
سياسة ترامب.. والواقعيين الجدد
Trump’spolicy and new realist
عبيد الحليمي ABID EL HLIMI
طالب باحث بسلك الدكتوراه، مختبر الدراسات السياسية والعلاقات الدولية المعاصرة
كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية/ فاس، المغرب.
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية العدد 24 الصفحة 83.
Abstract
Trump`s policy is characterized by many unusual paradoxes in the field of international relations, in particular its hostile positions and the instability of its decisions on a well-defined approach. Besides to his foreign policy in the Middle East is openly biased to Israel by adopting a series of decisions that conform to theIsraeli radical right wing such as the recognition of Jerusalem as the capital of Israel and the signing of the executive Declaration endorsing Isarel`ssovreignty over the occupied Syrian Golan. This confirms the subordination of his foreign policy to the influence of the Israeli pressure group in the United States of America alongside with the ideas and expectations contained in the book The Israeli Lobby and the American Foreign Policy written by “John Mearsheimer” and “Stephen Walt” in 2007; Trump`s policy is often criticized by the pioneers of new Realism, as it is a reckless and failed policy to manage many international issues according to new Realist perceptions. The most notable achievement in Strump’s foreign policy is the sharp decline in America’s global reputation from Stephen Walt’s point of view.
Key Words: US foreign policy,Israeli Lobby, Middle, New realists, Donald Trump, John Mearsheimer, Stephen Walt…
ملخص :
تتسم سياسة ترامب بالكثير من المفارقات الغير معتادة في حقل العلاقات الدولية، منها على وجه الخصوص مواقفه العدائية وعدم استقرار قراراته على توجه واضح المعالم، ناهيك على أن سياسته الخارجية بمنطقة الشرق الأوسط منحازة بشكل علني لإسرائيل من خلال اتخاذه مجموعة من القرارات التي تتماهى مع طروحات اليمين المتطرف الإسرائيلي كاعترافه بالقدس عاصمة إسرائيل، وتوقيعه الإعلان التنفيذي الذي يقر بموجبه بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل… وهذا ما يؤكد خضوع سياسته الخارجية لتأثير اللوبي الإسرائيلي بالولايات المتحدة الأمريكية انسجاما مع الأفكار والتوقعات الواردة في كتاب “جون ميرشايمر” و”ستيفن والت” الصادر سنة 2007 تحت عنوان “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية”، كما تتعرض سياسته للكثير من النقد من رواد الواقعية الجديدة، نظرا لأنها سياسة متهورة وفاشلة في إدارة العديد من القضايا الدولية وفق تصورات الواقعيين الجدد، إذ يعتبر الإنجاز الأكثر بروزا في السياسة الخارجية لترامب هو الانخفاض الحاد في السمعة العالمية لأمريكا من وجهة نظر “ستيفن والت”.
الكلمات المفتاحية : السياسة الخارجية الأمريكية، اللوبي الإسرائيلي، الشرق الأوسط، الواقعيين الجدد، دونالد ترامب، جون ميرشايمر، ستيفن والت…
مقدمة :
يحفل حقل العلاقات الدولية بغزارة التنظير الفكري وبتدافع الآراء بين المدارس الفكرية المتعددة والمختلفة في تفسيرها لسلوك الفاعلين الدوليين، إذ تساهم هذه المدارس في إنتاج الأفكار التي يستعان بها في فهم العلاقات الدولية وبلورة التصورات التي تؤطر السياسة الخارجية للدول في علاقتها بالمنظومة الدولية، فمن بين هذه النظريات “الواقعية السياسية” ذات الجذور الفلسفية والامتداد التاريخي بشتى فروعها وتياراتها، والتي هيمنت لمدى عقود على الساحة الدولية تنظيرا وتأثيرا من خلال مساهمة روادها في إغناء حقل العلاقات الدولية بالأفكار الملهمة والمفسرة للسياسة الدولية.
في هذا الإطار يندرج صدور كتاب “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية « THE ISRAEL LOBBY AND US FOREIGN POLICY » لمؤلفيه “جون ميرشايمر” و”ستيفن والت” سنة 2007، باعتبارهما من ألمع المنظرين في حقل العلاقات الدولية في الوقت الراهن؛ وقد خلف صدور هذا الكتاب جدلا واسعا بالمجتمع الأمريكي لما تضمنه من أفكار وأراء توضح مدى تأثير اللوبي الإسرائيلي في مؤسسات صنع القرار (البيت الأبيض؛ الكونجرس “بمجلسيه الشيوخ والنواب”) بالولايات المتحدة الأمريكية وتوجيه سياستها الخارجية لخدمة المصالح الإسرائيلية[1].
لم يكن مؤلفي الكتاب إلا اثنين من رواد الواقعية البنيوية بتياريها الهجومي والدفاعي في حقل العلاقات الدولية، أو ما يعرف بالواقعيين الجدد، حيث يعتبران من الأسماء الوازنة في عالم الفكر، نظرا لغزارة إنتاجهما العلمي وسمعتهما الأكاديمية التي تتجاوز الحدود الأمريكية؛ لهذا فإن الصدى الذي تركه كتابهم كان بمثابة الصدمة لمكونات اللوبي والمتعاطفين مع السياسة الصهيونية، الأمر الذي نتج عنه العديد من الردود التفاعلية بعضها أيدت ما تضمنه الكتاب، في حين عارضت جهات أخرى ما ورد في مقتضياته من معطيات وحاولت دحض استنتاجاته[2].
وعلى الرغم من مرور أكثر من عقد على صدور الكتاب، فإن صحة الأفكار الواردة فيه تثبث نفسها بشكل جلي، وبما لا يترك المجال لنفي وقوف أمريكا إلى جانب إسرائيل في سياستها التوسعية بالشرق الأوسط، في حين تتغاضى عن انتهاكاتها في حق الفلسطينيين عبر تجريدهم من حقوقهم المشروعة، ناهيك على أن الولايات المتحدة الأمريكيةـ وبأثير من اللوبي ـ تكبح طموح أي دولة تسعى لأن تصبح قوة إقليمية بالمنطقةلعدم الثقة بنواياها المعلنة أو غير المعلنة تجاه التواجد الإسرائيلي؛ فهذا الدعم يضر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية أكثر ما ينفعها ويسئ لسمعتها بالعالم العربي والإسلامي، كما يؤثر على عملية السلام بالمنطقةفتكون له إنعاكاسات وتداعيات سلبية[3].
