دور المؤسسات الاجتماعية في تكريس التربية المرورية
أ. كنزة حامدي،جامعة محمد لمين دباغين سطيف 2، الجزائر
The role of social institutions in the dedication of traffic education
Hamdi kenza, university Mohamed lamin debaghine ,Setif
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 56 الصفحة 41.
ملخص:
هدفت هذه الدراسة إلى تحليل محتوى كتاب التربية المدنية للسنة الرابعة من التعليم الابتدائي و ذلك للتعرف على الموضوعات (المفاهيم، المهارات،الاتجاهات،القيم) التي تقدمها المدرسة حول التربية المرورية في المناهج التربوية و التعرف على مدى تركيز موضوعات التربية المرورية في المناهج التعليم في المرحلة الابتدائية، و تمثلت عينة الدراسة في كتاب التربية المدنية للسنة الرابعة ابتدائي، و في ضوء أهداف الدراسة تم تحديد السؤال الرئيسي و الذي كان في ما هو دور المدرسة في تكريس التربية المرورية؟، ومصطلحاتها وحدودها، وللإجابة عن إشكالية هذه الدراسة استخدمنا منهج الوصفي التحليلي، أما الأداة فهي استمارة تحليل المضمون لكتاب التربية المدنية.
الكلمات المفتاحية: التربية المرورية، المؤسسات التربوية، المدرسة.
Abstract:
This survey has aimed the civic education book of the fourth year for of Algerian fundamental education system and made it as subject of study in order to know more by emphasizing on these subject (concepts, shills, directions, values) related what does Algerian school represents about road-traffic education in the educational methods, and how for are these subjects of road-traffic education reliable in the fundamental stage. This survey has chosen the book of civic education for the fourth grade of the fundamental education, as sample of study. The main question this survey has to answer is: what’s the major role does the school play in road-traffic education? Its terms and its limits .and to supply the appropriate answer to this issue; we have used the descriptive analytical approach in order to highlight the main answer and we have provided an analyzing from for the civic education book.
Key words: rood- traffic education, educational institutions, school.
مقدمة :يلعب التعليم دوراً هاماً في سلوك الإنسان، فالمعارف والمهارات والقيم التي يتعلمها الإنسان تشكل الجزء الأساسي من سلوكه وتجعله أكثر قدرة على استغلال محيطه بوعي تام لما يجرى حوله مـن أحـداث بعـد تعلمه كثير من المفاهيـم والتعليمات والمهارات واكتسابه الاتجاهات والقيم، وتمثل المدرسة باعتبارها مؤسسة تعليمية احد أهم المؤسسات الاجتماعية بعد الأسرة و التي من خلالها تنقل المهارات و القيم و المعارف كما أنها توفر الإحساس القاعدي لتنتحل من خلاله شخصية الفرد و تنغرس فيه القيم الاجتماعية و المعايير السلوكية الصحيحة ، فالمدرسة باختلاف مستوياتها إلا ان أهم وظائفها تحقيق التقدم الاجتماعي و إعادة توليد نمط جديد من المجتمع متفتح و مثقف و مبدع.
فالمدرسة منذ نشأتها ارتبطت بالحاجيات التي يفرضها تطور المجتمع الإنساني حيث لم يعد من المقبول اعتماد الأساليب التربوية التقليدية ، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في المدرسة كمؤسسة تربوية تعليمية و أداة للتجديد و التطوير و ذلك لتحقيق أهم مقصد لها و هو إعداد الطلاب إعدادا جيدا يساعدهم على التكيف مع المحيط و استيعاب الأحداث التي يوفرها هذا المحيط .
ولعل تحقيق هذا المقصد بالتحديد جاء نتيجة المشكلات المتصاعدة و التي تعد حوادث المرور أهمها،خاصة في ظل ما تشير إليه تقارير منظمة الصحة العالمية أن حوادث المرور بازدياد مضـطرد، ناهيـك عـن المعاناة الإنسانية؛ فقد تسببت في عام 2010 بمقتل(2,1 ) مليون إنسان؛ أي بمعـدل ثلاثـة آلاف حالة وفاة يومياً؛ أي وفاة واحدة كل(30 )ثانية، أما الإصابات فقد وصلت إلى (140)ألف إصابة يومياً منها (15 )ألف إعاقة دائمة يومياً؛ وهذا يعني أنه يتعرض(خمسة ملايين) إنسـان للإعاقـة الدائمة سنوياً؛ وهذا يعكس معاناة (مائة مليون) عائلة في العالم من وجود حالة وفاة، أو إعاقة بين أفرادها سببها حوادث الطرق.[1]
ولقد تناول الباحثون هذه المشكلة من أبعاد مختلفة؛ كل وفـق رؤيتـه وتخصصـه، واتخـذت الدراسات والأبحاث أبعاداً وعناوين، وتفرعت المشكلة وتجزأت؛ ليسهل تناولها؛ فمنها ما يبحـث في حوادث المرور، والسلامة على الطريق، والتربية المرورية و منهم من تناول عناصر المشكلة مجتمعة، ومنهم من تناول عنصر الطريق، ومنهم من تناول المركبة وصلاحيتها، ومنهم من تناول دور المجتمع بفئاته ، ومنهم من تناول دور الأسرة، ومنهم من تناول دور المدرسة، ومنهم من ركـز علـى العنصـر البشري المسبب الأول، والخاسر الأكبر في هذه المعركة؛ خاصة الفئة الأكثر تضـرراً والأقـل حيلة وخبرة في الحياة؛ فئة الأطفال فهم المشكلة ومنهم ينطلق الحل، واختلفت الوسائل والوسائط والتقنيـات التـي تناولـت المشكلة، ولم يعدم الباحثون وسيلة إعلام مسموعة، أو مقروءة، أو مرئية إلا وطرقوها، ومنهم من توجه إلى المنهاج التربوي؛ لما يشكله من دور في إكساب الطلبة الخبرات، وتعديل السلوك و تبرز مسألة الاهتمام بمفاهيم التربية المرورية،كأحد الاتجاهات الحديثة في ميدان التربية الاجتماعية الواجب إبرازها في كتبنا المدرسية، حيث هناك الكثير من المعارف و المفاهيم غير صحيحة و التي لابد علاجها، ودليل ذلك ارتفاع نسبة الحوادث المرورية في الجزائر و ما يترتب عليها من خسائر مادية و معنوية.و بالتالي فإن ترسيخ التربية المرورية له دور في تفادي حوادث المرور التي يكون العنصر البشري هو المسؤول عنها والتي تحدث نتيجة سلوكياته.ومن خلال ما سبق يمكن طرح التساؤل الرئيسي التالي:
