
العلاقات الفكرية في المغرب العربي في القرنين 6 و 7 الهجريين
Intellectual Life in the Arab Maghreb 6 th and 7 th hegira century.
إعداد الطالبة: بوعياد فضيلة – تحت إشراف الأستاذة الدكتورة: ليلى رحماني – جامعة تلمسان ـ الجزائر
Bouayad . FadeLa. University OF TLEMCEN Abou Bekr Belkaid.
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 55 الصفحة 103.
الملخص:
تهدف هذه الدراسة للكشف عن العلاقات الثقافية التي كانت تجمع حاضرة تلمسان بحواضر الفكر في المغرب الإسلامي كحاضر بجاية والقيروان وفاس وبلاد الأندلس، وما شهادته من تلاقح فكري نجم عنه صعود السلم العلمي بين الحواضر الإسلامية.
Abstract:
The aim of this study is to reveal the cultural relations that were gathering Tlemcen with the intellectual cities in the Islamic Maghreb, such as Bejaia, kairouan, fez, AndaLusia, and the intellectual convergence that resulted in the rise of the scientific Ladder between the Islamic cities.
قسمت بلاد المغرب بعد الفتح الإسلامي إلى ثلاث أقسام معروفة، مملكة إفريقية هي المغرب الأدنى وقاعدتها القيروان؛ والقسم الثاني كان يشمل بلاد المغرب الأقصى وقاعته فاس بمراكش، أمّا القسم الأخير فيضمّ المغرب الأوسط وعدت عاصمته تلمسان؛[1] وقد كانت دول المغرب العربي الثلاث عبر حلقاتهم العلمية يشعون نورًا في شتى النواحي سواءً كانت المرينية أو العبد الوادية وحتى الحفصية؛ فبزغ نجم الحاضرة التلمسانية التي اعتمدت في نهج علمها على البحث والتفكير، دون التقيد بالحفظ أو دون المساس بأيّ منهج آخر.[2]
الميزة الأولى أو المرتبة الأولى لهذه الحاضرة التلمسانية ترجع إلى المكانة العلمية والثقافية التي كان يسمو بها سلاطينها وأمرائها، كما كانت الإرادة القوية على النهل من العلم سواء كان داخل البلاد أو خارجها؛ كما أنّنا لا نغفل على أنّهم كانوا يشجعون العلماء بإدماجهم في ساحتهم الفكرية بتقديم العطايا والمراتب المرموقة داخل الحصن المتين لدى بني زيان.[3]
عدّت حاضرة تلمسان من أهمّ الاستقطاعات الفكرية فجلبت إليها عدّة أجانب وكانت بنفس الرتب في الحواضر الأخرى كبجاية وبونة؛[4] فقد عرفت تلمسان هجرات عديدة وتوافد كبير للعلماء من مختلف المناطق المجاورة لها فوطدت العلاقة معهم؛ كما أنّ بني زيان كانت لهم علاقات ودية مع سلاطين كاتم وبرتو وسنغاي والمالي، وكان طلاب هذه البلدان يتوافدون على تلمسان لتلقي العلم في مدارسها ومعاهدها الدينية التي حرص سلاطين بني زيان على رعايتها واختيار الأساتذة العاملين فيها، ” ومن أبرز خصائص الفكر الإنساني أنّه لا يؤمن بالحواجز السياسية ولا يعرف الحدود الجغرافية التي من شأنها منع الاتصال بين رجاله والمنتمين إلى حقوله المعرفية المختلفة؛ فالتلاقح الفكري بين الأمم ظاهرة معروفة؛ خصوصًا إذا حلّت محلّ الحواجز السياسية والطبيعية عوامل التقارب كوحدة الدين واللغة، وذلك ما انطبق على المغرب الأوسط والأندلس “.[5]
وجدنا لدى المغرب الأوسط تربطه علاقات جمّة مع مختلف الحواضر العربية في المغرب الإسلاميّ؛ ناهيك أنّ أهمّ علاقة كانت تجمع بين المغرب الأوسط هي الأندلس؛ فقد نجم عن هذه العلاقة بروز نشاط ثقافي هام بين البلدين كما أنّ حركة العلماء آنذاك كانت كثيفة وظاهرة لكلّ من الطرفين.[6]
” فالعلاقات الفكرية بين الأمم هي من الأسباب التي تؤدي إلى التأثير والتأثر في شتى الميادين الفكرية والعلمية فعدّت تلمسان آنذاك حاضرة المغرب العربي ودرّته الناصعة، وعاصمته التالدة ومحَجته الخالدة؛ فقد استهوت هذه المدينة الرّحالين والجغرافيين والكتّاب العرب والمشارقة والمغاربة والأوروبيين على السواء وعلى اختلاف بيئاتهم ومتطلباتهم وأغراضهم وأزمانهم؛ فقد وجدنا هؤلاء الرّحالة والأعلام من اتخذها دارًا وقرارًا كعبد الرحمن بن خلدون وأخيه يحي لما لهم عليهم من فضلٍ؛ كما كانت ملاذًا للخائفين واللاجئين وحصنًا منيعًا في وجه البغاة المعتدين الذين أرادوا النيل منها “.[7] وكان من عادة السلاطين الزيانيين إحضار وضمّ القبائل المجاورة لها سواءً الذين خسروا في المعارك أم لا إضافة إلى زيادة النسل والتكثيف من قوتهم، والأهم من كلّ هذا التفصيل الثقافي والفكري لهذه الدول المجاورة؛ والنهل من تلك المعارف العلمية والخاصّة بكلّ قبيلة؛ فكان التأثير والتأثر بين هذه الحواضر العلمية الكبرى بارزًا وواضحًا لهم.[8]
