الموضوع تمّ بتقسيمه إلى عنوانين رئيسيين: أبو القاسم سعد الله الشاعر، وموقفه من الشعر الشعبي، ثانيا: آراء الدارسين حول الشعر الشعبي، خاتمة وقائمة المراجع.
اعتمدت في كتابة هذا البحث على مصادر و مراجع أساسية منها:
سعد الله أبو القاسم، في مؤلفه أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر الثقافي، وكتابه تاريخ الجزائر الثقافي.
ركيبي عبد الله، في كتاب الشعر الديني الجزائري الحديث، وكذلك مؤلف آخر لصاحبه، سعيدوني ناصر الدين، أبي
القاسم سعد الله كاتبا ومفكرا، دراسات وشهادات مهداة إلى الأستاذ أبي القاسم سعد الله.
صالح رشدي أحمد، الآدب الشّعبي العربي مفهومه ومضمونه.
أولا: أبو القاسم سعد الله الشاعر، وموقفه من الشعر الشعبي:
1/ أبو القاسم سعد الله حياته، شعره:
أبو القاسم سعد الله من مواليد سنة 1930، في قرية قمار بضواحي واد سوف بالجنوب الشرقي الجزائري تلقى تعليمه الأول في وادي سوف حيث حفظ القرآن الكريم، مبادئ العلوم من لغة وفقه ودين. واصل تعليمه بجامع الزيتونة بتونس بين سنتي 1947/1954، وتحصل على شهادة الأهلية وكان الثاني في دفعته المتخرجة، منذ صغره أولى اهتماما بالأدب حتى لقب بالناقد الصغير، عاد إلى الجزائر في نفس سنة التخرج، فشغل مهنة التعليم بمدرسة الثبات بالحراش التي يديرها الشهيد الربيع بوشامة، ثم درس في مدرسة التهذيب بعين الباردة ولاية سطيف[1].
بدأ يكتب في صحيفة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في بداية الخمسينيات، ثم انتقل إلى القاهرة في أكتوبر 1955، بمساعدة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حيث التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وحصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية سنة 1959[2].
كانت رسالته في الماجستير والموسومة ب محمد العيد آل خليفة رائد الشعر الجزائري الحديث سنة 1961، ميدانا للكتابة وجعلت فكره الأدبي ينضج ويبلغ حتى تبلور أسلوبه وطريقته في التعامل مع اللغة[3].
سافر إلى أميركا سنة 1962، والتحق بجامعة منيسوتا التي حصل منها على شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر باللغة الإنجليزية سنة 1965[4].
كان من رجالات الفكر البارزين، ومن أعلام الإصلاح الاجتماعي والديني. له سجل علمي حافل بالإنجازات من وظائف ومؤلفات و ترجمة، ومن مقولاته: “إن بعض الناس اليوم يكتب التاريخ من وجهة نظر حزبية، وبعضهم يكتبه بمنظار الطرقية وبعضهم يكتبه بلون الحركة الإصلاحية، وبعضهم يكتبه في ضوء الإيديولوجيات العالمية.. وأود أن أقول هنا بأني في اعتقادي، لست من هؤلاء ولا من أولئك، والمؤرخ الحق في نظري، هو الذي يفرق بين ميوله الشخصية ومهمته الوطنية والقومية والإنسانية، إننا لا نكتب التاريخ حسب أهوائنا وميولنا ولكن حسب منطوق ومفهوم الوثائق، مع الأخذ بالاعتبار جميع معطيات القضية التي نعالجها”[5].
المتأمل في كتابات أبي القاسم سعد الله، يكتشف – لا محالة – تلك اللمسة الفنية المضافة إلى سجلّ الأدب الجزائري؛ في مسيرته المُشرِقة حيناً، والشاحبة حيناً… في ظلّ منعطفات فكرية، سياسية، اجتماعية تاريخية وحتى إبداعية…
لقد كان أبو القاسم سعد الله شاعراً، فرض نفسه على الساحة الأدبية الجزائرية؛ بِوَقفاتٍ فنّية جميلة، جسّدتْها قصائد الدّيوَانيْن: “النّصْرُ للجزائر”، “الزّمنُ الأخْضر” والذي صرّح الرّجل في مقدمته قائلاً: « كثير من الناس طرحوا علي السؤال التالي: لماذا توقّفت عن قرض الشعر؟ وأعتقد في البداية؛ أنّ هناك أشياء ليس من السهل الإجابة عليها فالإنسان مثلاً؛ لا يستطيع الإجابة على السؤال: لماذا ولد ؟ لماذا يموت ؟ هل سفري إلى أمريكا غيّر مجرى حياتي ؟ هل التخصّص في التّاريخ كان السبب ؟
لقد كنت أتابع الشعر الجزائري منذ 1947 باحثاً فيه عن نفحات جديدة، وتشكيلات تواكب الذوق الحديث ولكنّي لم أجد سوى صنمٍ يركع أمامه كل الشعراء، بِنغمٍ واحد وصلاةٍ واحدة… ومع ذلك؛ فقد بدأت أوّل مرّة أنظم الشعر بالطريقة التقليدية، أي كنت أعبد ذات الصنم، وأصلّي في نفس المحراب، ولكنّي كنت شغوفاً بالموسيقى الداخلية في القصيدة، واستخدام الصورة في البناء… غير أنّ اتّصالي بالإنتاج العربي القادم من المشرق – ولا سيما لبنان – واطّلاعي على المذاهب الأدبية والمدارس الفكرية، والنظريات النقدية، حملني على تغيير اتجاهي ومحاولة التخلص من الطريقة التقليدية في الشعر[6].
