
الشيخ الطنطاوي بين حركتي الاستشراق والاستعراب
Sheikh Tantawi between the movements of Orientalism and approach
تقديم الباحثة : إيمان عواد الرجب / باحثة ماجستير ، قسم اللغة العربية (أدب ونقد) ،
جامعة طنطا جمهورية مصر العربية.
Iman Awad Al-Rajab PhD Researcher, Department of Arabic Language (Literature and Criticism),
Tanta University, Egypt
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 50 الصفحة 87.
Abstract:
The research deals with four main axises:
first: Is take about the movements of European Orientalism and its impact on the realization and preservation of the heritage, Russian-Arab relations , and the establishment of the Faculty of Eastern Languages at St. Petersburg before the arrival of Sheikh Tantawi to the Russia, And the chair of the Arabic language, which was the first Arab teacher gets the honor of this position, and the third professor in the College of St.
second :The Effect of the Sheikh’s connection with the circles of orientalism between him and his non-Arab students during his teaching of Arabic sciences in Egypt, which played a key job in calling his Russian Caesar to work in the Tsarist court as the first Arab teacher studying Arabic in the Russian countries In addition to the positions he occupied during his stay there, and the attention he received from the Kaiser himself, his colleagues, his students, the press and the media, and finally from the general public.
Third: I spoke about the role of Sheikh in the teaching of Arabic language in addition to other Arab sciences at the University of Petersburg , and his methods that he depended on him throughout his work, and his impact on the souls of his colleagues in the work, and in the hearts of his students.
Finally :I spoke about his students , And his impact of him on their literary and scientific output and tem recognition of their credit for them, and mentioned his most important works in foreign languages, which contributed in time teaching Arabic to non-Arab and Arabs, which is still to the present time manuscripts preserved in libraries scattered around the world.
الملخص :
يتناول البحث أربع محاور رئيسية :
الأول : يدور حول حركة الاستشراق الأوروربي وأثرها في تحقيق التراث والحفاظ عليه ، والعلاقات الروسية العربية، واهتمام عدة كليات في روسيا القيصرية بتعليم اللغات الشرقية بشكل عام وبتعليم اللغة العربية بشكل خاص ، وانشاء كلية اللغات الشرقية في جامعة بطرسبورج قبل وصول الشيخ الطنطاوي إلى بلاد روسيا ، ومنصب كرسي اللغة العربية الذي كان الشيخ أول عربي ينال شرف هذا المنصب ، وثالث أستاذ في كلية بطرسبورج يحظى بهذا المنصب ، وتتابع الأساتذة العرب في شغل هذا المنصب من بعده.
الثاني : تطرقت من خلاله إلى أثر اتصال الشيخ بدوائر الاستشراق وعمق العلاقة التي نشأت بينه وبين تلاميذه غير العرب في أثناء تعليمه للعلوم العربية في مصر ، والتي ساهمت بدور رئيسي في استدعاء قيصر روسيا له للعمل في البلاط القيصري كأول معلم عربي يدرس اللغة العربية في البلاد الروسية ، بالإضافة إلى المناصب التي شغلها خلال فترة اقامته فيها ، والاهتمام الذي حظي فيه من قِبل القيصر نفسه ، ومن زملائه ، وتلاميذه ، ومن الصحافة والإعلام ، وأخيرا من عامة الناس ، والاحترام والتقدير المتبادل بينه وبينهم .
الثالث : تحدثت فيه عن دور الشيخ في تعليم اللغة العربية بالإضافة إلى العلوم العربية الأخرى في جامعة بطرسبورج ، والأساليب والمناهج التي اعتمد عليها طوال فترة عمله ، وأثرها في نفوس زملائه في العمل ، وفي نفوس تلاميذه ، وعن جهوده العلمية التي بفضلها انشأت مدرسة الاستعراب الروسي الكلاسيكية ، والاحترام والتقدير الذي حمله له كل من المستشرقين و المستعربين في نفوسهم ، واعترافهم بفضله وجهوده العلمية القيمة ، واهتمامهم بأسلوبه ومنهجه التعليمي .
الرابع : ذكرت فيه أهم تلاميذه من المستشرقين والمستعربين ، وأثر جهوده العلمية على نتاجهم الأدبي والعلمي واعترافهم له بالفضل عليهم ، وأثر جهوده ومنهجه في اهتمامهم باللغة العربية ، بالإضافة إلى نظرتهم للشيخ الطنطاوي التي حظيت بكل حب وتقديرله ولجهوده ، وما قدموه من اهتمام بالعرب وتراثهم بفضل حبهم وإعجابهم بالشيخ الطنطاوي ، وذكر أهم مؤلفاته في اللغات الأجنبية التي ساهمت في وقتها بتعليم اللغة العربية والعلوم العربية لغير العرب ، والتي لا تزال حتى وقتنا الراهن مخطوطات محفوظة في مكتبات متفرقة حول العالم .
Introduction :
The Arab world has been and is still full of symbols of scientists who devoted their lives to the service of science, and to serve the Arabic language, and there is no doubt that their efforts have borne fruit in our time, We find that the students of science are walking on their path, they have been to achieve the language books throughout the ages and strive to seek to highlight the scientific value, and Know Fadl al-Ulama through the knowledge of their scientific achievements, but there are some figures are still immersed in the pages of the past did not reach any hands for its and did not disclose their efforts , Although the West realized their value and sought to narrate them lives, and the achievement of their books, which highlighted the importance of our, Arab heritage to mention Personal perfect in Arabic language, Sheikh Mohammed Ayad Tantawi in one of the largest school of the general in the Arab world and he has been taught by the greatest professors of Al-Azhar and he had take the attention of his professors and their recommendations for what they saw in him the acumen and intelligence and love of science in general and his love of the Arabic language on In particular.
المقدمة :
إن الوطن العربي كان ولا يزال يزخر برموزٍ من العلماء ممن كرسوا حياتهم لخدمة العلم ، ولخدمة اللغة العربية ، ومما لاشك فيه أن جهودهم قد آتت ثمارها في عصرنا ، فنجد أن طلاب العلم يسيرون على خطاهم ، فانكبوا على تحقيق كتب اللغة على مر العصور ويسعون جاهدين لتسليط الضوء على القيمة العلمية ، وذكر فضل العلماء من خلال الاطلاع على إنجازاتهم العلمية ، إلا أن هناك بعض الشخصيات لا تزال مغمورة بين صفحات الماضي لم تطالها يد ولم يكشف عن جهودها اللثام ، على الرغم من أن الغرب أدركوا قيمتهم وسعوا في سرد سيرة حياتهم ، وتحقيق كتبهم ، مما سلط الضوء على أهمية تراثنا العربي، وجهود علمائنا على مدى قرون عدة ، ومن هنا جاء البحث ليذكر علمًا من علوم اللغة العربية وألا هو الشيخ محمد عياد الطنطاوي أحد تلاميذ أكبر صرح للعلوم في الوطن العربي فقد تتلمذ على يد أكبر أساتذة الأزهر الشريف ، وحظي باهتمام أساتذته وبتوصياهم لما رأو فيه من فطنة وذكاء وحب مخلصٍ للعلم بشكل عام ، وحب للغة العربية على وجه الخصوص .