ما هو دور المدرسة كمؤسسة تربوية في تكريس التربية المرورية؟
و ضمن هذا التساؤل الرئيس اندرجت مجموعة الأسئلة الفرعية التالية:
– ما هي المساحة المخصصة للمواضيع المرورية في كتاب التربية المدنية للسنة الرابعة ابتدائي؟
– ما هي القوالب الفنية لمواضيع التربية المرورية في كتاب التربية المدنية للسنة الرابعة ابتدائي؟
– ما هي المواضيع المرورية المدرجة في الكتاب عينة الدراسة؟
– ما هي الأهداف المرورية التي يسعى إلى تكريسها كتاب التربية المدنية للسنة الرابعة ابتدائي؟
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة في أهمية التربية المرورية و دورها في التخفيف من حوادث السير و تحفيز القائمين على إعداد الكتب المدرسية للمرحلة الابتدائية في مادة التربية المدنية على تضمين أنظمة السير و مبادئه في هذه الكتب من خلال خطط و برامج تتعلق بالتربية المرورية تضمن في محتوى و أنشطة هذه الكتب، و ما يترتب على ذلك من رفع مستوى الوعي و الثقافة المرورية لدى المتعلم، و اثر ذلك في تعزيز فكرة الوقاية من الحوادث و دورها في تجنب الحادث أو تقليل الضرر الناتج عن الحادث.
الإطار المنهجي للدراسة:
منهج الدراسة:
ان اختيار هذا المنهج لا يكون اعتباطيا و إنما يكون اختيارا مبنيا على جملة من الاعتبارات على رأسها طبيعة الموضوع المعالج الذي يحدد طبيعة المنهج المناسب، لذلك فإن المنهج الذي قمنا باستعماله هو المنهج الوصفي التحليلي لأنه المنهج الذي يمكننا من الإجابة على الإشكالية التي طرحناها فيما يخص” دور المؤسسات التربوية في تكريس التربية المرورية” المدرسة الابتدائية أنموذجا .
عينة الدراسة:
لقد تم اللجوء في هذه الدراسة لأسلوب العينة القصدية لعدم مقدرتنا على إجراء الدراسة على جميع مفردات مجتمع البحث نظرا لاتساع مجتمع البحث وتمثلت عينة الدراسة في تحليل كتاب التربية المدنية للسنة الرابعة ابتدائي.
أداة جمع البيانات:
لقد اعتمدنا في دراستنا هذه على تحليل المضمون كأداة من أدوات جمع البيانات و كتعريج بسيط فإن تحليل المضمون كأداة علمية و أسلوب منهجي في التحليل ظهر في أواسط العقد الثاني من القرن الماضي و الذي شهد تطورات واسعة النطاق في مجالات معرفية مختلفة كالعلوم الاجتماعية، الأدبية، الاقتصادية،السياسية.[2]
و لقد قمنا في دراستنا هذه بتحليل مضمون مجال من المجالات التي يحتوي عليها كتاب التربية المدنية للسنة الرابعة ابتدائي والذي يعني بموضوع دراستنا ألا وهو دور المؤسسات التربوية في تكريس التربية المرورية المدرسة أنموذجا.
الإطار النظري للدراسة:
مفاهيم الدراسة:
تعريف المؤسسة الاجتماعية: هناك العديد من التعريفات للمؤسسة الاجتماعية منها من يركز على البناء و البعض الأخر يركز على العنصر البشري و نوع أخر من التعريفات يركز على عملية الاتصال و التفاعل و من هذا المنطلق عرفها تلوكت بارسونز: مركزا في تعريفه على البناء بأنها عبارة عن كيانات أو وحدات اجتماعية أو يعاد بناؤها لتحقيق أهداف معينة في الصالح العام و لأفراد المنظمة.
و عرف هيكس HICKS المؤسسة الاجتماعية من خلال عملية التفاعل على أنها كيان يضم في داخله عناصر متفاعلة لتحقيق أغراض معينة تستهدف في النهاية تحقيق أهداف المجتمع. [3]
تعريف التربية: لغة : هي صناعة الإنسان منذ بدء تكوينه في بطن أمه إلى نهاية العمر إشارة إلى قوله تعالى:” ولتصنع على عيني” طه 39 ومعناها أي تربى و تغذى على مرأى مني.
” الم نربك فينا وليدا و لبثت فينا من عمرك سنين” الشعراء 18
جاء في لسان العرب: ربا الشيء: زاد ونما. و أربيته : نمَيتُه.[4]
وفي المعجم الوسيط : تربى نشأ وتغذى وتثقف و رباه : نمى قواه الجسدية والعقلية والخلقية.[5]
اصطلاحا:
مفهومها الاصطلاحي فإنه لا يمكن حصرها في مفهوم واحد إذ عرفها دور كايم: بأنها التأثير الذي تمارسه الأجيال الصاعدة على تلك التي لم تنضج بعد و التي يتطلبها المحيط الاجتماعي.[6]
و تعرف أيضا على أنها: عبارة عن عامل يسمح بانتقال القيم و المعايير عن طريق المعرفة والخبرة ومعرفة ما يجب فعله وكيفية التفاعل مع مختلف المتغيرات، من هذا المنطلق فإن تنمية عقل ناقد ونشاط فردي يسمحان بمواجهة كل التحديات المعاصرة.[7]
تعريف التربية المرورية:
التربية المرورية: هي عملية ترجمة الحقائق المتعلقة بقواعد السير وآدابه وتحويلها إلى أنماط سلوكية مرورية سليمة على مستوى الفرد و الجماعة و ذلك بتطبيق الأساليب التربوية الحديثة للحد من الحوادث المرورية.[8]
عرفت على أنها: نهج تربوي لتكوين الوعي المروري من خلال تزويد الطالب بالمعارف، المهارات والقيم والاتجاهات التي تنظم سلوكه وتمكنه من التقيد بالقوانين والأنظمة بما يكفل حماية نفسه وحماية الآخرين من أخطار حوادث المرور و تبعاتها.[9]
و عرفت أيضا على أنها: تربية تعتمد على كل من العقل والوجدان والحس وتعمل على تنمية المهارات والقيم و الاتجاهات كونها تربية متكاملة.[10]
و استنادا إلى ما سبق يمكن القول ان التربية المرورية تتنزل في المنظومة التربوية وجها من وجوه التربية الشاملة التي تعد المتعلم للحياة الاجتماعية من خلال تزويده بالمفهومات المرورية في مجالات التربية الثلاثة:
المعارف: مفاهيم وحقائق حول القوانين العامة للمرور.