إنه اعتراف يرسم طموح التجربة الشعرية لدى الكاتب، بضرورة التنصّل من عباءة الهيكل القديم؛ وتطلع الذات المبدعة إلى المسار الجديد في الشعر العربي، سواء كان ذلك على مستوى شعر التفعيلة، أو على مستوى قصيدة النثر[7].
2/ مواقفه من الشعر الشعبي:
ويذهب أبو القاسم سعد اللّه بالقول بأنّ شيوع ظاهرة الشّعر الشّعبي بدل الشّعر الفصيح، وضعف الثقافة الأدبية قديمة ولا تخص العهد العثماني وحده، فقد لاحظ ابن خلدون ذلك وعزا عدم عناية المغاربة بأنسابهم الى شيوع الشّعر الشّعبي الذي لا يحفظ كما يحفظ الشعر الفصيح، ولكن الضعف استمر وازداد وقد تفاقم أيام العثمانيين. فإبعاد اللغة العربية عن الإدارة وجهل الحكام، بما في ذلك الجزائريون التابعون للعثمانيين بها وعدم وجود جامعة أو مركز اسلامي عتيق في البلاد، وكون خريجي التعليم القرآني لا يجدون وظائف إلا في مجالات محدودة، كل هذه عوامل ساعدت على اضعاف الثقافة الأدبية وتشجيع الشّعر الشّعبي والأدب الشّعبي بدلاً منها[8].
وعندما ألف مؤلفون أدباء ومؤرخون أمثال الجامعي وأبي راس وابن سحنون وجدوا أنفسهم أمام سيل من الأدب الشّعبي لا يمكن التخلص منه، كما وجدوا الأدب في حالة سيل من الأدب الشّعبي لا يمكن التخلص منه، كما وجدوا الأدب في حالة ضعف وتقهقر ولم يسع الجامعي إلا ان يورد، بعد أن اعتذر وذكر الأسباب نماذج من الشّعر الشّعبي في شرحه لرجز الحلفاوي، بعضه منسوب وبعضه غير منسوب. كما لم يسع ابن سحنون وهو الأديب الناقد الشاعر، الا أن يذكر أن ممدوحه قد مدح بالكثير من الشّعر الشّعبي مبينناً أن “ذلك أمر خارج عن مقصد الأديب، لا يخصب روض البلاغة الجديب ” كما عزا أكثر الشّعر الملحون الى غلبة العجمة على الألسن وذهاب سر الحكمة منها ” فصار الناس إنّما يتغنون بالملحون ، وبه يهجون و يمدحون “[9].
قد وقف أبو راس موقفاً شبيها ًبذلك، إلا أنّه كان أقل حماسة للشعر الفني من زميله، لأنّه هو نفسه كان ضعيف الشّعر، فأبو راس هو القائل نقلا عن الجامعي: “وما في الملحون من بأس، فإنّه في هذا العصر لسان الكثير من النّاس[10].
هكذا طغى الأدب الشّعبي على الأدب الفني في العهد العثماني، وكان الذّين يمثلون الأدب الأخير قلة وسط كثرة وعندما حل الفرنسيون بالجزائر نشروا من الشّعر الشّعبي نماذج متعددة وترجموها في مجلاتهم، لأنّها في نظرهم تساعد على فهم ظروف العهد العثماني ولغة السكان وعلاقة هؤلاء بالحكام العثمانيين.
حقاً أنّ الشّعر الشّعبي قد سجل كثيراً من الحوادث السياسية والعسكرية، كما كان سجّلاً للنبض الاجتماعي والاقتصادي في البلاد وبذلك يمكن القول، من النّاحية التاريخية أنّه كان أشمل وأقرب الى الحقيقة من الشّعر الفني فبينما كان الشّعر الفني شعر بلاط أو شعر نفسٍ مهزومة، أو شعر مدائحٍ نبوية ونحوها كان الشّعر الشّعبي يدون ما يجري في جميع المستويات تقريباً ويصف ردود الفعل فانّه لن يجد فيه المتعة الرّوحية ولا الجمال الفني، الذي يجده في الشّعر الفصيح ولا سيما اذا بعد العهد، ذلك أنّ لكل فترة مفاهيمها اللّغوية وتعابيرها في الأدب الشّعبي، وليس الحال كذلك بالنسبة للفصيح[11].