مناسبة العودة لهذا الكتاب مردها إلى السياسة المثيرة للجدلللرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامبوطريقة إدارته للعديد من الملفات الدوليةالتي تتعرض للكثير من النقد، سواء الملفات الموروثة عن سالفيه من الرؤساء أو بعض القرارات التي اتخذها بشكل غير متوقع، خاصة معالجته المختلفة لأكثر الملفات تعقيدا بعقلية رجل الأعمال ذو النزوع الصفقاتي، بالإضافة إلى مسايرته بمنطقة الشرق الأوسط لطروحات اليمين المتطرف الإسرائيلي الذي ينهل مفاهيمه من الإيديولجية الدينية ك”الحق الإلاهي في إقامة إسرائيل الكبرى”، “يهودية الدولة”، “فلسطين أرض الميعاد”؛ ناهيك عنانحياز إدارته الواضح لإسرائيل عبر تقديم صورة إيجابية عنها مقابل عكس الصورة السلبية عن الفلسطينيين وتجاهل حقوقهم السياسية والقانونية[4]..
وعليه سنحاول في هذه الورقةتفسير السياسة الخارجية لترامب من منظور رواد الواقعية الجديدة،والبحث في خلفياتها النظرية عبر محاججة قراراته مع تصورات وتوقعات الواقعيين الجدد، من منطلق نقد رواد الواقعية الجديدة لتأثير اللوبي الإسرائيلي في السياسة الخارجية الأمريكية في كتابهم الذائع الصيت “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية”، وذلك بغية فهم السياسة الترامبية بشكل عام وقراراته ذات الصلة بمنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص؛فهل السياسة الخارجية لترامب تخضع لتأثير اللوبي الإسرائيلي؟ وما هي متغيرات سياسة ترامب الخارجية بالشرق الأوسط؟ وما هو منظور الواقعيين الجدد لسياسة ترامب؟.
سنقسم هذا المقال إلى ثلاثة محاور، حيث سنسلط الضوء في المحور الأول على ماهية اللوبي الإسرائيلي وتأثيره على السياسة الخارجية الأمريكية، بعدها سنقف في المحور الثاني على الثابت والمتغير في السياسة الخارجية لترامب بمنطقة الشرق الأوسط، في حين سنخصص المحور الثالث لمنظور الواقعيين الجدد للسياسة الترامبية.
مقدمة
أولا : ماهية اللوبي الإسرائيلي وتأثيره على السياسة الخارجية الأمريكية
ثانيا : الثابت والمتغير في سياسة ترامب بمنطقة الشرق الأوسط
ثالثا : سياسة ترامب من منظور الواقعيين الجدد
خاتمة
أولا : ماهية اللوبي الإسرائيلي وتأثيره على السياسة الخارجية الأمريكية
إن مصطلح اللوبيالإسرائيلي لا يدل على نظرية المؤامرة في كتاب “جون ميرشايمر” و “ستيفن والت”، بقدر ما أنه يحيل على جماعات الضغط الكثيرة المتواجدة بالمجتمع الأمريكي، فتنتظم على شكل اتحادات أومنظمات متعددة الأهداف للدفاع عن مصالحها بما فيها “الجماعات المؤيدة للمصالح العربية”، لكن سمة اللوبي الإسرائيلي هو أن له من القوة والنفوذ ما يجعله مؤثرا في جميع المؤسسات الأمريكية، فيسلك في مسعاه استراتيجيتين، الأولى هي الضغط على أعضاء الكونجرس والإدارة التنفيذية بغية دعم إسرائيل في سياستها؛ أما الثانية فتتمثل في تحسين صورة إسرائيل بالرأي العام الأمريكي من خلال حسم كل جدل سياسي لصالحها[5].
ويتألف هذا اللوبي من أنشطةالأفراد والجماعات من الإسرائيليين الأمريكيين ومؤيديهم من المحافظين الجدد[6]والمسيحيين الإيفانجليكان (المسيحيين الصهاينة)[7]،من دون أن يكون لهقيادة أو شكل تنظيمي محكم، حيث يشتغل أفرادهبطريقة غير منظمة لكنهم يتقاطعون في الدفاع على نفس الأهداف والمصالح، كما ينشطون ضمن المؤسساتالفكرية والمنظماتالمتعددة الأهدافالتي لها التأثير القوي على صناع القرار الأمريكي،كمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى (WINEP)، ولجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية العامة (AIPAC)، ورابطة مكافحة التشهير (ADL) واتحاد المسيحيين من أجل إسرائيل (CUFI)[8]..
فتشكل أنشطتهم الفردية أوالجماعية قوة ضغط مؤثرة على الرأي العام الأمريكي، تصل إلى حد منع أي جدل حول الدعم الإقتصادي والعسكري والديبلوماسي للولايات المتحدة الأمريكية الموجهلإسرائيل،كما يعتبر جزء من اللوبي أنشطة الصقور المتحكمة في “مجلس رؤساء المؤسسات اليهودية الكبرى” التي تدعم السياسة الإسرائيلية، فيمتد نفوذه إلى عالم المال والأعمال من خلال دعم المرشحين للانتخابات الأمريكية المؤيدين للسياسة الإسرائيلية،ويسجل حضوره ـ كذلك ـ بالصحافة بما في ذلك وسائل الإعلام الأكثر تأثيرا على المجتمع الأمريكي،ناهيك على تواجده بالجامعات والأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر[9]، حيث يتعقب كل الأنشطة التي تنتقد السياسة الإسرائيلية من خلال إعداد التقارير حولها واتهام كل المنتقدين بمعاداة السامية[10].