المهارات: مهارات عقلية واجتماعية وحركية لتفادي بعض المشكلات المرورية .
المواقف و القيم: مواقف خلقية تسعى التربية المرورية لغرسها في سلوك المتعلم لمواجهة حالات المرور و الحوادث و الإسعافات الأولية للتوافق مع الوسط الذي يعيش فيه.[11]
أسس التربية المرورية:
هناك أساسين للتربية المرورية هما:
الأساس البيئي:يرتبط هذا الأساس بمكونات البيئة سواء كانت مادية أو بشرية مثل:
– الكائنات الحية المتحركة سواء إنسان أو حيوانات
– الطرق و كل ما يتعلق بها من مباني و منشآت ذات علاقة بحركة الطرق و المرور مثل الإشارات الضوئية للمرور.
– الظواهر الطبيعية والأحوال اليومية و علاقتها بوسائل النقل و حركة المرور.
الأساس السلوكي: و يقصد به كل النشاطات و الحركات الصادرة عن الفرد سواء كانت ذاتية أو مرتبطة بحركة المرور و مدى كفاءته في التصرف في المواقف المرورية المختلفة.[12]
أهداف التربية المرورية:
– التعرف على أنواع وسائل النقل ووظائفها على حياة الإنسان مع إدراك فوائد حسن استخدامها و خطورة سوء استعمالها.
– اكتساب المهارات الضرورية اللازمة في مجال المتعلم مع وسائل النقل( الصعود و النزول، الجلوس)
– تنمية الوعي لدى المتعلم بالجهود التي تبذل من اجل بناء و إصلاح الطرق و وضع الشاخصات (الأسباب) الطرقية لتحقيق السلامة المرورية.
– تنمية الآداب المرورية في نفوس المتعلمين ومن مظاهرها:
- مساعدة العاجز و الصغير على العبور السليم.
- تعويد المتعلم الصبر و احترام حق الآخرين في المرور،و العبور السليم و الآمن للمشاة.
- شرح قوانين السير و قواعد المرور و آدابه بأسلوب محب و شكل مستمر و منتظم.
- تنمية روح التعاون و بث الألفة و المساعدة بين مستعملي الطريق.
- ان يطبق المتعلم ما تعلمه عن المرور تطبيقا سليما على نحو يصير جزءا من سلوكه العام.
- إحداث مقررات دراسية للمرور في مختلف مراحل الدراسة.[13]
و يذكر شعبان زكرياء أن ابرز أهداف التربية المرورية تتمثل في :
– إعداد المتعلم معرفيا من خلال تزويده بالمعلومات المتعلقة بالأخطار و المشكلات المرورية السائدة و توعيته بمسؤوليته عن سلوكه تجاه ذلك.
– الإدراك السليم لكيفية التعامل مع وسائل المواصلات المختلفة مما يساعد في خلق الطمأنينة و الثقة تجاه التعامل مع المركبات و مخاطر الطريق.[14]
الدور الذي تلعبه التربية المرورية في التقليل من حوادث المرور:
لقد أصبحت حوادث المرور وما ينتج عنها من خسائر في الأرواح والتلفيات في الممتلكات العامـة والخاصـة الشغل الشاغل لدى العديد من فئات وطبقات المجتمع سواء كان من الجهات الإدارية والتنفيذية ومن جمهور المواطنين ,وتخص بالذكر في هذا المجال :
رجال الشرطة: فهم المنوط بهم تنظيم حركة السير وضبط ما يقع من مخالفات من مسـتعملي الطـرق وتحقيـق الحوادث المرورية.
قادة أجهزة الأمن: ويقع على عاتقهم العنق الأكبر ومن مسؤولية اتخاذ القرارات الإدارية الصـحيحة والسـليمة والتي من شانها الحد من حوادث الطرق والحد من ارتكاب المخالفات المرورية التي تؤدي بدورها إلى وقوع العديد من الحوادث, والإعداد لبرامج التربية المرورية للوقاية من وقوع حوادث المرور التي تمر بنفس الظروف والعوامل المماثلة. [15]
المهندسون ( المسئولون عن إنشاء الطرق والتخطيط للمدن) : إنهم مسئولون عن مراعاة أصول التخطيط السـليم لشبكة الطرق بحيث تناسب مع كثافة وحجم المرور المستخدم لهذه الشبكة وإتباع المواصفات القياسية في رصـيف الطريق وتزويدها بوسا ثل الإنارة العمومية والحد من خطورة المنحنيات والتقاطعات والمرتفعـات والمنحـدرات ومعالجة مواضيع الاختناقات بالطرق وتحديد السرعات المناسبة , واستخدام أفضل الوسائل الحديثة في تنظيم وضبط حركة المرور بالطرق كإشارة المرور واختيار الطريق لتشغيلها ومدى ملائمتها لحجم المـرور المتـدفق عليها واختيار البرامج الملائمة لها وإجراء الصيانة الدورية لها وكذالك وضع العلامات الدولية للإقـلال مـن مخاطر الطريق وتقسيمه إلى مسارات بالخطوط الأرضية .
