تطبيقات الإعلام الجديد في مجال التعليم العالي- المدونات التعليمية الإلكترونية نمودجا- أ.سوسن سكي•أ.سبتي فايزة/جامعة سطيف 2. مقال نشر بالعدد 24 من مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية لشهر أكتوبر 2016، ص 161. للإطلاع على الأشكال وتحميل كل العدد يرجى الضغط على غلاف المجلة:
ملخص :
في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة و التحولات و التطورات في جميع ميادين الحياة، أصبحت الحاجة ملحة لمواكبة هذا التغير لاسيما في مجال التعليم الداعم لأي تطور في أي مجال،و من هذا التوجه العالمي كان لزاما أن تسعى الدول النامية عامة و دول الوطن العربي خاصة إلى تحقيق معايير الجودة في العملية التعليمية من خلال استثمار أدوات الإعلام الجديد من بينها المدونات.
ففكرة المدونات الالكترونية التعليمية يمكن الاعتماد عليها في خدمة نظام التعليم عن بعد و تنمية مهارة التعلم الذاتي عند الطالب حيث يعمل على تطوير القدرات الفكرية و الخيالية عند الطلاب، و تحسين مستوى الفهم و الاستيعاب لديهم، و تحفيز المشاركة والتفاعل بما ينمي مهاراتهم في حل المشكلات و القضايا بالصوت و الصورة مع تبني المناهج الدراسية في شكل إلكتروني يعتمد على تحريض إمكانات الإبداع و الاستفسار و التحليل.
الكلمات مفتاحية:الإعلام،الإعلام الجديد، التعليم، التعليم العالي،التعليم الإلكتروني، العملية التعليمية،المدونات الالكترونية،المدونات التعليمية.
مقدمة:
يشهد العالم المعاصر تطورا تقنيا ومعرفيا هاما غير الكثير في ملامح الحياة بعدما صارت المعمورة أشبه بقرية كونية صغيرة اختزلت فيها حواجز الزمان وقيود المكان بفضل الشبكة العالمية ، هذا التطور اللامتناهي الأبعاد،كان نتاج جهود مفكرين وعلماء ساهموا بشكل كبير في تطويع التقنيات الرقمية لخدمة الإنسان وتحقيق رفاهيته.
وقد اكتسحت الانترنيت بموجتها الثانية أو ما يعرف بموجة الإعلام الجديد كافة المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية و الدينية…ولم يبق المجال التعليمي بمنأى عنها،حيث تفطنت المؤسسات والمدارس والهياكل التربوية والتعليمية المختلفة إلى استثمار وسائط الإعلام الجديد المتنوعة بما فيها المدونات في تطوير التعليم وتوسيع آفاقه وتحسين مردوديته في مختلف الأطوار و-نخص بالذكر- التعليم العالي الجامعي باعتبار شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات ملاذ الكثير من الطلاب الجامعيين من جهة،يزداد إقبالهم عليها يوما بعد آخر وبالتالي تصلح لأن تكون وسيلة تعليمية ناجعة وفعالة لما توفره هذه الأخيرة من تفاعلية ومرونة وحداثة وكذلك استخدامها كأداة لحماية الهوية و النسيج الاجتماعي بمكوناته التربوية والثقافية والعقائدية والدينية من التيار الرقمي والمعرفي الدخيل عن مجتمعاتنا من ناحية أخرى وذلك من خلال تشجيع التعليم الإلكتروني عبر المدونات.
فإذا كان نمط التعليم التقليدي يعاني القصور كونه يقوم على الحفظ والتلقين وتكديس المعلومات دونما تحديث فإن التعليم الإلكتروني الحديث يحاول تكييف العملية التعليمية-باعتبارها الداعم لأي تطور بالمجتمع- مع مستجدات ومتغيرات العصر والانفجار المعرفي وبالتالي يسعى لتحقيق معايير الجودة في التعليم باعتماد أدوات الإعلام الجديد التي تعمل على تحريض الإبداع و الإطلاع و التحليل لدى الطلاب وصقل مواهبهم وقدراتهم و إمكانياتهم الفكرية والذهنية خصوصا في وجود إشراف أكاديمي من قبل هيئات تدريسية كتلك المشرفة على المدونات الإلكترونية التعليمية،حيث تعد هذه الأخيرة من أبرز الظواهر التي تشهدها المنظومة التعليمية الجامعية والتي تعد موضوع دراستنا.