أهداف الدراسة
يعد الشيخ الطنطاوي أحد رواد الحركة الفكرية في عصر النهضة ، ويشاركه بذلك زميله وصديقه رفاعة الطهطاوي الذي ذاع صيته وانتشر ، إلا أن الطنطاوي وعلى الرغم من جهوده العلمية لم يحظ بماحظي به رفاعة الطهطاوي من تحقيق لكتبه وعلمه وجهوده العلمية ، فما تزال كتبه في طي النسيان ، ومن هنا جاء البحث ليسلط الضوء على أهمية هذا الشيخ الجليل وما قام به لخدمة اللغة العربية ، وذلك عن طريق ذكر آراء كل من تعرف عليه أو تتلمذ تحت يديه ، ونفض الغبار عن أسماء كتبه التي لا تزال تقبع بين رفوف المخطوطات العربية .
منهج الدراسة
اقتضت طبيعة البحث اتباع المنهج الوصفي والتاريخي وذلك للتعريف بشخصية الشيخ الطنطاوي وذكر ملامح شخصيته وجهوده في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها ، وأثره في نفوس تلاميذه .
التعريف بالشيخ الطنطاوي
هو محمد بن سعد بن سليمان الشافعي المرحومي الطنطاوي ، واشتهر باسم محمد عيّاد الطنطاوي، ولد الشيخ في قرية نجريد إحد قرى الغربية بالقرب من طنطا ، زاول الشيخ مهنة التدريس بجانب دراسته ؛ وذلك بفضل أستاذه مصطفى القنائي ، إلا أنه كان ميالًا إلى علوم اللغة وآدابها ، وهو بذلك يعد من علماء الأزهر الأوائل الذين اتخذوا الوجهة الأدبية مسلكًا لهم ، ومما عزز موقفه دعم أستاذه حسن العطار له ، كما أنه عمل على تدريس العروض ، ومن ثم النحو ، وقرأ أغلب الشروح التي سمعها من شيوخه ، وفي سنة 1840م رحل إلى روسيا القيصرية وقضى فيها ما تبقى من عمره ، و عمل فيها مدرسًا للغة العربية لمدة خمسة عشر سنة دون إنقطاع ، شغل فيها العديد من المناصب ولم يغادرها إلا مرة واحدة ؛ وذلك بسبب حالته الصحية التي لم تكن تعينه على السفر والترحال ، وبذلك قضى أغلب عطلاته في بطرسبورج كما أن الشيخ كان يعد من أعيان الأعلام في القرن التاسع عشر ، فقد كان راسخ القدم في العلوم العقلية والنقلية ، آخذًا بحظ وافر من الأدب ، وأحد أهم أعلام النهضة الحديثة ، بالإضافة إلى ميله للتجديد بفضل جهود شيخه حسين المرصفي. ([1])
نبذة تعريفية عن الاستشراق
تباين مفهوم الاستشراق حتى لدى المستشرقين أنفسهم ، ممن لهم باعٌ طويل في هذا الحقل المعرفي ، وبين المفكرين العرب الذّين اهتموا بدراسته ، وكانت النظرة العربية إليه باعتباره أحد رموز العنصرية الأوروبية التي هيمنت على الشرق بدافع التفوق الأوروبي ، في حين كان الشرق يعاني من الاستعمار الأوروبي ([2])، وجاءت البدايات الأولى لحركة الاستشراق بقرار من المجمع الكنسي في فينا عن طريق قبولها لتدريس اللغات الشرقية في خمس جامعات أوروبية إلى أن توسعت إلى كافة أنحاء أوروبا ([3])، وبفضل جهود الحركات الاستشراقية حظيت المخطوطات العربية بكل الاهتمام والتقدير ، في حين تم إهمالها من قِبل العرب ، فساهموا في جمعها – حتى لو تكبدوا العناء في سبيل ذلك – ومن ثم أحلوها محلها في المكتبات العامة ومكتبات الشرق ، وبادروا إلى فهرستها فهرسة علمية دقيقة ، وتحقيقها تحقيقًا علميًا ، بالإضافة إلى المتاحف التي تمثل أهم ثمرات جهودهم العلمية ؛ لكشفها عما نجهله من حضارات تعود لأجدادنا طُمِرت تحت الأرض ([4]).
تعريف الاستعراب الروسي
تعود أصول العلاقات بين العرب والروس إلى العصر العباسي ، حيث كانت البدايات الأولى لهذه العلاقة عن طريق تجار بغداد الذين قصدوا روسيا بهدف البيع والشراء ، وتشير الأحداث التاريخية إلى وقوع روسيا تحت النفوذ المغولي الذي تمكنت من الخروج منه في القرن السادس عشر المبلادي ، وربطتها حينها عدة روابط بالإسلام ، كما أنها تفاخرت دومًا بمفكريها أمثال الخوارزمي وابن سينا وغيرهم ، وعندما بدأت الحملات الاستشراقية الغربية أرسل بطرس الأول – قيصر روسيا- خمسة طلاب من موسكو لتعلم اللغة الشرقية في الشرق ، كما أن الملكة كاثرين سارت على خطاه فأمرت بتعليم اللغة العربية سنة 1779م في جامعة قازان ، و اتصلت روسيا بالاستشراق الهولندي واستفادت منه ، وأخيرا جاء اهتمام مجمع العلوم الروسي بالدراسات الشرقية ([5]).
كما لابد من التفريق بين الاستشراق الأوروبي الذي نشأ على أهداف استعمارية وبين الاستعراب الروسي الذي نشأ من دون هذه الدوافع والغايات الاستعمارية ، كما أن مفهوم اللغات الشرقية في الاستعراب الروسي تتعارض مع وجهات نظر الاستشراق الأوروبي الذين وضعوا اللغة العبرية في الصدارة أما حركة الاستعراب الروسية كانت اللغات الشرقية تعني لهم لغات الشرق المسلم الواقع ضمن الإمبراطورية الروسية أو المناطق المتاخمة لها ، وشغلت اللغة العربية منصب الصدارة فيها على خلاف حركة الاستشراق الأوروبي ([6]).
الحركة العلمية ، واللغات الشرقية في روسيا
تعود جذور اهتمام روسيا بتعليم اللغة الشرقية إلى القيصر بطرس الأول (1672-1725م) الذي عني بالبعثات الموجهة نحو الشرق ؛ محاولة منه لتكوين أُطر تسير عليها المعاهد والمدارس التي عزم على إنشائها ، كما اهتم بدراسة المخطوطات وتحقيقها ، ودراسة الآداب الشرقية وترجمتها ، وجاءت جهوده بانعكاسٍ إيجابي على حركة الاستعراب الروسي ، وساهمت بتطوره على الرغم من حركته البطيئة ، بالإضافة إلى ماسبق نجد أنه استعان بالمستشرقين الألمان واليونانيين لدعم حركة الاستعراب الروسي ([7]).
وعلى إثر ذلك تم إنشاء منصب كرسي اللغات الشرقية في عدة جامعات روسية ([8])، ومنها جامعة بطرسبورج والذي شغله ديمانج (1819م) ([9])، ومن ثم خلفه سينكوفسكي (1822-1847م) وحينها ضم قسم اللغات عدة لغات عدا العربية كالفارسية والتركية والمغولية وما إلى ذلك ، وتولى الشيخ الطنطاوي هذا المنصب من بعده (1847 – 1861م) ليخلفه من بعده نافروتسكي (1861) ([10]) ، ومن ثم توالى عدة عرب على هذا المنصب مثل سليم نوفل ، وإنطوان خشاب وغيرهم ، حيث بلغ مجموعهم قرابة أربعة عشر أستاذًا قدموا خدمات جليلة ، مساهمين في عدة إنجازات مع المستعربين الذين تتلمذوا على أيديهم ([11])، وعلى إثر ذلك تمكنت روسيا من أن تنهج في تدريسها للغة العربية نهجًا علميًا ساعد فيما بعد على على إنشاء عدة معاهد للغات ، يتعهدها رجال الاستعراب الروسي وأشهرهم المستعرب كراتشكوفسكي ، كما تم تأسيس جمعية المسعربين في المعهد على يديه ، بالإضاغة إلى أن تلاميذه أسسوا من بعده معهدًا للدراسات العربية في تنليس ([12]).
