واقع الأديان في ظل تحديات العولمة
The reality of religions in the light of the challenges of globalization
ط.د. عبيد الله زهرة ،جامعة معسكر، الجزائر
Phd student: Abidallah zahra/Universty Moustafa Ustanbuli_ mascara _Algeria
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 58 الصفحة 115.
ملخص:
يعتبر مفهوم ” العولمة ” من أهم المفاهيم الجديدة لهذا القرن، حيث نجد هذا المفهوم الجديد يفرض نفسه على الحياة المعاصرة من جميع مستوياتها، الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتربوية. لكنها تستهدف بالدرجة الأولى ثقافة الأمم، بما فيها الهوية الدينية.
إن العولمة فاستهدافها لدين الأمة لم تقتصر على دين معين أو عقيدة دينية مقصودة، وإنما شملت جميع الأديان، فشكلت علاقة مع الأديان لاشتراكها معها في العالمية من جهة ولتأثيرها على الأديان الأمر الذي يدفعنا إلى كشف واقع الأديان في ظل تحديات العولمة، فلم ينفذ أي دين من تحديات هذه الأخيرة إذ ساهمت في ظهور مجموعة من المفاهيم الجديدة و المعاصرة نتيجة لذلك الاصطدام الذي حصل بين الأديان والعولمة وتشكلت علاقة بينهما غير أن هذه العلاقة لم تثبت على شكل واحد فنجدها أحيانا علاقة توافق حيث أن العولمة بمختلف وسائلها ساهمت في خدمة بعض الأديان، وعلاقة تنافر حيث أنها كرست من خلال وسائلها أيضا لهدم أديان أحيانا وأسست للتيارات المناهضة للدين كالتيارات العلمانية.
الكلمات المفتاحية: العولمة، الدين، العلمانية، الإسلام، المسيحية، الثقافة.
Abstract:
The concept of “globalization” of the most important concepts of this new century, where we find this new concept imposes itself on contemporary life from all levels of intellectual, scientific, political, economic, cultural, informational and educational. But it is aimed primarily at the culture of nations, including religious identity.
Globalization Vastahedaffha the religion of the nation was not confined to a particular religion or religious doctrine intended, but included all religions, and formed a relationship with religions for their involvement with them in the world on the one hand and its impact on religions, which leads us to uncover the reality of religions in the light of the challenges of globalization, it has not implemented any religion the challenges of the latter as it contributed to the emergence of a range of new concepts and contemporary result, the collision happened between the religions and globalization and formed a relationship between them but this relationship did not prove to form one sometimes we find democracy consensus relationship where globalization through all means contributed to some interfaith service, and the relationship of repulsion whereas Ha devoted through its means also to demolish sometimes religions and established currents of anti-religion Kalttiarat secularism.
Keywords: globalization, religion, secularism, Islam, Christianity, culture.
مقدمة:
يعتبر مفهوم ” العولمة ” من أهم المفاهيم الجديدة لهذا القرن، حيث نجد هذا المفهوم الجديد يفرض نفسه على الحياة المعاصرة من جميع مستوياتها، الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتربوية. لذلك فهي من الموضوعات التي تحتاج إلى الفهم والتعمق وإلى إدراك بعدها وغايتها، والوقوف على السياسات التي تتحكم فيها وتقودها، فكما سبق الذكر اهتمت العولمة بكل جوانب الحياة، لكنها تستهدف بالدرجة الأولى ثقافة الأمم، بما فيها الهوية الدينية، ويقصد بالهوية الدينية عمق الإيمان بالعقيدة الدينية والشعور بالانتماء إلى قيمها الحضارية والثقافية، فالهوية الدينية تعتبر العمود الفقري لثقافة الأمة، فقد كان الدين مستهدف من العولمة وباستخدام وسائلها وتطبيق أيديولوجياتها.
إن العولمة فاستهدافها لدين الأمة لم تقتصر على دين معين أو عقيدة دينية مقصودة، وإنما شملت جميع الأديان، فشكلت علاقة مع الأديان لاشتراكها معها في العالمية من جهة ولتأثيرها على الأديان من جهة أخرى هذا ما يجعلنا نتساءل عن طبيعة العلاقة التي نشأت بين الديانات العالمية والعولمة، وكيف أثرت هذه الظاهرة في غزوها الثقافي على الثقافة الدينية؟ هل وجد الدين ضالته في عصر العولمة ، أم أنها شكلت خطرا عليه وهددت مبادئه؟
مفهوم العولمة:
إن العولمة مصطلح تتعدد وتتنوع تفسيراته بحسب المشتغلين في حقله وانشغالاتهم، لذلك يصعب تحديده بدقة، نظرا إلى تعدد المترادفات التي تشير إليه، ومن المترادفات التي تتناولها المقالات والخطب : الدولة والشوملة والكونانية والعالمية وهي مفاهيم يكثر استعمالها في مجالات التجارة والمالية. لكن كل هذه المفاهيم تلتقي حسب الدلالة اللغوية في : ” جعل الشيء عالميا”.