الشّعر الشعبي قد وقف أحياناً مع العثمانيين وأحياناً ضدهم، وأكثر ما بقي من الشّعر الشعبي هو الذي يمجّد انتصارات العثمانيين، ومن الجدير بالذكر أنّ الشّعر الملحون قد دخله التحريف، فمن الصعب القول بأنّ ما بقي منه هو بالضبط ما قاله أصحابه، ثمّ انّ كتابته نفسها تختلف عن انشاده، فهو شعر قيل لينشد وتتناقله الأفواه لا لكي يسجّل على الورق ويدون. ثمّ إنّ اختلاف اللّهجات يجعل من الصعب فهم قصيدة شعبية مثلا قيلت في وهران من اهل قسنطينة و العكس، ومن ثمّة كان الشّعر الفصيح أسير وأخلد، ومن جهة أخرى فإنّ الاهتمام بالشعر الشّعبي لا يخدم فكرة الوطنية ولا القومية، فهو في عصرنا يخدم في الواقع الجهوية و القبلية و الإقليمية ولذلك استغله الاستعمار استغلالا بشعاً ضد فكرة الوطنية في الجزائر وضد الفكرة القومية في الوطن العربي[12].
لعل من أقدم القصائد الشّعبية الموالية للعثمانيين والتي سجل صاحبها، وهو الأكحل بن خلوف (المشهور بالأخضر) المعركة التي دارت بمرسى مستغانم بين المسلمين والإسبان وهي المعروفة “بوقعة مزغران” والجدير بالذكر أن ابن خلوف الذي اشتهر أيضاً بقصائده الدّينية، قد ربط بين جهاد المسلمين في الجزائر وجهادهم في غرناطة ثمّ فصل القول بما جرى بين جيش المسلمين بقيادة حسن باشا وجيش الاسبان بقيادة الكونت دالكادوت، وكان الشّاعر متحمساً لأنّ المسلمين قد انتصروا في هذه المعركة انتصاراً باهراً. وقد بدأها بقوله[13]:
يَا فَارَسْ مَنْ ثَّمَ جِيتْ اليٌومْ قَصـَةْ مَا زْغَرَانْ [14]مَـعْلُومَة
يَا عَجْلَانْ رَيَضْ المَلْجُومْ رِيتْ جْنَابْ الشّلٌو مَوْشٌومَة
يَا سَايَلْنِي عْلَى اطَرَادْ اليُومْ قَصَةْ مَا زْغَـرَانْ مَعْلٌومَـة
يَا سَايَلْنِي كِـيفْ ذَا القَصـَة بِينْ النَّصْرَانِي وخِـيرْ الدِّينْ[15]
اجْتَمْعُوا فِي بَـرنَا الأَقْصـَى بْجـِيشْ قْوِيَة وْجَـاوْ مَتْهَدِينْ
تْرَى سْفٌونْ الرُّوم مَحْتَوْصَى صَبْحُوا فِي المِينَاءْ اعْدَاءْ الدِّين
خَرْجُو لِكْ لَلْبَّر خَرجْ الشٌّومْ وَاتْجَلَاوْ مَنْ فُوقْ المَاء
الشعر الشعبي لم يكن غائبا عن خضم الأحداث الكبرى في تاريخ الجزائر، فلقد صاحب هذا الشعر جيوش المقاومين منذ الفجر الأول لاحتلال الجزائر ، فكان أهازيج للنصر وسجلا للمعارك وبكاء على الشهداء والمدن .
ومدونة الشعر الملحون الجزائري مليئة بالنماذج التي شكلت قيما تاريخية حقيقية، فكانت تصويرا للأحداث والوقائع. ومن ذلك وقوف الشاعر التلمساني ( ابن مسايب ) ليصف الأحوال العامة لمدينة تلمسان تحت الحكم العثماني ، حيث تحولت النعماء وتفشى الفساد وضاق الأمر على العباد ، فيقول ناقما على الأتراك[16]:
هُمّا سَبَبْ كُلْ فَسْد و عَفْـنَاهَا تَهْوِي وْلَا قْرَا حَدْ فِيهَا أَمَان
طَلْقُوا البْلَدْ فَسْدَتْ حَتَّى شُفْنَاهَا هَيْهَاتْ لَا حُكْمْ فِيهَا لَا دِيوَانْ
هُمّـا سَـبَبْ كُـُلْ مَـشَـقّة وَالـخَلْقْ صَابْـرَة لَبْـلَاهُم
طَلْقُوا البـلد هـَذِي الطَّـّلْقَة وانسبَـات و هَمْـهَا يَرْكَبْهٌم
رَاهَا نَعْمَـاتْ وَاشْ بْــقَى غـَرْقـُوا اوْلَادْهَا وَنْسـَاهُم
مَنْ القْلُوبْ زَالَـتْ الشَّـفْقَة مَـا يـْرفْقُوا يَا وِيــلَاهُم
وبذلك تمثل القصيدة الشعبية انعكاسا لأهم المحطات التي استوقفت المسار التاريخي للجماعة، وسجلا للحوادث الكبرى التي طبعت هذا المسار، ومن ثم تبرز القيمة التاريخية للشعر الشعبي، ذلك أن التاريخ قد يسكت عند الفواصل ويتحاشى الهوامش، غير أن شاعر الملحون تشد اهتماماته حتى دقائق الأمور وصغائر المجريات فيتوغل في التفاصيل، حتى ليمكن القول أن شاعر الملحون هو ” مؤرخ غير رسمي “.