ومن الجدير بالذكر أن جميع الجهود التي بُذلت من قِبل الإمبراطورية الروسية ساهمت في الاطلاع على قواعد اللغة العربية ، وساهمت في تمكنهم منها ، بالإضافة إلى تلقينها بتفانٍ للأجيال اللاحقة ، كما أن هذه الجهود ساهمت في اطلاعهم على ذخائر حضارتنا الشرقية ، ونود أن نشير إلى أن المستعرب الروسي كراتشكوفسكي يعد مؤسس حركة الاستعراب الروسي حيث عمد إلى تغير مصطلح الاستشراق إلى الاستعراب ، وهو نفسه الذي جمع تاريخ حياة الشيخ الطنطاوي في حين اغفلنا عنه ، وعده معظم الأدباء أحد تلاميذ الشيخ لسبب سيره على خطاه واهتمامه بكل تفاصيل حياته على الرغم من عدم معاصرته للشيخ ، أو تتلمذه الفعلي على يديه .
الشيخ الطنطاوي ودوائر الاستشراق
لقد جذبت مشروعات محمد علي باشا في مصر كثيرًا من الأجانب ، عملوا في وظائف مختلفة ، وكان منهم كثير من النهندسين ، والعسكريين ، والسياسيين ، ولقد اهتم بعضهم بمكان عمله الجديد اهتمامًا بالغًا ، وتركوا أثرًا كبيرًا في الاستشراق ، مع أنهم لم يكونوا مستشرقين ، وكان الطنطاوي في هذه الفترة مشهورًا كعالم باللغة العربية الفصحى ، فجذبته هذه البيئة الجديدة ، وكان الدور الذي لعبه بين فئة منهم أهم من دور إبراهيم الدسوقي معلم لين وكريمر وديترشي (lane , Kremer , Dieterici) ، ومن جهة أخرى كان لتعارفه بهم أن طبع أعماله بطابعٍ خاص ، ووجهه أخيرًا إلى الشمال ، فجاء رحيله إلى روسيا نتيجة تعرفه بهؤلاء الشبان الذين كانوا يعملون في مصر ، وكان أولهم فرنيل (Fresnel) الذي أصبح فيما بعد قنصلاً في جدة والموصل ،وكان له الفضل في تعلم الشيخ اللغة الفرنسية ؛ لأنه كان أول من أعطاه فكرة عنها ، وكان معلمه ، كما يقول الشيخ عن ذكرياته مع فرنيل : ” وبإجمال أشعر بأنه لا يمكنني أن أفيه دينه ” وكان هو الآخر يكن له عواطف الشكر ، فقد وجد في شخص الشيخ واحدًا من أكثر العلماء معرفة بمصر ([13]).
فبرزت شخصية الشيخ منذ كان في مصر كمعلم للغة العربية على حد سواء لدى العرب وسواهم، ونشأت علاقة صداقة قوية بينه وبين تلاميذه ، وكان لجهوده الأثر في أن استدعاه قيصر روسيا ليكون بدوره أول معلم عربي يدرس اللغة العربية في البلاد الروسية ، كما أن الشيخ يوضح من خلال كتابه (تحفة الأذكياء) رحلته إلى البلاد الروسية وطبيعة هذه البلاد وأساليب معيشتها ، ويذكر محقق الكتاب الدكتور عيسى صالحية هذه البداية بقوله : ” إن بداية اتصاله بدوائر الاستشراق تعود إلى المسيو فرنيل (Frensel) الذي قرأ كتبًا عربية وأدبية وتاريخية على الشيخ الطنطاوي ، وكذلك موخين (Mochin)الذي كان يعمل مترجمًا للقنصلية الروسية في إسطنبول سنة 1840م ، بالإضافة إلى علاقته بفرنيل الذي عمل على تقديمه إلى القنصل والجنرال الكونت ميدن (Count Midn) – أحد أعيان روسيا وكبارها – وفي ذلك الحين كانت مدرسة الألسن الشرقية في بطرسبورج بحاجة لمعلم للغة العربية ، وكُلف الكونت ميدن بهذه المهمة ، فوقع اختياره على الشيخ الطنطاوي ، كما يزعم البعض أن من خلال تعرفه على بيرون الفرنسي (Perron) – أستاذ الطبيعة والكيمياء بمدرسة الطب المصرية – ومن خلال تعرفه على الألماني فراهن (R.Fraehn) الذي كان والده مدرسًا للشرقيات في كلية هيلدبرج ” ([14]).
إن الدور الذي لعبه الشيخ في تاريخ الاستعراب الأوروبي ليس بيسير كما زعم بعض مؤرخي الاستشراق ، فقد كانت شهرة الشيخ بين الجالية الأوروبية في القاهرة كبيرة ، وكان من بين تلاميذه من المستشرقين كلا من موخين وفرين –من الشخصيات السياسية – كما تتلمذ على يديه شخصيات عدة من دوائر الاستشراق من عدة بلدان كفرنسا وألمانيا وفلندا وغيرها، كما أنه حظي بالاعجاب من قِبل كل من كان يلتقي به ([15]).
الطنطاوي في البلاط القيصري
شكل مجيء الشيخ إلى بطرسبورج حدثًا مهمًا بالنسبة للحياة العلمية والفكرية في البلاد ، فحظي بالحب والاحترام والتقدير ، كما أنه بادلهم نفس الشعور ، ولم يخف إعجابه في نظام حياتهم ونجده يصف الحياة الروسية قائلا : ” أنا مشغوف بكيفية عيش الأوروبيين ، وانبساطهم ([16])، وحسن إدارتهم وتربيتهم ، خصوصا ريفهم ، وبيوتهم المحدقة بالبساتين ، و الأنهار إلى ذلك مما شاهدتهم قبلي بمدة في باريز ([17])، إذ بطرسبورج لا تنقص عن باريز في ذلك ، بل تفضلها في أشياء كاتساع الطرق ، أما ما قيل في البرد فلم يضرني جدًا ، إنما ألزمني ربط منديل في العنق ، ولبس فروة إذا خرجت ، أما في البيت المدافئ المتينة معدة لإدفاء الأرض ، ولطاما أنشدت عند جلوسي قرب النار “([18]).
فقد كان للمكانة العلمية للشيخ بالغ الأثر في أن يستدعيه القيصر ليكون معلمًا للغة العربية في القسم التعليمي لوزارة الخارجية في البلاد الروسية ([19])، وتم تعينه بعد وصوله إلى روسيا بشهر برفسيورًا في اللغة العربية في القسم التدريسي في الدائرة الآسيوية لوزارة الخارجية الروسية ، كما اختير لرتبة مستشار دولة، وشغل وظيفة مشرف على الاحتفالات الملكية ، فنجد أنه عمل في روسيا كموظف يؤدي مهام الدولة ، وعضوًا في طبقة النبلاء ، وأحد المقربين من البلاط القيصري الروسي ، وكما كان من حسن حظ الدائرة الآسيوية أن وُجِدَ فيها موظف رفيع المستوى وعالي المؤهلات كالشيخ الطنطاوي ؛ لمعرفته باللغة العربية ، ولمعرفته بجميع الجوانب الحساسة التي تميز المراسلات مع الشرقيين ، وخاصة مع الجهات العثمانية، فكانت صياغته تضفي سمة القبول لهذه المكاتبات . ([20]).