بعد انطفاء أو انطماس معالم الدولة الحمادية ظهر برع جديد سمي الدولة العبد الوادية بالغرب الجزائري ويعدّ مؤسسها الزياني يغمراسن بن ثابت؛[9] عدّت حاضرة تلمسان من أهمّ المناطق والمراكز العلمية والثقافية بالمغرب الأوسط؛ حيث كانت في فتراتها وأزمانها من التاريخ تنافس وتضاهي مستوى ومكانة الحواضر الأخرى كبجاية – عاصمة دولة بين حماد – وكذلك قسنطينة وبونة وخاصة في عصر دولة بني زيان؛[10] كما لا ننسى أنّ حاضرة تلمسان شهدت هجرات متعددة من مختلف الحواضر الأخرى؛ فقد وفد عليها طائفة من العلماء الأفذاذ الذين تشهد لهم الساحة الفكرية بالنبوغ العقلي في شتى مجالات العلم، وكانت تلمسان آنذاك تستقطب عدّة دول وتجاري معهم علاقات، وكان طلابها ينهلون من علماء تلمسان للاستفادة منهم والتّزود بمعارفهم اللغوية والنحوية، وقد حرص سلاطين بني زيان على توفير مختلف المدارس والمعاهد الدينية والجو الهادئ.[11]
” فقد كان حماد من قبيلة صنهاجة التي كانت من أوفر البربر، حيث انقسمت هذه القبيلة إلى بطون عديدة بلغ عددها سبعين بطنًا أهمها تلكاتة بطن الزيريين والحماديين ولمتونة ومسوفة بطنا المرابطين “.[12]
فقد كانت دولة بني حماد مدينة بجاية الساحلية الحصينة بمرفأها الطبيعي؛ وكان لها الأثر الكبير في ظهور عدّة حضارات متنوعة على بقاعها فجعلها موقعها الاستراتيجيّ الذهبيّ غنية تاريخيًا وعلى مرّ ربوع العصور وأقدمها.[13] ” فقد كانت لبجاية خصوصية هامّة تتمثل في كونها نقطة عبور إجبارية بين الشرق الإسلاميّ وبين بلاد المغارب والأندلس؛ وهي بذلك تشكّل أيضًا نقطة التقاء بين ثقافتين المشرقية بمذاهبها ومللها ونحلها؛ وَالمغربية بمذهبها الموّحد وعقيدتها الوحيدة ونهجها التصوفي المتجانس “،[14] فإنّ موقعها الاستراتيجي أكسبها وأعطاها لمسةً عبور لكثير من المعارف والعلوم والعلماء والمؤلفات وحتى الأفكار المنقحة؛ فعدّت بجاية مصدر إلهام لكثير من الشعراء والأدباء والرّحالة.[15] فقد كانت بجاية تزخر بالعلماء الأفذاذ والأدباء الأجلاّء من جلّ أقطار العالم الإسلامي كما وُجد نزلاء أندلسيين في ذلك الباب الذين أشبعوا وعائهم الفكري في شتى ميادين العلم؛[16] ” كما أنّ حكام بجاية لم يضعوا أمام حركة العلماء في حاضرتهم أية عوائق؛ كما سمحوا للوافدين من العلماء الإقامة في ربوع مدينتهم والتّمتّع بكلّ المميزات التي يتمتع بها أقرانهم من أهل العلم؛ كما أنّ رحلة علماء بجاية غربًا وشرقًا ثم عودتهم إلى ديارهم كان له دور كبير في التواصل الثقافي والفكري بين الأقطار الإسلامية وحاضرة بجاية خاصّة بعد أن عمد البعض منهم إلى إدخال بعض المؤلفات وَالمختصرات لتدريسها في المؤسسات العلمية ببجاية ونذكر من هذه المؤلفات: مختصر ابن الحاجب في الأصول والفروع الذي أتى به أبو علي ناصر الدين المشدالي، ثم نقله أبو موسى عمران بن موسى المشدالي إلى تلمسان فدّرس بمدارسها؛ وإلى جانب المؤلفات المشرقية؛ أدخلت المصادر الأندلسية في حلقات الدروس بحاضرة بجاية، وكان لعلماء بجاية دورٌ كبيرٌ في توجيه الطلبة إلى دراسة الفقه والاهتمام بعلمه من عبادات ومعاملات “.[17]
فبكلّ هذا القدر شهدت بجاية نهضة علمية فكرية هائلة لا مثيل لها خلال العصر الحماديِّ؛ فقد قطنها العديد من العلماء الوافدين عليها فأثرت وتأثرت بتلك الضجّة المصاحبة لجمّ العلوم والمعارف فهذا حسب رواية أبي حماد الصغير الحسن بن محمد المسيلي: ” فإنّ بجاية وحدها كان بها تسعون (90) مفتيًا أواخر القرن 6هـ – وَ12م؛ كما كان بها أطباء ورياضيون ومقرئون”.[18]