أما الشّعراء الذين وقفوا ضد العثمانيين مستعملين الشّعر الشعبي وسيلة وسلاحاً، فهم أيضاً كثيرون وحسبنا أن نذكر ابن السويكت الشّاعر الذي سجّل انتصار أهل سويد بالغرب الجزائري على العثمانيين في حروب طويلة قاسية، وهذه الحروب تعرف جماعياَ باسم (ثورة المحال)التي كانت تتقد تارة وتخبو تارة أخرى حوالي قرنيين وللشاعر في ذلك عدة قصائد منها تلك التي تقول فيها :
التُركْ جَارُوا وَاسْوِيد عْقَابْهُمْ طَافْحِينْ وألتُركْ شَارْبِينْ الهْبَالْ فِي سَطْلَة[17]
وهناك الشّاعر بوعلام بن الطيب السّجراري الذي تحدث عن ثورة درقاوة ضد العثمانيين، ذلك انّ الشّاعر كان متحمساً ضد الأتراك وكان يطعن فيهم وفي سياستهم وأخلاقهم، وقد صور كل ذلك خير تصوير وأنتقده وخصوصاً انهزام الأتراك على يد الدرقاويين بقيادة عبد القادر بن الشريف :
كِي قَصَة الأجْوَادْ مْعَ أتْرَاكْ النُوبَة يُومْ أن فْزَعهُمْ ابن الشّرِيفْ[18]
لا شك أنّ الشّعراء الشّعبيين كانوا بالمرصاد لالتقاط الأحداث السياسية والاقتصادية وغيرها كما أشرنا، فقد قالوا في فتح وهران الأول والثاني، وقالوا في المجاعات والطواعين والزّلازل التي حلّت بالبلاد، ومدحوا بعض الحكام وهجوا آخرين .
كما اهتم الشّعر الشّعبي بالسياسة والاقتصاد والاجتماع، اهتم أيضاً بالدين ورجاله، فقد عرفنا أنّ شاعراً كبيراً في الفصيح وهو سعيد المنداسي، عالج المدائح النّبوية وغيرها من النّواحي الدّينية في قصيدة بالملحون تعرف ب (العقيقة ) وهي التي شرحها أبو راس وابن سحنون، وكانت موضع حديث النّاس مثقفين وغير مثقفين[19] .
وكتب أحد الصّالحين، وهو موسى بن علي بن موسى اللالتي التّلمساني قصيدته المشهورة (حزب العارفين ) بالملحون أيضاً، تعرض فيها ليس فقط لرجال التصوف وأهل الصلاح، ولكن أيضاً الى رجال السياسة أو من سماهم برجال الشّر والطلاح، وقد شرح هذه القصيدة العامية تلميذه الشيخ محمد بن سليمان، وقد اشتهر في تلمسان خلال القرن الثّاني عشر ثلاثة شعراء شعبيين وهم :محمد بن مسائب، وابن التريكي والزّناقي، وقد نظموا بالخصوص في المسائل الدّينية ،كما نظم كل منهم رحلة حجازية .
رغم أنّ الشّعر الشعبي ليس من أهداف هذه الدّراسة لخروجه عن الثقافة الأدبية، كما لاحظنا فإنّ دراسته تكشف عن كثير من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد في العهد العثماني، فالقصيدة الشّعبية من هذه الزّاوية عبارة عن وثيقة هامة تدرس من خلالها الحياة، كما صورها الشّاعر وتؤخذ منها المعلومات والمواقف ثمّ تترك. والشّعر الشّعبي مهم من حيث تسجيله لمشاعر النّاس ضد أو مع العثمانيين، ومواقف الجهاد ضد العدو الخارجي وتطور الحياة الدّينية، فالعودة الى الشّعر الشّعبي ضرورة من ضرورات البحث، ولكنّه لا يدرس كنموذج أدبي أو فني نستشف من خلاله رقي الثقافة وسمو الذوق والمشاعر وجمال التعبير والتّصوير، أو نستدل به على تقدم الشّعب[20]
ثانيا: آراء ورأي الدارسين حول الشعر الشعبي:
الأدب الشعبي أدب لصيق بالمجموعة البشرية التي تتخذه سجلاً شفوياً لها، وهو لذلك متنوع تنوعاً هائلاً في السمات التي تتصل بشكله ومادته لاختلاف اهتمامات الناس بين ثقافة وأخرى، ففي حين تفضل بعض المجتمعات الأغاني الشعبية تروق لبعضها الآخر الحكايات الشعبية والخرافات وأخرى يروق لها الشعر الملحون. وهذا الاختلاف مَرَدُّه إلى الاختلاف الجغرافي الذي يترك بصماته واضحة على المجموعة البشرية ولاسيما عندما ترتبط بمكان ما لحقبة طويلة من الزمن.