لكن هذا المفهوم لم ينشأ مباشرة وإنما عبر مراحل:
العولمية: هي أولى مراحل العولمة، حيث تظهر العولمة في مركزها الأمريكي الأوروبي وهي تشكل مخططاتها وأفكارها لهيمنة على العالم وقد ظهرت خلال الحرب الباردة.
العولمة أو التعولم: هي مرحلة فعاليات وتنفيذ الإجراءات، وهي عملية تحول حاسم وطويل نسبيا من خلال فرض عملي لآليات العولمة. وقد بدأت بعد انتهاء الحرب الباردة، ومازالت تهتم بنشر العولمة خارج مركزها الأمريكي الأوروبي.[1]
فظهور العولمة كظاهرة زامنت الألفية الجديدة لم تكن مباشرة وإنما تحققت بشكل تدريجي، فبدايتها كانت إيديولوجيا مثلتها المرحلة الأولية لها والتي كان مركزها أمريكي أوربي. مرحلة يمكن القول عنها بأنها تخطيطية للهيمنة على العالم وهو ما تحقق بعد نهاية الحرب الباردة وقيام النظام الدولي الجديد فشملت العالم ككل و تجاوزت الحدود الأمريكية.
العولمة: وهي المرحلة التي يرى أصحاب العولمة أنها تشير إلى وضع تصبح فيه البشرية مشتركة في قيم واحدة من حيث التعامل مع شؤون البيئة، ومن حيث أدوار الأفراد كمواطنين وكمنتجين ومستهلكين، فهي تشير إلى اكتمال المنظومة الإيديولوجية للعولمة بعد حصاد نتائجها، وقد تشير إلى العولمة في مراحلها كافة.
كما أن العولمة ذاتها و التي تبدوا كأنها ظاهرة معاصرة مفاجئة، في حين هي ظاهرة تاريخية حديثة منذ بزوغ الرأسمالية في مرحلتها التجارية، ومنذ الثورة الصناعية في أوروبا[2]
وتعريف العولمة عند المفكر المغربي محمد عابد الجابري كان بالإشارة إلى مفهومين حيث يقول أن هناك عولمة وهناك عالمية. والعولمة تعني إرادة الهيمنة أي هي قمع وإقصاء للخصوصي، والذاتي معا. أما العالمية فهي طموح إلى الارتقاء والارتفاع بالخصوصي إلى مستوى عالمي، والعولمة احتواء العلم، والعالمية تفتح على ما هو كوني و عالمي . فالعالمية هي طموح إلى التعارف والحوار والتلاقح، إنها طريق الأنا للتعارف مع الآخر. أما العولمة فهي طموح، لاختراق الآخر و سلبه خصوصيته[3] فمن هذا التعريف نستنتج بأن الجابري قام بالضبط الدقيق لمفهوم العولمة من حيث هي خلفية تسعى إلى اختراق الخصوصية وغزو الآخر والسيطرة على الهوية و الثقافة بل إنها ثقافة اختراق وهيمنة وتكريس للتبعية الحضارية.
في مفهوم آخر فالعولمة استراتيجية تنموية جديدة، وجهاز قيادي جماعي للعالم، من طرف مصالح اقتصادية قوية عابرة للأمم وفوق الدول “. لهذا توصف العولمة بأنها : ” إيديولوجية الألفية الجديدة،:فهي مرجعية فكرية موجهة، ومبادئ تعبر عن إيديولوجيا خاصة لها أهدافها. والمقصود بالإيديولوجيا هي: ” علم الأفكار “، ويعرفها ” ايتيان ميناريك ” على أنها: ” كل منظم لمجموعة من الأفكار والمعتقدات، والفرضيات المشتركة، والمتعلقة بالمسببات والمبادئ المشخصة لمختلف ظواهر الحياة الاجتماعية “. وعليه يمكن فهم ” العولمة ” واعتبارها منظومة من المبادئ السياسية والاقتصادية، ومن المفاهيم الاجتماعية والثقافية، ومن الأنظمة الإعلامية والمعلوماتية، ومن أنماط السلوك ومناهج الحياة، ودفع العالم كله للاندماج فيها، وتبنيها والعمل بها والعيش في إطارها. فالعولمة إذا إيديولوجيا تهدف إلى تأسيس لمشروع عالمي متعدد الميادين عبر أسواق عالمية كبرى مفتوحة ومتحررة من كل العوائق.
إلا أن هناك من فرق بين العولمة وبين الايدولوجيا العولمة إذ صح التعبير، هي ببساطة الزيادة المتنامية في وتيرة التداخل بين الجماعات و المجتمعات البشرية في هذا العالم، خاصة على الصعيد الاقتصادي والإعلامي ولا يقل شأنا أيضا في المجال الثقافي والسياسي[4].