” كما ذكر ياقوت الحموي بأنّه حتى العوام والعمي في بجاية كانوا يحفظون عن ظهر قلب كتب البخاري؛ والموطأ والتلقين ويشرحونها للنّاس من ذاكرتهم “؛[19] فقد كانت بجاية بلد علم وعلماء يأخذون منها وتأخذ منهم هي الأخرى وهنا لبّ القصيد وفحواه؛ فعدّت نقطة عبور مهمّة آنذاك للتواصل بين تلمسان وجاراتها الأخرى للاستزادة من بركانها العلمي؛ وكان الهدف الأسمى والميزة النيرة أنّ علمائها وشعرائها ساهموا في نبوغ وتنشيط الحركة الفكرية والعلمية، فلا يتوقف عند هذا الحد تلك العلاقات الثقافية التي كانت تربط جلّ الدول المجاورة؛ فقد وطدت العلاقة ما بين تلمسان عاصمة الزيانيين وبين بجاية عاصمة الحماديين عند هذا الحدّ بل زادت وتوسعت مساحتها الثقافية؛ حتى وصلت العلاقة بها إلى جارتها المرينية – المغرب الأقصى -.[20]
تعدّ تلمسان المنبع الأساسي للمغرب الأقصى، فقد كانت منّارة علمية وصل بصيصها إلى هذه النواحي؛ فقد كان أبناء المغرب الأقصى يتوجهون إلى حاضرة تلمسان للاستزادة والتقوت بمناهل العلوم المختلفة التي كان يقدمها شيوخ وعلماء تلمسان؛[21] فيؤكدّ ذلك ويوضحّه الإمام المقري الجد: ” فتفرغت – بحول الله عزّ وجلّ – للقراءة؛ فاستوعبت أهل البلد لقاءً وأخذت عن بعضهم عرضا ولقاءً سواء المقيم القاطن أو الوارد الظاعن “؛[22] وممّا ميز حاضرة فاس قديمًا أنّها تألقت في دراسة الفقه المالكي ونبغت فيه؛ لما اهتمت بكلّ ما يتعلق بعلوم الدين بعد تأسيسها لجامع القرويين الذي كان مصدر إلهام وشعاع للعلماء وحتى طلبته؛[23] فشدّت الرحال من المغرب الأقصى نحو حاضرة العلم تلمسان للإكتراع من ينابيعها والاستفادة من خيرة علمائها المتواجدون بها؛ كما أصبحت لديهم ملكات خاصة في التلقين والمباشرة أشد احتكامًا وأعلى رسوخًا؛ فعلى كثرة الشيوخ وزيادتهم تكون حصول الملكات أكثر وهذا ما عبّر عنه ابن خلدون.[24] ” وممّا ميّز صلات المغربين الثقافية، ذلك الاتصال الوثيق بين المراكز الثقافية ومدارسها المختلفة الروابط كانت محكمة الاتصال بين مدرسة تلمسان قاعدة المغرب الأوسط؛ ومدارس سبتة وفاس ومراكش وأغماث المغرب الأقصى، وقد توثقت تلك الصلات عن طريق انتقال أعلام من تلمسان إلى المغرب الأقصى بنية الاستقرار والاستيطان إيمانًا منهم بوحدة المنطقة وألاّ فرق بين الإقامة في هذه المدينة أو تلك؛ كما توثقت تلك الصلات عن طريق استكمال عدد من الطلبة لدراستهم بواسطة رحلات علمية متبادلة بين تلك المراكز والمدارس، وإذا تعذرت الرحلة كانت تحل محلها الإجازات العلمية عن طريق المراسلة بين الأستاذ والطالب “.[25]
لقد كانت حاضرة فاس الملجأ الأحسن والمنهل الأمثل لأفضل علماء تلمسان وفقهائها ومتصوفيها، فهذه المصادر التاريخية تطلعنا وتنبئنا بأنّ عددًا من هؤلاء الأعلام دفنوا في حاضرة تلمسان، كما أنّ الحاضرة الأخرى – فاس – هي بدورها الآخر قد رحبت وورث الثرى بمقابرهم، فقد تنافس معظم الشعراء والأدباء في وصف الحاضرتين، وجمال طبيعتها الآسر؛ وهواءها النقي؛ حتى المؤرخين تعذر على تسجيل جلّ الأسماء في جداولهم لكي يحفظوها بعناية.[26] فكلّ شاعر وعالم نبغ في وصف تلك المدينة فعلى سبيل الذكر لا الحصر ها هو ذا رضيعها وربيب قصورها ابن خميس يتغنى في وصفها فقال – تلمسان – :
” تلمسان جادتكِ السحابُ الدوالـــــحُ
وَأرْسَتْ بَوَادِيكِ الريــاحُ اللواقـــحُ
يطيرُ فؤَادي كلمَا لاحَ لاَمِــــــــــــعُ
وَيَنْهَلُّ دَمعي كلّما نَاحَ صــــــادِحُ “.[27]
كما قال شعرًا في وصف تلك المدينة الرائعة فقال:
” تلمسان لو أنّ الزمان بهــا يسخــُو
منى النّفــس، لا دارُ السلام، ولا الكـــــرخُ “.[28]
كذلك وصف الشاعر الفقيه – محمد المغيلي – مدينة فاس فقال:
” يا فــاس حـيـّا الله أرضــكِ من ثــَرَى
وَسَــقَـــاكِ من صَوْبِ الغَمــامِ المُسْبَـــلِ “.[29]