مع الإشارة إلى أنه ليس كل يهود أمريكا جزء من اللوبي أومؤيدين لسياسة إسرائيل العنصرية، فاللوبي يضم أشخاص من غير المنتمين للديانة اليهودية كالمسيحيين الصهاينة[11]، ثم أن غالبية اليهود الأمريكيين لا يتفقون مع السياسة الإسرائيلية، فيميلون أكثر إلى القيم الليبرالية التي تفترض أن لجميع البشر حقوق متساوية خلافا للصهيونية التي تتناقض مع هذه القيم[12]؛ ويعمل اللوبي بغية “أن تساعد أمريكا في الإبقاء على إسرائيل القوة الإقليمية الأقوى” الوحيدة بالمنطقة من خلال تجاهل الخوض في نقاشقدراتها النووية، في حين تكبح طموح أي قوة إقليمية تسعى لتطوير مكانتها الدولية، بما في ذلك البلدان التي ترغب في تطويرقدراتها العسكريةوبرامجها النووية[13]…
وفي هذا السياق توقع “ستيفن والت”في مقال نشره بالصحيفة اليهودية الأمريكية « THE FORWARD » بتاريخ 2 أكتوبر 2017 بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران ـ قبل أن تنسحب منه بشكل فعلي ـ نظرا للمعارضة الشديدة من طرف الأفراد والجماعات المتشددة في اللوبي الإسرائيلي للاتفاقالذي وقعته الولايات المتحدة الأمريكية في عهد إدارة أوباما بمعية كل من روسيا؛ فرنسا؛ بريطانيا؛ الصين؛ ألمانيا مع إيران سنة 2015، وتنبأفي مقاله بأن اللوبي سيضغط على إدارة ترامب أو الكونجرس بغية إلغائه[14].
ويكشف الكتاب ـ كذلك ـ تناقض السياسة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط مع المثل الأمريكية، فهاته السياسة تعمل فقط على دعم إسرائيل بدون مبرر أخلاقي أواستراتيجي في حين تتغاضى عن ممارساتها الغير إنسانية، كما ينتقد السياسات العنصرية الإسرائيلية سواء من خلال “رفض منح الفلسطينيين دولة مستقلة لهم” أو “معاملة عرب إسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية”، ناهيك على أن مؤلفي الكتاب ينزعان المشروعية عن ما يعرف ب”النظام الديمقراطي الإسرائيلي”، لأن هذا الأخير يعاكس القيم الديمقراطية الأمريكية، فإذا كان الشعب الأمريكي “يتمتع بحقوق متسواية بغض النظر عن الأصول العرقية أو الدينية أو الجنس”، فإن “إسرائيل تقوم المواطنة فيها على إخوة الدم اليهودي”[15].
بناء على ما تم ذكره، يمكن القول بأن الوقعيين الجدد يقدمان نقدا لاذعا للسياسة الخارجية الأمريكية المدعمةلإسرائيل، لأن هذه السياسة تتناقض مع قيم حقوق الإنسان والديمقراطية التي تدعي أمريكا بأنها حريصة على نشرها وحمايتها، بل تؤدي إلى نتائج عكسية منها على وجه الخصوص ارتفاع العداء لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية بشكل عام ولسياستها المساندة لإسرائيل بشكل خاص، ثم أن هذه السياسة التي تنفذ أجندة اللوبي الإسرائيلي تعصف بسمعة الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها قوة عظمى ذات مكانة دولية، ولها الدور المركزي في تحقيق السلم والأمن الدوليين، مما يضعها طرفا في معادلة الصراع إلى جانب إسرائيل وليست دولة محايدة وراعية للسلام.
وفي هذا الصدد تندرج سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لا يخفي دعمه العلني للسياسة الإسرائيلية بمنطقة الشرق الأوسط، ليس فقط من خلال الوقوف إلى جانب إسرائيل في المحافل الأممية ومحاولة عرقلة تدخل المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية للقانون والتعهدات الدولية، بل من خلال اتخاذ قرارات تلبي طموحات اللوبي الإسرائيلي في إقامة دولة عنصرية توسعية بمنطقة الشرق الأوسط عاصمتها القدس، انسجاما مع تعهداته في الحملة الانتخابية سنة 2016 التي قدمها أمام المؤتمر السنوي لأحد مكونات اللوبي “لجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية العامة (الأيباك)”[16].
ثانيا : الثابت والمتغير في سياسة ترامب بمنطقة الشرق الأوسط
إذا كان الدعم المالي والعسكري والسياسي لإسرائيل ثابتا في السياسة الخارجية الأمريكية، فإن المتغير يكمن في تولي شخصية ترامب المثيرة للجدل منصبه بإدارة البيت الأبيض، فهذا الأخير اتخذ قرارات غير مسبوقةخلال المدة الوجيزة التي تسلم فيها السلطة كرئيس لأقوى دولة في العالم، بل أنجز ما لم يستطع إنجازه سالفيه من الرؤساء في العلاقة بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية بالشرق الأوسط وبالدعم لإسرائيل.
وقد بدأ ولايته بتوقيعه مرسوما رئاسيا يمنع دخول مواطني سبعة دول ذات الأغلبيةالمسلمة (إيران؛ العراق؛ سوريا؛ الصومال؛ ليبيا؛ اليمن؛ السودان) إلى الولايات المتحدة الأمريكية تحت مبررات الإرهاب[17]،تلاها بالانسحابمن منظمة اليونيسكو في أكتوبر 2017 بذريعة أنها معادية في توجهها لإسرائيل[18]، ووقف المساعدات على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنوروا)، ثمالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيلوالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني[19].
فضلا عنالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، بالإضافة إلى التسويق لما يعرف بصفقة القرن لحل الصراع العربي الإسرائيلي[20]، لكن هذه الصفقة الغير واضحة المعالم يوازيها خطوات من الجانب الأمريكي والإسرائيلي تؤكد بأن هذا الحل كيف ما كانت طبيعته فإنه لن يأخذ بحقوق الفلسطينيين كحق العودة وحل الدولتين، بل سيكرس الأمر الواقع ليضغط على أطراف القضية الفلسطينية لقبول الصفقة بالشروط الإسرائيلية المجحفة، بما في ذلك تغييب القدس من دائرة المفاوضات من خلال رفض إقامة دولة فلسطين على حدود أراض سنة 1967 وعاصمتها القدس[21].
سنركز في هذا المحور على اثنين من قرارات ترامب، القرار الأول يتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل؛ أما الثاني فهو قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.
- الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
بتاريخ 6 دجنبر 2017 أعلن دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وقرر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فرغم أن هذا الاعترافأقرهالكونجرس الأمريكيبقانون في 8 نونبر 1995 (المعروف بقانون سفارة القدس 1995)، وحدد مدة للشروع في تنفيذه تبدأ من 31 ماي 1999، إلا أنه لم يفعله أي رئيس من الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين على الحكم، إذ كان جل الرؤساءيتفادون ذلك عبر إرجاء تفعيل القانون كل ستة أشهر خوفا من أي رد فعل يمكن أن يؤثر على اتفاقيات السلام مع الدول المحيطة بإسرائيل أو على مفاوضات السلام التي كانت ترعاها الولايات المتحدة الأمركية بين الفلسطينين والإسرائيليين.