رغم محاولات الدّارسين وضع مصطلح بعينه دال على الشعر غير المعرب، فلا يزال الخلاف قائماً في ضبطه وتوحيده ولكل منهم حجّته في ذلك ومهما يكن، فإنّ تسمياتهم لهذا الشّعر إمّا إنّها شاملة لا تفي بدقائقه، وإمّا أنّها تهتم بفرع دون آخر منه فتكون حينئذ قاصرة[21] .
ونعود فيما يلي لعرض هذه التسميات : فمحمد المرزوقي يرى أنّ الملحون أعم وأشمل من الشعبي، وأنّه أحق بالتسمية من العامّي وذلك هو قوله: أما الشعر الملحون، الذي نريد أن نتحدّث عنه اليوم فهو أعمّ من الشعر الشّعبي إذ يشمل كل شعر منظوم بالعامية ، سواء كان معروف المؤلف أو مجهول، وسواء روي من الكتب أو مشافهة وسواء دخل في حياة الشّعب فأصبح ملكا للشّعب، أو كان من شعر الخواص وعليه فوصف الشعر بالملحون أولى من وصفه بالعامي، فهو من لحن يلحن في كلامه أي نطق بلغة عامية غير معربة. أمّا وصفه بالعامي فقد ينصرف معنى هذه الكلمة إلى عامية لغته، وقد ينصرف إلى نسبته للعامّة فكان وصفه بالملحون مبعدا ًله من هذه الاحتمالات[22] .
بينما لا يرى صالح المهدي فرقا ًبين الشّعر الشّعبي والشّعر الملحون من حيث التسمية وذلك انطلاقا ًمن عدم تطبيق قواعد الّلغة الرّسمية عليه؛ فالشعر الشّعبي هو الشّعر العربي الذي تغلبت عليه اللّهجات المحلية التي لم تطبّق فيها قواعد الإعراب الخاصّة باللّغة العربية الفصحى، ولذا اشتهر في الكثير من الأقطار العربية باسم الشّعر الملحون[23].
المتأمّل في قول المرزوقي السّابق، يجد بعض خصائص الشّعر الملحون ومنها: لغته العامية، وروايته الشّفوية ودخول مضمونه في حياة الشّعب. وربما كانت هذه الخصائص إفادة ممّا ضبطه حسين نصّار نقلا عن رأي بعض النّقاد في شكل الأدب الشّعبي؛ فعرّفه بأنّه الأدب المجهول المؤلف العامّي اللّغة المتوارث جيلا بعد جيل بالرواية الشّفوية[24] .
مهما يكن أمر هذه النّظرة إزاء الشّعر الملحون، فالذي اعتمده محمد المرزوقي في تسميته الملحون فرقا ًبينه وبين المعرب، إنّما هو خلوه من قواعد الإعراب، والواقع: أنّ الفاصل ليس متعلقا ًبهذه القواعد وحدها، وإلا كيف يفسّر عدم إمكانية عدّ بعض الشّعراء الرّسميين شعراء شعبيين، بحكم الأخطاء التي ارتكبوها؟ وهذه الأخطاء بطبيعة الحال لا يقصد بها الضّرائر والشّواذ في الشّعر[25].
قد آثر عبد الله ركيبي أيضاً مصطلح الملحون على غيره من المصطلحات، لأسباب منها: أنّه معروف المؤلف، وأنّ الملحون من لحن يلحن في الكلام، إذا لم يحافظ على قواعد اللغة، وانّ صفة الشّعبي قد توحي بأنّ مؤلّفه غير معروف، ويظهر أنّ الدّارس ركّز اهتمامه في إيثاره هذا على المؤلف واللّغة، وصفة الشّعبية في الأدب تؤول عنده “إلى ما له عراقة وقدم، وإلى ما يعبّر عن روح جماعية بالكلمة، بحيث يصبح هذا الشّعر تعبيراً عن وجدان الشّعب عامّة، وعن قضاياه دون اهتمام بالقائل؛ إذ ينصب ّاهتمام المتلقي على النّص وحده”[26].
الملحون فن شعبي بكل ما يحمله المصطلح من دلالات تحيل إلى الشمولية، وسعة الأفق بعيدا عن التوظيف الاجتماعي والسياسي للكلمة، وهو يتمتع بخصائص في ذاته تجعل من الاشتغال المعرفي على نص الملحون ربطا لأواصر التواصل والتفاعل بينه وبين الحقول المعرفية التي تتوخى مدارسة الإنسان من خلال نمطه التعبيري والقولي ولممارساتي ، ذلك أن النص غالبا ما يكون طافحا بإحالات تاريخية أو أنثروبولوجيا أو لغوية وحتى دراماتولوجية.