كانت العلاقة الفكرية بين هذين المغربين علاقة تكاملية ترابطية، فنجم منها التأثر والتأثير مصحوبًا بالتطور العلمي ولم تقف تلك الصلات الفكرية عند هذا الحد بل وصل نفوذه وتأثيره إلى الأندلس غربًا وإلى مصر والشام والحجاز شرقًا وقد تخرّج من مدارسها العتيقة الطلبة الذين وفدوا عليها وتعلّموا على مختلف أعلامها الأفذاذ؛[30] ” ومن بين أبناء مدينة فاس في المغرب الأقصى الذين تلقوا العلم في تلمسان وتثقفوا فيها نذكر: عيسى بن أحمد المساوي (- 896هـ)؛[31] ” وعبد العزيز عبد الواحد اللمطي وأمّا أبناء تلمسان وعلماؤها الذين رحلوا إلى المغرب الأقصى للتزّود بالعلم فمنهم: أبو عبد الله بن اللحام التلمساني، نشأ وتعلّم بتلمسان ثمّ رحل إلى فاس فأخذ وأعطى بها، ونظرًا لغزارة علمه استقدمه المنصور يعقوب بن يوسف إلى مراكش للاستقرار فيها؛ وأيضًا محمد بن إبراهيم الغساني (- 633هـ) الذي كانت لديه اهتمامات كثيرة بالتاريخ والأدب والفقه؛ تعلّم في تلمسان ثم رحل إلى المغرب للأخذ عن علمائها فسكن أسفي إلى أن توفي بها “؛[32] وغيرهم من الأعلام الذين استوطنوا أحد المغربين للنهل من منابعها الفتية والعطاء من تلك المحاصيل؛ فهذا أيضًا للمغرب الأدنى كانت هناك صلات ثقافية بين تلمسان والطرف الآخر؛ نظرًا لقرب المسافة بين الشعبين، ولكون جامع الزيتونة كان قبلة لكثير من علماء تلمسان الذين قصدوه للدراسة والتفقه وكذلك التدريس، كما أنّ تونس – بني حفص – كانت نقطة ومحطة عبور إلى المشرق الإسلاميّ لأداء فريضة الحجّ؛ وكذلك التّوجه إلى المغرب والأندلس وخلال العودة يقيم الواحد إليها ويقيم بها من خلال الذهاب والإياب.[33]
كذلك أخذت العلاقة ما بين تلمسان والدولة الحفصية منحى آخر وايجابيًا، وهو عندما خطب السلطان يغمراسن لابنه وولي عهده الأمير عثمان من ابنة السلطان إبراهيم الحفصي سنة 677هـ / 1279م، وذلك لزيادة الثقة ما بين البلدين خاصة في الجانب السياسي، وقد تكرر هذا الجانب من الزواج عندما تزوج السلطان أبو حمو موسى الثاني سنة 765هـ / 1364م من ابنة الأمير أبي عبد الله الحفصي،[34] كانت علاقة الحفصيين متينة في الجانب السياسي بالدولة الزيانية مختلفة عن جارتها المرينية ، فقد شاركوهم بالحملات العسكرية تجاه هذه الأخيرة .[35]
” فقد ظلت تلمسان منارة مشعة ومركزًا أصيلاً للحياة الفكرية في الشمال الإفريقي؛ لذلك كانت المتتابعة لأبناء المغرب الأدنى من شتى أرجائه وبقاعه تفد إلى تلمسان للتزّود من علمائها في شتى أنواع العلوم، وممّن قصد تلمسان من أهل المغرب الأدنى عبد الله بن قاسم المحمودي التونسي المشهور بالفقه والحديث، رحل إلى تلمسان للاستزادة من العلم عن مشاهير شيوخها وأجاز العديد من طلاب العلم بها، ثم عاد إلى تونس فتولى قضاء الأنكحة بها؛ وكذلك العالم أبي القاسم بن أحمد بن محمد القيرواني الشهير فيعتبر من مشاهير فقهاء تونس ومفتيها، وممّن رحل إلى المغرب الأدنى من أهل تلمسان ابن الإمام رحل صغيرًا إلى تونس فتلقى تعليمه عن شيوخها ونبغ في علوم الدين وتفقه على أيد كبار علمائها آنذاك، وممّن رحل أيضًا العالم أبا عبد الله محمد بن يحي الشريف التلمساني؛ اشتهر بالفقه والمنطق انتقل غلى تونس عام 740هـ فأخذ عن بعض شيوخها؛ ثم عاد إلى تلمسان للتدريس بها إلى غاية وفاته، وكذلك محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الإمام التلمساني فجلّ هؤلاء أخذوا من البلدين”.[36]
وجدنا أنّ تلك العلاقات أو الصلات الثقافية بين المشرق والمغرب، أتت ذروتها وصدح البلبل من تلك المنطقة، وشد رحاله حتى إلى الأندلس فقد تنقل أبناء تلمسان للتزّود من علوم الأندلسيين، ولقوا حسن الحفاوة والترحيب والإكرام من طرف ملوكها وسلاطينها وتشجيعهم للعلم، فزحف عدد من الأندلسيين نحو تلمسان حاضر معهم الزاد العلمي في شتى نواحيه؛ فنتج عن هذا الاحتكاك تزاوج فكري كبير.[37] وسبب توافد الأندلسيين إلى المغرب الأوسط بسبب تلك الأزمات السياسية؛[38] فوجدنا أنّ: ” الهجرة الأندلسية قد بدأت مع بداية ضعف المسلمين في الأندلس وذلك راجع إلى عاملين أساسيين:
أولهما: أنّ أراضي الدولة الزيانية كانت تشكو من انهيار ديمغرافي تواصل خلال المراحل التي مرّت بها الدولة نتيجة لكثرة الاضطرابات التي أدت إلى مقتل الكثير من سكانها وهجرة البعض الآخر، وقد ذكر لنا الحسن الوزان أنّ مدينة شرشال كانت خالية من السكان؛ وقد عمّرت من قبل مهاجري غرناطة.
