
الثورة الإسلامية الإيرانية -دراسة في مركزية دور الحرس الثوري-
Islamic Revolution of Iran
Study of the centrality of the role of the Revolutionary Guard
الباحث: أحمد حسان عرنوس، قسم العلاقات الدولية جامعة دمشق
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية العدد 23 الصفحة 45.
Abstract
The research examines Iran’s Islamic Revolution 40 years after its victory, and focuses on the central role played by the Iranian Revolutionary Guard, which was founded with the success of this revolution in 1979,The role of the Guard has been manifested in many political, economic and cultural issues.
The research analyzes the positions of the conservatives and reformists in Iran towards the relationship with the Revolutionary Guards, where conservatives are consistent with the orientations of the internal and external guard leaders, while the reformists disagree with them, The most prominent files of rivalry between the two parties is the nuclear agreement 5 + 1 with the major powers, the file of the Iranian economy, and the missile defense file, where the Revolutionary Guards and the Conservatives refused to conclude the nuclear agreement in 2015, which came into force in 2016, Reformist President Hassan Rowhani.
Keywords:Islamic Republic of Iran, Islamic Revolution of Iran, Revolutionary Guards.
ملخص:
يتناول البحث الثورة الإسلامية الإيرانية بعد مرور أربعين عاماً على انتصارها،ويرصد محورية الدور المركزي الذي يتمتع به الحرس الثوري الإيراني الذي تأسس مع نجاح هذه الثورة في عام 1979م،وقد تجلى دور الحرس في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية،ويحلل البحث مواقف المحافظين والإصلاحيين في إيران تجاه العلاقة مع الحرس الثوري،حيث يتوافق المحافظين مع توجهات قادة الحرس الداخلية والخارجية،في حين يتعارض الإصلاحيون معهم،فقد كانت أبرز ملفات التنافس بين الطرفين تتمثل بالاتفاق النووي 5+1 مع الدول الكبرى،وملف الاقتصاد الإيراني،وملف الدفاع الصاروخي،حيث يرفض الحرس الثوري ومعه المحافظين إبرام الاتفاق النووي في عام 2015،والذي دخل حيز التنفيذ عام 2016،وقد تم إنجازه من قبل الرئيس الإصلاحي حسن روحاني.
الكلمات المفتاحية: الجمهورية الإسلامية الإيرانية،الثورة الإسلامية الإيرانية،الحرس الثوري.
مقدمة:
تُعتبر الثورة الإسلامية الإيرانية من أهم ثورات القرن العشرين،وهي ثورة متجددة وفريدة من نوعها،وإن الإيرانيون لا يقيسون الزمن بالساعات والأيام والشهور والسنينبل بالعقود والقرون،ففي بلد يعود تاريخه إلى أكثر من ألفي عام،لا يعني مرور أربعين عاماً على الثورة الإيرانية شيئاً من الناحية التاريخية _من1979 إلى 2019_،وبالتالي يشعر بعض الإيرانيين بعدم الإنصاف حيال محاولات تقييم الثورة الإيرانية في ذكراها،ففي رأيهم إن الثورة ما زالت في أيامها الأولى،وما سيترتب عليها للإيرانيين والمنطقة والعالم لم يتبلور كلياً بعد،وفضلاً أيضاًعن تقييم أداء الحرس الثوري الذي أخذ على عاتقه حماية الثورة منذ قيامها إلى الوقت الحاضر،وساهم في العديد من المشاريع التنموية الاستثمارية لحماية الاقتصاد الإيراني.
أهمية البحث:
تنبع أهمية البحث في تقديم إسهام جديد لتقييم الثورة الإسلامية الإيرانية،وتوضيحتأثير الحرس الثوري ودورهالمحوري في بناء إيران كدولة إقليمية،وفضلاً عن توضيح طبيعة التنافس في الداخل الإيراني،بين المحافظين الداعمين له والإصلاحيين الرافضين لدوره.
إشكالية البحث:
بعد مرور أربعون عاماً على الثورة الإسلامية الإيرانية ونشوء الحرس الثوري يحتدم الجدال الأكاديمي بين مختلف الباحثين والمتخصصين حول تقييم الثورة ودور الحرس,وأيضاً ليس فقط على المستوى الأكاديمي بل في الداخل الإيراني هناك جدال واسع بين من يرى بأن الثورة مازالت قائمة وتواجه تحديات وجودية منذ قيامها وبالتالي يجب إحياء الثورة بكل مرتكزاتها الأساسية،وهذا الرأي يمثله تيار المحافظين والذين يطالبون بالتركيز على أولوية الحرس الثوري ودوره الفعال في بناء إيران كقوة إقليمية في النظام الدولي،وبين من يرى بأن زمن الثورة قد انتهى ويجب العمل على التخلي عن المبادئ الثورية ويطالب بدور محدود للحرس الثوري ويمثل هذا الرأي تيار الإصلاحيين،ومنهذا الجدال تكمن مشكلة البحث في محاولة الإجابة عن التساؤلين التاليين :
_ما هي الأسباب التي أدت إلى ازدياد الدور المركزي للحرس الثوري سواءً على الصعيد الداخلي في إيران،وأيضاً على صعيد قضايا النظام الإقليمي والدولي؟
_ما هي مواقف المحافظون والإصلاحيون في إيران تجاه دور الحرس الثوري؟
افتراضات البحث:
ينطلق هذا البحث من الافتراضات التالية:1.إن الحرس الثوري الإيراني منذ قيام الثورة قد ازداد دوره في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية،2.إن مستقبل الحرس الثوري مرتبط بقضايا التنافس السياسي بين المحافظين والإصلاحيين في إيران،3.كلما ازدادت الضغوط الأمريكية على الحرس الثوري الإيراني ازدادتشعبية المحافظين الداعمين للحرس،وبالمقابل تراجع دور الإصلاحيين الذين على تعارض معه.
أهدافالبحث:
يهدف هذا البحثإلى:1.توضيح تاريخ نشأة الثورة الإسلامية الإيرانية،2.تسليط الضوء على أهمية الدور المركزي للحرس الثوري في بناء إيران،3.التنبؤ بمستقبل الحرس الثوري في ظل طبيعة التنافس بين المحافظين والإصلاحيين.
منهجية البحث:
لقد اعُتمد في هذا البحث المنهج التاريخي لدراسة تاريخ الثورة الإسلامية الإيرانية وتوضيح تاريخ نشأة الحرس الثوري، وأيضاً اعُتمد على المنهج التحليلي وذلك لتحليل دور الحرس الثوري بكافة أبعاده.
حدود البحث:
- الإطار الزماني للبحث: يركز البحث على دراسة تأثير الحرس الثوري منذ قيام الثورة الإيرانية 1979 إلى الذكرى الأربعون من انتصار الثورة في 2019.
- الإطار المكاني للبحث: ينحصر البحث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي يرتبط موقعها بأهمية جيوستراتيجية ضمن ترتيبات السياسة الدولية للقوى العالمية والإقليمية.
أقسام البحث:
يتكون البحث من مقدمة وثلاثمطالب وخاتمة.
يتناول المطلب الأول لمحة تاريخية عن الثورة الإسلامية ونشوء الحرس الثوري:أولاً: أحداث الثورة،ثانياً:نشوء الحرس الثوري،وأما المطلب الثاني فيتناول مركزية دور الحرس الثوري،أولاً:مؤسسة الحرس الثوري والدستور الإيراني،ثانياً:الدورالسياسي،ثالثاً:الدورالاقتصادي،رابعاً:الدورالثقافي،خامساً:مؤامرات وضغوط إقليمية ودولية تستهدف الحرس الثوري،وأما المطلب الثالث فيتناول التيارات السياسية الداعمة والرافضة لدور الحرس الثوري،أولاً:التيار الداعم لتوجهات الحرس(المحافظين)،ثانياً:التيار الرافض لتوجهات الحرس (الإصلاحيين).
المطلب الأول_لمحة تاريخية عن الثورة الإسلامية ونشوء الحرس الثوري:
لقد انطلقت بدايات الثورة الإسلامية الإيرانيةفي عام 1979م بقيادة الإمام الراحل آية الله روح الله الخميني*[1]،وبمشاركة العديد من تيارات المجتمع الإيراني الإسلامية والقومية والليبرالية والاشتراكية آنذاك،وأدت بالنهاية إلى سقوط النظام الملكي بقيادة الشاه محمد رضا بهلوي*[2]،وتأسيس النظام الجمهوري الإسلامي في إيران.