جمهور المواطنين: فلقد أصبحت حوادث المرور تأرق الآمنين في عقر دارهم , … فما من أحدا في بيئته إلا ويخشى على أهلـه وأبنائه من أخطار الطريق وكلا من يتعامل مع المرور في حياته اليومية سواء كان سائقا أو راكبا أو سائرا على قدميه, وما ينتج من حوادث المرور من حالات للوفيات و الإصابات و الخسائر المادية سنويا يفوق كثيرا مثيلاتها في الحوادث و الكوارث في الجرائم الأخرى بل و تفوق عدد الضحايا الذين يسقطون أو يصابون في النزاعـات والصـراعات والحروب على مستوى الدولي.[16]
كما أن التربية المرورية تحقق الأمان لأطفالنا وذلك من خلال تنمية الوعي المروري لدى الطفل بصورة منظمة ومدروسة لان الطفل يشارك المشاة في الحركة المرورية وهو لا يملك مهارات الناضـجين مـن هـذه الناحيـة ولا المعارف المرتبطة بإرشادات وقواعد المرور ولا الخبرات الضرورية التي تمكنه من تقرير الأوضـاع المروريـة ولا السلوكيات التي تكفل أمنه وسلامته، حيث أن التطور الفني والتقني للمركبات الحديثة يضع الإنسان أمام وجبات تتطلب منـه قدرات نفسية وحركية خاصة تلقى على أجهزة الأمن والشرطة المرورية مسؤوليات جاسمة للحفاظ على امن وسـلامة الإنسان وحماية الطفولة, وعليه يبقى أن تراعي الأجهزة المختصة تلك الجوانب وهي تعالج القضايا المرورية التي تهم المجتمع, كما يتحتم على المعلمين اختيار الألعاب المشوقة و الأنشطة والتدريبات التي تنمي القدرات السمعية والجوانب الحركية لدى الطفل, وعن طريق الاحتكاك المباشر بواقع الحركة المرورية باستخدام أسلوب التجوال وذالك باصطحاب الأطفال لزيارة مواقع مرورية على الطبيعة[17] .
التربية المرورية في المناهج التربوية :
– مداخل تحقيق التربية المرورية في المناهج التربوية:
مع تنامي أهمية التربية المرورية وضرورات إدخال وتدريس مفهومات التربية المرورية في التعليم النظامي
وغير النظامي، ظهرت آراء متعددة ومتباينة حول أسلوب طرح الموضوعات المرورية في المناهج الدراسية، وتتمحور هذه الآراء حول المدخلين الآتيين:
– مدخل الدمج متعدد الفروع: يقوم هذا المدخل على دمج موضوعات التربية المرورية و مفهوماتها في مختلف المواد الدراسية وفي جميع المراحل التعليمية، وبخاصة في مرحلة التعليم الأساسي، لتكوين الوعي المروري لدى المتعلمين.
ويمتاز هذا المدخل بأنه يتلاءم مع النظرة الشاملة للتربية المرورية، ويسهم في دراسة المشكلة المرورية من جوانبها المتعددة، وفي تكوين قاعدة معرفية مرورية واسعة لدى المتعلم. ويمتاز أيضاً بأنه لا يحتاج إلى معلمين مختصين بالتربية المرورية، ولا إلى تعديل الخطة الدراسية. ولكن يؤخذ على هذا المدخل بأنه لا يسمح بالتعمق في مجالات التربية المرورية، ويزيد من صعوبة التقويم، كما أنه يتطلب جهداً كبيراً وتنسيقاً في عمليتي انتقاء المحتوى المروري،وإدخاله في مناهج المواد الدراسية المتعددة.
– مدخل التخصص المتداخل: يقوم هذا المدخل على عدّ التربية المرورية موضوعاً متكاملاً، إما من خلال مادة دراسية مستقلة، أو من خلال ضمّه إلى أقرب مادة دراسية كالتربية الأخلاقية أو التربية الاجتماعية مثلاً. ويؤخذ على هذا المدخل حاجته إلى معلمين مختصين بالتربية المرورية، كما يؤخذ عليه صعوبة تطبيقه في مرحلة رياض الأطفال التي لا تعتمد في مناهجها التربوية على المواد الدراسية، وإنما على الأنشطة التربوية.
وفي كل من المدخلين فإن المعلم عنصر أساسي في التربية المرورية، ولابد من إعداده قبل الخدمة وتدريبه في أثنائها للتمكن من المعارف والمهارات والاتجاهات المرورية وطرائق تدريسها، لأن نجاح عملية إدخال مفهومات التربية المرورية في المناهج الدراسية مرتبط بإعداد القائمين على تدريسها.[18]
مضامين التربية المرورية في مختلف المراحل الدراسية:
لكل مرحلة تعليمية مواضيع معينة تتناسب المتعلم و تتوافق مع قدراته و إمكانياته و باعتبار السلامة المرورية مطلب اجتماعي فإن المدرسة مطالبة بدعم جهود المؤسسات المجتمعية في هذا الشأن لذلك وضع بعض الباحثين تصورا للمواضيع التي يمكن تدريسها عبر مختلف المراحل التعليمية مع الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية و قد كان هذا التصور على النحو التالي:
في مرحلة التعليم الابتدائي:
تعتبر هذه المرحلة من التعليم مرحلة تفاعلية بحيث يحتك الطفل بعالم أوسع في المدرسة و يكتسب المزيد من العادات و التقاليد و ثقافة المجتمع لذلك يقترح المهتمون بالتربية المرورية إدراج المواضيع التالية في هذه المرحلة من التعليم:
- معلومات مبسطة عن قواعد المرور و إشارات المرور و كيفية العبور.
- تقدير مسافات السيارات القادمة.
- العبور بمساعدة احد الأشخاص.
- أهمية ربط حزام الأمان و الآثار الايجابية لاستخدامه.
في مرحلة التعليم المتوسط:
و في هذه المرحلة يقترح المهتمون بالتربية المرورية التركيز على تدريس المواضيع التالية:
- الوقاية من الحوادث.
- لافتات المرور على الطريق.
- الإشارات على اختلافها.
- تجنب اللعب وسط الطريق.