ثانيهما: مأساة الأندلس وبدأت مع بداية انهيار ذلك الصرح الكبير الذي أقامه الأمويون بالأندلس؛ فبدأ عصر الدويلات والطوائف؛ وكانت هذه بداية النكبة التي أصابت المجتمع الأندلسي “.[39]
من الملاحظ أنّه خلال العهد العبد الوادي الزياني كثر عدد المهاجرين، وخاصة بعد استولاء الإسبان على قواعد وأساسيات البلاد كحواضر طليطلة وقرطبة واشبيلية سرقسطة ومدينة بلنسية.[40]
” كان العالم الأندلسي بارعًا لأنّه يطلب العلم بباعث من نفسه، ونظرًا لحرصهم على التعلّم، كان الكثير يضطر لترك عمله الذي يقتات منه من أجل طلب العلم؛ واهتم الأندلسيون بجميع العلوم ما عدا الفلسفة والتنجيم “.[41]
تميز الأندلسيين بمجموعة من الصفات في الحياة العلمية فأثروا في الأقاليم الزيانية فورثوا عنهم العلوم الإنسانية؛[42] ومن الذين أتوا من الأندلس إلى تلمسان نذكر: أبو العيسى بن عبد الرحمن الخز رجي بن محمد بن أبي العيش الإشبيلي الأصل الذي لعب دورًا هامًا في ازدهار الحركة الثقافية بتلمسان، الذي يقول عنه يحي بن خلدون: ” إنّه كان متفننًا ذو علم، وخط بارع، خطيب الجامع الأعظم بتلمسان “.[43]
” ومن أهل مرسية الذين توافدوا على أراضي الدولة الزيانية؛ يحي بن علي المرسي، وعلي بن يحي بن سعيد بن مسعود بن سهل الأنصاري الذي كان فقيهًا أديبًا حسن الخط؛ ويورد لنا يحي ابن خلدون في كتابه بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد عددًا من الفقهاء الأندلسيين الذين توافدوا على تلمسان وحظوا بمكانة رفيعة في البلاط الزياني ومنهم: أبو بكر محمد عبد الله بن داود بن خطاب الغافقي المرسي الذي كان من أبرع الكتّاب خطًا وأدبًا؛ ومن أعرف الفقهاء بأصول الفقه؛ كتب عن ملوك غرناطة؛ وقفل إلى مرسية وقد اختلت أمورها؛ فارتحل إلى تلمسان، ولما ظهر اهتمام السلطان يغمراسن بن زيان بالعلوم قرّبه منه، وكذلك الفقيه عبدون بن الحباك الذي تولى القضاء بتلمسان، وكان خطيبًا بارعًّا وصاحبًا لأمير المسلمين يغمراسن بن زيان، ومنهم أبو عبد الله محمد بن عمر بن خميس الذي كان شاعرًا موهوبًا أثنى عليه العبدري في رحلته المغربية أثناء زياراته لتلمسان “.[44]
ومن بين الذين رحلوا من أبناء تلمسان إلى الأندلس نذكر: بكر بن عبد الله بن موسى التلمساني الذي كان من كبار فقهاء المالكية ولد بتلمسان؛ وانتقل مع أسرته إلى الأندلس وعمره تسعة أعوام، واستقرت أسرته بمالقة مدّة وأكمل بها دراسته؛ والتلمساني عبد الغني، والتلمساني علي بن محمد، وكذلك التلمساني عبد الله بن محمد ولد بتلمسان ونشأ بها وتعلّم بها في أواخر سنة 703هـ ، دخل الأندلس واستقر بغرناطة حيث جلس للتدريس وما لبث أن ذاع صيته، وممّا يدل على شهرة الرجل في عصره أنّه كثير التداول من قبل المؤرخين والمهتمين بالتراجم والسير، فهذا ابن خلدون مثلا يقول عنه: << كان لا يجارى في البلاغة والشعر>>.[45]
نقل الأندلسيون طريقتهم الخاصة في مجال التعليم، المبنية على تعليم الأطفال القواعد الأساسية لمختلف العلوم، وساهموا في تنظيم حلقات التعليم بالمدارس والمساجد، لاسيما المسجد الجامع بتلمسان الذي أصبح معهدًا للتدريس يضاهي جامع الزيتونة بتونس والقرويين بفاس، فلقد كانت بين علماء المغرب الأوسط في العهد الزياني أقرانهم الأندلسيين علاقات طيبة، مبنية على التبادل العلمي من خلال تبادل المصنفات، وإبداء الرأي والمشورة، والاستفسار والفتوى وكان الكثير من علماء الأندلس يستفتون علماء المغرب الأوسط، كلما استصعبوا أمرًا أو مسألة، ومثال ذلك ما كان يفعله عالم الأندلس الشهير أبو سعيد بن لب الغرناطي (- 782هـ)، الذي كان كلما استصعب أمرًا؛ أو استشكلت عليه مسألة، بعث إلى أبو عبد الله الشريف التلمساني ليوضحها له، ويبيّن له ما أشكل عليه وكل ذلك إقرار له بعمله وفضله.[46]