إن هذا الخلاف حول مفهوم العولمة أدى إلى تشكيك الباحثين في حقيقة وجودها. على سبيل المثال ينكر كل من بول هيرست و جيرهام طومبسون أي وجود للعولمة ويعدانها خرافة انطلت على الجميع و قالا إنها خرافة تناسب عالما بلا أوهام تسرق الأمل منّا، حيث يريان أن العلم لا يزال ابعد عن أن يكون كونيا بحق. كما يعترف بذلك غلات أنصار العولمة.[5]
من خلال هذا العرض للرؤى المختلفة للمفهوم العولمة تظهر لنا هذه الأخيرة كظاهرة شاملة لا ترتبط بمجال معين دون الآخر، بما أنها مخطط إيديولوجي ومشروع عالمي فلا بد انت تكون لها أدوات محركة وأقطاب فاعلون من مختلف المجالات المذكورة سابق. فالعولمة ترتكز على مؤسسات عالمية وهي: صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمة، والشركات متعددة الجنسيات. وتستعين العولمة أيضا بهيئات ثقافية وفكرة، مثل: منظمة اليونسكو، ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة الدفاع عن حريات الأديان والمعتقدات[6]
عولمة الدين:
إن عولمة الدين تعني خصخصة له، وهذه الخصخصة للدين هي اكبر خصائصه، أيا كان هذا الدين، الذي اعترف له بها المؤمنون والملحدون على وجه سواء ألا وهي قدرته على تكوين المجتمعات[7].
فالدين هو أحد مقومات المجتمع والمؤسسات الدينية ساهمت في بقاء المجتمعات، فإذا تم خصخصة الدين، فهذا يعني زوال المجتمع وزوال الأطر الأساسية له ألا وهي الدين ، فالعولمة باتت تشكل خطرا على المجتمعات وكرست لتيارات تدعو لهذه الخصخصة وبات اعتبار مبدأ الدين منتجا بشريا الأثر السلبي الأساسي على الدين وهو من الآثار التي خلفتها العولمة ، غير انه بالمقابل استطاعت العولمة أن تخلف آثار أخرى على الدين يختلف النظر إليها بين الإيجاب و السلب، فقد فرضت العولمة النظرة التعددية للأديان والتي تفرض القبول بالتعدد الديني نظرا لطبيعة الواقع الخيالي المتعدد، وذلك من خلال الانفتاح على الآخر و على معرفته، وذلك عن طريق فضح المجال للتعارف و الحوار بين الأديان، وتجاوز ذلك الصراع القائم بينها نتيجة لجهل الآخر، وعدم التطلع على حقيقته، ومحاربة التطرف الدوغمائي في المجال الديني و فرض احترام الأديان.
لكن بالمقابل يمكن النظر لهذا التنوع والقبول بالتنوع الديني إلا أنه قد يخلق أزمة خطيرة ويساهم في تكريس التطرف و العنصرية داخل المجتمع الواحد إذا تعددت الأديان، و يخلق طوائف متطرفة بدل الحد من هذه الظاهرة، حيث ذكر صامويل هنتنجتون في كتابه صراع الحضارات أن الفروقات القائمة بين الحضارات بصفة العامة والطوائف بصفة خاصة سببها التمايز في التاريخ واللغة والثقافة والاهم الدين.
فإذا كان التطرف تخلفه أسباب سياسية وعرفية، فالدين يعتبر أهم هذه الأسباب. فالعولمة في حقيقة الأمر وفرت فرصة سانحة لتطبيق هذا المنظور التعددي بصورة أكثر موضوعية.[8]
لقد تأسست في الألفية الجديدة التي زامنت عهد العولمة مجموعة من المراكز و الجمعيات الدولية الدينية، التي تكرس لعولمة الدين، فلم تقتصر العولمة على الجانب السياسي والاقتصادي فحسب فقد شملت أيضا الدين.
لكن النظرة العالمية للدين لم تدعوا لإنشاء دين موحد، ولم تفرض هيمنة دين معين على العالم بل نادت العولمة من هذه الزاوية إلى القبول بالتنوع و التعدد الديني، فلم تكن هذه الدعوة مجرد إيديولوجيا نظرية مجردة وإنما تحولت إلى ممارسات فعلية واقعية.
ومن بين هذه المساهمات نجد الجمعية الدولية لدراسة تاريخ الأديان وهي أهم وأكبر جمعية عالمية متخصصة في الأديان تأسست في أمستردام وتنضوي تحت هذه الجمعية عدة روابط من مختلف دول العالم ومن مختلف الديانات بما فيها الدين الإسلامي[9].
كما كان من نتائج العولمة على الأديان ظهور مجموعة من المظاهر الجديدة التي لم تكن مألوفة سابقا، وهي التي يذكرها الباحث الدكتور دين محمد محمد ميرا صاحب كالآتي:
1- ظهور مصطلحات السوق في عالم الأديان.