- تزويد المتعلم بنصائح في كيفية استخدام وسائل النقل العام.[19]
في مرحلة التعليم الثانوي:
يعتبر المتعلمون في هذه المرحلة أكثر المعنيين بقواعد السلامة المرورية نظرا لان هذه المرحلة العمرية تمثل بداية القيادة للكثير من الشباب و الحصول على رخصة السياقة، إضافة إلى طبيعة هذه المرحلة التي تتميز بالاندفاع و عدم كفاية مهارات التحكم في المركبة لذلك يجب ان تتضمن مواضيع التربية المرورية ما يلي:
– الأرصفة و الخطوط الأرضية و المشي على الطريق
– آداب الطريق في الإسلام
– الإشارات الضوئية و اللافتات المرورية
– كيفية استخدام الدراجة بشكل امن و القيادة الآمنة للسيارات
– مخالفات المرور و حوادث السيارات.
– السيارة، الإطارات و الإسعافات الأولية.[20]
الإطار الميداني للدراسة:
التحليل الكمي والكيفي للكتاب:
أ- فئات الشكل:
الوصف الخارجي للكتاب:
كتاب التربية المدنية للسنة الرابعة من التعليم الابتدائي،جاء وفقا للمنهاج الرسمي لوزارة التربية الوطنية لسنة 2005، وتطبيقا للمقاربات البيداغوجية الحديثة التي تسير في طريق مواكبتها حيث يندرج ضمن المقاربة بالكفاءات.
الهوية الرسمية: الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية- وزارة التربية الوطنية-
حيث جاءت في أعلى واجهة الكتاب لتضفي صفة الرسمية على هذا الكتاب و تعطيه صيغة الكتاب المدرسي الصفي المخصص لهذا المستوى و المعتمد في الجزائر.
الهوية التربوية:
عنوان الكتاب:” الجديد في التربية المدنية ” حيث تتصدر العنوان كلمة الجديد و هذا دلالة على أن مضمون الكتاب مغاير للكتاب القديم من نفس المستوى، وقد تم كتابة العنوان باللونين الأحمر و الأخضر مع وجود هالة بيضاء تحيط و هذا دلالة على ألوان العلم الوطني.
المستوى: السنة الرابعة من التعليم الابتدائي
تأليف: أحمد فريطس مفتش التربية و التعليم الأساسي ( للطورين الأول و الثاني)
- محمود بوعطية مستشار التربية
- كيحل محمد أستاذ التعليم المتوسط
تحت إشراف :محمد الشريف عميروش مفتش التربية و التعليم الأساسي (للطور الثالث)
الفريق التقني: تصميم و تركيب:عائشة وكال – حمزاوي، معالجة الصور:زهير يحياوي ،الغلاف: توفيق بغداد
دار النشر:الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية
الطبعة:2015- 2016
فئة اللغة:
تم اعتماد اللغة العربية لكن باختلاف الأسلوب والتنظيم و الطريقة التي تراعي بشكل أساسي الرصيد والقاموس اللغوي للمتعلم حيث نلاحظ ان معظم التعابير و العبارات و المصطلحات ملائمة للمستوى العقلي و اللغوي لعموم المتعلمين، ومعبرة عن واقعهم الثقافي و الاجتماعي المعيش ما توجد مصطلحات جديدة تمثل غموضا وإبهاما لدى المتعلم حيث تؤسس لمحورية المتعلم في العملية التعليمية الجديدة تعتمد على طريقة التعليم بالكفايات، فالمتعلم يقوم بالبحث عنها وشرحها شرحا مبسطا بالاستعانة بالوسائل المتاحة ومساعدة المعلم حتى يتوصل إلى الإدراك اللغوي لها.
فئة العناوين:
في العناوين الرئيسية نمط الحروف المستعملة في كتابتها واضح و مناسب ،فبالنسبة للعناوين التي كتبت بخط اسود ذو النمط الغليظ واضحة و لافتة للنظر تجعل الطفل يتعامل معها بانتباه و مراعاة شديدة فيدرك أهميتها،و كذلك بالنسبة للعناوين الفرعية للنشاطات الصفية التي يقوم بها المتعلم و التي كتبت بخط ذو لون احمر اقل حجما من الأول و متفاوت الأحجام حسب التدرج التسلسلي للعناوين و أهمية النشاطات المقترحة.
فئة المساحة:
نلاحظ ان تم تخصيص له 16 عشر صفحة، لمحور ” الأمن والتأمين” و يظهر من خلال الجانب التنظيمي للصفحات انه تم استغلال المساحة في الصفحات بشكل متفاوت بين النص و الصورة ،أي النص اخذ حيز أكبر من الصورة فالمتعلم في هذا الطور انتقل من مرحلة التلقي إلى مرحلة التعلمات وهذا من اجل تنمية القدرات العقلية و الإدراكية نحو التجريد حيث تم التكثيف من الجانب اللغوي و بناء المصطلحات من اجل إثراء القاموس المعرفي للمتعلم بالاستعانة بالصور ذات دلالات تربوية و تعليمية تحمل قيم مرورية وقائية.
فئة القوالب الفنية:
القوالب الفنية | التكرارات | النسبة المئوية% |
صور | 18 | 35.29 |
نصوص | 24 | 47.05 |
تمارين | 09 | 17.64 |
المجموع | 51 | 100 |
الجدول 1: يوضح فئة القوالب الفنية
نلاحظ في الجدول أعلاه ان التنظيم الإجمالي لصفحات المجال موضع الدراسة يتركز بين النصوص و الصور باختلاف أحجامها حيث نجد من النص بنسبة 47.05 % والصور بنسبة 35.29% والتمارين بنسبة 17.64%.
يمكن تفسير ارتفاع تركيز توزيع النصوص على حساب الصور بأن المتعلم في مرحلة عمرية تجعل خياله خصبا بحيث الصورة كما تشكل له عامل جذب و تشويق لكنها في الوقت ذاته هي عنصر تشويش في العملية التعلمية حيث يمكن ان تسبب له السرحان و تشتيت التركيز كما يمكنه ان يفسرها تفسيرات جانبية تحيد به عن السياق المخطط له في الدرس.