ووفق ما يتضمنه القانون فإن القدس ينبغي أن تبقى مدينة غير مقسمة تحمي حقوق جميع المجموعات الدينية والعرقية، وبأنه يجب الاعتراف “بالقدس عاصمة لإسرائيل”، ثم يجب إنشاء “السفارة الأمريكية بإسرائيل بالقدس في موعد لا يتعدى 31 ماي 1999″، لكنه أتاح للرئيس رفع تقرير للكونجرس بغية إرجاء تفعيل القانون لمدة ستة أشهر إذا ما تبين بأن ذلك ضروري لحماية الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا التعليق يجوز أيضا تمديده بشكل إضافي ولفترة ستة أشهر إضافية قبل انتهاء كل مدة[22].
فالواضح أن ترامب أراد أن يكون مختلفا عن باقي الرؤساء السابقين، فلم يمدد تلك المدة إلا مرة واحدة، بعدها مباشرة نفذ واحدا من وعوده الانتخابية المتمثل في نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، محاولا بذلك تحقيق إنجاز شخصي في العلاقة مع الكيان الصهيوني، ولم تتوقف سياسة ترامب عند هذا الحد، بل اتخذ قرارات يصفها العديد من الخبراء بأنها تنم عن شخصية غير معهودة بإدارة البيت الأبيض[23]؛ لذلك فترامب كان أكثر واقعية في سياسته تجاه إسرائيل، لأن ما فعله يثبث صحة ما ورد في كتاب “جون ميرشايمر” و”ستيفن والت” من تأثير اللوبي الإسرائيلي في السياسة الخارجية الأمريكية.
إذ لم يكن ترامب الرئيس الأمريكي الأول الذي جعل من سياسته بمنطقة الشرق الأوسط في خدمة المصالح الإسرائيلية،لأن حماية أمن إسرائيل تعتبر ثابتا في السياسة الخارجية الأمريكية[24]، كما أن هذا الاعتراف ما هو إلا تأشير على قانون سابق على وصوله إلى البيت الأبيض وصادر عن مؤسسة الكنجرس على عكس الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان الذي جاء عن طريق البيت الأبيض؛فربما شخصية ترامب وطموحاته الانتخابية في ولاية ثانية، ثم نظرته العنصرية تنسجم مع سياسته المؤيدة للأطماع التوسعية الإسرائيلية، ليس فقط من خلال مصادرة حقوق الفلسطينيين عبر سياسة التهجير وبناء المستوطنات، وإنما من خلال الاعتراف بسيادة إسرائيل على الأراضي المحتلة منذ حرب 1967 ومنها توقيع الإعلان التنفيذي ينص على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل[25].
- الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان
احتلت إسرائيل الجولان في حرب الستة أيام سنة 1967 التي اندلعت أطوارها ما بين مصر وسوريا والأردن من جانب وبين إسرائيل من جانب أخر، ثم استرجعت سوريا جزء من المساحة المحتلة في حرب أكتوبر 1973، لكن إسرائيل أعادت تلك الأراضي المسترجعة قبل نهاية الحرب، بعدها سلمت إسرائيل مدينة القنيطرة المدمرة إلى سوريا سنة 1974 في إطار اتفاقية فك الاشتباك بينهما، وتبلغ حاليا مساحة الأراضي المحتلة حوالي 1150 كم2، في حين كانت المساحة التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 حوالي 1250 كم2، تم تحرير 100كم2 منها سنة 1974[26].
وفي 14 دجنبر 1981 قرر الكينيست الإسرائيلي ضم الجولان السوري إلى إسرائيل، فتم بموجبه فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على الجولان، إلا أن هذا القرار الإسرائيلي لقي معارضة دولية ومجابهة أممية[27]، فمباشرة بعد صدوره بثلاثة أيام تبنى مجلس الأمن الدولي القرار رقم 479 بالإجماع والذي أكد فيه أن “الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن”، واعتبر القرار الإسرائيلي “لاغيا وباطلا ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولي”، كما “طالب من إسرائيل القوة المحتلة أن تلغي قرارها فورا”[28].
فالواضح أن المنتظم الدولي يعتبر الجولان أراضي محتلة، وبأن السيادة الإسرائيلية عليها مرفوض أمميا ومناقض للشرعية الدولية، لهذا فتوقيع دونالد ترامب الإعلان التنفيذي الذي يقر بموجبه الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري هو انتهاكلقواعد ومبادئ القانون الدولي والقرارات الأممية[29]، فهذا الإعلان الذي وقعه الرئيس الأمريكي في الخامس والعشرين من مارس 2019 ما هو إلا خطوة لإرضاء الأوساط اليمينية واللوبيات الصهيونية التي تؤيده بالمجتمع الأمريكي، بما يفيد بأنه قرار لا يخرج عن نطاق تأثير اللوبي الإسرائيلي في السياسة الخارجية الأمريكية وفق الواقعيين الجدد.
هذا التأثير يبدو جليا مع إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب من خلال سياسته المؤيدة لإسرائيل، خاصة لليمين العنصري الذي يبني طروحاته على الإيديولوجية الصهيونية ذات الأطماع التوسعية بمنطقة الشرق الأوسط، وهذا ما يخالف قواعد القانون الدولي والقيم الليبرالية بما في ذلك قيم حقوق الإنسان التي تدعي أمريكا بأنها حريصة عليها، مما يضع السياسة الخارجية للرئيس ترامب المؤيدة لإسرائيل أمام تناقض صارخ وازدواجية المعايير، بل سياسة معادية للإنسانية وللتعايش السلمي وللسلام بمنطقة الشرق الأوسط من خلالتجاهلها للانتهاكات الإسرائيلية.