أولاً_أحداث الثورة:
دائماً ما يكون من الصعب اكتشاف الجذور الأولى لأي ثورة على نحو دقيق،فمنذ القرن الماضي كانت تمثل حركة احتجاجية على الرغم من وجود قوى ثورية جاهزة للتقدم في اللحظة المناسبة،وقدبدأت الحركة في مدينة قُم وأظهرت مدى شعبية الخميني بين الطبقة الدينية،وجرت مواجهات مع الشرطة وجهاز مخابرات الشاه (السافاك)،وبهذا دشن سيل الدماء فيقُم فصلاً جديداً في الثورة الإيرانية،وأدى ذلك إلى جعل الخميني قائداًللثورة بلا منازع[3]،ولقد تصاعدت الثورة بشكل ملحوظ منذ أوائل عام 1978 حين قامت مظاهرات عديدة في شوارع طهران بقيادة رجال الدين والتجار،وطالب المتظاهرون برحيل الشاه،حيث قال أحد عمال تكرير البترول لمراسل أمريكي:”إننا لن نصدر البترول إلا بعد أن نصدر الشاه شخصياً”[4]،بعد ذلك جاءت أخطر التظاهرات أمام البرلمان في 8/9/1978 وسميت بيوم الجمعة الأسود بسبب سقوط العديد من الشهداء بنيران الجيش،وقد خرج الشاه من إيران إلى أسوان بمصر في 16/1/1979،وتشكل مجلس وصاية على العرش برئاسة جلال الدين طهراني،لكن الخميني أعلن من باريس بأن مجلس الوصاية ومجلس الوزراء غير شرعيين،وأنه قادم لبلده لاستخلاص حقوق الشعب من أيدي الظالمين[5]،وبهذا قد أسس الخميني الجمهورية الإسلامية الإيرانية،وتمكن من القضاء على أعتى النظم الملكية الاستبدادية آنذاك،وهذا ما جعله ذا شعبية كبيرة بين مختلف طبقات الشعب.
ثانياً_نشوء الحرس الثوري:
يُطلق على قوات (جيش الحرس الثوري) بالفارسية اسم “سباه باسدارانانقلابي”،وهي كانت ميليشيات تحولت خلال فترة الحرب مع العراق إلى قوات مسلحة تامة التجهيز،ويسيطر الحرس على 200 ألف من المتطوعين الشباب الذين ينتظمون في قوة دعم تُعرف باسم “باسيج المستضعفين” أي قوات تعبئة المستضعفين[6]،وهي تأسست في 22/4/1979 بأمر من الخميني لمجلس الثورة الإسلامي بتشكيل الحرس لحماية نظام الجمهورية الإسلامية،وتتمتع هذه القوات بهيكلية مستقلة عن الجيش النظامي،وتمتلك وحدات برية وجوية وبحرية وقوة جوفضائية،ولها تركيبتها الأمنية الخاصة بها من استخبارات وجهاز استطلاع[7]،ويبلغ عدد أفراد قوات الحرس وفق تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن بعدد 350 ألف فرد،في حين يرى معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن بأن عدد أفراده لا يتجاوز 120 ألف فرد[8]،ويجدر بالإشارة إلى أنه في عام 1992 أعلنت طهران بتشكيل الأركان العامة المشتركة للقوات المسلحة في محاولة لدمج قوات الحرس والباسيج ضمن مستويات القيادة العليا،ولكن قد بقي الحرس الثوري يتميز باحترافية أكبر[9]،ويجدر بالذكر بأن الحرس الثوري قد قام مؤخراً بإعلانه عن تغيير عقيدته العسكرية خلال المناورات التي قام بها في 22/12/2018،وذلك في ظل التطورات العديدة التي طرأت على الساحتين الداخلية والخارجية تعكس تصاعد مستوى التهديدات التي تواجهها الجمهورية الإسلامية من قبل الولايات المتحدة،وقد تضمنت العقيدة الجديدة إعطاء دوراً أوسع للقوات البرية التابعة للحرس،والتركيز على تبني تكتيكات جديدة في الحرب البرية[10]،وهو ما يمثل مؤشراً على حجم التصعيد والضغوط الأمريكية تجاه دور إيران الإقليمي في المنطقة وخاصةً منذ وصول ترامب إلى الرئاسة وقيامه بالانسحاب من الاتفاق النووي في عام 2018.
المطلب الثاني_مركزية دور الحرس الثوري:
تعد قوات الحرس الثوري من أقوى مؤسسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية،وأكثرهاكفاءةً،وإلى حد كبير يعتمد نفوذ إيران الدولي والإقليمي على هذه المؤسسة،حيث يقول آية الله روح الله الخميني عن الحرس الثوري:”لو لم يكن حرس الثورة ما كانت الدولة،إني أوُقر الحرس وأُحبهم وعيني عليهم،فلقد حافظوا على البلاد عندما لم يستطع أحد ومازالوا،إنهم مرآة تجسد معاناة هذا الشعب وعزيمته في ساحة المعركة وتاريخ الثورة”[11].
أولاً_ مؤسسة الحرس الثوري والدستور الإيراني:
يحدد الدستور الإيراني لعام 1979م والمعدل لعام 1989م دور الحرس الثوري في المادة 150 منه في القسم الثالث المعنون بــ الجيش وقوات حرس الثورة الإسلامية،حيث جاء فيها:”تبقى قوات حرس الثورة الإسلامية،التي تأسست في الأيام الأولى لانتصار هذه الثورة،راسخة ثابتة من أجل أداء دورها في حراسة الثورة ومكاسبها،ويحدد القانون وظائف هذه القوات ونطاق مسؤوليتها بالمقارنة مع وظائف ومسؤوليات القوات المسلحة الأخرى،مع التأكيد على التعاون والتنسيق الأخوي فيما بينها”[12]،وأما قانون الحرس الثوري فيحدد مهام الحرس على الصعيد الداخلي والخارجي بما يلي:1.حماية الثورة وأمنها،2.دعم حركات التحرر في العالم،3.حراسة الثورة وقادتها وأهدافها من العدو الأمريكي والصهيوني وعملائهم في المنطقة،4.مسؤولية الحفاظ على أمن الحدود[13]،وبهذا يُلاحظ بأن للحرس مكانة خاصة في الدستور،فهو مؤسسة يتجلى هدفها الأساسي في حماية الثورة والمكاسب التي حققتها منذ قيامها إلى الوقت الحاضر.
ثانياً_الدور السياسي:
يتمتع الحرس الثوري بدور متعاظم في العملية السياسية الداخلية نظراً لولائه المطلق لخط الإمام الخميني،وإن العديد من كوادره منتشرون في مراكز صنع القرار السياسي،وله علاقات متشعبة مع غالبية مراكز القوى في إيرانوفي مقدمتها المرشد الأعلى[14]،ومن جانب آخر تُحدد الباحثة نيفين مسعد أربع مصادر أساسية لتأثير الحرس الثوري في عملية صنع القرار السياسي في إيران وهي:1.دوره في الحرب مع العراق 1980-1988 والتعبئة العامة الذي كان يشرف عليها أثناء الحرب،2.مؤسسة ضخمة لها مواردها وميزانيتها وكوادرها ومساهمتها الإنتاجية الواسعة في الاقتصاد الإيراني،3.مؤسسة لها علاقات وطيدة مع أهم مراكز القوة في إيران،وفي مقدمتها المرشد الأعلى،حيث قال ذو القدر قائد سابق في الحرس بأن “الحرس هو القبضة القوية لولاية الفقيه وأهم مركز لمواجهة الاستكبار”،4.انتشار رجال الحرس في العديد من مراكز صنع القرار في إيران:مجلسالشورى،مؤسسة المستضعفين*[15]،وزراء في الحكومة[16].