فئة الألوان:
الألوان | التكرارات | النسبة المئوية% |
الأحمر | 33 | 35.86 |
الأبيض | 12 | 13.04 |
الأخضر | 8 | 8.69 |
الأزرق | 22 | 23.91 |
الأسود | 17 | 18.47 |
المجموع | 92 | 100 |
الجدول2: يوضح فئة الألوان الخاصة بالتربية المرورية في كتاب التربية المدنية للسنة الرابعة ابتدائي
من خلال الجدول أعلاه يتضح ان تم التركيز أكثر على الألوان اللون الأحمر و ذلك بنسبة 35.86% و هو أحد الألوان المفضلة للمتعلم في هذه المرحلة العمرية التي يشغلها كما نلاحظ ان استخدام هذا اللون بطريقة مقصودة يعود إلى طبيعة موضوع خاصة فيما يتعلق بإشارات المرور و اللوحات المرورية كما انه يدل على وجود خطر، و اللون الأسود بنسبة 18.47% الذي يعتبر احد الألوان الحيادية فهو أكثر الألوان شهرة و تفضيلا، لهذا يستخدم دائما في الطباعة، لان له تأثيرا قويا وواضحا. و له العديد من المعاني و الدلالات و التفسيرات قد يرتبط أحيانا بالجانب الايجابي حيث يعبر عن السلطة و الأناقة و القوة.
كما نلاحظ استعمال الألوان الباردة كالأزرق بنسبة 23.91% و الأخضر بنسبة 8.69 %هما لونان يتواجدان في الطبيعية بكثرة لهما دلالات بالطريق و البيئة و بعض إشارات المرور و تترك انطباعا نفسيا جيدا في المتعلم و أثرا إدراكيا ايجابيا يعزز لديه القيم و الأخلاقيات المرورية.و تم التركيز على اللون الأبيض بنسبة 13.04% و هو لون يوحي للنقاء و العفة و الطهارة كما أنه لون السلام.
فئات المضمون:
فئة المواضيع:
المواضيع | التكرارات | النسب المئوية % |
أضرار حوادث المرور | 04 | 9.52 |
قواعد المرور | 20 | 47.61 |
المخالفات المرورية | 06 | 14.28 |
الإسعاف | 12 | 28.57 |
المجموع | 42 | 100 |
الجدول 3: يوضح عدد المواضيع الخاصة بالتربية المرورية في كتاب التربية المدنية للسنة الرابعة ابتدائي.
من خلال الجدول نرى أن التربية المرورية 16 صفحة من أصل 126 صفحة موزعة على مجالات متنوعة، وقد اختلفت مواضيع التربية المرورية من خلال التنويع في المواضيع فقد تم تناول أضرار حوادث المرور، المخالفات المرورية، أسباب حوادث المرور، الإنقاذ و الإسعاف، وقد تم إدراج الأنشطة و التمارين لتدعيم مكتسبات التلميذ إضافة إلى استخدام الصور التوضيحية كوسيلة مدعمة للشرح و تسهيل الفهم لدى التلميذ و أخيرا الوحدة الإدماجية التي هي عبارة عن نشاطات ضمن أفواج.
و الملاحظ لهذا الجدول يجد أن موضوع قواعد المرور جاء بنسبة 47.61 %و يليه الإسعاف بنسبة 28.57 %فضلا عن المخالفات المرورية الذي تم دمجها بنسبة 14.28% و أضرار حوادث المرور ب 9.52 %. حيث تعتبر هذه الأخيرة احد المواضيع المهمة التي ترتبط بالتربية المرورية باعتبارها نتيجة حتمية عن الأخطاء المرورية التي تكون نتيجة قلة الوعي المروري سواء كانت هذه الأخطاء من طرف السائقين أو من طرف الراجلين و بالتالي تكون كأسلوب لزيادة وعي التلميذ بالأضرار التي تنتج عن حوادث المرور.
أما المخالفات المرورية كان لها نصيب من التربية المرورية بنسبة14.28% و التي تدل على عدم مبالاة السائقين أو الراجلين و التصرفات السلبية التي يقومون بها و عدم اخذ بعين الاعتبار القواعد المرورية و هذا ما يسبب حوادث المرور و التي تؤدي بدورها إلى خسائر كبيرة بشرية و مادية تتمثل في إزهاق أرواح المواطنين أو إعاقتهم طوال حياتهم و إتلاف المركبات و بالتالي فان المنهاج الدراسي يحاول من خلال هذا الموضوع تنبيه المتعلمين بالمخالفات التي قد تؤدي إلى وقوع حوادث المرور.
أما الموضوع الذي احتل المرتبة الأولى بنسبة 47.61% هو قواعد المرور باعتبارها احد الوسائل المساعدة على إلزام المتعلمين على تحمل مسؤولياتهم بإتباع القواعد و التعليمات المرورية الصحيحة التي تسهم بالتزامهم بآداب الطريق سواء كانوا مشاة أو ركاب أو سائقين في المستقبل، وتنمي لديهم عمليات الخلق و التطبع الاجتماعي و الاتجاهات الايجابية السليمة و هذا من شانه تعزيز السلوك المروري السليم.
و تليه بنسبة معتبرة تقدر ب28.57% للإسعاف و هذا بهدف إكساب المتعلم بعض الإسعافات الأولية في حالة وقوعه في حادث.
و ما تم التوصل إليه من خلال الجدول أعلاه انه تم إدراج سلسلة من المواضيع المترابطة مع بعضها و التي تهدف إلى تحقيق أعلى درجة ممكنة من التربية و التوعية المرورية، ولكن ما يجدر الإشارة إليه انه رغم أهميتها إلى أن الحجم الساعي المخصص للمادة غير كافي للشرح و التفصيل أكثر فيها.