فالملاحظ هو أن الرؤساء الأمريكيين السابقين اتسمت سياستهم بمنطقة الشرق الأوسط بفرضتوازن القوة الإقليمي[30]، وبردع ما تسميهم “بالدول المارقة”، ثم الحفاظ على ريادة الولايات المتحدة الأمريكية لعملية السلام، بينما ترامب بقراراته تخلى عن هذا الدور ووضع بسياسته أمريكا أمام منعطف تاريخي خطير، أكثر من هذا أنه أسقط من حساباته ما يعرف بحل الدولتين، واصطف بشكل واضح معطروحات اليمين المتطرف الإسرائيلي انسجاما مع طموحاته في تعزيز فرصه الانتخابية سنة 2020، من خلال استرضاء القاعدة العريضة للمسيحيين الإنجيليين الذين صوتوا عليه بأعداد كبيرة في انتخابات عام 2016[31].
ثالثا : سياسة ترامب من منظور الواقعيين الجدد
مع انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية تفاءل الواقعيين الجدد بوعوده الانتخابية التي تعهد فيها بتطوير السياسة الخارجية الأمريكية، ففي مقال نشر بتاريخ 27 نونبر 2016 بمجلة « THE INTERNATIONAL INTEREST » يتفق فيه”ميرشايمر” مع ترامب في نقد السياسة الخارجية للرؤساء الأمريكيين السابقين، ثم يحاجج وعوده الانتخابية مع طروحات الواقعية السياسية، فيتساءل إن كان ترامب سيتخلى عن سياسة أسلافه ويتبنى سياسة خارجية واقعية أم أنه سيبقى حبيس التوج السياسي لسابقيه المتسم بالنزعة الليبرالية[32].
يقدم “ميرشايمر” في مقاله نقدالاذعا للرؤساء السابقين الذين طغت على سياستهم الهيمنة الليبرالية التي لا تضع أولوياتواضحة، فمن سماتهاالتدخل بالقوة لتغيير أنظمة الحكم بذريعة نشر الديمقراطية مما أدى إلى تواجد الجيش الأمريكي في كل بقاع العالم، لكن هذه الهيمنة ـ من وجهة نظر “ميرشايمر” ـأثبتت فشلها الذريع، فيسميها بالاستراتيجية المفلسة لأنها أدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في حربمفتوحة منذ الحرب الباردة (من حالة حرب إلى اثنين كل ثلاثة سنوات)، لهذا يلح على ضرورة التخلي عن هذه الاستراتيجية واعتماد سياسة خارجية واقعية، أساسها التركيز على احتواء الصعود الصيني ومنعها من أن تصبح قوة إقليمية مهيمنة بأسيا والمحيط الهادئ، لأنه من المرجح أن تحاول “الصين الهيمنة على إقليم أسيا ـ الباسيفيك أكثر منالطريقة التي هيمنت بها الولايات المتحدة الأمريكية على المجال الغربي للكرة الأرضية”[33].
هذا المنحى يقتضي ــ من وجهة نظر “ميرشايمر” ـ إعادة النظر في السياسة الخارجية الأمريكية في العلاقة بالعديد من القضايا الدولية، أولها هو احترام سيادة الدول حتى لتلك التي لا تتفق الولايات المتحدة الأمريكية مع سياستها الداخلية، وسحب قواتها من العديد من بلدان العالم أو التقليص من حجمها مع تشجيع الأوربيين على تحمل مسؤولية أمنهم، ثم يضيف “ميرشايمر” بأنه على إدارة ترامب تحسين العلاقات مع روسيا لأن ذلك لا يشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية، بل يتطلب الأمر أن يكونا حليفين لاحتواء الصعود الصيني، فضلا عن ضرورة تعاونهما في العديد من القضايا الدولية كالملف النووي ومواجهة الإرهاب والسماح لروسيا بإنهاء النزاع السوري[34]…
فهل تتجه السياسة الترامبية في نفس طروحات الواقعيين الجدد؟ أم أن سياسته لا تختلف عن الهيمنة الليبرالية؟ وبصيغة أخرى أين تتموقع الترامبية؟، إذ حسب العديد من الخبراء المهتمين بالظاهرة الترامبية، فإنه من الصعب تصنيف سياسة ترامب بالنظر إلى تقلب قراراته وعدم استقرارها على موقف ثابت، بل هي ظاهرة سياسية قائمة بذاتها تقتضي التقصي في دوافعها الخفية وخلفياتها النظرية وأفاقها على نسق العلاقات الدولية[35]؛أما تمظهرات ذلك فتنجلي بوضوح في شخصيته المتقلبة المواقف وسياسته الخارجية المتأرجحةالتي تشكل تحديا للواقعيين الجدد[36].
إذ ينتقد رواد الواقعية الجديدة مجمل القرارات التي اتخذها ترامب خلال الفترة التي تولى فيها منصبه بإدارة البيت الأبيض، لكونها لا تنسجم مع تصورات الواقعية السياسية في حقل العلاقات الدولية، ثم أنها انقلبت على كل التراكمات السابقة للسياسة الخارجية الأمريكية كانسحابه من الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعه بارك أوباما أو إعطائه الحرية للتوسع الإسرائيلي بما في ذلك تخليه عن خطاب حل الدولتين الذي دعمه كل من كلنتون وبوش وباراك أوباما… فهذا النقد يستشرف لمستقبل السياسة الخارجية الأمريكية لما بعد ترامب أو ما بعد “مأساة” السياسة الترامبية ـ وفق “ستيفن والت” ـ بما في ذلك إعادة ترميم ما ستهدمه سياسته الغير منسجمة التوجهات، الأمر الذي سيتطلب تحمل العواقب الممكن أن تنتج عنها[37].
فتبعا لذلك كتب “ستيفن والت” مقالا حديث النشر (2019/03/05) بمجلة فورين بوليسي « Foreign Policy »، يهاجم فيه السياسة الخارجية لترامب بنبرة حادة وبنظرة تشاؤمية يعكسها عنوان المقال، حيث عدد إخفاقاته في العلاقة بالعديد من البلدان (أوربا؛ الصين؛ كوريا الشمالية؛ الشرق الأوسط؛ روسيا..) وفي أكثر من ملف دولي (الملف النووي الإيراني؛ عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية؛ التغيرات المناخية؛ الاتفاقيات التجارية..)، فمثلا في منطقة الشرق الأوسط ” كانت سياسة ترامب بعيدة كل البعد عما يمكن أن تمليه الواقعية”، لعل أحد تمظهراتها هو تسليم عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية إلى صهره (كوشنير) غير المؤهل حسب “ستيفن والت”[38].