كما حظي خلال إقامته في روسيا بعدة نِشانات (أوسمة فخرية ) قدمها له قيصر روسيا بفضل جهوده العظيمة التي قدمها خلال فترة تعليمه للغة العربية ، وتميز تلاميذه بالبحث ، فحصل الشيخ على وسام القديسة آنا من الدرجة الثالثة مع السيوف والأقواس بترشيح من وزارة الخارجية ، كما أصدر على إثره المرسوم الإمبراطوري الذي كلف أكاديمية الفنون الجميلة بتجسيد صورة شخصية للشيخ نفذها الرسام مارنينوف كما منحه القيصر وسام ستانسيلان ، ووسام حنا ، بالإضافة إلى خاتمٍ مرصع بالألماس الغالي ([21])، بالإضافة إلى أنه استحق شكر القيصر في 15 أغسطس سنة 1850م على جهوده في تدريس القوقازيين ، وفي سنة 1852م حاز على ميدالية من ملك فيرتمبرج شكرًا على قصيدته بااللغة العربية كما أهدى له القيصر خاتمًا مرصعًا بالجواهر شكرًا على جهوده في زخرفة الغرفة التركية في قصر تسارسكي سيلو، التي كتبت على جدرانها قصائد له ، كما تم حفظ عدد من مخطوطات الشيخ في الحجرة ، كما حظي الشيخ كذلك باهتمام كبير من قِبل الصحافة والإعلام الروسي ([22]).
ومن الواضح أن الشيخ الطنطاوي وصل لهذه المكانة بفضل جهوده ، وحبه للغة العربية ، وتعليمها لتلامذته بحب نابع من أعماق نفسه ، مما حبب اللغة العربية إلى نفوسهم ، بالإضافة إلى حبهم لأستاذهم؛ لأنه كان يتسم بصفاتٍ جعلت منه شخصًا محببًا من قبل كل من يلقاه أو يتعرف به ، وبذلك حظي بكل تقديرٍ واحترام من قِبل كل من التقى به .
رتبة أستاذ جامعة بطرسبورج
ومن هنا نجد أن هذه الشهرة الواسعة التي حظي بها الشيخ ، بفضل جهوده العلمية ، أكسبته مكانة مهمة في البلاد الروسية ، مما دعى كلية اللغات الشرقية المحلية ببطرسبورج لدعوته ليشغل منصب كرسي اللغة العربية الشاغر في ذلك الوقت ([23]).
وقد اعتمد الشيخ في تدريسه للغة العربية في الكلية على اللغة الفصحى ، بالإضافة للغة العامية ، فكان يدرس الفصحى من خلال منتخبات سلفستر دي ساسي (Selvester De Sasy) فقد كان شديد الاهتمام بهذا الكتاب – وذلك يبدو واضحًا من خلال مقالاته الفرنسية – أما ما يخص اللغة العامية فكان يعتمد على الدروس التي يكتبها بنفسه ، وهي محفوظة في مخطوطاته ، وخلال فتره عمله في جامعة بطرسبورج حصل على عدة مناصب قبل أن ينال منصب كرسي اللغة العربية ، فقد تم تعينه أستاذًا (Extra Ordinains) بعد تقاعد سيموفسكي سنة 1847م ، كما يبدو أنه كسب مودة ومحبة زملائه في فترة وجيزة ، فتم ترشيحه من قِبل القسم الأول في كلية الفلسفة ليشغل منصب كرسي الآداب الشرقية بعد ميرزا توتبشباشف ، إلا أن هذا الطلب بقي دون جواب ، إلا أنه خلال هذه الفترة حصل على ترقية جديدة ، فقد نال خلالها رتبة أستاذ (Ordinains)، كما أن الشيخ اعتمد في أساليب تدريسه على الجانب النظري والعملي معًا ، فمن جهة كان يدرس قواعد اللغة العربية ، ويشرح أمثال لقمان ، ويقرأ قطعًا من مؤلفاتٍ تاريخية من مثل : مجموعة بولدريف ، ومقامات الحريري ، ومن جهة أخرى كان يدرس الترجمة من اللغة الروسية إلى اللغة العربية ، بالإضافة إلى الخطوط الشرقية ، وقراءة المخطوطات ، وأخيرًا المحادثة باللغة العربية ، كما أنه اهتم بتدريس تاريخ العرب من عهد الخلافة إلى الفتوحات العربية على الغزو المغولي ، معتمدًا بذلك على كتب ابن خلدون والسيوطي ، وكان تلميذه وصديقه غريغورف (Grigorff) يرى في هذه المحاضرات أهمية بالغة ، فقد آتت جهود الشيخ خلال فترة وجيزة ثمارها في تلاميذه ، فنجد تلميذه نيموفيف يرحل للعمل في القاهرة ، بالإضافة إلى تلميذه فالن (Wallin) الذي كان له أثرُ بالغٌ في الاستعراب وتاريخ الجغرافيا([24]).
كما تخرج على يديه عدد من المستعربين الروس الذين كانوا الأساس في إنشاء مدرسة الاستعراب الكلاسيكية ، فقد وصفه كراتشكوفسكي بقوله : ” فيالها من زهرة نادرة تلك الشخصية التي تلألأت في روسيا القديمة “، وجمع الشيخ خلال فترة عمله عدة مخطوطات آلت إلى مكتبة جامعة سان بطرسبورغ ، وحل جزء منها في نطاق الاستخدام العلمي ، كما اهتمت الأوساط الاستعرابية الفرنسية بالشيخ ففي سنة 1944م كتب محرر الطبعة العالمية المشهورة بدائرة المعارف الإسلامية مطالبًا من كراتشكوفسكي كتابة مقال عن الشيخ الطنطاوي ([25]).
ظل يعمل الشيخ الطنطاوي في تعليم اللغة العربية في روسيا ما يقارب20سنة (1840-1861م) انتفع خلالها عدد من التلاميذ والأساتذة الروس والأجانب ، وخاصة منهم الفلنديين ، وبهذا يكون هذا العالم الجليل قد ترك بصمة واضحة في حركة الاستعراب الروسي والاستشراق الغربي ([26]).
ونلاحظ أن مناهج الشيخ التدريسية كانت متعددة ومختلفة ، فعلى الرغم من اهتماماته اللغوية إلا أنها كانت متباينة ومتنوعة مثل معاصريه العرب ، إلا أنه كان تقليديًا في منهجه ، كما أن معظم ما كان يستند إليه من كتب سواء كانت لسيبويه أو للنحاة كانت تعود إلى كتب القرون الوسطى ، كما كان لاتصاله بالمستشرقين الأجانب والمستعربين الروس أن ساهم في زيادة اهتمامه بالمقارنة النقدية للنصوص الأدبية ، والسعي إلى تحليل قواعد اللغة العامية ، كما أنه اعتمد على تدريس لغة المخاطبة كمنهجٍ له في روسيا ([27]).