أما تركيز الاهتمام على الشّعبية، وعلى معرفة المؤلف أو عدمها لا يقضي بنفي مصطلح الشّعبي عن الشّعر غير المعرب، ذلك أنّنا نجد أشعاراً رسمية، أصحابها معروفون بيد أنّها اصطبغت بالصبّغة الشّعبية، لتداولها بيننا تداولا عامّا ًويحفظها كثير من النّاس، كما هو الشّأن بالنسبة لشعر شوقي المغنّى أو شعر مفدي زكريا الثوري[27] .
على غرار مصطلح الشّعبي، فإنّ ركيبي لا يرضى بمصطلح العامّي لأنّ هذه التّسمية “قد توحي بأنّ قائله أمّي لا معرفة له باللّغة، قراءة أو كتابة وقد توحي أيضاً بأنّ المتلقي له من الأمّيين، وأنّ هذا الشّعر لا صلة له بالفصحى من قريب أو بعيد، فالقائل قد يكون أمّياً وقد يكون متعلماً، ذلك أنّ بعض القصائد بالرغم من أنّها لا تراعي القواعد اللّغوية ،فهي في روحها فصيحة ؛لأنّ ألفاظها وعباراتها ممّا يدخل في تركيب الفصحى لا في تركيب العامية أو نسيجها[28].
إذا كان بعض الدّارسين على ما ذكرته لهم من آراء، يبعدون صفة الشّعبية عن الشّعر غير المعرب، فإنّ آخرين يخالفونهم في ذلك، مثل أحدهم الذي يرى أنّ المشكل قائم في كلمة الشّعبية ، التي لم يحدّد مفهومها بكيفية دقيقة [29].
ثمّة رؤية أخرى للشّعر الملحون صاحبها عبد الحميد يونس، وقد نقلها لنا محمود ذهني بقوله: “الثقافة الجماهيرية بسفح الهرم، وعند القمّة يوجد الأدب الرّسمي وعند القاعدة يوجد الأدب العامّي، أمّا الأدب الشّعبي فهو ذلك الذي يستطيع أن يتخلص من القمّة هابطا ليملأ السّفح كلّه، أو ذلك الذي يستطيع أن يرتقي من القاعدة صاعداً ومنتشراً على السفح بأكمله[30].
إن تداول النصوص الشعرية الشعبية يعد من الأهمية بمكان حيث أن وضع الجماهير الشعبية هو الذي فرضها فرددتها مختلف الطبقات ، إلى جانب ذلك البعد الزمني بيننا وبين تلك الحوادث فأمست تلك النصوص في طي النسيان وباتت معظمها شرانق منغلقة على نفسها ، طرقاً مسدودة مقطوعة الصلة بخارجها مما أدى إلى سرعة اندثارها وضعف فاعليتها ووظيفتها ، لأن دورها لم يعد مرغوباً فيه .
ويسهب ذهني معلقا على هذا الرأي بقوله: معنى هذا أن الشعبي هو في حقيقته فضائل من الأدب الرسمي او الأدب العامي، استطاعت ان تحوز صفات خاصة في ظروف بيئية معينة[31].
وفي الأخير ما يسعنا إلا أن نقول أنّ الشّعر الشعبي إبداع شفوي ونمط من أنماط الثّقافة الشّعبية، كما يطلق على كل كلام منظوم من بيئة شعبية بلهجة عامّية، تضمنت نصوصه الإفصاح عن وجدان الشّعب وأمانيه، ويعكس اتجاهاته ومستوياته الحضارية، متوارث جيل بعد جيل عن طريق المشّافهة فهو إبداع ذاتي ارتبط بالوعي الجمعي .
فإذا كان الشّاعر الجاهلي هو لسان قبيلته، فالشاعر الشعبي يعبّر عن أحوال مجتمعه وآلامه وآماله في كل الظروف والمحن، فرصد ماضيه التّاريخي عبر كل المراحل التّي مرّت بها الجزائر فحفظ لنا الكثير من الأحداث التّي لولاه لنسيت حوادثها وقضاياها، وأضحت شرانق منغلقة على نفسها.
فبالتالي كان الشّعر الملحون المتنفّس الحقيقي للنّسبة العظمى من المجتمع الجزائري، خلال الفترات التّاريخية ، بداية من العهد العثماني حتى الاحتلال الفرنسي وبداية الاستقلال وهو عندما يرقى الى المحك الابداعي في تلك المراحل فهذا ليس غريباً لأنّه بطبيعته (إبداع) وله مبدعوه الذّين أوضحوه لنا بالرغم من افتقارهم للأدوات الإبداعية الحقيقية، بل كانت لديهم طبيعتهم الخاصّة بهم وصِدقهم في القول الذي نراه واضحاً وجلياً لنا الآن، خصوصاً إذا عدنا إلى ما تركوه لنا من قصائد فيها العديد من الصور البلاغية والإبداعية المتفردة .
ولا نجد في هذا القصيد خير ما نختم به قول عبد الجليل مرتاض : ويبقى هو وحده خير شاهد لنا وعلينا وآمن من يحمل أمانتنا ورسالتنا لأحفادنا وأجيالنا القادمة[32].