فئة الفاعلون:
الفاعلون | التكرارات | النسب المئوية% |
تلاميذ | 17 | 51.51 |
الأولياء | 1 | 3.03 |
السائقين | 8 | 24.24 |
عناصر الأمن | 7 | 21.21 |
المجموع | 33 | 100 |
الجدول 5: يوضح فئة مختلف الفاعلون الخاصة بالتربية المرورية في كتاب التربية المدنية للسنة الرابعة ابتدائي
ما يبينه الجدول الأتي هو مختلف الفاعلين فيما يخص مواضيع التربية المرورية و هم التلاميذ بنسبة 51.51 %و السائقين بنسبة 24.24 % فمن المؤكد ـأن عملية تأليف الكتاب المدرسي عملية شاقة بحيث يجب ان يشترك في تأليفه ذوي الاختصاص المطلوب سواء كان علميا أو أدبيا إلي جانب ذوي الاختصاص التربوي و النفسي و ان يخضع الكتاب المدرسي بعد تأليفه إلى لجنة مختصة للتقويم النهائي له، لذلك فإن استخدام مختلف الوسائل التعليمية و التوضيحية يخضع للدراسة و التحليل و المناقشة قبل إدراج أي وسيلة لان الهدف النهائي لمختلف هذه الوسائل التوضيحية كاستخدام صور التلاميذ أو مخاطبتهم في النصوص باعتبارهم احد الفاعلين و القائمين بمختلف النشاطات و هو طريقة من اجل إيصال الرسالة إلى التلميذ و ترسيخها في ذهنه، ومن جهة أخرى فاستخدام السائقين سواء في الصور أو النصوص باعتبارهم المسؤول الأول عن وقوع الحوادث المرورية و هم في اغلب الأحيان من ترجع إليه اللوم في وقوع الحوادث أو يمكن القول المتسبب الرئيسي للحادث، و كذلك استخدام رجال الأمن سواء كان في الصور و النصوص بنسبة 21.21%باعتبارهم القائمين على تنظيم السير في الطريق و ذلك من اجل إلزام المواطنين باحترام قواعد المرور و فرض العقوبات على من يخالفها.
و مجموعة الفاعلين لا تقتصر فقط على التلاميذ و رجال الأمن و السائقين و إنما تتوسع لتشمل دائرة اكبر لتضم الأولياء و لكن بنسب ضعيفة جدا قدرت ب 3.03% باعتبار الأولياء هم اقرب الأشخاص إلى المتعلم فعند تصوير حوار يدور بين الأب و ابنه حول ضرورة احترام قواعد المرور سيخلق لدى المتعلم شعورا بأن التصرف المنصوص عليه تصرف صحيح سليم و ان أسرته ستحبه أكثر إذا ما أصبح ملتزما به إلا ان الاهتمام به عنصر فاعل مهم كان قليلا جدا لم يعطى نصيبه الكامل.
فئة الأهداف:
الأهداف | التكرارات | النسب المئوية % |
الأهداف المعرفية | 28 | 49.12 |
الأهداف المهارية | 23 | 40.35 |
الأهداف الوجدانية | 6 | 10.52 |
المجموع | 57 | 100 |
الجدول 5: يوضح فئة الأهداف من التربية المرورية في كتاب التربية المدنية للسنة الرابعة ابتدائي
ما يبينه الجدول ان الأهداف المعرفية والمهارية كانت بنسبتين متقاربتين إلى حد بعيد 49.12% و40.35 %على التوالي ذلك ان الجانب المعرفي للمتعلم في مجال التربية المرورية يشتمل على كل المعارف و المعلومات التي يجب ان يعرفها المتعلمين نحو الطريق و قواعدها المرورية ، ومن خلال اكتساب معارف عن المرور كاحترام قوانين المرور و تجنب مخالفاتها في كل أفعاله و تصرفاته.
أما الجانب المهاري للمتعلم في التربية المرورية فيتعلق بالقدرات التي ينبغي ان يتعلمها المتعلم ليتمكن من تجنب حوادث المرور، في حين أن الأهداف الوجدانية أخذت اقل نسبة قدرت ب 10.52 %و التي تشمل على مختلف الاتجاهات و الانفعالات والميولات ومختلف أوجه التقدير التي ينبغي على المتعلم ان يكتسبها لترشيد سلوكه إزاء الطريق.
خاتمة:
– يمكن القول ان هناك اهتمام بقضية التربية المرورية في بعض المستويات التعليمية الابتدائية و الدليل على ذلك هو المحور الذي تم تحليله من كتاب التربية المدنية للجيل الأول ” السنة الرابعة ابتدائي الذي تناول بعض المواضيع التي تخص التربية المرورية و التي تمثلت في قواعد المرور،أضرار حوادث المرور، المخالفات المرورية و الإسعاف، و ما يجدر الإشارة إليه انه يوجد تجاهل الكثير من المواضيع الأخرى التي لها قدر كبير من الأهمية كآداب ركوب وسائل النقل، الإشارات الضوئية، آداب الطريق ( تجنب اللعب في الطريق).
– الاستراتيجيات التعليمية المتبعة في تدريس التربية المرورية حاليا لا تكاد تحقق التفاعل اللازم و ذلك لاعتمادها على المعلومات النظرية و مما لاشك فيه ان الجانب التطبيقي العملي هو أكثر تقريبا للأوضاع المرورية كتزويد الكتاب التربية المدنية ب CD يحتوي على حصص نموذجية تطبيقية مصورة في التربية المرورية، و تزويدها برسومات مرورية، و اعتماد أجهزة المحاكاة.
– من خلال دراستنا التحليلية قد توصلنا إلى انه لا يجب أن يتوقف إدراج التربية المرورية كمحور فقط في مادة معينة بل من الضروري إدراجها في مختلف المستويات التعليمية و ذلك من اجل تحقيق مختلف الأهداف بأعلى درجة ممكنة سواء فيما يتعلق بالأهداف المهارية أو الوجدانية أو المعرفية.
قائمة المراجع :
- ابن منظور (1968) ، لسان العرب، المجلد 14، بيروت.
- أبو عون عمر (2003)، التربية المرورية و دورها في السلامة العامة و الفردية د ط، : مطابع وزارة التربية و التعليم.
- البقمي، درزي فيحان (2012، دورة إدارة مدارس التعليم العام في رفع مستوى الوعي المروري لدى الطلاب من وجهة نظر مديري المدارس، رسالة ماجستير كلية التربية، جامعة ام القرى، السعودية.