2- رفض المقدس في الأديان.
3-هدم منطق الثوابت و المتغيرات.
4-علمنة الدين و خصخصته.
5- فرض رؤيا ما بعد الحداثة و مناهجها.
6- فرض المنظور التعددي.
7- هدم الهويات الدينية.[10]
كل هذه المظاهر كانت نتيجة لعولمة الدين، والتي كانت تهدف بالدرجة الأولى في وجهها الظاهر إلى إنشاء مجتمع بشري تتحاور فيه الأديان وتتعايش، غير أن هذا خلف مفاهيم تشكل خطرا على الدين في حين كانت العولمة توهم الناس بأن هذا الآمر طبيعي ومنطقي لكنها أنتجت بهذا مناهج وأساليب للقضاء على الدين، خاصة في كونها ساهمت في ترسيخ الفكر العلماني وخصخصة الأديان العالمية. ومن هنا يمكننا طرح تساؤل من جديد حول حقيقة العلاقة القائمة بين العلمانية والعولمة وكيف ساهمت هذه الأخيرة في التأسيس للفكر العلماني؟
العلمانية والعولمة:
يذهب الكثير إلى اعتبار أن العولمة الحالية هي عولمة علمانية تدعو إلى المنافسة بين الدول، واستخدام القوة للتحكم في الموارد والسيطرة عليها، فالعولمة من منظور آخر غير ذلك التي تظهره عليه سلبي، حيث تسعى إلى سلب ونهب الثروات والقضاء على الحرية، و تفادي إغناء الدول الفقيرة.
ويذهب بعض المتخصصين إلى القول بأنها فوضى خلاقة ومقننة، بل إنها تشجع العنف تحت لواء الحرية، فالعولمة تجمع جميع المجتمعات في بوتقة واحدة وبالمقابل ولا تعترف بالأديان ولا بالسياسات الخاصة والهويات الثقافية، إنها تسعى لفصل عن الدولة، وهنا تتقارب العولمة والعلمانية؛ فالعلمانية تعني بعد الدولة واستقلالها عن العقيد، ولا تقوم وفقا لمبادئ دينية، لان الدولة مخلوق إنساني خلقته الأغراض الإنسانية وهي تعمل على استمراره، فالعلمانية تدعو إلى كل ما هو في مصلحة البشر في الحياة الدنيا وإبعاد الاعتبارات الأخرى المستمدة من الإيمان بالله بل وفصل الدين فصلا تاما عن الدولة.
أما مفهوم الدين العلماني للدلالة على نظام متطور بدرجة أكبر أو أقل من المعتقدات والأساطير والطقوس و رموز التي تخلق هالة من القداسة حول الكينونة تنتمي في الأصل إلى هذا العالم، وتحولها إلى طائفة وموضوع للعبادة والتكريس[11]. فكل الميادين الدنيوية سواء كانت علمية أو تاريخية أو سياسية وثقافية، يمكن أن تكون مصدر للقداسة الدنيوية تشكل موضوع الدين العلماني عند طائفة علمانية معينة، فالمعرفة العلمانية تهتم بالحياة، وبالتالي ربط الدين العلماني بين القداسة التي أخذها من الدين وبين الأمور الدنيوية فاشتغل بالمقدسات الدنيوية.
هناك من يكره الدين ليس لسبب اقتصادي بل لسبب ديني، فالعولمة آتية من مراكز دينها غير ديننا، بل هي قد تنكرت للأديان كلها وآمنت بالعلمانية التي لا تختلف كثيرا في نظر هؤلاء عن الكفر ومن ثم ففتح الأبواب أمام العولمة هو فتح الأبواب أمام الكفر، والغزو هنا في الأساس ليس غزوا اقتصاديا بل غزو من جانب فلسفة حياة معادية للتدين والهوية الثقافية، المهدد هنا هو في الأساس دين الأمة وعقيدتها، وحماية الهوية معناها في الأساس الدفاع عن الدين[12].فمن هنا شهدت العولمة حركة نفور كبيرة من المؤسسات الدينية على اختلافها لأنها حملت في طياتها خطرا على الدين وحاولت استئصال الدين من جذوره، فتجاوزت كل العقائد والهويات الدينية، وهذا ما دعت إليه العلمانية أيضا.
ويفسر روبرت بلا العلمنة في العصر الحديث بان الدين-بصورته التقليدية- أصبح مسألة فردية في المقام الأول، وبالتالي فقد كثيرا ممن وضعه العام. فالناس أتباع مخيرون لعدد من الأديان لا يستطيع أحدا أن يزعم انه يرتبط بأعضائه، فعولمة المجتمع تحبذ الخصخصة في الدين[13].