من جانب آخر على صعيد دور الحرس في الحياة السياسية الإِيرانيةلقد عمل على تحقيق النفوذ السياسي في داخل البرلمان الإيراني،ففي الانتخابات التشريعية الخامسة(1996-2000)أصدر الحرس قائمة أنصار حزب الله والتي أصبحت تمثله بالعمل السياسي بشكل مباشر،وأما في البرلمان السادس(2000-2004) حصل الإصلاحيون على الأغلبية البرلمانية،وطالبوا قوات الحرس بالابتعاد عن السياسة،في حين رد على ذلك يحيى رحيم صفوي القائد السابق للحرس بقوله “بأن المشاركة في سياسة البلاد من أجل محاربة المخربين،وأعداء الثورة الإسلامية وهذه من مهمات قوات الحرس”،وأما في البرلمان السابع(2004-2008) تمكن الحرس من خلال كوادرهبالحصول على 100 مقعد في مجلس الشورى،ورئاسة12 لجنة من أصل 23لجنة،وأهمها لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية،ومن ناحية أخرى على صعيد انتخابات الرئاسة الإيرانية(2005-2009) قد تقدم أربعة مرشحين من أهم قادة الحرس الثوري وهم:اللواء محسن رضائي القائد العام لقوات الحرس أثناء الحرب مع العراق1980-1997،محمد باقر قاليبافقائد سلاح الجو التابع للحرس1997-2000،محمود أحمدي نجاد المتوافق مع توجهات الحرس،وعليلاريجاني نائب رئيس هيئة أركان الحرس1982-1992[17]،وبمعنى آخر إن المشروع السياسي للحرس الثوري يتمثل في إحياء دولة الشهداء،فنفوذ الحرس يزداد كلما تم تذكير الإيرانيين بالخطر المحدق بهم،وبالتضحيات التي قدموها خلال فترة الثورة،والحرب مع العراق،والاحتياجات الأمنية للدولة اليوم،والأعداء المحدقين بها وبثورتها[18]،وإن للحرس الثوري دوراً في التأثير على القرارات السياسية فمن الأمثلة على هذا التأثير ما حدث في أيار عام 2004 حيث افتتح الرئيس الإيراني آنذاك محمد خاتمي مطار الإمام الخميني الدولي،وكانت الحكومة الإيرانية قد وقعت اتفاقية مع شركة خدمات تركية لإدارة المطار،ولكن هذا الأمر قد اعترض عليه الحرس بسبب خطر ذلك على الأمن القومي للبلاد وحضور الأجانب،لذلك مارس الحرس تأثيره بالضغط على مجلس الشورى الإسلامي والتي كانت غالبيته من التيار المحافظ الداعم للحرس،مما أدى إلى إبطال تلك الاتفاقية[19]،وبهذا مثلت هذه العملية التأثير الواضح لدور الحرس في عملية صنع القرار السياسي الداخلي،وأمامن ناحية التأثير في القرار السياسي الخارجي وعلى صعيد علاقة القوات المسلحة الإيرانية بالقوات المسلحة للدول الأخرى قد أصبح الحرس المسؤول الأول عن هذه العلاقات،وذلك منذ عام 1993 عندما قام محسن رضائي قائد الحرس خلال أعوام1980-1997 في زيارته لكوريا الشمالية والصين لعقد صفقات أسلحة حديثة[20]،وعلى صعيد آخر يُجدر بالذكر بأن الحرس الثوري يمارس دوره في مجمل التفاعلات السياسية الخارجية،ومن أحد هذه المواقف تصريح يد الله جواني مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون السياسيةفي تاريخ 11/2/2019 و رداً على الضغوط الأمريكية تجاهإيران،بقوله:”لا تملك الولايات المتحدة الشجاعة لإطلاق رصاصة واحدة علينا،على الرغم من كل إمكانياتها الدفاعية والعسكرية،ولكن إذا هاجمتنا فسنمحو تل أبيب وحيفا من على الأرض”،وبهذا ما يؤكد على بروز الدور السياسي للحرس في تصريحات ذات علاقة بالشؤون الدولية والإقليمية المؤثرة تجاه إيران.
ثالثاً_الدور الاقتصادي:
إن الحرس الثوري له دور أساسي في بناء الدولة الإيرانية،فهو يمتلك العديد من المؤسسات التابعة له ومنها الاقتصادية والاستثمارية والتجارية،وهذا التنوع الضمني قد جعل هذه المؤسسة منظومة مستقلة بقرارها ولا سيما الاقتصادي منه،ومتمتعة بقدرٍ عالٍ من الأرصدة والأصول المالية والبشرية،وقد طور الحرس الثوري حقيبة اقتصادية متينة،فالكثير من قادة الحرس يتقاعدون في سن مبكرة نسبياً-قرابة 50 عام- ثم ينضمون إلى نخبة إيران السياسية والاقتصادية ليقدموا دورهم في بناء إيران،وبهذا تعد قوات الحرس نفسها الوريث الشرعي للثورة والمنقذ الحقيقي للجمهورية الإسلامية،وكما تعد نفسها الأقدر على حكم البلاد والأجدر بهذا الدور،فمنذ فترة طويلة مازال يقدم الحرسللقطاع المدني المحلي العديد من كبار المديرين الأكفاء[21]،ومن أهم المؤسسات الاقتصادية التابعة للحرس مؤسسة “خاتم الأنبياء”*[22]التيتأسست في عام 1988مبعد انتهاء الحرب العرقية-الإيرانية ولعبت دوراً أساسياً في إعادة الإعمار[23]،حيث يقول يحيى رحيم صفوي القائد السابق لقوات الحرس بأن:”الحرسالثوري،إضافةً إلى المهمات الموكلة إليه بالدفاع عن أمن البلاد،والدفاع عن الثورة الإسلامية،فإن أكبر فخر له هو مساعدة الحكومة في إعادة إعمار إيران بعد نهاية الحرب،وبتصريح من المرشد الأعلى”[24]،وأما من ناحية أخرى فإن الدستور الإيراني المعدل لعام 1989 قد عزز هذا الدور الاقتصادي للحرس،حيث تنص المادة 147 منه ما يلي:”على الحكومة في زمن السلمأن تستفيد من أفراد الجيش وتجهيزاته الفنية في أعمال الإغاثة والتعليم والإنتاج،وجهادالبناء،مع مراعاة موازين العدالة الإسلامية بشكل كامل وبما لا يضر بالاستعداد العسكري للجيش”[25].
وأما بالنسبة لأهم أهداف مؤسسة خاتم الأنبياء فقد حددها أحد أبرز قادتها عباد الله عبد اللهيفيمايلي[26]:1.التعهد بإنجاز 40 مشروع تنموي ضخم والتي سوف تنتهي في آذار 2019،2.عدم الاتجاه إلى الربحية في العمل،والمساهمة في العمران،والتصدي للعقوبات الاقتصادية التي تفرض على طهران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية،3.تأمين الدعم المالي للمشروعات الكبرى،ورفض التمويل الخارجي لأنه يشكل خطراً على الاقتصاد القومي الإيراني،4.العمل على حل مشاكل المياه في إيران،والتعهد لإكمال مشروع ضخم لإمدادات المياه في غرب إيران،ويغطي المشروع 1460 كيلو متر،ويشمل 17 سد،و150 كيلو متر من الأنفاق،و700 كيلو متر من خطوط النقل،5.تطوير مصفاة نجمة الخليج الفارسي (Persian Gulf Star Refinery) بالتعاون مع شركات أخرى.
ومن المؤسسات الأخرى التابعة للحرس الثوري هي مؤسسة المستضعفين التي ورثت الأموال المنقولة وغير المنقولة لمؤسسة آل بهلوي،وهيوثيقة الصلة بالحرس ووزارة المخابرات[27]،وأما بالنسبة لميزانية الحرس قد قامت الحكومة الإيرانية مؤخراً بتخفيض حصة وزارة الدفاع من الميزانية العامة،مقابل زيادة الميزانية العامة للحرس الثوريوذكرت تقارير إلى قيام الحكومة برفع مستوى الدعم المالي للحرس ضمن موازنة عام 2019لتصل إلى 6 مليارات دولاربعد أن كانت 4,8 مليار دولار في ميزانية عام 2018،أي بزيادة بلغت 25%وفي حين حصلت قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) التابعة للحرس بزيادة بلغت 2% عن ميزانية عام 2018[28]،وإن السبب وراء هذه الزيادة يعود إلى توتر البيئة الإقليمية والدولية وخاصةً حالة المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية وقيامها مؤخراً بتصنيف الحرس “كمنظمة إرهابية أجنبية”،وبهذا بناءً على ما تقدم يتبين أهمية الدور الاقصادي الذي يقوم به الحرس في تفعيل عجلة النمو الاقتصادي،وتشغيل عناصر الإنتاج بأيادي وطنية ودون الاستعانة من الخارج.
رابعاً_الدور الثقافي:
يوجد في إيران منظمة غير حكومية تدعى مؤسسة أوج للفنون والإعلام،وهذه المؤسسة مرتبطة بالحرس الثوري وتعمل منذ عام 2011وتقوم بإطلاق وترويج نشاطات في مجال الفن والثقافة المستوحاة من الثورة الإسلامية،وذلك من خلال أفلام ومسلسلات تلفزيونية،وأفلامروائية،ووثائقية،ورسوممتحركة،ومقاطع فيديو قصيرة،ومن هذه الأعمال السينمائية التي قامت بها فيلم “دمشق تايم 2018” والذي يصور سقوط اثنين من الطيارين الإيرانيين في يدداعش بسوريا بعد أن تعهدت قوات الحرس في حماية سكان مدينة تدمر من الهجمات الإرهابية للدولة الإسلامية،وأيضاً مسلسل “كابيتال سيتي5” وفيلم “حياة الصبر” اللذان يتحدثان عن الدور الإيراني الإنساني في دمشق،ومن الجدير ذكره ضمن هذا الإطار بأن محافظ حلب حسين أحمد دياب قد أثنى على الخدمات الثقافية التي تقدمها منظمة أوج للأطفال السوريين،وأيضاً قد أنتجت المنظمة أعمالاً سينمائية تستهدف حكام آل سعود في المملكة العربية السعودية،حيث قدمت فيلماً وثائقياً عام 2017 يصور تورط العائلة السعودية الحاكمة في قتل حجاج إيرانيين عبر حادثة منى التي حصلت في شهر أيلول لعام 2015،وأما بخصوص ارتباط المنظمة بالحرس الثوري قد أكد مديرها إحسان محمد حسني في شباط 2018 بأن المنظمة تتلقى التمويل من الحرس وأيضاً الدعم اللوجستي والذي يتضمن منح تصاريح تصوير أفلام في المواقع العسكرية التابعة للحرس،وأكد المتحدث باسم المنظمة رمزان شريف بأن نشاطات المنظمة تنسجم بشكل كامل مع الحرس والكثير من منتجاتها تجري بالتعاون معه[29]،وعلاوةً على ما تقدم يُستنتجاهتمام الحرس بالفنون والثقافة والإعلام والدعاية،لتعزيز توجهاته وقيمه وأهدافه في الدفاع عن مبادئ الثورة،فالقوة الصلبة وحدها لا تكفي لمواجهة أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية،لذلك يلجأ الحرس إلى القوة الناعمة لمواجهة محاولات بعض القنوات الإعلامية الدولية والعربية والتي تهدفإلى تشويه صورة إيران والحرس الثوري في العالم العربي والإسلامي.