استنادا إلى ما سبق ، تتمحور إشكالية البحث في معرفة طبيعة استخدام المدونات الإلكترونية في التعليم الجامعي بالجزائر ، ومن هذا المنطلق نطرح تساؤلا جوهريا مفاده:
ما هو واقع استخدام تطبيقات الإعلام الجديد في التعليم الجامعي من خلال المدونات الالكترونية؟
أهمية الدراسة:
تكتسب الدراسة أهميتها العلمية لكونها تعالج إحدى الموضوعات الجديدة التي تشكل محورا أساسيا في بحوث الإعلام المعاصرة من خلال تعرضها لأساسيات الإعلام الجديد عموما والمدونات الإلكترونية كإحدى بدائله على نحو خاص بما فيها المدونات الإلكترونية التعليمية ومعرفة مدى تطبيقها فعليا في ميدان التعليم للخروج بتوصيات ومقترحات في تفعيل نشاطها بمجال التعليم الجامعي.
هدف الدراسة :
تسعى هذه الدراسة إلى رصد المدونات الإلكترونية و استخدامها في التعليم العالي من خلال دراسة وصفية لبعض النماذج وهي مدونة الدكتورة“عيساني رحيمة “و“ باديس لونيس“و مدونة “ساعد هماش“.
المحور الأول:قراءة في حيثيات الإعلام الجديد:
أولا:الإعلام الجديد تعدد التسميات و إشكالية المفهوم:
أحدث الإعلام الجديد رغم حداثته نقلة نوعية في المشهد الإعلامي و مفهوم الإعلام،ظهرت ملامحه ولم تتبلور خصائصه ومفاهيمه بشكل قاطع بعد، تمثل بالتكنولوجيا الحديثة للمعلومات والاتصال كالمواقع الالكترونية والاجتماعية و البريد الإلكتروني والمنتديات و المدونات والبوابات و مواقع المحادثة والدردشة …و أخذ تسمية الإعلام الجديد لكونه يختلف في بعض خصائصه وميزاته عن مفهوم الإعلام التقليدي أو الأدوات التقليدية الشائعة للإعلام.
وقد أطلقت على الإعلام الجديد تسميات مختلفة من مثيل الإعلام الرقمي، الإعلام الاجتماعي،إعلام المواطن،الإعلام التفاعلي و التشاركي،الإعلام الإلكتروني،إعلام الوسائط المتعددة أو الملتيمديا…و التي رغم تعددها تتقاطع في نقطة رئيسة وهي ارتباطه بتطبيقات الكمبيوتر لتدل على أرضية جديدة لهذا النوع من الإعلام الذي ولد من تزاوج تكنولوجيا الإعلام بشبكات الكمبيوتر.
فهو إعلام رقمي لاعتماد بعض تطبيقاته على التكنولوجيا الرقمية كالتلفزيون الرقمي والإذاعة الرقمية وغيرهما،وهو تفاعلي لتوفر حالة من التبادل والتفاعل بين المستخدمين لوسائله الرقمية من خلال التراسل والتعليق وإبداء الرأي،وهو شبكي لاعتماده على الشبكة العنكبوتية العالمية ،وهو إعلام مواطن لأن المواطن قد أصبح مستخدما وعنصرا مشاركا في صناعة الحدث الإعلامي.ويطلق عليه أيضا إعلام معلومات للدلالة على نظام إعلامي جديد يستفيد من تكنولوجيا المعلومات ويندمج فيها،كما أنه إعلام الوسائط التشعبية لطبيعته المتشابكة وإمكانية خلقه لشبكة من المعلومات المترابطة بوصلات تشعبية .ويسمى أيضا إعلام الوسائط المتعددة كونه يجمع بين النص والصوت والصورة،ويطلق عليه لفظ إلكتروني لكونه يعتمد على الأجهزة الإلكترونية…
وتتعدد مداخل النظر في مفهوم الإعلام الجديد وتطور وسائله ضمن سياقات تاريخية وتكنولوجية مختلفة:
حيث ترى الباحثة”مرام عبد الرحمان مكاوي” أنه”إعلام يملك أدوات رائعة غير مسبوقة في تبادل المعلومات وتبادل الأفكار والرؤى والربط بين أصحاب القضية الواحدة،لكنه يظل في النهاية كما هو في الأصل وسيلة و آداة إعلامية غير قادرة على صنع الحدث كما يروج الكثيرون وإنما قدرته تكمن في نقل صورة شديدة الصفاء عن هذا الحدث”.[1]
الإعلام الجديد مصطلح يشير إلى الطرق الجديدة للاتصال في البيئة الرقمية بما يوفر للجماعات الأصغر من الناس إمكانية الالتقاء والتجمع عبر الانترنيت وتبادل المنافع والمعلومات وهي بيئة تسمح للأفراد والمجموعات بإسماع أصواتهم وأصوات مجتمعاتهم إلى العالم بأسره.[2]
ويعرف قاموس الانترنيت الوجيز الإعلام الجديد على أنه مصطلح يشير إلى أجهزة الإعلام الرقمية عموما أو صناعة الصحافة على الانترنيت وفي بعض الأحيان يتضمن التعريف إشارة لأجهزة الإعلام القديمة و هو تعبير غير انتقاصي يستخدم أيضا لوصف نظم إعلام تقليدية جديدة كالطباعة والتلفزيون والراديو والسينما .