فكما هو معلوم أن العولمة لها أبعاد سياسية إذ تقوم على أسس ليبرالية التي أصبح مطلبا شرعيا، وتنادي بالحرية الفردية، فلم تخرج العلمانية عن هذا السياق السياسي؛ لأنها هي الأخرى تحمل أبعاد سياسية وتستهدف الأطر السياسية الديمقراطية فكما انه لا يمكن فصل العولمة عن الديمقراطية فلا يمكن فصل العلمانية عن الديمقراطية الليبرالية وأصبحت العلمانية مطلبا جماهيريا بجانب العولمة. فالعولمة والعلمانية كل منهما خدمت الأخرى في ترسيخ مبادئها وعملا على إقامة علاقة تكاملية من أجل تجسيد الخطة التي رسمها أرباب العولمة من جهة والعلمانيون أخرى.
إن الأنموذج الأوروبي والأمريكي الحضاري، الذي كان العالم يسعى إلى محاكاته في القارات الأربعة على اختلاف وتنوع هذه الثقافية، لم يكن الدين معتبرا بأية كيفية كأساس للهوية الثقافية[14]. فهل فعلا شكلت الأديان نقطة التنافر مع العولمة؟ وإذا كانت الحضارات الغربية مهدا نشأت وترعرعت فيه الديانة المسيحية، وفي نفس الوقت منطلق العولمة فهل يمكن أن يلتقيا؟
المسيحية والعولمة:
إن العولمة أثرت في المسيحية بشكل أكبر من كل الديانات الأخرى، وربما ذلك بحكم طبيعة ظهور العولمة في عالمها، وظهور مصطلح ما بعد المسيحية في العالم الغربي يقول الكثير عن هذا التأثير الكبير لمن يستطيع قراءة متغيرات السوق الديني في الغرب. وكتاب الأسقف الأمريكي بعنوان: لماذا ينبغي أن تغير المسيحية نفسها أو تموت، خير تعبير عن التأثير الكبير الذي أحدثته العولمة في المسيحية[15].
إن المسيحية كديانة سماوية لا تختلف عن بقية الديانات السماوية لكونها رسالة عالمية وشمولية، وهذا ما يجعل الخطاب المسيحي يتوجه إلى كل الحضارات، فالعالمية بعد أساسي من أبعاد الرسالة المسيحية وهذا ما يجعلها على وفاق مع ظاهرة العولمة، فمن هذه الزاوية لا تشكل العولمة أي خطر على المسيحية بل إنها تناسبها وقادرة على إرساء العولمة من خلال تعاليمها، وقد لعبت الكنيسة دورا هاما و كان لها دور هام وموقف واضح من ظاهرة العولمة، فقد شددت الكنيسة على أنه يجب أن تحترم هذه الظاهر العالمية القيمة المطلقة للحضارات البشرية وألا تحتقر أي جانب من جوانبها الاجتماعية و الدينية، ودعت لاحترام التنوع الحضاري، فليس من الأخلاقيات أن تقف هذه الحركة العالمية أمام الممارسة الدينية والعقائدية.
إن الأهداف التي تسعى العولمة إليها منها عولمة الدين، وهي ليست إلا تنصير العالم عن طريق نشر العقيدة المسيحية في العالم وهو ما تهدف إليه الكنائس المسيحية سواء كاثوليكية منها أو البروتستانتية. يقول الدكتور القرضاوي (إن الإمبريالية الدينية النصرانية تستخدم قوة الغرب العسكرية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والإعلامية والاتصالية المعلوماتية لتتخذ منها أدوات جديدة متطورة في تحقيق الغاية المنشودة وهي تحويل العالم كله للمسيحية)، رغم هذا التنصير والدعوى إلى المسيحية إلا أنها أصبحت تصب في النهاية لصالح اليهودية العالمية أي لصالح الصهيونية وإسرائيل[16] .