خامساً_مؤامراتوضغوط إقليمية ودولية تستهدف الحرس الثوري:
نظراً لمحورية الدور الأساسي الذي يقوم به الحرس الثوري في حماية الجمهورية الإسلامية الإيرانية،قد تعرض مؤخراً للاعتداءات الإرهابية من قبل مجموعات مسلحةمدعومة من قبل قوى خارجية،فالحرس مُهدد بالمؤامرات نتيجة مواقفه الثابتة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي،وقد كان أول اعتداء إرهابي حصل في تاريخ 22/9/2018 واسُتهدف عرض عسكري في الأحواز جنوب غرب إيران على الحدود مع العراق،وأكد المتحدث باسم الحرس الثوري العميد رمضان شريف بأن “تيار منظمة الأحوازية هو المسؤول عن هذا الهجوم،وبأنه مدعوم من المملكة العربية السعودية”[30]،وأما المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي قد صرح “بأن هناك دولاً إقليمية مدعومة من الولايات المتحدة تحاول خلق حالة من الفوضى في إيران”[31]،وأما الاعتداء الإرهابي الثاني قد حدث في تاريخ 13/2/2019والذي استهدف حافلة للحرس الثوري في جنوب شرق إيران بالقرب من مدينة زاهدان على الحدود مع باكستان،والذي أدى إلى استشهاد 27 عنصراً من الحرس،وأعلن مساعد قائد الحرس الثوري اللواء علي فدوي “بأن الرد على العملية الإرهابية لن يقتصر على حدود إيران وسيأتي دفاعاً عن الثورة الإسلامية”،في حين ربط وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بين الهجوم والضغوط التي يمارسها مؤتمر وارسو*[32] على إيران،وتسائل في تغريدة له على موقع تويتر”هل وقوع الهجوم الإرهابي بالتزامن مع السيرك الذي يجري في وارسو ضد إيران مصادفة؟”[33]،ومن جانب آخر يرى جيمس دورسي الأستاذ في كلية راجارانتام للدراسات الدولية بأن إيران تعلم أهداف من يقف وراء هذه الهجمات لتصعيد المواجهة مع الولايات المتحدة،والأمر الذي يوحي في حال قامت إيران بأي رد فعل في مياه الخليج فمن الممكن أن يتسبب ذلك بإعطاء فرصة للاندفاعة الأمريكية والتدخل المباشر ضدها،وإن هذه الهجمات تهدف أيضاً إلى التقليل من هيبة الحرس الثوري وصورته التي رسمها لنفسه في إيران والمنطقة[34].
من أحد الضغوط التي يتعرض لها الحرس ما قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في إدراج الحرس الثوري “كمنظمة إرهابية أجنبية” في تاريخ 8/4/2019،حيث تم ذكر هذا البيان حسب الموقع الرسمي للبيت الأبيض وجاء فيه ما يلي:”بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية تم إعلان تعيين الحرس الثوري الإيراني بما في ذلك فيلق القدس (كمنظمة إرهابية أجنبية)،وستكون هذه التسمية هي المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة على الإطلاق بتعيين جزء من حكومة أخرى على أنهاFTO (منظمة إرهابية أجنبية)”[35]،في حين جاء الرد من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في8/4/2019 في بيان له :إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي اجراء متقابل رداً على الخطوة اللاقانونية والبعيدة عن الحكمة للإدارة الأمريكيةاليوم تُعتبر نظام الولايات المتحدة دولة راعية للإرهاب والقيادة المركزية والقوات التابعة لها في منطقة غرب آسيا والمسماة “سنتكوم” ([36]*(CENTCOMباعتبارها جماعة إرهابية[37]،وإن السبب وراء قيام الولايات المتحدة بهذا الإجراء هو استكمالاً لسلسلة الضغوط المتزايدة منذ الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض الحظر النفطي،ورغبةً من ترامب في إجبار طهران على التفاوض بشروط جديدة في مختلف قضايا المنطقة وتقديم تنازلات وخاصةً في دورها الإقليمي،وأيضاً للضغط على الداخل الإيراني،لكن ما جرى هو ازدياد شعبية الحرس الثوري وارتفاع أصوات المحافظين الداعمين له،والدليل على ذلك هو ما قام به عدداً من أعضاء مجلس الشورى في إيران بارتداء زي الحرس الثوري في جلسة علنية دعماً له ورفضاً لقرار ترامب[38].
وبهذا يُستنتج مما سبقمحورية الدور المركزي الذي يتمتع به الحرس الثوري الإيراني،وإنالتوقعات التي أنيطت بمهامهمنذ تأسيسه عام 1979،قد فاقت توقعات مؤسسيه أنفسهم،فهو لا يقتصر على الدور العسكري فحسب،وإنما له دور سياسي واقتصادي،وأيضاً دور ثقافي توجيهي.
المطلب الثالث_التيارات السياسية الداعمة والرافضة لدور الحرس الثوري:
إن ما يعكس طبيعة التوازنات السياسية الداخلية في إيران هو وجود تيارين،المحافظين الذين يطالبونبالتمسك الحرفي بمبادئ الثورة،والمتوافقون في ذلك مع توجهات الحرس،والإصلاحيين الذين يطالبون بضرورة عدم التشدد والاعتدال،وهذا ما يرفضه الحرس.
أولاً_التيار الداعم لتوجهات الحرس(المحافظين):
لقد تكون تيار المحافظين في إيران على يد طبقتين وهما رجال الدين والمنظمات الدينية،ويُعد حزب “مؤتلفة الإسلامي” الهيئة الرئيسة لتيار المحافظين،وأيضاً من أهم أحزابه:الجمهوريةالإسلامية،وحزب تحالف بناء إيران[39]_الذي كان ينتمي له الرئيس الأسبق نجاد_،وتتسم توجهات هذا التيار بثقافة متشددة تجاه الخارج والقلق والخوف منه،فهو شديد العداء للولايات المتحدة الأمريكية والغرب_وهذه نقطة التقارب مع الحرس_ويرفض الاتصال المباشر أو غير المباشر معهم،حيثيرى بأن خط الإمام لا ينسجم مع خط التفاوض،لأن أمريكا العدو الأول للثورة الإسلامية،ولن تتوقف عن حَبك المؤامرات ضد الجمهورية الإسلامية[40]،ولهذا يتوافق هذا التيار مع توجهات الحرس الثوري برفض الحوار مع الخارج،ومن أبرز رموز هذا التيار:
أ.محمودأحمدي نجاد:لقد كان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد 2005-2013 عضواً في مجلس الحرس الثوري منذ أوائل الثمانينات،وعمل في قسم الأمن الداخلي التابع للحرس،وشارك في الحرب مع العراق،وشغل منصب قائد نخبة تابعة لفيلق القدس[41]،ولهذا يؤمن نجادبالمؤسسات الحكوميةالعسكرية ذات الصبغة الموجهة،فإنه يولي ثقة كبيرة لقوات الحرس الثوري،ويجدر الإشارة عند فوز نجاد أكد محمد باقر ذو القدر القيادي السابق في الحرس على أن هذه الانتخابات الرئاسية التاسعة كانت فريدة من نوعها وقد استطاع المحافظون من خلال خطة متعددة الأوجه بأن تكسب الانتخابات في أجواء منافسة حقيقية وصعبة[42]،وهذا ما يدل على أهمية فوز نجاد بالنسبة للحرس الثوري،ثم جاءت أبرز إشارات العلاقة الوثيقة بين الرئيس الأسبق نجاد وهذه المؤسسة عندما اختار أحد قادة الحرس الثوري سابقاً وهو أحمد وحيدي*[43] ليكون وزيراً للدفاع[44]،ومن جانب آخر خلال مدة حكم نجاد كان هناك ما بين 20 و30 محافظاً من قادة الحرس الثوري،وقدم نجاد قائمة مقترحة عن وزراء حكومته إلى مجلس الشورى الإسلامي مكونة من 21 شخصاً،وأغلبهم تابعين للحرس ومنهم وزير الاقتصاد،وزيرالداخلية،وزيرالثقافة،وزير النفط[45]،وبالتالي إن ما جرى خلال حكم نجاد قد عزز من دور الحرس الثوري على الساحة السياسية،وأمامن الناحية الاقتصادية قد أشارت إحصاءات إلى أن العقود الاستثمارية التي ذهبت للحرس الثوري والشركات الاقتصادية التنموية التابعة له قد زادت من أربعة مليارات دولار إلى 12 مليار دولار في فترة رئاسة نجاد الأولى[46]،وبهذا يُستنتج مما سبقبأن الرئيس