ويتابع القول بأنه “إذا كان جوهر الواقعية هو التعامل مع العالم كما هو حقا فإن ترامب هو أكثر من خرافي”، من خلال مغامراته السياسية البعيدة عن النظر إلى القضايا الدولية بواقعية سياسية، إذ “بعد أكثر من عامين من ولايته الأولى، يعتبر الإنجاز الأكثر بروزا في السياسة الخارجية لترامب هو الانخفاض المطرد والحاد في السمعة العالمية لأمريكا”، في إشارة إلى أن قرارات ترامب لا تخدم المصلحة الأمريكية بقدر ما أنها تعصف بمكانتها الدولية، وتساهم بشكل من الأشكال في ارتفاع العدائية المضادة لسياستها الخارجية بمختلف مناطق المعمور نتيجة التوجه الترامبي القائم على الصدامية والانعزالية والتوجه الصفقاتي في حل الملفات الدولية المعقدة.
وازدادت الشكوك حول نواياه السياسية حتى من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة الأمريكية، خصوصا بعد استضافته لليمين المتطرف الأوربي بالبيت الأبيض، وخلق خلافات مع دول الجوار (كندا؛ المكسيك)، بالإضافة إلى معاداته للمهاجرين القادمين من دول أمريكا اللاتينية، الأمر الذي يؤكد بأن سياسته هي نكسة حقيقية تعصف بالمكانة الأمريكية في العالم مقابل استفادة قوى دولية أخرى (الصين وروسيا) من تواجد ترامب بالإدارة الأمريكية.
على سبيل الختم :
إنأهم ما يستفاد من كتاب الواقعيين الجدد أعلاه هو أن تحقيق الانتصارات في إطار الصراع من أجل ربح قضية محددة يتم عبر عمل منتظم استباقي واستراتيجي يروم إلى توجيه بوصلة سياسة دولة ذات مكانة دولية في اتجاه خدمة تلك القضية، وهذا العمل هو ما ينطبق على تأثير اللوبي الإسرائيلي في السياسة الخارجية الأمريكية، بالمقابل تكتفي أطراف القضية الفلسطينية بتجرع الخيبات من دون أي عمل ذو تأثير دولي؛ إلا أن هذا التأثير يتعرض لانتقادات لاذعة من رواد الواقعية الجديدة، لأنه يعصف بالقيم الديمقراطية داخل المجتمع الأمريكي التي أرسى دعائمها الأباء المؤسسون من خلال قمع الأصوات المنتقدةللدعمالموجه لإسرائيل، كما يساهم على المستوى الخارجي في تنامي العداء المضاد للسياسة الخارجية الأمريكية.
أما سياسة ترامب ذات الصلة فلا تخرج عن توقعات الواقعيين الجدد حول المغامرات الممكن أن تتجهفيها بوصلة السياسة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط بتأثير من اللوبي الإسرائيلي، فترامب بقراراته تماهى مع طموحات اللوبي الإسرائيلي بالمجتمع الأمريكي وانسجم مع تطلعاته من جهة، ومن جهة ثانية حقق طروحات السياسة الإسرائيلية بما في ذلك اليمين المتطرفالذي لم يكن يتوقع مثل هذه القرارات المؤيدة لتصوراته؛لكن ماذا عن سياسة ترامب؟ هل خلفياتهاالنظرية تنهل من المدارس العريقة في حقل العلاقات الدوليةأم أنها ظاهرة قائمة بذاتها وغير مستقرة على توجه واضح المعالم؟ هل كان لابد من الترامبية بغية إنجاز ما يستحيل إنجازه أم أن الترامبية مرحلة عابرة في تاريخ سياسة الأمريكية؟.
إن السياسة الترامبيةتتقاطع مع أكثر من مدرسة فكرية في حقل العلاقات الدولية، فهي “صيغة جديدة للواقعية السياسية بمعادلة صفرية”، ولعل تجليات واقعيته تنجلي بوضوح في سياسته الخارجية التي تضع مصلحة أمريكا أولا، كما أنها سياسةخارجية ببصمة الشخصية الترامبية العنيدة والمحبذة للمنطق الصفقاتي في إدارة القضايا الدولية، بمعنى أخر الطموح الشخصيلترامبفيتحقيق الإنجازات التي عجز عنها سالفيه من الرؤساء عبر جلب المنافع للشعب الأمريكي ببراجماتية سياسية، من دون أن يتخلى عن النزعة القومية التي تنفي الأخربذريعة ضرورة العودة بمجد أمريكا المهدد، وهذا ما يضعه جنبا إلى جنب مع تيارات اليمين الشعبوي المتطرف والأصولية السياسية بجميع أنحاء العالم، لذلك فصعود الترامبية تندرج ضمن سياق دولي متسم بتنامي الشعبوية الذي يعصف بالقيم الديمقراطية في بعدها الليبرالي.
لائحة المصادر والمراجع :
- المراجع باللغة العربية :
- المقالات والمنشورات :
ـ المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، قرار ترامب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان : خلفياته ودوافعه، سلسلة تقدير موقف، 27 مارس 2019.
ـ أبو عرقوب عمر، “صفقة القرن” من منظور الإعلام وهندسة الجمهور : تحليل نقدي للخطاب الرسمي الأمريكي، رؤية تركية ، السنة 7 العدد 4، شتاء 2018.
ـ الخمليشي سمر، إدارة ترامب : الثابت والمتغير في السياسة الخارجية الأمريكية، المعهد المصري للدراسات، فبراير 2019.
ـ الصالحي أسماء، السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب اتجاه منطقة الشرق الاوسط : بين الثابت والمتغير، المركز العربي الديمقراطي للنشر، الطبعة الأولى 2017.
ـ خشيب جلال، الصعود الصيني عند الواقعيين الجدد، المعهد المصري للدراسات، 15 مارس 2019.
ـ سلامة أيمن، الإعلان الأمريكي بشأن الجولان السوري المحتل… قراءة قانونية، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ناريخ النشر 28/3/2019.
ـ ميرشايمر جون و والت ستيفن، ورقة العمل بعنوان “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية”، ترجمة وإعداد مدحت طه، نفرو للنشر والتوزيع، مصر، الطبعة الأولى 2007.
- قرارات مجلس الأمن :
ـ قرار مجلس الأمن رقم 497 المعتمد بتاريخ 17 دجنبر 1981.