ثالثا: خاتمة:
جسّد أبو القاسم سعد اللّه موقفه، و سجل آراءه حول شعرنا الشعبي في الجزء الثاني من كتابه (تاريخ الجزائر الثقافي)، حيث يعتبر أنّ ظاهرة الشّعر الشّعبي بدل الشّعر الفصيح وضعف الثقافة الأدبية قديمة ولا تخص العهد العثماني وحده، أنّ الشّعر الشعبي ليس من أهداف هذه الدّراسة لخروجه عن الثقافة الأدبية، كما لاحظنا فإنّ دراسته تكشف عن كثير من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد في العهد العثماني، فالقصيدة الشّعبية من هذه الزّاوية عبارة عن وثيقة هامة تدرس من خلالها الحياة كما صورها الشّاعر وتؤخذ منها المعلومات و المواقف ثمّ تترك .
قد قمت بهذه الدراسة من أجل تسليط الضوء ولو على جزء بسيط جدا على موقف ابي القاسم سعد الله من موضوعات الشعر الشعبي حيث يقول: حقاً أنّ الشّعر الشّعبي قد سجل كثيراً من الحوادث السياسية والعسكرية كما كان سجّلاً للنبض الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، وبذلك يمكن القول من النّاحية التاريخية أنّه كان أشمل وأقرب الى الحقيقة من الشّعر الفني.
يبقى مؤرخنا سعد الله من بين المفكرين الكبار الذين ساهموا بفعالية في الكتابة عن كنوزنا الثقافية، وفي دارسة أهم القضايا الشائكة التي تظل في نظرنا أرضية قابلة للنقاش المستمر ومنه تراثنا الشعري.
لابد من الإشارة إلى جهود بعض كتابنا ومثقفينا الكبار، وهم من الغيورين على اللغة العربية الفصحى وآدابها والذين التفتوا إلى الشعر الشعبي، ودرسوا مميزاته الفنية وكتبوا عن فحوله ومنهم: عبد الله ركيبي، عبد الملك مرتاض العربي دحو، عبد الحميد بورايو، وأحمد أمين، وغيرهم من الباحثين الذين أدركوا أهمية هذا النوع من الشعر في إثراء حياتنا الثقافية.
إن للجزائر موروثها التاريخي الزاخر، وهي في أمسّ الحاجة إلى توجيه الأقلام باتجاه إبداعاته الخصبة الثرية، ولا أظن أن هناك أحسن من التدوين والجمع والتقييد إن أردنا بقاءه بيننا ولمن بعدنا من الأجيال، قد كان الشّعر الشعبي معطى ثقافياً ولغوياً، خزانة للقيم الوجودية للفرد والجماعة، وكان المعبّر الأصدق عن معاناة هذا الشّعب وطموحاته وتوقه للحرية.
رابعا: قائمة المصادر والمراجع:
_ابن مسايب : الديوان ، جمع وتحقيق : محمد بن الحاج الغوثي بخوشة، نشر ابن خلدون، تلمسان، الجزائر د.ط د.ت.
_الأخضر بن خلوف : الديوان، جمعه وقدمه محمد بن الحاج الغوثي بخوشة، نشر ابن خلدون، تلمسان، الجزائر د.ط ، د.ت.
_المرزوقي محمد، الآدب الشّعبي في تونس، الدار التونسية للنشر، تونس 1967.
_الركيبي عبد الله، الشعر الديني الجزائري الحديث، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر،1981.
_بوصفصاف عبد الكريم، معجم أعلام الجزائر في القرنين التاسع والعشرين، منشورات مخبر الدراسات التاريخية والفلسفية، قسنطينة، 2005.
_بن الشيخ التلي، دور الشعر الشعبي في الثورة(1830_1945)، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر،1983.
_سعد الله أبو القاسم ، أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر الثقافي، ج2، دار البصائر، الجزائر 2007.
_سعد الله أبو القاسم، تاريخ الجزائر الثقافي، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر،1985.
_سعد الله أبو القاسم ، مقدمة ديوان الزمن الأخضر.
_سعيدوني ناصر الدين، أبوا القاسم سعد الله كاتبا ومفكرا، دراسات وشهادات مهداة إلى الأستاذ أبوا القاسم سعد الله، دار الغرب الإسلامي، ط1، بيروت، 2000.
_صالح رشدي أحمد، الآدب الشّعبي العربي مفهومه ومضمونه، دار الآدب العربي للطباعة،1972.
_غربي شميسة، الجانب الأدبي في كتابات أبي القاسم سعد الله، شبكة الألوكة، 9/9/2017.
_لوصيف سفيان، المؤرخ أبوا القاسم سعد الله وكتابة تاريخ الجزائر، مجلة دراسات وأبحاث العدد: 28، جامعة سطيف، 2017.
_مهدي صالح، الموسيقى العربية، تاريخها وآدابها، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1986.