المحافظ الأسبق نجاد قد كان على توافق تام مع توجهات الحرس الثوري،ذلك لأن المحافظين والحرس يؤمنون بضرورة التمسك الحرفي بالثورة الإسلامية ومبادئها،وأيضاًمن بين الرموز الأخرى للمحافظين الداعمين للحرس هو النائب في البرلمان الإيراني عن مدينة مشهد كريمي قدوسيالذي قال لروحاني أثناء عقد جلسة الأمم المتحدة بتاريخ 25/9/2018:”بأن روحاني وظريف ليس لديهم الحق بأن يقابلوا ترامب بأي شكل من الأشكال”،وحتى إن كريم قدوسي كان من أشد المؤيدين لقرار استقالة ظريف في تاريخ 26/9/2019_والتي رُفضت من قبل روحاني_وقد كان خبر الاستقالة مرتبط بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران وبحضور قائد فيلق القدس قاسم سليماني مع المرشد الأعلى خامنئي وأيضاً لقاء روحاني،وجرت الزيارة ضمن ظروف خاصة وشكلت مفاجأة للعديد بالداخل والخارج،وإن المحافظين قد أعلنوا تأييدهم للحرس الثوري ودوره في السياسة الخارجية ولحضور قاسم سليماني مع الأسد،وهاجموا ظريف بأنه طوال فترة عمله في الخارجية قد قدم 6 سنوات من الفشل[47]،وأيضاً من بين الشخصيات المحافظة والداعمة لتوجهات الحرس الثوري هو علي لاريجاني الذي يشغل منصب رئيس مجلس البرلمان الإيراني،وكان سابقاً الأمين الأعلى لمجلس الأمن القومي لأعوام 2005-2007،وهو قد خدم في الحرس الثوري لأعوام 1982-1992،ومن أهم مواقفه تجاه الحرس بعد أن قامت الولايات المتحدة بتصنيفه “منظمة إرهابية أجنبية”،حيثقال:”مكانة الحرس الثوري في قلب الشعب الإيراني،وهو عامل لحفظ أمن البلاد،وجميع الشعب الإيراني يدعم الحرس،وجميعنا نفتخر بأن نكون في صفوفه”[48].
ب_موقف تيار المحافظين والحرس الثوري من الاتفاق النووي:
لقد كان المحافظين في إيران بشكل عام،والحرس الثوري بشكل خاص من أشد المعارضين للاتفاق النووي في 2015،فمن الناحية السياسية عمل الاتفاق خلال مرحلة ما قبل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرئاسةعلى تعزيز مكانة ودور الإصلاحيين،ولكن بعد قيامترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي في تاريخ 8/5/2018 وزيادة الضغوط وفرض الحظر النفطي وتصنيف الحرس “كمنظمة إرهابية أجنبية”،كل ذلك قد أدى إلى تعزيز مكانة الحرس الثوري والداعمين له المحافظين،والذين طالبوا بالانسحاب من الاتفاق النووي،كرئيس مجلس صيانة الدستور المحافظ أحمد جنتي الذي انتقد حكومة روحاني لعدم الانسحاب من الاتفاق وقال في 17/1/2019 “بأنه في نهاية المطاف سنحرق الاتفاق النووي”[49]،ويجدر بالذكر بأن المحافظين قد نجحوا في إعادة الإمساك بالملف النووي من خلال تفعيل دور المجلس الأعلى للأمن القومي ولجنة مراقبة الاتفاق النووي برئاسة القيادي السابق في الحرس الثوري علي شمخاني بدلاً من سعيد جليلي الإصلاحي[50]،وأما من الناحية الاقتصادية يرفض الحرس الثوري ومعهم المحافظين الاتفاق بسبب المخاوف المتمثلة بدخول شركات استثمارية أجنبية للسوق الإيراني،مما يهدد الاقتصاد القوميويضر بالشركات الوطنية،فهم يطالبونبتبني الاقتصاد المقاوم والذي أعلن عنه المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي منذ عام 2012،والذي يقوم مبدأ هذا الاقتصاد على أساس الحد من اعتماد إيران على العناصر الأجنبية وتطوير الاكتفاء الذاتي بناءً على الخبرات والشباب الإيراني[51]،بمعنى آخر إن الحرس الثوري ومعهم المحافظين يرفضون دعوات الإصلاحيين إلى عودة التفاوض مع الولايات المتحدة أو عقد اتفاق نووي جديد قد يؤدي إلى تقديم تنازلات جديدة وخاصةً بعد تدهور الظروف الاقتصادية والتهديدات الأمريكية في الخليج العربي،وقد يتطلب هذا الاتفاق أو التفاوض تنازلاً في برنامج الصواريخ الباليستية أو تعديل السلوك الإقليمي لإيران في بعض المناطق،وهذا ما يُقوض دور الحرس الثوري بشكل خاص[52]،علاوةً على ما تقدم يُستنتج بأن العلاقة الوثيقة بين المحافظين والحرس الثوري متشابكة في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية،وهي مرتبطة بتطورات الوضع الداخلي،وتأثيرات قضايا السياسة الدولية والملف النووي الإيراني.
ثانياً_التيار الرافض لتوجهات الحرس(الإصلاحيين):
تتشكل القاعدة الاجتماعية لتيار الإصلاحيين من الطبقة المتوسطة والطلاب والمتدينين المعتدلين،ومن أهم أحزابه:حزب مشاركة إيران الإسلامي،حزب الاعتدال والتنمية[53]_الذي ينتمي له الرئيس الحالي حسن روحاني_،وتتسم توجهات هذا التيار في مجال السياسة الخارجية برفض حالة التوتر مع الآخر،ويشدد على تنويع العلاقات الخارجية وتوسيعها،فهو يرفض التطرف والتشدد في السياسة الخارجية[54]،ومن أبرز رموز هذا التيار:
أ_حسنروحاني:نشر الرئيس حسن روحاني في شهر 6 من عام 2015 رسالة مفتوحة إلى النائب الأول إسحاق جهانجيري معلناً فيها عن نيته للقيام بإصلاحات هيكلية في الإقتصادالإيراني،وقد جاءت هذه الإصلاحات بعد سعي روحاني لإنجاز الاتفاق النووي مع الدول الكبرى ومحاولة رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران،وركزت هذه الإصلاحات على تعديل الإطار القانوني للاستثمار في البلد،لكن بالمقابل إن الحرس الثوري له رأي مغاير لتوجهات روحاني،وخاصةً في موضوع فتح الباب أمام مجال الاستثمارات الأجنبيةفهي تشكل تهديد محتمل للأمن القومي الإيراني بشكل عام،وللاقتصاد الوطني بشكل خاص[55]،وقد انتقد حسن روحاني تدخل الحرس الثوري في الاقتصاد،وقال بأن المرشد خامنئي قد أكد مرات عدة على نأي القوات المسلحة عن النشاط الاقتصادي[56]،وأيضاً في كلمة له أمام حشد من رجال الاقتصاد:”بأن الاقتصاد والسلاح والإعلام كلها باتت بيد العسكر ولا يستطيع أحد منافستهم”،في حين رد القائد السابق للحرس الثوري محمد علي جعفري على انتقاد روحاني بقوله:”إن الحرس الثوري لا يمارس نشاطات اقتصادية ربحية،بل إن نشاطاته ترتكز على إزالة الحرمان،والقيام بفعاليات عمرانية،وإجهاض استراتيجية العدو لفرض الضغوط الاقتصادية على البلاد”[57]،ومن جانب آخر قد طالب الرئيس حسن روحاني بضرورة ابتعاد الحرس الثوري عن السياسة،لكنهحرص على عدم استعداء أو إثارة الحرس الثوري ضده،وذلك عبر الإشارة إلى أن قوات الحرس الثوري أبعد وأرقى عن الأحداث السياسية،وأن لديها شأناً أكبر وهو الأمة كلها[58]،ويجدر بالذكر بأن الرئيس روحاني قد أكد منذ عام 2013 في كلمة أمام مجلس قادة الحرس الثوري بأن مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الخميني أوصى الحرس بالبقاء بعيداً عن السياسة[59]،ومن جانب آخر خلال المناظرات التلفزيونية التي سبقت الانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2017-2021،انتقد روحاني سياسات الحرس الصاروخية واصفاً بأنها سوف تحرج إيران وتؤدي إلى نسف الاتفاق النووي،في حين رد مسعود جزايري رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية بقوله:”إن تطوير قوة إيران الصاروخية يأتي في إطار السياسات العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية،ووجود قواعد صاروخية تحت الأرض عامل ردع مهم أمام تهديدات الأعداء”[60].