آثار الشيخ الطنطاوي في تعليم اللغة العربية
إن ما قدمه الشيخ في حركتي الاستعراب والاستشراق في عصره تبدو جليةً من خلال الاطلاع على علاقته بتلاميذه ، ونتاجهم العلمي الذي يشهد للشيخ ولهم بجهودهم ، فقد لعب شيخنا دور الوسيط بين الثقافتين العربية والروسية ، مما ساعد على انشاء روابط بين مجموعة من المستشرقين مع رواد ورجال الأدب المصري ، بالإضافة إلى تخرج عدد لا بأس به من الباحثين الفلندين على يديه ، ليس هذا فحسب بل من شدة تأثرهم به وبعلمه أسلم على يديه بعض من تتلمذ على يديه كالرحالة الفلندي (فالن) الذي طالما حثه الشيخ على الترحال إلى البلاد العربية والاطلاع عليها عن كثب ومعاينة الحقائق ([28])،ونعتمد في ترتيبهم على حسب الأكثر تأثرًا وتأثيرًا في حياة الشيخ ، ونذكر من تلاميذه:
* فرنيل Frensel (1795-1855م)
تخرج فرنيل من مدرسة اللغات الشرقية ، وعين قنصلاً في جدة ، ثم مشرفًا على بعثة أثرية إلى بلاد ما وراء النهرين للكشف عن آثار بابل سنة 1851م ، وتوفي بعد أربع سنوات خلال عمله بالبعثة ، كما اهتم بدراسة تاريخ وجغرافية الجزيرة العربية وخاصة لهجاتهم ، فكتب عنهم عدة مقالات في المجلة الآسيوية، وتعد لامية العرب من أشهر مؤلفاته ، وله أيضًا تاريخ الجاهلية ، وجغرافية البلاد العربية ، والكتابات الحميرية في اليمن والآثار البابلية ، ووصف رحلة أرنو إلى بلاد اليمن ، وساعدته لغته العربية على فك بعض الرموز السبئية (56رمز) وبذلك استخدمت الحروف العربية الجنوبية لأول مرة ، وترجم لفتح الله الصايغ رحلة لاماتين إلى الشرق ([29]).
كما أنه يعد من أوائل العلماء الذين التقوا بالشيخ الطنطاوي في مصر ، وتتلمذ على يديه ، ويصفه بقوله :” إن حبه للغة العربية كان كامنًا في طبيعته ، وقد كان دائمًا يحثني على العمل ، وبفضله رسخت قدمي في علوم الآداب ؛ لأنني قرأت كثيرًا معه ، وهو إنسانٌ مدقق رفيع الذوق ، وله ملاحظات قيمة ، وأفكار طيبة “([30]).
ويعود الفضل إليه في تعلم الشيخ الطنطاوي للفرنسية ، ووجد كذلك في شخصه واحدًا من أكبر العلماء معرفة بمصر ، وكانت دراستهما تشمل ماعدا اللغة العربية كتب الأدب من مثل ديوان الشنفرى ، وأيام العرب ، فأثرت هذه المؤلفات في نفسه بعد دراسة دامت لعامين مع الشيخ ، وأبحاث دامت قرابة عشر سنوات ، فكتب ترجمة حياة الشنفرى ، وتاريخ العرب قبل الإسلام ، وهو يرى أنه مدين بذلك للطنطاوي ، وأنه الشيخ الوحيد الذي يدرس لغته بكل حبٍ واهتمام ([31]).
دامت المراسلات بينهما طوال فترة حياتهما ، وقد ذكر الشيخ الطنطاوي جزءًا من مراسلاته مع فرنيل في كتابه تحفة الأذكياء ([32]) ، وهنا نجد أن حب فرنيل لتاريخ العرب يعود إلى قراءته لتاريخ العرب مع الشيخ الطنطاوي أثناء تتلمذه على يديه ، وقد أثبت ذلك بمؤلفاته العربية والمترجمة ، ولم ينكر فضل الشيخ عليه أبدًا .
* والن Wallin (1811-1852م)
أطلق عليه بعض الرحالة اسم (فالن) ، وهو اسم شهرته ، ولد في فلندا ، وتعلم في كليتها ، وفي سنة 1841م قصد روسيا ، وتضلع في العربية على يد الشيخ الطنطاوي في مدرسة الألسن حتى عام 1842م ، ثم رحل إلى بلاد الشرق ، دامت رحلته ست سنوات ، زار فيها مصر والجزيرة العربية وبغداد وبصرى والشام وأصبهان ، فخورًا بزيه العربي الذي ارتداه ، فأحبه العرب ، فعمل على دراسة لهجاتهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وعاد إلى فرنسا بعد رحلته وعمل فيها أستاذًا للغة العربية في كلية هلسنكي ، ويعد كتابه الفروق بين لهجات العرب المتأخرين والمتقدمين من أهم مؤلفاته ، كما نشر تائية ابن الفارض مع شرحها للشيخ عبد الغني النابلسي ، كما حظيت مؤلفاته بالاهتمام حتى أن مذكراته طبعت بعد وفاته ([33]).
وكان فالن في سن أستاذه الطنطاوي ، و كان يفخر دائمًا في أنه تمكن من أن ينال العلم على يدي الشيخ ، ونشأت بينهما صداقة قوية ، كما دامت بينهما المراسلات ، فكانت رسائل فالن للشيخ باللغة العربية ([34])، ودامت صداقتهما طوال فترة حياتهما ، ومن شدة إعجابه بأستاذه أرسل إلى أستاذه المستشرق (Geitlin) يخبره عن اتمامه ترجمة نصف مؤلف مجهول وقرب انتهائه من ترجمة سيلر (De Naffals Onke) قائلاً : ” والآن ابتدأنا نتحدث مساءً ، ففي إحدى الأمسيات نتكلم الألمانية فقط ، وقد يبدي الشيخ بعض النجاح في هذه اللغة ، وفي أمسية أخرى نتكلم العربية متبادلين معلوماتنا الأدبية ، كما أن طيبة قلبه وطبعه تشبه صفات الأطفال ، وذكاؤه واستقامته يستدعيان احترامي المتزايد ، ولم تعد علاقتنا رسمية كما بين المعلم والتلميذ ، بل أصبحت علاقة ودٍ وصداقة ، وهو إنسان تغلب على التعصب ، وهذا أمر رئيسي ، فهو لم يعد يعمل من عبقريته سرًا ، ويجيب عن كل الأسئلة حتى لو كان هذا السؤال في غير محله ، وقد بدأت بقراءة الرسائل التي تصله من أصدقائه المصريين ، وأردت أن أكتب لكم هذه الرسالة باللغة العربية ؛ لأريكم نتيجة دراستي مع الشيخ “([35]).
ومما يبدو واضحًا أن نجاح فالن كان باهرًا فتم إرساله في بعثة إلى الشرق ، وكتب الطنطاوي في شهادته له :” إنه يقرأ ويكتب ويتكلم العربية بسهولة “، وعندما عزم فالن على الرحيل ألح على الشيخ في مرافقته إلى مصر ، إلا أن الشيخ حينها لم يتمكن من السفر – بسبب وضعه الصحي – بل اكتفى بسفره إلى فلندا لتوديعه هناك ([36]).
عندما رحل فالن إلى الشرق أطلق على نفسه اسم عبد المولى كما نصحه الشيخ ، والتقى بمصر بمصطفى شقيق الطنطاوي ، كما التقى بمعلمي الطنطاوي ورفاقه (الدسوقي ، ومحمد قطة) كما حظي بالترحيب بفضل توصيات الطنطاوي ، إلا أنه ظل يردد دوما: ” لم ألق مثل الطنطاوي أحدًا “، وأثناء عودته إلى بلده عَرَجَ إلى بطرسبورج ليرى الشيخ ، كما أن المراسلات لم تنقطع أبدًا بينهما ([37]).