إن البابا يوحنا بولس اعتبر أن العولمة ليست جيدة و لا سيئة بحد ذاتها فتأثيرها يعتمد بشكل مباشر على الخيارات التي نقوم بها نحن، ولقد أدت العولمة إلى وعي أكبر لأسس تعليم الكنيسة الاجتماعية الذي صار أوضح بشكل كبير في العقود الأخيرة، وتقترح الكنيسة مفهوم السلطة الأخلاقية في إطار النقاش حول العولمة، فتقترح الكنيسة هذا المفهوم للتعامل مع العولمة، فالتعامل مع مختلف الخيرات العالمية والثروات الأرضية يتطلب الالتزام بسلم شامل.[17]
لقد ساعدت المعلوماتية، كمظهر من مظاهر العولمة تساعد في نشر الديانة المسيحية و إظهارها على أنها عقيدة سمحاء، فأنشأت قنوات إعلامية وبرامج إذاعية وتليفزيونية تنصيرية، ومجلات أيضا تنصيرية، هذه الشبكات البرنامجية تشرف عليها الكنائس ومؤسسات دينية مسيحية[18]. فقد ساعدت المعلوماتية التي سعت إلى نشرها العولمة في خلخلة العقائد الأخرى، وفي إدخال الطقوس المسيحية، والممارسات المسيحية مثل اللباس الديني المسيحي، والانحناء الذي يمارسه رجال الدين المسيحيين، ولبس القلائد الصليبية كل هذه العادات المسيحية انتقلت بسهولة إلى المجتمعات العالمية والإسلامية منها وأثرت على العقيدة الإسلامية خاصة، فيدفعنا هذا إلى طرح سؤال حول الدين الإسلامي، ما هي آثار العولمة على الدين الإسلامي؟ وهل كانت انعكاساتها عليه سلبية أم ايجابية؟
العولمة وآثارها على الإسلام:
قبل الحديث عن تأثيرات العولمة على الدين الإسلامي يجب أن نتوقف عند استعراض الفرق بين العولمة كظاهرة عالمية تحاول اختزال جميع الثقافات في ثقافة واحدة تعتبر ثقافة عالمية موحدة و مشتركة، وبين الدين الإسلامي باعتباره دين عالمي أرسل للبشرية جمعاء، فالعالمية التي يتصف بها الإسلام تختلف كثيرا عن عالمية العولمة حيث أن الإسلام يهدف إلى تشكيل العالم على مجموعة من العلاقات الإنسانية كالأخوة والتسامح ورب معبود واحد لجميع البشر، كما أن الإسلام لم يأت للاستبداد ولا للغزو وحل الهويات الثقافية وفرض الاستبداد بل جاء ليقيم الحضارة الإنسانية على فكرة التوحيد الدينية فهو يسعى إلى توحيد العقيدة والمحافظة على خصوصية وموروثات الأمم واحترامها، وبذلك تكون الهوية الإسلامية منفتحة وغير منغلقة، هوية عالمية مركبة وليست ذات بعد واحد تحتوي ثقافات وتقاليد وأعراق الشعوب والأمم التي يدخلها الإسلام دون أن تفقد تلك الثقافات سماتها وخصائصها المميزة[19]. لكن العولمة كانت أهدافها العالمية أوسع من عالمية الدين الإسلامي.
يرى الدكتور جعفر شيخ إدريس رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة أن العولمة في أساسها تصيير المحلي عالميا، وتصف بعض نتائج هذا التعولم، فنتيجة هذا التعولم أن تكون التجارة فيه مفتوحة ومتيسرة بين كل بلدان العالم، وان يسود فيه نظام اقتصادي واحد ونظام سياسي واحد، وأن تسود فيه عقيدة واحدة، وأن تكون للناس فيه قيم مشتركة، وأن يكون هنالك أدب عالمي يتذوقه الناس كلهم، وأن تسود فيه تبعا لذلك نظام تعليمي واحد[20]. فالإسلام شيء والعولمة شيء آخر ولا يمكن أن ترتبط العولمة للإسلام وهذا لا يمنع من أن يكون الدين الإسلامي دين عالمي لقوله تعالى “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَا كَافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون” 28 سورة سبأ، ولكن هذا الاختلاف بين الدين الإسلامي والعولمة لا يعني بأن الإسلام ضد حقوق الإنسان التي تدعوا إليها العولمة و لا ضد القيم الأخلاقية التي تدعو إليها أيضا كحوار الحضارات و لكنه ضد تلك الحرية بالمفهوم الغربي التي تحملها الليبرالية الجشعة والتي تؤسس للعلمانية بل إنه ينادي بحرية في حدود السلطة الدينية.
يرى بعض المتخصصين في العولمة والذين يتبنون الموقف التوفيقي أن العولمة لا تستهدف الديانات و العقائد وتضع مسافة بينها وبين الديانات ولا تروج لأي دين من الأديان لكن في حقيقة الأمر نجد أن العولمة قامت بتسخير مجموعة من الوسائل للنيل من الشريعة الإسلامية واستهدفوا الدول التي تدين بالإسلام وبالتالي فالدين يتنافى وقوانين وأهداف العولمة الوضعية المعادية للدين لأنها تروج لكراهية المذاهب الدينية وللإخراج من الملة[21]، فالمواقع الإلكترونية وقنوات البث الفضائي التي ساهمت في إرسائها العولمة ظهرت بكثرة من خلال تقديم برامج ذات مضامين دينية غايتها العمل على تفرقة الجماعات المسلمة وتحطيم المبادئ الإسلامية، بل حتى إنها تروج بأن الدين الإسلامي هو دين إرهاب.