- بن خليفة فاطيمة (2017)، دور المدرسة في تنمية الوعي المروري من خلال التربية المرورية، المؤتمر الدولي حول دور المؤسسات الاجتماعية في تنمية الوعي المروري لدى السباب في الوطن العربي، المركز الجامعي غليزان، 24/25 أكتوبر.
- بوفلجة غياث (1990)، التربية و متطلباتها، ط2، الجزائر: دار الغرب للنشر و التوزيع.
- بيان محمد سعد الدين (2010) ، التربية المرورية مدخل في إعداد المعلم، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ط1،الرياض
- رشا بسام ( 2005)، الصحة و السلامة العامة، ط1 ،الأردن: ، دار البداية.
- رشاد احمد عبد اللطيف( 2004) ، إدارة المؤسسات الاجتماعية فهيمنة الخدمة الاجتماعية، ، ط1، مصر: دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر.
- شعبان زكرياء شعبان، دراسة تحليلية لكتب لغتنا العربية المطورة المقررة لصفوف الحلقة الثانية من المرحلة الأساسية في الأردن في ضوء مضامين التربية المرورية، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية و النفسية، المجلد 11، العدد 4.
- قطيشات تالا وآخرون (2002)،مبادئ في الصحة و السلامة العامة، ط1، عمان: دار المسيرة.
- مصطفى عوفي، نعيجة رضا (2014)، واقع التربية المرورية- دراسة ميدانية في مدينة أدرار- مجلة العلوم الإنسانية و الاجتماعية، العدد 14.
- المعجم الوسيط( 1960) ، مجمع اللغة العربية، مجلد 1 ، القاهرة.
- الموسوعة العربية (التربية المرورية) على الموقع: /https://www.arab-ency.com/ar
- الموصلي فاروق (1997)، التوعية المرورية و أثرها في تنظيم المرور، ندوة تنظيم المرور و النقل في المدن العربية،المعهد العربي لإنماء المدن، القاهرة.
- يوسف قمار (2007)، تحليل المحتوى للباحثين و الطلبة الجامعيين، ، ط1،الجزائر: الدراسات للنشر و التوزيع.
- http //www.uae4ever-com/ vb1 /emara1/thread14285htmp
- Lira Ruiz et Brenda E(2011-2012) ,l’éducation à l’environnement dans les écoles fondamentales à Bruxelles, thèse de master en sciences et gestion de l’Environnement, faculté des sciences, institut de gestion de l’Environnement et d’Aménagement du Territoire, université liber de Bruxelles, Année académique.
[1] شعبان زكرياء شعبان،دراسة تحليلية لكتب لغتنا العربية المطورة المقررة لصفوف الحلقة الثانية من المرحلة الأساسية في الأردن في ضوء مضامين التربية المرورية، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية و النفسية، المجلد 11، العدد 4، ص 31
[2] يوسف قمار (2007)، تحليل المحتوى للباحثين و الطلبة الجامعيين، ، ط1،الجزائر: الدراسات للنشر و التوزيع، ص 7-8.
[3] رشاد احمد عبد اللطيف( 2004) ، إدارة المؤسسات الاجتماعية فهيمنة الخدمة الاجتماعية، ، ط1، مصر: دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر، ص 54
[4] ابن منظور(1986)، لسان العرب، المجلد 14، بيروت.
[5] المعجم الوسيط (1960)، مجمع اللغة العربية، مجلد 1 ، القاهرة.
[6] بوفلجة غياث (1990)، التربية و متطلباتها، ط2، الجزائر: دار الغرب للنشر و التوزيع، ص 18
[7] Lira Ruiz et Brenda E (2011-2012) ,l’éducation à l’environnement dans les écoles fondamentales à Bruxelles, thèse de master en sciences et gestion de l’Environnement, faculté des sciences, institut de gestion de l’Environnement et d’Aménagement du Territoire, université liber de Bruxelles, Année académique ,p08
[8] رشا بسام( 2005)، الصحة و السلامة العامة، ط1 ،الأردن: دار البداية، ص301
[9] قطيشات تالا وآخرون (2002)،مبادئ في الصحة و السلامة العامة، ط1، عمان: دار المسيرة، ص58.
[10] بيان محمد سعد الدين(2010)، التربية المرورية مدخل في إعداد المعلم، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ط1،الرياض،ص64.
[11] أبو عون عمر(2003)، التربية المرورية و دورها في السلامة العامة و الفردية د ط: مطابع وزارة التربية و التعليم، ص2
[12] البقمي، درزي فيحان (2012، دورة إدارة مدارس التعليم العام في رفع مستوى الوعي المروري لدى الطلاب من وجهة نظر مديري المدارس، رسالة ماجستير كلية التربية، جامعة ام القرى، السعودية، ص16- 17.
[13] الموصلي فاروق (1997)، التوعية المرورية و أثرها في تنظيم المرور، ندوة تنظيم المرور و النقل في المدن العربية،المعهد العربي لإنماء المدن، القاهرة،ص 221-222.
[14] شعبان زكرياء شعبان،مرجع سابق، ص30.
[15] مصطفى عوفي، نعيجة رضا (2014)، واقع التربية المرورية- دراسة ميدانية في مدينة أدرار- مجلة العلوم الإنسانية و الاجتماعية، العدد 14، ص 200.
[16] مصطفى عوفي، نعيجة رضا، المرجع السابق، ص01.
[17] http //www.uae4ever-com/ vb1 /emara1/thread14285htmp
[18] الموسوعة العربية (التربية المرورية) على الموقع: /https://www.arab-ency.com/ar
[19] بن خليفة فاطيمة (2017)، دور المدرسة في تنمية الوعي المروري من خلال التربية المرورية، المؤتمر الدولي حول دور المؤسسات الاجتماعية في تنمية الوعي المروري لدى السباب في الوطن العربي، المركز الجامعي غليزان، 24/25 أكتوبر، ص 335-336.
[20] بن خليفة فاطيمة، نفس المرجع ، ص 336.