- التقارير :
ـ الشرقاوي محمد، تقرير حول سلسلة محاضرات بالجامعات المغربية حول “السياسة التارمبية وتأثيرها على العلاقات الدولية المعاصرة”، تحت عنوان “باحث في “الجزيرة للدراسات” يحاضر عن “الترامبية “و”قياس حكم الإسلاميين” في ثماني جامعات ومراكز أبحاث مغربية”، منشور بتاريخ 7 أبريل 2019 :http://studies.aljazeera.net/ar/centernews
ـ هيومن رايتس ووتش، تقرير تحت عنوان “المحكمة الجنائية الدولية تواجه تهديدات من الولايات المتحدة الأمريكية: على الدول الأعضاء مواجهة جهود التشكيك للملاذ الأخير”، منشور بتاريخ 3 دجنبر 2018 بموقع منظمة هيومن رايتس ووتش، :https://www.hrw.org/ar/news/2018/12/03/324821
ـ وكالة الأناضول، تقرير تحت عنوان “صفقة القرن”… سيناريوهات أمريكية متعددة وحلم فلسطيني مستبعد، تقرير منشور بموقع الوكالة في 22 أبريل 2019، : https://www.aa.com.tr/ar
- المواقع الإلكترونية :
ـ الجمهورية العربية السورية، وزارة الخارجية والمغتربين، الموقع الإلكتروني www.mofa.gov.sy.
- المراجع باللغة الأنجليزية :
- BOOKS :
- MearsheimerJhon andM.Wallt Stephen, Israel lobby and U.S foreign policy, Ferrar; Stratus and Giroux, New York, First edition 2007.
- ARTICLES :
- MearsheimerJhon, Donald Trump Should Embrace a Realist Foreign policy. But can he take on the infamous Washington « Blob » ?, THE INTERNATIONAL INTEREST, 27/11/2016, at https://nationalinterest.org
- Walt Stephen, Planning for the post trump Wreckage, when the president eventually exists the White House, the rest of us will quickly have to make sense of the world he’s left behind, Foreign Policy, 30/08/2018, at : https://foreignpolicy.com/2018/08/30/planning-for-the-post-trump-wreckage/
- Walt Stephen, That israel Lobby Controversy? History Has Proved Us Right, THE FORWARD 2/10/2017, at : https://forward.com
- Walt Stephen, The Tragedy Trump’s foreign policy.. The U.S president had some genuie insights about America’s international problems. Where di dit all go wrong ?, Foreign Policy, 2019/03/05, at : https://foreignpolicy.com
- Walt Stephen, The Word Wants You to Think Like a Realist.. From Europe to Iran to North Korea, the Word doesn’t make sense anymore unless you put all your illusions aside, Foreign Policy, 30/04/2018, at : https://foreignpolicy.com
- laws :
- S Congress, Public Law 104 – 45, JERUSALEM EMBASSY ACT OF 1995 , Nov. 8, 1995.
[1]ـ صدر الكتاب في بادئ الأمر على شكل ورقة عمل سنة 2006، وفي سنة 2007 تم تنقيح تلك الورقة التي تعرضت لانتقادات كثيرة لتصدر في كتاب بصيغة جديدة مدعم بالأدلة والحجج.
[2]ـ نموذج رد آلان ديرشوفيتز بعنوان “فضح المؤامرة اليهودية الحديثة ـ القديمة” في رد على ورقة عمل/ ميرشايمر، والت، أبريل 2006.
[3]– Stephen M.Walt, That israel Lobby Controversy? History Has Proved Us Right, THE FORWARD 2/10/2017, accessed on 05/04/2019 at : https://forward.com
[4]ـ عمر أبو عرقوب، “صفقة القرن” من منظور الإعلام وهندسة الجمهور : تحليل نقدي للخطاب الرسمي الأمريكي، رؤية تركية ، السنة 7 العدد 4، شتاء 2018، ص 64.
[5]– JhonJ.Mearsheimer and Stephen M.Wallt, Israel lobby and U.S foreign policy, Ferrar; Stratus and Giroux, New York, First edition 2007, p 151.
[6]ـ من بين المؤسسات التي ترتبط بالمحافظين الجدد: مركز السياسات الأمنية (CSP)؛ معهد هدسون (HI)؛ مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)؛ المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي (JINSA)؛ منتدى الشرق الأوسط (MEF)؛ مشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC)؛ معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى (WINEP)…
[7]ـ هي واحدة من فروع المسيحية المتطرفة التي انفصلت عن البروتيستانية، وتأسس هذا التيار بالولايات المتحدة الامريكية مطلع القرن التاسع عشر في صفوف السكان البيض، كما يشكل نسبة تفوق العشرين في المائة من سكان الولايات المتحدة الأمريكية،تتماهى معتقدات هذا التيار مع تصورات الحركة الصهيونية، إذ يعتقد أنصاره بأن قيام إسرائيل هو تحقيق لنبوءات دينية، وبأن دعمها هو التزام ديني ثابت…
[8]– JhonJ.Mearsheimer and Stephen M.Walt, op.cit, p 113.
[9]-JhonJ.Mearsheimer and Stephen M.Walt, op.cit, p 168.
[10]ـ تهمة معاداة السامية من التهم الجاهزة التي توجه لكل المنتقدين للسياسة الإسرائيلية أو للدعم الأمريكي لإسرائيل، حيث لم يسلم منها حتى مؤلفي الكتاب “جون ميرشايمر” و “ستيفن والت”.
[11]– JhonJ.Mearsheimer and Stephen M.Walt, op.cit, p 132.
[12]– Stephen M.Walt, That israel Lobby Controversy? History Has Proved Us Right, THE FORWARD 2/10/2017, accessed on 07/04/2019 at : https://forward.com
[13]ـ جون ميرشايمر وستيفن والت، ورقة العمل بعنوان “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية”، ترجمة وإعداد مدحت طه، نفرو للنشر والتوزيع، مصر، الطبعة الأولى 2007، ص 56.
[14]– Stephen M.Walt, That israel Lobby Controversy? History Has Proved Us Right, THE FORWARD 02/10/2017, accessed on 07/04/2019 at : https://forward.com
[15]ـ جون ميرشايمر وستيفن والت، مرجع سابق، ص 21.
[16]ـ عمر أبو عرقوب، مرجع سابق، ص 73.