وصفوة القول أنّ علماء المغرب الأوسط كان لهم دور كبير في تثمين العلاقات الثقافية بين جميع الحواضر الإسلامية سواءً كانت حاضرة القيروان أو فاس أو بجاية، وحتى الأندلس، فقد تخرّج على أيديهم خيرة العلماء والأدباء، فقد كان التأثير والتأثر باديًا على وجوه جميع الحواضر، فعلى سبيل المثال لا الحصر فهذه حاضرة الأندلس كانت لها مظاهر خاصة في عهد بني زيان، فقد تأثر الأدباء الزيانيين بنظرائهم للأندلسيين، وما يدل على ذلك تلك القصيدة التي كتبها يحي بن خلدون بمناسبة المولد النبوي الشريف لعام 778هـ والتي حذا فيها حذو لسان الدين ابن الخطيب.[47]
قائمة المصادر والمراجع:
أولا : المصادر:
01 – ابن خلدون، (أبو زيد عبد الرحمان بن خلدون)، المقدمة، د.ط، منشورات دار الكتاب للطباعة والنشر، بيروت، 1968م.
02 – ابن الخطيب التلمساني، ( محمد بن عبد الله )، الإحاطة في أخبار غرناطة، تحقيق وتقديم محمد عبد الله عنان، ج2، د.ط، دار المعارف، د.ت.
03 – أبي زكريا، ( يحي بن أبي بكر محمد بن محمد بن الحسن )، بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، تقديم وتحقيق وتعليق عبد الحميد حاجيات، د.ط، عاصمة الثقافة العربية، الجزائر، 2007م.
04 – ابن قنفذ القسنطيني، ( أبي العباس أحمد بن الحسن بن علي بن الخطيب )، الوفيات، تحقيق عادل نويهض، د.ط، مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت، 1981م.
05 – القلصادي، ( أبو الحسن علي الأندلسي )، رحلة القلصادي الأندلسي، تحقيق محمد أبو الأجفان، د.ط، الشركة التونسية للتوزيع، تونس، 1978م.
06 – محمد بن القاضي، (أبو العبّاس أحمد بن محمد بن أبي العافية المكناسي)، جذوة الاقتباس في ذكر من حلّ من الأعلام مدينة فاس، د.ط، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1973م.
07- المقري، ( شهاب الدّين أحمد بن محمد المقري التلمساني)، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق إحسان عبّاس، ج1، مجلد 6، د.ط، دار صادر، بيروت، 1931م.
ثانيا: المراجع:
01 – بومهلة تواتي، بجاية حاضرة البحر ونادرة الدهر، د.ط، دار المعرفة، د.ب، 2010م.
02 – الحاج محمد بن رمضان شاوش، باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان، عاصمة دولة بني زيان، د.ط، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1995م.
03 – رشيد بورويبة، الدولة الحمادية تاريخها وحضارتها، د.ط، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1977م.
04 – سعد بوفلاقة، أوراق تلمسانية، د.ط، منشورات بونة للبحوث والدراسات، عنابة، 2011م.
05 – طاهر توات، ابن خميس التلمساني، حياته وشعره، ط1، الملكية للنشر، الجزائر، 2007م.
06 – عبد الحق حميش، سير أعلام تلمسان، ط1، دار التوفيقية، المسيلة، 2011م.
07 – عبد القادر بوطبل، تاريخ مدينة حمو موسى في الماضي والحاضر، د.ط، موقم للنشر والتوزيع، الجزائر، 2011م.
08 – عزوق عبد الكريم، الآثار الإسلامية ببجاية، ط2، مؤسسة الضحى، الجزائر، 1980م.
09- عبد الحميد حاجيات، أبو حمو موسى الزياني، حياته وآثاره، د.ط، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1974م.
10 – عبدلي لخضر، تاريخ مملكة تلمسان في عهد بني زيان، ط1، دار الأوطان، الجزائر، 2011م.
11 – عبد العزيز فيلالي، تلمسان في العهد الزياني، ج1، د.ط، موقم للنشر، الجزائر، 2011م.