فمن الآثار السلبية للعولمة على العقيدة الإسلامية أنها ساهمت في خلخلة عقيدة المسلمين والتشكيك فيها، وذلك عبر وسائل وأساليب متعددة مباشرة وغير مباشرة، من بين هذه الوسائل الإذاعات و التلفزيون حيث أصبحت تعرض الحياة الغربية داخل البيوت من خلال التمثيليات و المسلسلات، والأشكال الأخرى لاستيراد الثقافات بما فيها الثقافة الإسلامية سيكسر الحاجز الشعوري ويضعف العقيدة وذلك من خلال اكتساب عادات الغرب المحرمة و تقليدهم، ونشر الكفر، والإلحاد حيث أن أغلب شعوب تلك الدول لا يؤمنون بالدين ولا يعترفون بعقيدة سماوية.[22]
خاتمة:
إن العولمة طالت جميع المجتمعات الإنسانية في المقومات الثقافية ومن بينها الدين، وذلك من خلال النظام الإعلامي العالمي فأبرزت مختلف التظاهرات الدينية كظهور الطقوس الأسبوعية الدينية المسيحية وكذلك الإسلامية، والأعياد اليهودية، لكن بالمقابل نلاحظ تركيز هذه الوسائل على ديانة المسيحية واليهودية، ففي الأعوام الأخيرة برزت الولايات المتحدة الأمريكية كرائدة في أساليب عودة الديني، وأعلنت نفسها كأمة عالمية تمزج بين جاذبية التقنية وبين الغزو الديني للثقافة والترويح للدين المسيحي والدين اليهود، حتى إن رجال الدين المسيحيين قاموا بتحديد عوالم العولمة وتحديد المبادئ الأساسية التي يجب أن تقوم عليها هذه الظاهرة العالمية الجديدة كاحترام الآخر وحوار الحضارات ونشر ثقافة التسامح باعتبار هذه القيمة الأخلاقية قيمة عالمية لا بد من أن تقوم على ترسخها العولمة.
إن العولمة تتقارب أكثر مع الدين المسيحي واليهودية، مما جعلها ذات أهمية عند هؤلاء، مقابل الدين الإسلامي التي تعمل أحيانا على إبرازه كدين إرهاب، بل وتعمل على نفيه وتحطيمه بمختلف الوسائل. إن المفهوم الايجابي للعولمة والمبادئ السميحة التي تدعو إليها في الظاهر هي قيم من صلب الدين الإسلامي ولا يمكن القول بأنها تشترك معه في الدعوى إلى القيم الأخلاقية لأنها دعواها غير نزيهة وتحمل خبايا في طياتها خطيرة وسلبية ، بل هي مجرد أكاذيب تريد من خلاله أن تبدو وكأنها عالمية فعلا وفي حقيقة الأمر تتوجه نحو المقومات الاجتماعية غير الغربية وتعمل على تذويبها، فهي تسعى إلى الهيمنة الدينية أيضا من خلال مجموعة من الحركات الدينية السياسية التي تؤثر بشكل عام على الدين.
إن عولمة الدين تعني خصخصته، وخصخصة الدين تعني علمنته ففي هذه الزاوية يمكن رصد ذلك الاستئصال للدين من قبل العولمة فبدل من ان تخدم العولمة الأديان فتحت باب الصراع معها،عندما بدأت تشجع العلمانية والحرية الدينية، والجدير بالذكر إن هذه الحركة العلمانية التي أرست قواعدها العولمة نمت بشكل أكبر في البلدان المسيحية، حين أعلنت عن فصل المجال الديني عن المجال العام، والى حصر الإيمان والممارسات الدينية في المجال الخاص، وأصبح ينتقل شيئا فشيئا الى البلدان الإسلامية.
فالعولمة قد تكون متقاربة مع الأديان، من جهة خدمة الأديان والدعوى القيم الدينية العالمية، كتحقيق التعايش السلمي والحوار الحضاري العالمي ومن خلال احترام ذات الآخر وهويته واستقلاله وتميزه وإقامة اقتصاد عادل.
كما أن العولمة قد تكون خطرا على الأديان ومتوحشة تقوم على تهديم الهوية الدينية، فهي لا تحقق الاستقرار بل تشجع الاضطراب والانفجار الاجتماعي المستمر. وفي إطار العولمة السلبية دائما نجدها عولمة ترتدي لباس الغزو الثقافي وطمس الانتماء والتدمير الأخلاقي في الأمم عبر أجهزة الاتصالات والتكنولوجيات المعلوماتية الحديثة لمحو الموروث الديني وإفراغه من أصالته وانتماءاته والترويج لدين مقابل دين أخر، أو العمل على إبعاد الدين ككل عن الممارسات الدنيوية. كل هذه الأسباب وغيرها تظهر الحاجة لضرورة فهم حقيقة العولمة والاستعداد لمواجهة أخطارها خاصة على الدين .
قائمة المراجع:
- الطروانة محمد سالم، العولمة والإسلام الاستجابة والتحدي، المؤتمر الدولي حول: الدراسات السلامية في المجتمع العولمي، كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأمير سونجكلا فرع فطاني، تايلندا، ديسمبر 2010.
- العمر ناصر بن سلمان، رسالة مسلم في حقبة العولمة، مركز الدراسات الإسلامية،قطر،1424هـ ، دون طبعة.