ب.موقفالإصلاحيين من الاتفاق النووي:
يرفض الإصلاحيين دعوات المحافظين والحرس الثوري في الانسحاب من الاتفاق النووي،حيث يرى الإصلاحيون بأن الخروج من الاتفاق في المرحلة الراهنة سيعود على إيران بخسائر فادحة،وقد عبر عن هذا الاتجاه عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حسين نقوي حسينيبقوله:”إن خروج إيران من الاتفاق النووي في الوقت الحالي بأي شكل سيعود بالضرر على إيران 100%”[61]،ومن جانب آخر يؤكد الإصلاحيون بأن البقاء في الاتفاق النووي يحقق الفائدة المرجوة منه بناءً على موافقة دول الترويكا الأوربية*[62] على شروط طهران المتمثلة بما يلي:1.حماية مبيعات النفط الإيرانية من العقوبات،2.التزام البنوك الأوروبية بحماية التجارة مع إيران عبر إنشاء آلية لدعم المبادلات التجارية تسمى بالانستكسInstex،3.مواصلة شراء الخام الإيراني[63]،وبهذا يدافع الإصلاحيون عن البقاء في الاتفاق النووي أمام دعوات المحافظين والحرس الثوري بضرورة الانسحاب الكامل منه.
من بين القضايا التي شكلت جدلاً واسعاً في الداخل الإيراني هي تصريحات وزير الخارجية الإصلاحي محمد جواد ظريف بخصوص قضية غسيل الأموال،حيثقال:”عمليات غسيل الأموال في إيران واقعية وحقيقة قائمة،وكثيرون ينتفعون من وراء ذلك،وهم بالتأكيد لديهم القدرة المالية على إنفاق عشرات أو مئات المليارات لإفشال قوانين مكافحة غسل الأموال”،وقد كان السبب المباشر لهذا التصريح يعود إلى رفض مجلس صيانة الدستور ومجمع تشخيص مصلحة النظام_الذي يسيطر عليهما المحافظون والمدعومين من الحرس_التوقيع على اتفاقية مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) المعنية بمكافحة غسيل الأموال واتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب((CFT،وفي حين انتقد المحافظون وعلى رأسهم صادق لاريجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام تصريح ظريف حول غسل الأموال في ايران،ووصف هذه التصريح بأنه “طعنة خنجر في قلب النظام”،وكما طالب 24 نائب محافظ في البرلمان الإيراني باستجواب ظريف ومطالبته بتقديم الدليل على وجود قضايا غسيل الأموال في إيران،وعلى جانب آخر طالبت صحيفة مشرق نيوز الإلكترونية التابعة للحرس الثوري بضرورة استقالة ظريف والدعوة لضخ دماء جديدة في الجهاز الدبلوماسي الإيراني[64]،بناءً على ما تقدم يُمكن القول بأن للحرس الثوري أجندات متعارضة مع أجندات الإصلاحيين بشكل عام،وأجندات الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف بشكل خاص،وخاصةً في الملفات الاقتصادية وملف الاتفاق النووي،وأيضاً ملف الدفاع الصاروخي وملف السياسة الخارجية.
جدول من إعداد الباحث يوضح أبرز ملفاتالخلاف بين المحافظين الداعمين للحرس الثوري والإصلاحيين الرافضين له:
الملفات | المحافظين | الإصلاحيين |
العلاقة مع المرشد | التوافق مع خط الإمام الراحل الخميني وأيضاَ خامنئي في مختلف قضايا الداخل والخارج | عدم الاهتمام بالتوافق التام مع مبادئ الخميني والتعارض مع توجهات المرشد خامنئي في بعض القضايا(كالملف النووي والاقتصاد) |
السياسة الخارجية | رفض المفاوضات والتنازلات والتشدد في السياسة الخارجية وتعزيز دور الحرس الثوري كسند للدبلوماسية الإيرانية في المنطقة | الاعتدال في السياسة الخارجية وتنويع العلاقات الخارجية ورفض تدخل الحرس الثوري في السياسة الخارجية |
الاتفاق النووي | رفض الاتفاق النووي والمطالبة بالانسحاب منه بشكل كامل | البقاء في الاتفاق النووي مع إمكانية تعليق العمل ببعض بنوده |
الاقتصاد | اعتماد الاقتصاد المقاوم الذي عبر عنه المرشد خامنئي وبأيادي وخبرات وطنية والاستفادة من إمكانات الحرس الثوري وشركاته الإعمارية والهندسية | الاستعانة من الخارج وتشجيع الاستثمارات الأجنبية ورفض تدخل الحرس الثوري بالاقتصاد |
الدفاع الصاروخي | القيام بالتجارب كسياسة ردع ومواجهة للضغوط وعدمالقيامبمفاوضات بخصوص برنامج الدفاع الصاروخي | عدم القيام بالتجارب وإمكانية الدخول في مفاوضات بشأن برنامج الدفاع الصاروخي |
خاتمة:
باختصار إن الثورة الإسلامية الإيرانية مازالت تواجه تحديات داخلية وتهديدات خارجية منذ قيامها إلى الوقت الحاضر،وإن ما يشهده النظام الدولي الحالي من استمرار وجود بؤر توتر إقليمية محيطة في إيران،سيؤدي إلى استمرار تأثير الحرس الثوري الإيراني،وتعزيز دوره السياسي والاقتصادي والثقافي في إيران،وذلكبسبب حجم التهديدات التي تواجهها الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتوتر الإقليمي في الخريطة الجيوسياسية،وقد كان الحرس الثوري منذ قيامه متوافقاً مع توجهاتالتيار السياسي المتمثل بـالمحافظين،ومتعارضاًمع توجهاتالتيار السياسي المتمثل بالإصلاحيين.
وبذلك يخلص الباحث إلى تحديد أبرز النتائج التي تم التوصل إليها من خلال هذا البحث بالآتي:
_ إن ما جرى مؤخراً من تصعيد وتوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ وصول ترمب إلى الرئاسة 2017،والانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018،واعتداءات على الحرس الثوري في أواخر 2018 وبدايات 2019،وأيضاً تصنيف الحرس الثوري على قوائم الإرهاب من قبل الولايات المتحدة في 8/4/2019،كل ذلك قد أدى إلى تحجيم دور الإصلاحيين في إيران،وارتفاع أصوات المحافظين المتوافقين مع توجهات الحرس،والذين من المتوقع أن يصلوا إلى الحكم في المرحلة المقبلة خلال الانتخابات الرئاسية لأعوام 2021-2025.
_ إن مستقبل الاتفاق النووي بات غير واضح ومن الممكن بأن يتم الضغط على حكومة روحاني من قبل المحافظين وبدعم من الحرس الثوري للإنسحابمنه،وخاصةً بعد التهديدات الأمريكية وإدراج الحرس الثوري “كمنظمة إرهابية أجنبية”.
_ لقد تمتع الحرس الثوري الإيراني بدور فعال في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية في إيران،وذلك بسبب الإمكانيات التي يمتلكها من عناصر بشرية ذات اختصاصات متنوعة وأرصدة مالية من شركات إعماريةوهندسية،ولهذا سوف يستمر دوره في التعاظم مستقبلاً.
قائمة المصادر والمراجع:
أولاً_المراجع باللغة العربية:
- الوثائق:
- دستور إيران الصادر عام 1979 شاملاً تعديلاته لغاية عام 1989،ترجمة المؤسسة الدولية للديموقراطية والانتخابات،تحديث مشروع الدساتير المقارنة،2018.
- الكتب:
- أروند إبراهيميان،ترجمة:مجديصبحي،تاريخ إيران الحديثة،سلسلة عالم المعرفة،المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب،الكويت،2014.
- آمال السبكي،تاريخ إيران السياسي بين ثورتين 1906-1979،سلسلة عالم المعرفة،الكويت،1999.
- شحاتة محمد ناصر،السياسة الخارجية الإيرانية في عهد الرئيس حسن روحاني حدود التأثير وأهم الملامح،مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية،أبوظبي،الطبعة الأولى،2014.
- ضاري سرحان الحمداني،سياسة إيران تجاه دول الجوار،العربي للنشر والتوزيع،القاهرة،مصر،الطبعة الثانية،2012.
- طارق رضوان،إيران…الشعب والدولة تاريخ من الغموض،هلا للنشر والتوزيع،الجيزة،مصر،الطبعة الأولى،2016.
- طارق رضوان،إيران ..الوجه الآخر النزاعات الداخلية وجيرانها،الجزءالثاني،دار هلا للنشر والتوزيع،الجيزة،مصر،الطبعة الأولى،2016.