12 – فوزي مصمودي، تلمسان بعيون عربية، الرحالة والجغرافيون والمؤرخون والكتّاب والشعراء العرب، د.ط، موقم للنشر والتوزيع، الجزائر، 2011م.
13 – مسعود بن ساري، جماليات المكان في حاضرة تلمسان، د.ط، منشورات بن سنان، الجزائر، 2011م.
14 – محمد بن عمرو الطمار، تلمسان عبر العصور، د.ط، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1984م.
15- مختار حساني، تاريخ الدولة الزيانية ( الأحوال الاقتصادية والثقافية )، ج2، د.ط، منشورات الحضارة، الجزائر، 2009م.
16 – محمد بن رمضان شاوش الغوثي بن حمدان، الأدب العربي الجزائري عبر النصوص أو إرشاد الحائر إلى آثار أدباء الجزائر، ج1، ط1، الصندوق الوطني، تلمسان، 2001م.
17 – مختار حساني، تاريخ الدولة الزيانية، ج3، ط1، دار الحضارة، السعودية، 2007م.
18 – يحي بوعزيز، موضوعات وقضايا من تاريخ الجزائر العرب، ج1، د.ط، دار الهدى، الجزائر، 2009م.
ثالثا: الرسائل الجامعية:
01 – بوهني مصطفي، تأثير البنية الجغرافية في شعر وصف تلمسان من القرن 6هـ إلى القرن 8هـ، ماجستير، جامعة تلمسان، 2009 – 2010م.
02 – رحيم عائشة، المؤسسات العلمية في مدينة بجاية خلال القرون 7 – 10هجرية، ماجستير، قسم التاريخ وعلم الآثار، جامعة تلمسان، 2011م.
03 – عبد القادر بوحسون، العلاقات الثقافية بين المغرب الأوسط والأندلس خلال العهد الزياني ( 633 – 962هـ / 1235 – 1554م )، رسالة ماجستير في تاريخ المغرب الإسلامي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة تلمسان، 2007 – 2008م.
رابعا: الدوريات والملتقيات:
01 – محمد بن معمر، الصلات الفكرية بين تلمسان والمغرب الأقصى، ملتقى دولي، يومي 20- 21 – 22، جامعة تلمسان، 2011م.
02 – مريم هاشمي، إسهام علماء بجاية في الحركة العلمية في المغرب الإسلامي خلال القرنين 7 – 8هـ / 14 – 15م، دورية تاريخية، ع21، سبتمبر، 2013م.
03 – محمد مرتاض، مجلة الفضاء المغاربي، الصلات الثقافية بين تلمسان وفاس، ع 6 -7، نوفمبر، 2011م.
01: ينظر: سعد بوفلاقة، أوراق تلمسانية، د.ط، منشورات بونة للبحوث والدراسات، عنابة، سنة 2011، ص21.
01: ينظر: بوهني مصطفى، تأثير البنية الجغرافية في شعر وصف تلمسان من القرن 6هـ إلى القرن 8هـ، ماجستير، جامعة تلمسان، سنة 2009 – 2010، ص10.
02: ينظر: محمد بن معمر، الصلات الفكرية بين تلمسان والمغرب الأقصى، ملتقى دولي، جامعة تلمسان، يوم 20 -21 -22، سنة 2011، ص13.
03: ينظر: عبد الحق حميش، سير أعلام تلمسان، ط1، دار التوفيقية، المسيلة، سنة 2011، ص117.
04: ابن الخطيب،(لسان الدين محمد بن عبد الله التلمساني)، الإحاطة في أخبار غرناطة، تحقيق وتقديم محمد عبد الله عنان،ج2، د.ط، دار المعارف، مصر، د.ت، ص194.
05: ينظر: عبد القادر بوحسون، العلاقات الثقافية بين المغرب الأوسط والأندلس خلال العهد الزياني ( 633- 962هـ / 1235 – 1554م )، ماجستير في تاريخ المغرب الإسلامي، جامعة تلمسان، كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، سنة 2007- 2008، ص05.
01: فوزي مصمودي، تلمسان بعيون عربية، الرحالة والجغرافيون والمؤرخون والكتّاب والشعراء العرب، ط1، دار السبيل، د.م.ن، سنة 2011، ص05، ص06.
02: ينظر: عبد القادر بوطبل، تاريخ مدينة حمو موسى في الماضي والحاضر، د.ط، موقم للنشر والتوزيع، الجزائر، سنة 2011، ص25.
03: ينظر: مسعود بن ساري، جماليات المكان في حاضرة تلمسان، د.ط، منشورات بن سنان، الجزائر، سنة 2011، ص67.
04: ينظر: سعد بوفلاقة، أوراق تلمسانية، مرجع سابق، ص21، ص22.
05: ينظر: بوهني مصطفى، تأثير البنية الجغرافية في شعر وصف تلمسان، مرجع سابق، ص10، ص11.
01: ينظر: رشيد بورويبة، الدولة الحمادية تاريخها وحضارتها، د.ط، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، سنة 1977، ص16.
02: ينظر: عزوق عبد الكريم، الآثار الإسلامية ببجاية، ط2، مؤسسة الضحى، الجزائر، سنة 1980، ص135.