* لان Lane (1801-1876م)
اهتم لان بدراسة حضارة قدماء المصريين ، مما دفعه للسفر إلى مصر ، وخلال اقامته فيها تنكر بالزي العربي ، وأطلق على نفسه اسم منصور أفندي ، كما أنه وجد في حياة المسلمين متعة صرفته عن قدماء المصريين ، فانصرف إلى التصنيف في معاصريه بعد أن أتقن العربية لغةً وكتابة ، ، ومن أشهر انجازاته العربية ترجمة كتاب ألف ليلة وليلة، وتعد ترجمته لها فريدة عن سابقاتها بروح المتن العربي وفحواه ([38]) ، ويعود ذلك إلى أنه نقلها عن نسخة صححها وعلق عليها الشيخ الطنطاوي ، كما أنه كان شديد الإعجاب بالشيخ فنجده يصفه بقوله : ” يمكن أن نسميه أول عالم لغوي في أول مدرسة عربية في أيامنا ” ([39])، كما ألف كتابًا عن عادات وأخلاق المصريين المعاصرين ([40]) ، بالإضافة إلى المعجم العربي الإنجليزي الشامل ، الذي يعد من الأعمال الجبارة في ميدان المعاجم ([41]).
* فرين Frahn (1782 – 1851م)
ولد فرين في ألمانيا وتخرج من جامعتها ، اهتم بدراسة الحضارة والتاريخ والثقافة والنقود ، تميّز بجده واخلاصه في البحث ، وبغزارة إنتاجه الأدبي ، رحل إلى روسيا بدعوة من القيصر وانتخب عضوًا في مجمع العلوم الروسي في بطرسبورج ، وتعد لامية العرب للشنفرى من أشهر كتبه التي عمل على تحقيقها ([42]).
كما أنه أقام فترة في مصر تتلمذ خلالها على يدي الشيخ الطنطاوي ، وهو يعد من أحد الأسباب التي ساهمت في رحيل الشيخ إلى البلاد الروسية ؛ لتدريس اللغة العربية ، ويعود ذلك إلى مركزه في أمور الاستشراق ، كما أنه ذكر فضل الشيخ عليه ومساعداته في تحقيق عناوين الكتب وأسماء مؤلفيها ، وصحة كتاباتها ، و أنه كان يطلب مساعدة الشيخ حتى في أمور النقود التي كان حجة عصره فيها ([43]) .
* بيرون Perron(1805 – 1876م)
عمل بمدرسة الطب في القاهرة ، واشتهر بوفرة الكتب التي عمل على تحقيقها وترجمتها ونشرها، ومن أشهر آثاره : قواعد اللغة العربية ، ونساء العرب قبل الإسلام وبعده ، ترجم كتاب الطب النبوي لجلال الدين أبي سليمان داود ، وكتاب الخيل للبيطار ([44]).
كما أنه خلف المستشرف فرنل في إعداد كتاب الأغاني بعد أن قرأه مع الشيخ الطنطاوي ، هو وكتاب العقد الفريد ، اللذان كانا الأساس لمؤلفه الكبير عن نساء العرب ، كما أن علاقته بالشيخ كانت مثل سابقيه من المستشرقين ، فدائمًا كان هناك ما ميزه عمن سواه من العلماء المحليين ؛ بوصفه الشيخ الواسع المعرفة و الاطلاع ([45]).
*جوستاف فيل Gustav Weil (1808 – 1889م)
مستشرق ألماني ، سافر إلى باريس سنة 1830م ، وتلقى دروسًا في العربية على يد تلميذ الشيخ الطبيب بيرون ، ومن ثم رحل إلى القاهرة ، وأقام بها قرابة سبع سنوات تتلمذ خلالهم على يد الشيخ الطنطاوي ، وكان زميله المستشرق فيرنل (Fernsel) وتتلمذ أيضًا على يد الشيخ أحمد التوانسي ومن أشهر أعماله ترجمته لكتاب أطواق الذهب للزمخشري إلى اللغة الألمانية ، وترجمة ألف ليلة وليلة والنبي محمد حياته ومذهبه من خلال اعتماده على سيرة ابن هشام ، وتاريخ الخلفاء العباسيين في مصر ([46])،واشتهر بأنه مؤرخ الخلافة ، كما أننا نرى أثر دراسته على الشيخ الطنطاوي الذي كان يميل إلى هذا النوع من الأدب ، كما أنه ترجم حياة الشاعر الشنفرى ؛ الذي درس تاريخ حياته مع الشيخ الطنطاوي دراسة عميقةً ([47]).
بالإضافة إلى كل من سبق ذكرهم هناك: موخين الذي عين مترجم في القنصلية العامة الروسية بمصر سنة 1835م ، وتعرف خلال اقامته بالشيخ ، وأخذ عنه دروسًا باللغة العربية ، وقرأ معه الشعر ، ومن ثم رحل إلى اسطنبول سنة 1837م بصفة ترجمان رابع بالسفارة ، كما وصفه الشيخ الطنطاوي بقوله: ” وهذا الترجمان كان صاحبي في مصر خلال عدة أعوام ، وقرأ عليّ شيئا من المعلقات وأخبار شعرائها ، وله دراية بكثير من اللغات كالفرنسية والتركية ، واسمه نقولا موخين ” كما أنه وفرين (Frahn)من عملا على دعوة القيصر الروسي للشيخ ، كما أنه صحب الشيخ الطنطاوي في رحلته من إسطنبول إلى بطرسبورج سنة 1840م ([48])، والمستشرق غريغورف (Grigorff) ، وصديقه سافليف (Savlef) الذي تخرج على يد فرين (Frahn) ، واختص بالآثار والنقود وكان من رواد الأدب العربي في روسيا ([49])، وجوتفالد الذي دعاه فران (Frahn)لفهرسة المخطوطات الشرقية في مكتبة بطرسبورج فنشأت صداقة بينه وبين الطنطاوي ([50])، وكليجرن (Clegren) الذي درس على يدي الشيخ الطنطاوي لامية العرب ([51]).
كما كان للشيخ أثر كبير في نفوس المستعربين مثل الروسي غوتولد ، الذي كان يتواجد في البلاد الروسية قبل قدوم الشيخ ، وكان حينها يعمل موظفًا في المكتبة العمومية بتوجيه من فرين (Frahn) ومما جمع بينه وبين الطنطاوي الاهتمام بأمور الاستعراب ، مما ساهم على بناء صداقة قوية بينهما ، كما كان غوتولف مهتمًا بآثار الشيخ ؛ حتى أنه قدم تصحيحات جوهرية في ترجمة حياته إلى الألمانية ، وبقى على اتصال بالشيخ حتى بعد رحيله إلى قازان ([52]).
كما أنه احتل المكانة التي يستحقها بين المستشرقين أمثال غريغورف (Grigorff) وسافليف(Savlef) ([53])، فكان للرحالة الأوروبيين الذين كانوا يدينون له بالعرفان بنجاحاتهم واكتشافاتهم الأثر الكبير في وصوله إلى روسيا ، وأن يلقى كل ترحيب وتقدير في البلاد الروسية ([54]).
وجاء كتاب كراتشكوفسكي (Krackovski)”حياة الشيخ الطنطاوي” دليلاً واضحًا على مدى تعلق الروس بهذه الشخصية العربية الفذة ، فنجد أن كراتشكوفسكي لم يغفل عن أصغر تفصيلة من تفاصيل حياة الشيخ ، بل إننا نجده مغرمًا بأسلوبه وطريقته في التعليم ، فانجذب إلى سيرة حياته كما فعل غيره من الأدباء والعلماء الأجانب ، لما تميَّز به الشيخ من مثل اتقانه عدة لغات ( الفرنسية والروسية ، والتركية ، والفارسية ، والألمانية ، والتترية ) ،وبالإضافة إلى قدرته على إدراك المعلومة بسهولة ويسر ([55]).