[17]ـ والعداء للمحكمة الجنائية الدولية من خلال رفض التعاون معها وتقديم التهديدات لها في حالة ما إذا فتحت تحقيقات في شأن جنودها بأفغانيستان أو في شأن جرائم ارتكبها حلفائه، أنظر تقرير لهيومن رايتس ووتش تحت عنوان “المحكمة الجنائية الدولية تواجه تهديدات من الولايات المتحدة الأمريكية: على الدول الأعضاء مواجهة جهود التشكيك للملاذ الأخير”، منشور بتاريخ 3 دجنبر 2018 بموقع منظمة هيومن رايتس ووتش، تاريخ الولوج 20 أبريل 2019 على الساعة الخامسة مساء:https://www.hrw.org/ar/news/2018/12/03/324821
[18]ـ بالإضافة إلى الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان الدولي بتاريخ 19 يونيو 2019 بذريعة أنه متحيز لإسرائيل.
[19]ـ سمر الخمليشي، إدارة ترامب : الثابت والمتغير في السياسة الخارجية الأمريكية، المعهد المصري للدراسات، فبراير 2019، ص 15.
[20]ـ عمر أبو عرقوب، مرجع سابق، ص 56.
[21]ـ وكالة الأناضول، “صفقة القرن”… سيناريوهات أمريكية متعددة وحلم فلسطيني مستبعد، تقرير منشور بموقع الوكالة في 22 أبريل 2019، تاريخ الولوج إلى الموقع 8 ماي 2019 على الساعة الحادية عشرة ليلا : https://www.aa.com.tr/ar
[22]– U.S Congress, Public Law 104 – 45, JERUSALEM EMBASSY ACT OF 1995 , Nov. 8, 1995,(SEC.3).
[23]ـ محمد الشرقاوي، سلسلة محاضرات بالجامعات المغربية حول “السياسة الترامبية وتأثيرها على العلاقات الدولية المعاصرة”، أنظر التقرير حول المحاضرات تحت عنوان “باحث في “الجزيرة للدراسات” يحاضر عن “الترامبية “و”قياس حكم الإسلاميين” في ثماني جامعات ومراكز أبحاث مغربية”، منشور بتاريخ 7 أبريل 2019، تاريخ الولوج 07/04/2019 :http://studies.aljazeera.net/ar/centernews
[24]ـ أسماء الصالحي، السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب اتجاه منطقة الشرق الاوسط : بين الثابت والمتغير، المركز العربي الديمقراطي للنشر، الطبعة الأولى 2017، ص213.
[25]ـ المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، قرار ترامب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان : خلفياته ودوافعه، سلسلة تقدير موقف، 27 مارس 2019، تاريخ الولوج 7/04/2019 https://www.dohainstitute.org/ar/PoliticalStudies
[26]ـ الجمهورية العربية السورية، وزارة الخارجية والمغتربين، الموقع الإلكتروني www.mofa.gov.sy تاريخ الولوج 11 ماي 2019 على الساعة الخامسة مساءا.
[27]ـ أيمن سلامة، الإعلان الأمريكي بشأن الجولان السوري المحتل… قراءة قانونية، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تاريخ النشر 28/3/2019، بالموقع التالي : acpss.ahram.eg تاريخ الولوج 11/05/2019 الساعة الخامسة والنصف.
[28]ـ قرار مجلس الأمن رقم 497 المعتمد بتاريخ 17 دجنبر 1981، “الفقرات 1 و 2 و 3 “.
[29]ـ أيمن سلامة، الإعلان الأمريكي بشأن الجولان السوري المحتل… قراءة قانونية، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ناريخ النشر 28/3/2019، بالموقع التالي : acpss.ahram.eg تاريخ الولوج 11/5/2019 الساعة الخامسة والنصف.
[30]– Stephen M.Walt, Planning for the post trump Wreckage, when the president eventually exists the White House, the rest of us will quickly have to make sense of the world he’s left behind, Foreign Policy, 30/08/2018, accessed on 10/05/2019 at : https://foreignpolicy.com/2018/08/30/planning-for-the-post-trump-wreckage/
[31]ـ المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، قرار ترامب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان : خلفياته ودوافعه، سلسلة تقدير موقف، 27 مارس 2019، تاريخ الولوج 07/04/2019 : https://www.dohainstitute.org/ar/PoliticalStudies
[32]– JOHN J.Mearsheimer, Donald Trump Should Embrace a Realist Foreign policy. But can he take on the infamous Washington « Blob » ?, THE INTERNATIONAL INTEREST, 27/11/2016, accessed on 05/04/2019 at https://nationalinterest.org
[33]ـ جلال خشيب، الصعود الصيني عند الواقعيين الجدد، المعهد المصري للدراسات، 15 مارس 2019، ص 10.
[34]– JOHN J.Mearsheimer, Donald Trump Should Embrace a Realist Foreign policy. But can he take on the infamous Washington « Blob » ?, THE INTERNATIONAL INTEREST, 27/11/2016, accessed on 05/04/2019 at https://nationalinterest.org
[35]ـ محمد الشرقاوي، سلسلة محاضرات بالجامعات المغربية حول “السياسة التارمبية وتأثيرها على العلاقات الدولية المعاصرة”، أنظر التقرير حول المحاضرات تحت عنوان “باحث في “الجزيرة للدراسات” يحاضر عن “الترامبية “و”قياس حكم الإسلاميين” في ثماني جامعات ومراكز أبحاث مغربية”، منشور بتاريخ 7 أبريل 2019، تاريخ الولوج 07/04/2019 :http://studies.aljazeera.net/ar/centernews
[36]– Stephen M.Walt, The Word Wants You to Think Like a Realist.. From Europe to Iran to North Korea, the Word doesn’t make sense anymore unless you put all your illusions aside, Foreign Policy, 30/04/2018, accessed on 07/04/2019 at : https://foreignpolicy.com
[37]– Stephen M.Walt, Planning for the post trump Wreckage, when the president eventually exists the White House, the rest of us will quickly have to make sense of the world he’s left behind, Foreign Policy, 30/08/2018, accessed on 10/05/2019 at : https://foreignpolicy.com/2018/08/30/planning-for-the-post-trump-wreckage/
[38]– Stephen M.Walt, The Tragedy Trump’s foreign policy.. The U.S president had some genuie insights about America’s international problems. Where di dit all go wrong ?, Foreign Policy, 2019/03/05, accessed on 5/04/2019 at : https://foreignpolicy.com