- فاطمة الصمادي،التيارات السياسية في إيران،المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،الدوحة،قطر،الطبعة الأولى،2012.
- فاطمة الصمادي،التيارات السياسية في إيرانصراع رجال الدين والساسة،المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،الدوحة،قطر،طبعة ثانية-مزيدة ومنقحة،2019.
- كينيث كاتزمان،الحرس الثوري الإيراني:نشأته وتكوينه ودوره،ترجمة:مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية،أبو ظبي،1996.
- محمد صادق اسماعيل،من الشاه إلى نجاد..إيران إلى أين؟،العربي للنشر والتوزيع،القاهرة،مصر،د.ت.
- نيفين عبد المنعم مسعد،صنع القرار في إيران والعلاقات العربية-الإيرانية،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت،لبنان،الطبعة الأولى،2001.
- هوما كاتوزيان،الفرس إيران في العصور القديمة والوسطى والحديثة،ترجمة:أحمد حسن المعيني،جداول للنشر والترجمة والتوزيع،بيروت،لبنان،الطبعة الأولى،2014.
- الدوريات:
- أحمد ناصوري،دراسة تحليلية لعملية صنع القرار السياسي،مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية،المجلد 21،العدد الأول،2005.
- فراس إلياس،سياسة الأمن القومي الإيراني،مجلة الدراسات الإقليمية في تركيا:أنكاسام،كانون الأول/2018.
- فراس عباس هاشم،ارتدادات ضاغطة الحرس الثوري الإيراني وتمثلات أعباء الصعود الإقليمي وتحدياته،مجلة مدارات إيرانية،المركز الديموقراطي العربي،برلين-ألمانيا،العدد الثالث،آذار،2019.
- محمود حمدي أبو القاسم،دراسة سياسية: ايران ومستقبل البقاء في الاتفاق النووي الرهانات والبدائل،المعهد الدولي للدراسات الإيرانية RASANAH،2019.
- محمود البازي،استقالة ظريف كزلزال سياسي عالمي:الأسباب والنتائج حفريات في مواقع التواصل الاجتماعي،مجلة مدارات إيرانية،المركز الديموقراطي العربي،برلين-ألمانيا،العدد الثالث،آذار،2019.
- الرسائل العلمية:
- شنين محمد المهدي،السياسة الخارجية الإيرانية تجاه دول المشرق العربي 2001-2013،رسالة ماجستير منشورة،كلية الحقوق والعلوم السياسية،جامعة محمد خيضر-بسكرة،الجزائر،2014.
- المواقع الإلكترونية:
- مؤسسة خاتم الأنبياء والاقتصاد الإيراني،المركز العربي للبحوث والدراسات،عبر موقع المركز من الرابط الإلكتروني استرد في 26/1/2019: http://www.acrseg.org/40841
- منظمة أوج الإيرانية:الثقافة والفن في خدمة دعاية الحرس الثوري،من موقع كيوبوستالإخباري،شؤوندولية،عبر الرابط الإلكتروني استرد في 10/3/2019: https://www.qposts.com
- موقع جريدة الأخبار اللبنانية،من الرابط الإلكتروني استرد في 20/2/2019:
https://al-akhbar.com/World/266226
- الموقع الرسمي للبيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية،من الرابط الإلكتروني استرد في 23/4/2019:
https://www.whitehouse.gov/briefings-statements/statement- president-designation-islamic-revolutionary-guard-corps- foreign-terrorist-organization
- بيان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني،عبر موقع وكالة أنباء فارس الإيرانية،من الرابط الالكتروني استرد في 23/4/2019: http://ar.farsnews.com/iran/news/13980119001255
ثانياً_المراجع باللغة الإنجليزية:
1.Brian H. Cunningham,Islamic Revolutionary Guard Corps: Instability in the Middle East,Master Thesis published,USMC Command and Staff College,USA,2009.
2.Matthe w M. F rick, Iran’s Islamic Revolutionary Guard Corps: An Open Source Analysis,Institute for National Strategic Studies,Washington,DC,issue 49, 2d quarter 2008.
[1]ا*لخميني1902-1989:روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي،ولد في مدينة خمين،مرجع ديني كبير،وفيسلوف،من أهم مؤلفاته:الحكومة الإسلامية في ولاية الفقيه،كشفالأسرار،رسالة الاجتهاد والتقليد.
[2]*محمد رضا بهلوي1919-1980:آخر ملوك إيران والذي استمر حكمه من 1941-1979،كان يُلقب بــ شاهنشاه أي ملك الملوك،توفي في القاهرة 1980 بعد أن عانى من مرض السرطان.
[3]هوما كاتوزيان،الفرس إيران في العصور القديمة والوسطى والحديثة،ترجمة:أحمد حسن المعيني،جداول للنشر والترجمة والتوزيع،بيروت،لبنان،الطبعة الأولى،2014،ص451-452.
[4]آمال السبكي،تاريخ إيران السياسي بين ثورتين 1906-1979،سلسلة عالم المعرفة،الكويت،1999،ص197.
[5]آمال السبكي،مرجع سابق،ص202.
[6]أروند إبراهيميان،ترجمة:مجديصبحي،تاريخ إيران الحديثة،سلسلة عالم المعرفة،المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب،الكويت،2014،ص237.
[7] محمد صادق اسماعيل،من الشاه إلى نجاد..إيران إلى أين؟،العربي للنشر والتوزيع،القاهرة،مصر،د.ت،ص64.
[8]فراس إلياس،سياسة الأمن القومي الإيراني،مجلة الدراسات الإقليمية في تركيا:أنكاسام،كانون الأول/2018،ص184.
[9]Matthe w M. F rick,Iran’s Islamic Revolutionary Guard Corps: An Open Source Analysis,Institute for National Strategic Studies,Washington,DC,issue 49, 2d quarter 2008,P123.
[10]فراس عباس هاشم،ارتدادات ضاغطة الحرس الثوري الإيراني وتمثلات أعباء الصعود الإقليمي وتحدياته،مجلة مدارات إيرانية،المركز الديموقراطي العربي،برلين-ألمانيا،العدد الثالث،آذار،2019،ص56.
[11]طارق رضوان،إيران…الشعب والدولة تاريخ من الغموض،هلا للنشر والتوزيع،الجيزة،مصر،الطبعة الأولى،2016 ،ص239-240.
[12] دستور إيران الصادر عام 1979 شاملا تعديلاته لغاية عام 1989،ترجمة المؤسسة الدولية للديموقراطية والانتخابات،تحديث مشروع الدساتير المقارنة،2018،ص29.
[13]نيفين عبد المنعم مسعد،صنع القرار في إيران والعلاقات العربية-الإيرانية،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت،لبنان،الطبعة الأولى،2001،ص136.
[14]كينيث كاتزمان،الحرس الثوري الإيراني:نشأته وتكوينه ودوره،ترجمة:مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية،أبو ظبي،1996،ص172-173.
*[15]مؤسسة المستضعفين(بنياد مستضعفان):مؤسسة اقتصادية قامت بعد الثورة الإيرانية وصادرت ممتلكات الشاه،وتمتلك ميزانية مالية كبيرة،بلغت أصولها الإجمالية أكثر من 20 مليار دولار،وتشمل 140 مصنعاً،و470 مشروعاً للتصنيع الزراعي،و100 شركة بناء،و64 منجم،و250 شركة تجارية.
[16]نيفين عبد المنعم مسعد،مرجعسابق،ص 137.
[17]ضياء قدور،تصدر الحرس الثوري الإيراني الواجهتين السياسية والاقتصادية في إيران،من موقع مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي،عبر الرابط الالكتروني استرد في 9/3/2019:
تصدر-الحرس-الثوري-الإيراني-الواجهتين https://mena-monitor.org/research
[18]طارق رضوان،إيران…الشعب والدولة تاريخ من الغموض،مرجع سابق،ص231.
[19]طارق رضوان،إيران ..الوجه الآخر النزاعات الداخلية وجيرانها،دار هلا للنشر والتوزيع،الجيزة،مصر،الطبعة الأولى،2016،ص55.
[20]ضاري سرحان الحمداني،سياسة إيران تجاه دول الجوار،العربي للنشر والتوزيع،القاهرة،مصر،الطبعة الثانية،2012،ص23.
[21]طارق رضوان،إيران…الشعب والدولة تاريخ من الغموض،مرجع سابق،ص244-245.
[22]*خاتم الأنبياء: إحدى أهم الشركات التي تعود ملكيتها بشكل معلن إلى الحرس الثوري الإيراني،تأسست بعد انتهاء الحرب العراقية –الإيرانية،وكانت وظيفتها في البداية تعبيد الطرق وتأسيس المشاريع النفطية،وقامت الشركة في نهاية الثمانينات بدور كبير في إعادة بناء ما دمرته الحرب العراقية-الإيرانية،فأصبحت من أهم الشركات الهندسية،وتضم حوالي 25000 موظف وعامل،وتقوم بتنفيذ حوالي 7600 مشروع مثل بناء السدود والزراعة والمعادن والبناء والجسور والأنفاق والطرق والأنابيب لنقل النفط والغاز وخطوط الهاتف.