جهوده العلمية:
ولا يخفى علينا جهوده العلمية من خلال آثاره الأدبية التي خلفها لنا سواء كانت كتب أدبية أوعلمية أومعاجم أو مقالات بلغات أجنبية ، و كتاباته المترجمة ، هذا وبالإضافة إلى أثاره في الجغرافيا والتاريخ ، والأدب ، والعروض ، والبلاغة ، والشعر، وما إلى ذلك ، ومن اشهرها : كتاب تحفة الأذكياء – الذي حققه الدكتور محمد عيسى صالحية – الذي ضم فيه العديد من المعلومات عن رحلته وعن طبيعة الحياة الروسية ، وكما نعلم فإن معظم مخطوطاته لا تزال محفوظة في مكتبة جامعة بطرسبورج .
ونذكر منها ، في العقائد :حاشية على التحفة السنية و العقائد السنية ، حاشية على رسالة الباجوري ، ختم على متن الجوهرة ، شرح منظومة الشيخ السلموني في العقائد ، غنية المريد في علم التوحيد ، وفي القواعد : تقيدات على شرح الأزهرية: حاشية الزنجاني ، ختم على شرح القطر لابن هشام قواعد الصرف ، نظم تصريف الزنجاني ، وفي العروض : تعليق الكافي في علمي العروض والقوافي، حاشية الكافي في علمي العروض والقوافي ، ولذيذ الطرب في نظم بحور العربِ .
وكتب باللغات الأجنبية ، ونذكر منها: كتابه أحسن النخب في معرفة أشعار العرب (فقد ضم فيه العديد من الألفاظ والمصطلحات العامية ، بالإضافة إلى الأمثال ، والمراسلات التي كانت بينه وبين أصدقائه مع ترجمتها باللغة الفرنسية ) ، وموسوعة الحكايات الروسية ، وقواعد اللغة العربية باللغة الروسية ، والتاريخ الإسلامي بالروسية، وثلاث مقالات فرنسية ، ترجمة لتاريخ روسيا ، قاموس عربي فرنسي طبع في قازان سنة 1849م ، والمعجم التتري – العربي ، ونقد ترجمة بعض التعابير العربية في كتاب المستشرق دي ساسي ، ترجمة تاريخ روسيا الصغير لأسترالوف وغيرها …
الخاتمة
وفي الختام نجد أن الشيخ الطنطاوي حظي باهتمامٍ لائقٍ به في عصره من قِبل قيصر روسيا ، وتلاميذته ، وزملائه ، معظم من التقى بهم ، كما أنه حظي بالحب والاحترام والتقدير من قِبل كل من تعرف إليه ؛ ويعود ذلك إلى طبعه وإلتزامه وسماته السمحة ، وبفضل جهوده ، وكان حبه للغته التي عَمِلَ على تدريسها للعرب ومن سواهم الأثر البالغ في تعلق تلاميذته بعلوم اللغة العربية ، وكان ذلك نابعًا من اعتقاده بأن علوم اللغة العربية تعد من أهم العلوم التي بمعرفتها نتمكن من معرفة علوم الشريعة والعلوم الأخرى ، فكان بحرًا زاخرًا بالعطاء ، ومن هنا استطاع أن يؤثر في كلٍ من حركتي الاستعراب والاستشراق في عصره ، وكما أنه تمكن من أن يدرس قواعد اللغة العربية لغير العرب ، بالإضافة إلى قراءته لكتب التاريخ الإسلامي ، ولا نفغل عما تركه لنا الشيخ من ملاحظات مختلفة سواء في النحو أو اللغة أو البلاغة أو العروض ، والتي لا تزال حتى يومنا هذا مخطوطات لم تنل نصيبها من التحقيق والدراسة ، كما أنه لم يحظ باهتمام العرب إلا في الآونة الأخيرة ؛ ويعود ذلك إلى المبادرة الروسية التي أسهمت بدورٍ كبيرٍ في تسليط الضوء على جهوده العلمية ، وأهمية دوره في تدريس اللغة العربية وعلومها، وأخيرًا لا يسعنا إلا أن نفخر بأن أستاذًا عربيًا مثله تقام عنه الندوات حول العالم ، إلا أنه من المؤسف بأن لا نكون نحن من بادر وأسهم وتنبه إلى ذلك ، آملين من المولى عز وجل أن نكون قد نفضنا بعض الغبار عن شخصية إسلامية عربية نشرت وعلمت اللغة العربية للشرق والغرب ، ونرجو أن نكون قد وفيناه جزءًا من حقه الذي سلبه الزمان إياه .
المصادر والمراجع
– الأزهر في ألف عام ، محمد عبد المنعم خفاجي ، علي علي صبح ، المكتبة الأزهرية للتراث ، القاهرة ، مصر ، ط3 ، 1432هـ / 2012م.
– الاستشراق ، محمد عبد الله الشرقاوي ، دار الفكر العربي، القاهرة ، مصر ط1 ، د.ت
– إضاءات على الاستشراق الروسي ، فاطمة عبد الفتاح ، اتحاد الكتاب العرب ، دمشق ، سوريا ، 2000م.
– أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث ، أحمد تيمور باشا ،دار الآفاق العربية ، القاهرة ، مصر، 1423هـ/ 2003م .
– أعلام عرب محدثون من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، نقولا زيادة ، الأهلية للنشر والتوزيع ، بيروت، لبنان ، 1994م .
– الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين ، خير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين ، بيروت ، لبنان ، ط15 ، 2002م .
– أعلام لم ينصفهم زمانهم ، أنور الجندي ، الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، مصر ، د.ت .
– أنباء روسيا ، مقال بعنوان : الشيخ محمد عياد الطنطاوي ، بقلم حسين الشافعي ، موقع إلكتروني : www.russiannewsar.com
– حياة الشيخ محمد عياد الطنطاوي ، إغناطيوس كراتشكوفسكي ، ترجمة كلثوم نصر عودة ، مراجعة وتحقيق وتعليق عبد الحميد حسن ومحمد عبد الغني حسن ، المركز القومي للترجمة ، القاهرة ، مثر ، 2013م .
– دور الأساتذة العرب في تطور الاستعراب الروسي ، الشيخ محمد عياد الطنطاوي أنموذجًا ، عبد الرحيم مرون الوهابي ، مجلة الدفاع (القوات المسلحة السعودية) ، السعودية ، المجلد 36 ، العدد 109 ، ديسمبر، 1997م
– رحلة الشيخ الطنطاوي إلى البلاد الروسية المُسماة بتحفة الأذكياء أخبار بلاد روسيا ، محمد عياد الطنطاوي ، قدم لها وحررها محمد عيسى صالحية ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ن لبنان ، 1412هـ / 1992م .
– الشيخ محمد عياد الطنطاوي أول أستاذ عربي في روسيا ورائد من رواد الدراسات في اللغة العامية المصرية، جريجوري شرباتوف ، مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، مصر ، نوفمبر ، 1984م ، المجلد 55.
– الشيخ محمد عياد الطنطاوي والمدرسة الاستشراقية الروسية ، عبد الرحيم العطاوي ، أعمال الندوة التكريمية التذكيرية للعلامة محمد بن تاويت الطنجي ، مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجا ، المغرب ، 1997م
– المستشرقون ، نجيب العقيقي ، دار المعارف ، القاهرة ، مصر ، ط3 ، د.ت .
– من تراث الشيخ محد عياد الطنطاوي ، أول معلم العربية في البلاد الروسية ، حسين الشافعي ، أنباءروسيا، القاهرة ، مصر ، ط1 ، 2013م .