03: بومهلة تواتي، بجاية حاضرة البحر ونادرة الدهر، د.ط، دار المعرفة، الجزائر، سنة 2010، ص21.
04: مرجع نفسه، ص32.
05: ينظر: محمد بن عمرو الطمار، تلمسان عبر العصور، د.ط، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، سنة 1984، ص95.
01: رحيم عائشة، المؤسسات العلمية في مدينة بجاية خلال القرون 7- 10هجرية، ماجستير، قسم التاريخ وعلم الآثار، جامعة تلمسان، سنة 2011، ص62، ص63.
02: ينظر: يحي بوعزيز، موضوعات وقضايا من تاريخ الجزائر العرب، ج1، د.ط، دار الهدى، الجزائر، سنة 2009، ص55.
03: مرجع نفسه، ص56.
04: ينظر: مريم هاشمي، إسهام علماء بجاية في الحركة العلمية في المغرب الإسلامي خلال القرنين ( 7- 8هـ / 14- 15م) دورية تاريخية، ع21، سبتمبر، سنة 2013، ص122.
05: ينظر: عبد الحق حميش، سير أعلام تلمسان، مرجع السابق، ص117.
06: لسان الدين ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، مصدر سابق، ص194.
01: ينظر: مختار حساني، تاريخ الدولة الزيانية ( الأحوال الاقتصادية والثقافية )، ج2، د.ط، منشورات الحضارة، الجزائر، سنة 2009، ص218.
02: ينظر: ابن خلدون، المقدمة، د.ط، منشورات دار الكتاب للطباعة والنشر، بيروت، سنة 1968، ص106.
03: مختار حساني، تاريخ الدولة الزيانية، مرجع سابق، ص19.
04: ينظر: محمد مرتاض، مجلة الفضاء المغاربي، الصلات الثقافية بين تلمسان وفاس،ع 6 -7، نوفمبر 2011، ص11.
01: طاهر توات، ابن خميس التلمساني حياته وشعره، ط1، الملكية للنشر، الجزائر، سنة 2007، ص141، ص142.
02: مرجع نفسه، ص138.
03: محمد بن القاضي، (أبو العباس أحمد بن محمد)، جذوة الاقتباس، د.ط، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، سنة 1973، ص315.
04:ينظر: المقري،( شهاب الدّين أحمد بن محمد التلمساني)، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق إحسان عباس، مجلد6، د.ط، دار صادر، بيروت، سنة1931، ص28.
05: ابن قنفذ القسنطيني، (أبي العباس أحمد بن حسن بن علي بن الخطيب)، الوفيات، تحقيق عادل نويهض، د.ط، مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت، سنة 1981، ص15.
06: عبد الحق حميش، سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ص118، ص119.
01: ينظر: يحي بوعزيز، موضوعات وقضايا من تاريخ الجزائر العرب، مرجع سابق، ص 163.
02: عبد الحميد حاجيات، أبو حمو موسى الزياني حياته وآثاره، د.ط، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، سنة 1974، ص56.
03: ينظر: عبدلي لخضر، تاريخ مملكة تلمسان في عهد بني زيان، ط1، دار الأوطان، الجزائر، سنة 2011، ص232.
04: عبد الحق حميش، سير أعلام تلمسان، مرجع سابق، ص120، ص121.
01: ينظر: محمد بن رمضان شاوش الغوثي بن حمدان، الأدب العربي الجزائري عبر النصوص أو إرشاد الحائر إلى آثار أدباء الجزائر، ج1، ط1، الصندوق الوطني، تلمسان، سنة 2001، ص186.
02: ينظر: عبد العزيز فيلالي، تلمسان في العهد الزياني، ج1، د.ط، موقم للنشر، الجزائر، سنة 2011، ص173.
03: مختار حساني، تاريخ الدولة الزيانية، ج3، ط1، دار الحضارة، السعودية، سنة 2007، ص221، ص222.
04: ينظر: الحاج محمد بن رمضان شاوش، باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان، عاصمة دولة بني زيان، د.ط، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، سنة 1995، ص401.
05: المقري، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، ج1، مصدر سابق، ص181.
06: ينظر: أبو الحسن علي القلصادي الأندلسي، رحلة القلصادي الأندلسي، تحقيق محمد أبو الأجفان، د.ط، الشركة التونسية للتوزيع، تونس، سنة 1978، ص26.
01: أبي زكريا،( يحي بن أبي بكر محمد بن محمد بن الحسن)، بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، تقديم وتحقيق وتعليق عبد الحميد حاجيات، د.ط، عاصمة الثقافة العربية، الجزائر، سنة 2007، ص216.
02: محمد بن رمضان شاوش، الأدب العربي الجزائري عبر النصوص، مرجع سابق، ص124.
03: المقري، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، ج7، مصدر سابق، ص152.
01: ينظر: عبد القادر بوحسون، العلاقات الثقافية بين المغرب الأوسط والأندلس خلال العهد الزياني (633هـ – 962هـ / 1235 – 1554م)، مذكرة ماجستير في تاريخ المغرب الإسلامي، جامعة تلمسان، سنة 2007 – 2008، ص136.
02: ينظر: مرجع نفسه، ص140.