_مرتاض عبد الجليل، الممارسات الثقافية الشفهية وآثرها في ترسيخ الهوية، ملتقى وطني بعنوان: مظاهر وحدة المجتمع الجزائري من خلال فنون القول الشّعبية ،المجلس الأعلى للغة العربية، تيارت، الجزئر،2002.
_منشورات اقرأ، الشّعر الشّعبي العربي، ط2، 1980.
[1] سفيان لوصيف، المؤرخ أبوا القاسم سعد الله وكتابة تاريخ الجزائر، مجلة دراسات وأبحاث، العدد: 28، جامعة سطيف، 2017، ص 263. أنظر: ناصر الدين سعيدوني، أبوا القاسم سعد الله كاتبا ومفكرا، دراسات وشهادات مهداة إلى الأستاذ أبوا القاسم سعد الله، دار الغرب الإسلامي، ط1، بيروت، 2000، ص 499/500.
[2] المرجع نفسه، ص 263. أنظر: عبد الكريم بوصفصاف، معجم أعلام الجزائر في القرنين التاسع والعشرين، منشورات مخبر الدراسات التاريخية والفلسفية، قسنطينة، 2005، ص 150.
[3] المرجع نفسه، ص 263. أنظر: ناصر الدين سعيدوني، المرجع السابق، ص 500.
[4] المرجع نفسه، ص 263. أنظر: عبد الكريم بوصفصاف، المرجع السابق، ص 151.
[5] أبوا القاسم سعد الله، أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر الثقافي، ج2، دار البصائر، الجزائر 2007، ص 05/06.
[6] شميسة غربي، الجانب الأدبي في كتابات أبي القاسم سعد الله، شبكة الألوكة، 9/9/2017. أنظر: أبوا القاسم سعد الله، مقدمة ديوان الزمن الأخضر، ص 12/14.
[7] المرجع السابق، أنظر: الديوان، المرجع نفسه، ص 141.
[8] أبو القاسم سعد اللّه ، تاريخ الجزائر الثقافي ، المؤسسة الوطنية للكتاب ،1985، ص324.
[9] المرجع نفسه، ص324، وأنظر: أبوراس، مقدمة شرح (العقيقة )مخطوط ،باريس، ص16.
[10] المرجع نفسه، ص325، وأنظر: أبوراس، مقدمة شرح (العقيقة )مخطوط ،باريس، ص2.
[11] أبو القاسم سعد اللّه، المرجع السابق، ص325.
[12] المرجع نفسه، ص326.
[13] الأخضر بن خلوف : الديوان ، جمعه وقدمه محمد بن الحاج الغوثي بخوشة ، نشر ابن خلدون ، تلمسان ، الجزائر ، د.ط ، د.ت ، ص 182
[14] مازغران : تقع قرب مدينة مستغانم.
[15] خير الدين : حسين بن خير الدين ، والي الجزائر سنة 1557م.
[16] ابن مسايب : الديوان ، جمع وتحقيق : محمد بن الحاج الغوثي بخوشة ، نشر ابن خلدون ، تلمسان ، الجزائر ، د.ط ، د.ت ، ص 29.
[17] المرجع السابق، ص328 _329.أنظر :مقدمة (الثغر الجماني)، ص34.
[18] المرجع السابق، ص329، أنظر: مقدمة (الثغر الجماني)، ص38.
[19] المرجع نفسه، ص329، للمنداسي أيضاً شعر ملحون يوجد في المكتبة الملكية بالرباط، رقم :10305، وله ديوان مطبوع وقد ترجم (العقيقة) إلى الفرنسية الجنرال الفرنسي ، فور بيكي ونشرها مع دراسة سنة 1901.
[20] تاريخ الجزائر الثقافي ،المرجع السابق، ص330.
[21] محمد المرزوقي، الآدب الشّعبي في تونس ،الدار التونسية للنشر، تونس 1967 ص51.
[22] محمد المرزوقي، المرجع السابق، ص 51.
[23] صالح مهدي، الموسيقى العربية، تاريخها وآدابها، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1986، ص183.
[24] الشّعر الشّعبي العربي، مشورات إقرأ، ط2، 1980، ص11.
[25] المرجع السابق، ص11.
[26] عبد الله الركيبي، الشعر الديني الجزائري الحديث، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر،ط1،1981، ص364.
[27] محمد المرزوقي، المرجع السابق، ص37.
[28] المرجع السابق ، ص364.
[29] التلي بن الشيخ، دور الشعر الشعبي في الثورة(1830_1945)، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر،1983 ، ص366.
[30] أحمد رشدي صالح، الآدب الشّعبي العربي مفهومه ومضمونه، دار الآدب العربي للطباعة،1972، ص49.
[31] أحمد رشدي صالح، المرجع السابق، ص49.
[32] عبد الجليل مرتاض، الممارسات الثقافية الشفهية وآثرها في ترسيخ الهوية، ملتقى وطني بعنوان: مظاهر وحدة المجتمع الجزائري من خلال فنون القول الشّعبية ،المجلس الأعلى للغة العربية، تيارت، الجزئر،2002 ، ص327.