– موسوعة المستشرقين ، عبد الرحمن بدوي ، دار العلم للملايين ، بيروت ، لبنان ، ط3 ، 1993م .
([1]) ترجمته في : أعلام عرب محدثون من القرنين 19 /20 م ، نقولا زيادة ، 193 – 215 ، الأزهر في ألف عام ، محمد عبد المنعم خفاجي، علي علي صبح ، 3 / 340 – 348 ، أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث ، أحمد تيمور باشا ، 45 – 51 ، أعلام لم ينصفهم زمانهم ، أنور الجندي ، 16 – 18 ، الأعلام ، خير الدين الزركلي ، 6 / 320 – 321 ، حياة الشيخ الطنطاوي ، أغناطيوس كراتشكوفسكي ، رحلة الشيخ الطنطاوي إلى البلاد الروسية .
([2] ) إضاءات على الاستشراق الروسي ، فاطمة عبد الفتاح ، اتحاد الكتاب العرب ، دمشق ، سوريا ، 2000م ، ص 11 .
([3] ) الاستشراق ، محمد عبد الله الشرقاوي ، دار الفكر العربي، القاهرة ، مصر ط1 ، د.ت ، ص 30 .
([4] ) المستشرقون ، نجيب العقيقي ، دار المعارف ، القاهرة ، مصر ، ط3 ، د.ت ، ص 1124 – 1125 .
([5] ) ) المرجع نفسه ، ص 915-917 .
([6] ) إضاءات على الاستشراق الروسي ، فاطمة عبد الفتاح ، ص 27 ، 33 .
([7] ) دور الأساتذة العرب في تطور الاستعراب الروسي ، الشيخ محمد عياد الطنطاوي أنموذجًا ، عبد الرحيم مرون الوهابي ، مجلة الدفاع (القوات المسلحة السعودية) ، السعودية ، المجلد 36 ، العدد 109 ، ديسمبر ، 1997م ، ص73 .
([8] ) من الجامعات التي اهتمت بمنصب كرسي اللغات الشرقية : جامعة قازان ، وجامعة خادكوف ، وجامعة موسكو ، وكلية لازاريف ، وأخيرًا جامعة بطرسبورج ، للمزيد من التفاصيل انظر : المستشرقون ، نجيب العقيقي ، ص 917 – 919 .
([9] ) يعد ديماج أول أستاذٍ للغة العربية في قسم اللغات الشرقية في جامعة بطرسبورج ، واعتمد في تعليمه للغة العربية على سور القرآن الكريم ، وقواعد اللغة العربية ، وأمثال لقمان ، ومختارات من كتب دي ساسي ، للمزيد من التفاصيل انظر : المستشرقون ، نجيب العقيقي ، ص 919.
([10] ) المستشرقون ، نجيب العقيقي ص 920 .
([11] ) دور الأساتذة العرب ، عبد الرحيم الوهابي ، ص73 .
([12] ) المستشرقون ، نجيب العقيقي ، ص 919- 921 .
([13] ) حياة الشيخ محمد عياد الطنطاوي ، إغناطيوس كراتشكوفسكي ، ترجمة كلثوم نصر عودة ، مراجعة وتحقيق وتعليق عبد الحميد حسن ومحمد عبد الغني حسن ، المركز القومي للترجمة ، القاهرة ، مصر ، ص 88 – 90 .
([14] ) رحلة الشيخ الطنطاوي إلى البلاد الروسية المُسماة بتحفة الأذكياء أخبار بلاد روسيا ، محمد عياد الطنطاوي ، قدم لها وحررها محمد عيسى صالحية ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ن لبنان ، 1412هـ / 1992م ، ص 12-13 .
([15] ) حياة الشيخ ، كراتشكوفسكي ، ص 92 ، 94 ، 96 ، 182 .
([16] ) يقصد بها طبيعة الحياة الأوروبية وما فيها من سهولة ويسر وسعاده ، وما يشعر به الناس .
([17] ) يقصد بباريز: باريس( عاصمة فرنسا )
([18] ) تحفة الأذكياء ، محمد عياد الطنطاوي ، ص22 .
([19] ) من تراث الشيخ محد عياد الطنطاوي ، أول معلم العربية في البلاد الروسية ، حسين الشافعي ، أنباءروسيا ، القاهرة ، مصر ، ط1 ، 2013 ، ص10 .
([20] ) أنباء روسيا ، مقال بعنوان : الشيخ محمد عياد الطنطاوي ، بقلم حسين الشافعي ، موقع إلكتروني : www.russiannewsar.com
([21] ) ) تحفة الأذكياء ، محمد عياد الطنطاوي ، ص 188 ، أنباء روسيا ؟؟؟؟
([22] ) حياة الشيخ ، كراتشكوفسكي ، ص11 ، 122 ، 123 .
([24] ) المرجع نفسه ، ص 119 – 122 .
([25] ) إضاءات على الاستشراق الروسي ، ص 36- 37 .
([26] ) الشيخ محمد عياد الطنطاوي والمدرسة الاستشراقية الروسية ، عبد الرحيم العطاوي ، أعمال الندوة التكريمية التذكيرية للعلامة محمد بن تاويت الطنجي ، مدرسة الملك فهد العليا للترجمة ، طنجا ، المغرب ، 1997م ، ص 219 .
([27] ) الشيخ محمد عياد الطنطاوي أول أستاذ عربي في روسيا ورائد من رواد الدراسات في اللغة العامية المصرية ، جريجوري شرباتوف ، مجلة مجمع اللغة العربية ، القاهرة ، مصر ، نوفمبر ، 1984م ، المجلد 55 ، ص 72 .
([28] ) دور الأساتذة العرب ، عبد الرحيم الوهابي ، ص76 .
([29] ) المستشرقون ، نجيب العقيقي ، ص 187.
([30] ) حياة الشيخ ، كراتشكوفسكي ، ص 89 .
([31] ) المرجع نفسه ، ص 90-92 .
([32] ) تحفة الأذكياء ، محمد عياد الطنطاوي ، ص 78 .
([33] ) المستشرقون ، نجيب العقيقي ، ص 1040 – 1041 .
([34] ) حياة الشيخ ، كراتشكوفسكي ، ص 65 .
([35] ) المرجع نفسه ، ص 127 – 128 .
([36] ) حياة الشيخ ، كراتشكوفسكي ، ص 128 – 129 .
([37] ) المرجع نفسه ، ص 129 – 130 .
([38] ) المستشرقون ، نجيب العقيقي ، ص 480 – 481 .
([39] ) حياة الشيخ ، كراتشكوفسكي ، ص 92 .
([40] ) المستشرقون ، نجيب العقيقي ، ص 481 .
([41] ) موسوعة المستشرقين ، عبد الرحمن بدوي ، دار العلم للملايين ، بيروت ، لبنان ، ط3 ، 1993م ، ص 524 .
([42] ) المستشرقون ، نجيب العقيقي ، ص 933 – 934 .
([43] ) حياة الشيخ ، كراتشكوفسكي ، ص 99 ، 124 – 125 .
([44] ) المستشرقون ، نجيب العقيقي ، ص 195 .
([45] ) حياة الشيخ ، كراتشكوفسكي ، ص 93 .
([46] ) موسوعة المستشرقين ، ص 390 – 391 .
([47] ) حياة الشيخ ، كراتشكوفسكي ، ص 90 – 91 .
([48] ) المرجع نفسه ، ص 96 ، 97 ، 99 .
([49] ) المستشرقون ، نجيب العقيقي ، ص 935 .
([51] ) حياة الشيخ ، كراتشكوفسكي ، ص 131 .