- أمين جلال، العولمة، دار الشروق، القاهرة- مصر-،ط3، 2001،.
- الجابري محمد عابد، العولمة والهوية والثقافة، مجلة المستقبل العربي، عدد288.
- الحمد تركي، الثقافة العربية في عصر العولمة، دار الساقي، بيروت-لبنان، ط1، 1999،.
- دسوقي رأفت، عولمة المدير في العالم النامي، دار العلوم،ط1، 2006.
- رفيق بوكر، مخاطر العولمة على الهوية الثقافية للعالم الإسلامي، دراسات الجامعة الإسلامية العلمية شيتاغونغ، المجلد الرابع،ديسمبر2007.
- صاحب محمد محمد ميرا، تأثير العولمة على دراسة الدين: تحليل وتقييم، مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، مجلة علمية محكمة، العدد:25، 2007.
- قرم جورج،المسألة الدينية في القرن الواحد والعشرون، تر: خليل أحمد خليل، دار الفارابي،ط1، 2007.
- الماجدي خزعل، علم الأديان: تاريخه، مكوناته، مناهجه، أعلامه، حاضره، مستقبله، مؤمنون بلا حدود للنشر والتوزيع، المغرب، ط1، 2016.
- مسيهر خليل نوري، مستقبل الهوية الإسلامية في ظل العولمة الثقافية، ديوان الوقف السني، العراق، 2009.
- هوفمان مراد، الإسلام في الألفية الثالثة، مكتبة العكيبات للطباعة و النشر و التوزيع، ط1، 2003.
- هيريست بول وطومبسون جراهام، ما لعولمة: الاقتصاد العالمي و إمكانات التحكم، تر عبد الجبار فالح، عالم المعرفة، الكويت، 2001.
[1] – الماجدي خزعل، علم الأديان: تاريخه، مكوناته، مناهجه، أعلامه، حاضره، مستقبله، مؤمنون بلا حدود للنشر والتوزيع، المغرب، ط1، 2016، ص527.
[2] – الحمد تركي، الثقافة العربية في عصر العولمة، دار الساقي، بيروت-لبنان، ط1، 1999،ص20.
[3] -الجابري محمد عابد، العولمة والهوية والثقافة، مجلة المستقبل العربي، عدد288، ص14.
[4] -الحمد تركي، مرجع سابق، ص20
[5] – هيريست بول وطومبسون جراهام، ما لعولمة: الاقتصاد العالمي و إمكانات التحكم، تر عبد الجبار فالح، عالم المعرفة، الكويت، 2001،ص13.
[6] – الطروانة محمد سالم، العولمة والاسلام الاستجابة والتحدي، المؤتمر الدولي حول: الدراسات الإسلامية في المجتمع العولمي، كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأمير سونجكلا فرع فطاني، تايلندا، ديسمبر 2010،ص8.
[7] – صاحب محمد محمد ميرا، تأثير العولمة على دراسة الدين: تحليل وتقييم، مجلة كلية الشريعة والدراسات الاسلامية، مجلة علمية محكمة، العدد:25، 2007،ص100.
[8] – صاحب دين محمد محمد ميرا، المرجع السابق،ص105.
[9] -الماجدي خزعل، علم الأديان، ص391.
[10] – المرجع نفسه ص531،532.
[11]– المرجع السابق، ص512.
[12] -أمين جلال، العولمة، دار الشروق، القاهرة- مصر-،ط3، 2001، ص44.
– دسوقي رأفت، عولمة المدير في العالم النامي، دار العلوم،ط1، 2006، ص47.[13]
[14] – قرم جورج،المسألة الدينية في القرن الواحد والعشرون، تر: خليل أحمد خليل، دار الفارابي،ط1،2007 ،ص329.
[15] – الماجدي خزعل، علم الأديان، ص532.
[16] – رفيق بوكر، مخاطر العولمة على الهوية الثقافية للعالم الاسلامي، دراسات الجامعة الاسلامية العلمية شيتاغونغ، المجلد الرابع،ديسمبر2007،ص12.
[17] -نقلا عن: العولمة التي تستوحي مبادئ المسيحية لتكون إيجابية في بناء وحدة متناغمة17/04/,2019https/ar-zenit.org
[18] – العمر ناصر بن سلمان، رسالة مسلم في حقبة العولمة،ص326.
[19] -مسيهر خليل نوري، مستقبل الهوية الإسلامية في ظل العولمة الثقافية، ديوان الوقف السني، العراق، 2009، ص138.
[20] – رفيق أبو بكر، مخاطر العولمة على الهوية الثقافية للعالم الإسلامي، ص7.
[21] – هوفمان مراد، الإسلام في الألفية الثالثة، مكتبة العكيبات للطباعة و النشر و التوزيع، ط1، 2003، ص19.
[22] -العمر ناصر بن سلمان، رسالة المسلم في حقبة العولمة.