[23]فاطمة الصمادي،التيارات السياسية في إيران،المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،الدوحة،قطر،الطبعة الأولى،2012،ص282.
[24]ضياء قدور،تصدر الحرس الثوري الإيراني الواجهتين السياسية والاقتصادية في إيران،من مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي،عبر الرابط الالكتروني استرد في 8/3/2019:
تصدر-الحرس-الثوري-الإيراني-الواجهتين https://mena-monitor.org/research
[25]دستور إيران الصادر عام 1979 شاملا تعديلاته لغاية عام 1989،ترجمة المؤسسة الدولية للديموقراطية والانتخابات،تحديث مشروع الدساتير المقارنة،2018،ص28.
[26]علي عاطف حسان،مؤسسة خاتم الأنبياء والاقتصاد الإيراني،المركز العربي للبحوث والدراسات،عبر موقع المركز من الرابط الإلكتروني استرد في 26/1/2019: http://www.acrseg.org/40841
[27]أحمد ناصوري،دراسة تحليلية لعملية صنع القرار السياسي،مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية،المجلد 21،العدد الأول،2005،ص303.
[28]من الموقع الإخباري،ايراناينترنشنال،متوفر باللغة العربية،عبر الرابط الإلكتروني استرد في 8/3/2019:
إيران-تخصيص-20-ألف-مليار-تومان-للبنية-الدفاعية-في-الميزانية-الإيرانية-الجديدة/ https://iranintl.com/ar
[29]،منظمة أوج الإيرانية:الثقافة والفن في خدمة دعاية الحرس الثوري،من موقع كيوبوستالإخباري،شؤون دولية عبر الرابط الإلكتروني استرد في 10/3/2019:
/منظمة-أوج-الإيرانية-الثقافة-والفن-في/https://www.qposts.com
[30]عبر موقع قناة الميادين الإخبارية،من الرابط الالكتروني استرد في 20/2/2019:
هجوم-إرهابي-يستهدف-مراسم-الاستعراض-العسكري-في-أهواز/ http://www.almayadeen.net/news/politics/904661
[31]تقرير دولي:التقرير الاستراتيجي السنوي 2018،إيران في 2018،المعهد الدولي للدراسات الإيرانية RASANAH،ص 55.
[32]*مؤتمر وارسو 13و14/2/2019:عقد المؤتمر بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية،وسمي أيضاً بمؤتمر الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة في وارسو،وأكدبومبيو بأن الهدف من المؤتمر هو التركيز على تأثير إيران و”إرهابها” في المنطقة.
[33]عبر موقع جريدة الأخبار اللبنانية،من الرابط الإلكتروني استرد في 20/2/2019:
https://al-akhbar.com/World/266226
[34]فراس عباس هاشم،مرجع سابق،ص66.
[35]عبر الموقع الرسمي للبيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية،من الرابط الإلكتروني استرد في 23/4/2019:
https://www.whitehouse.gov/briefings-statements/statement-president-designation-islamic-revolutionary-guard-corps-foreign-terrorist-organization/
[36]القيادة المركزية الأمريكية US CENTCOM:هي الإدارة المسوؤلة عن منطقة الشرق الأوسط ومصر وأفغانستان وباكستان وجمهوريات آسيا الوسطى،وهي قيادة عسكرية منفصلة عن القيادة السياسية.
[37]بيان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني،عبر موقع وكالة أنباء فارس الإيرانية،من الرابط الالكتروني استرد في 23/4/2019: http://ar.farsnews.com/iran/news/13980119001255
[38]من موقع وكالة مهر للأنباء الإيرانية،من الرابط الالكتروني استرد في 22/5/2019:
مجلس-الشورى-الإسلامية-يرتدي-زي-الحرس-الثوري https://ar.mehrnews.com/news/1893673/
[39]فاطمة الصمادي،التيارات السياسية في إيران،المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،الدوحة،قطر،الطبعة الأولى،2012،ص40-41.
[40]فاطمة الصمادي،المرجعالسابق،ص71.
[41]Brian H. Cunningham,Islamic Revolutionary Guard Corps: Instability in the Middle East,Master Thesis published,USMC Command and Staff College,USA,2009,P7.
[42]فاطمة الصمادي،التيارات السياسية في إيران صراع رجال الدين والساسة،المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،الدوحة،قطر،طبعة ثانية-مزيدة ومنقحة،2019،ص461.
[43]*أحمد وحيدي: سياسي وعسكري إيراني،ولد في مدينة شيراز 1940،وكان القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري في أعوام 1991-1998،وشغل منصب نائب وزير الدفاع في فترة رئاسة نجاد الأولى 2005-2009.
[44]فاطمة الصمادي،التيارات السياسية في إيران،المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،الدوحة،قطر،الطبعة الأولى،2012،ص279.
[45]ضياء قدور،تصدر الحرس الثوري الإيراني الواجهتين السياسية والاقتصادية في إيران،من موقع مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي،عبر الرابط الالكتروني استرد في 9/3/2019:
تصدر-الحرس-الثوري-الإيراني-الواجهتين https://mena-monitor.org/research
[46]شحاتة محمد ناصر،السياسة الخارجية الإيرانية في عهد الرئيس حسن روحاني.. حدود التأثير وأهم الملامح، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية،أبوظبي،الطبعة الأولى 2014،ص47-48.
[47]محمود البازي،استقالة ظريف كزلزال سياسي عالمي:الأسباب والنتائج حفريات في مواقع التواصل الاجتماعي،مجلة مدارات إيرانية،المركز الديموقراطي العربي،برلين-ألمانيا،العدد الثالث،آذار،2019،ص15.
[48]عبر موقع قناة روسيا اليوم الإخبارية باللغة العربية،من الرابط الإلكتروني استرد في 24/5/2019:
البرلمان-الإيراني-يندد-بقرار-واشنطن-تصنيف-الحرس-الثوري-كيانا-إرهابيا# https://arabic.rt.com/world/1012173
[49]محمود حمدي أبو القاسم،دراسة سياسية: ايران ومستقبل البقاء في الاتفاق النووي الرهانات والبدائل،المعهد الدولي للدراسات الإيرانية RASANAH،2019،ص3.
[50]محمود حمدي أبو القاسم،المرجع السابق،ص6.
[51]راز زيمت،باحث بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي،محتوىمترجم،على موقع إضاءات،من الرابط الإلكتروني استرد في 10/3/2019:
https://www.ida2at.com/israel-irans-economy-is-dominated-by-the-revolutionary-guard/
[52]محمود حمدي أبو القاسم،مرجع سابق،ص7.
[53]فاطمة الصمادي،التيارات السياسية في إيران،المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،الدوحة،قطر،الطبعة الأولى،2012،ص128.
[54]فاطمة الصمادي،المرجع السابق،ص133
[55]تامر بدوي،الإصلاح الاقتصادي الإيراني بين روحاني والحرس الثوري،من موقع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي،عبر الرابط الإلكتروني استرد في 27/1/2019:
http://carnegieendowment.org/sada/60999
[56]عبر موقع جريدة الحياة اللبنانية،من الرابط الالكتروني استرد في 3/12/2019:
سياسة/العالم/روحاني-ينتقد-مجددا-تدخل-الحرس-الثوري-في-الاقتصادhttp://www.alhayat.com/article/4622890/
[57]تقرير دولي:إيران في 2017،التقرير الاستراتيجي السنوي،مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية AGCIS،ص 20-21.
[58]شحاتة محمد ناصر،السياسة الخارجية الإيرانية في عهد الرئيس حسن روحاني.. حدود التأثير وأهم الملامح، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية،أبوظبي،الطبعة الأولى 2014،ص49.
[59]شنين محمد المهدي،السياسة الخارجية الإيرانية تجاه دول المشرق العربي 2001-2013،رسالة ماجستير منشورة،كلية الحقوق والعلوم السياسية،جامعة محمد خيضر-بسكرة،الجزائر،2014،ص104.
[60]تقرير دولي:إيران في 2017،التقرير الاستراتيجي السنوي،مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية AGCIS،ص20.
[61]محمود حمدي أبو القاسم،مرجع سابق،ص3.
[62]*الترويكا: مصطلح سياسي يشير إلى اجتماع ثلاث دول على رأي سياسي موحد تجاه قضية معينة،ومن أشهر الترويكات الدولية هي الترويكا الأوربية:بريطانيا وفرنسا وألمانيا،حيث لها اتجاهاً سياسياً واحداً تجاه قضية الملف النووي الإيراني.
[63]محمود حمدي أبو القاسم،مرجع سابق،ص9.
[64]تقرير دولي:تقرير الحالة الإيرانية نوفمبر 2018،المعهد الدولي للدراسات الإيرانية RASANAH،ص12-13.