و حسب قاموس الكمبيوتر فإن الإعلام الجديد يشير إلى جملة من تطبيقات الاتصال الرقمي وتطبيقات النشر الالكتروني على الأقراص بأنواعها المختلفة والتلفزيون الرقمي والانترنيت وكذلك الكمبيوترات الشخصية والنقالة بالإضافة إلى التطبيقات اللاسلكية للاتصالات والأجهزة المحمولة في هذا السياق.[3]
تشير التعريفات إلى حالة من التنوع في الأشكال والتكنولوجيا والخصائص التي حملتها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة للإعلام خاصة فيما يتعلق بإعلاء حالات الفردية أو الشخصنة و التخصيص الناتجتان عن ميزة التفاعلية التي ينفرد بها الإعلام الجديد عن نظيره التقليدي،كما تتفق معظمها في استخدام الإعلام لتقنيات المعلومات الحديثة والأجهزة الرقمية وارتباطه بالحاسوب.وفيما يخص علاقة الإعلام الجديد بالتقليدي يذهب الباحثون والمختصون فرقا بهذا الشأن: فهناك من يعتبر الإعلام الجديد مرحلة تاريخية و حتمية مرتبطة بتطور وسائل الإعلام التقليدية واستحداث تطبيقاتها وخصائصها ومثال ذلك التطور الذي مر به التلفزيون والسينما والصحافة،وهناك من يعتبر الإعلام الجديد مناقضا للتقليدي لأنه غير الكثير في ملامحه وأداءه حيث اتسعت تطبيقاته وتغيرت خصائصه لدرجة أنه من المحتمل أن يلغي الإعلان التقليدي تماما ومثال ذلك الصحافة الإلكترونية حيث أن الكثير من الصحف الأمريكية والأوربية تخلت تماما عن نسختها الورقية لتعرض خدماتها عبر موقع إلكتروني خاص.
ثانيا: العوامل الرئيسية لظهور الإعلام الجديد:
يعتبر الإعلام الجديد ظاهرة القرن الـ21 ساهمت في ظهورها وتطورها عدة عوامل متداخلة من بينها عوامل تقنية واقتصادية وسياسية يمكن تلخيصها فيما يلي:
– العامل التقني:المتمثل في التقدم الهائل في تكنولوجيا الكمبيوتر من حيث تجهيزاته وبرمجياته، وتكنولوجيا الاتصالات و المعلومات بصفة عامة خصوصا الأقمار الصناعية وشبكات الألياف الضوئية… فقد اندمجت هذه العناصر التكنولوجية في توليفات اتصالية عدة إلى أن أفرزت شبكة الإنترنت التي تشكل حاليا وسيطا يطوي بداخله جميع وسائط الاتصال الأخرى المطبوعة والمسموعة و المرئية و المسموعة المرئية ، وكذلك الجماهيرية والشخصية. وقد انعكس أثر هذه التطورات التكنولوجية على جميع قنوات الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفاز…،وانعكس كذلك وهو الأخطر على طبيعة العلاقات التي تربط بين منتج الرسالة الإعلامية وموزعها ومتلقيها فقد انكمش العالم مكانا وزمانا وسقطت الحواجز بين البعيد والقريب، وكادت تكنولوجيا الواقع الخيالي أن تسقط الحاجز بين ما هو واقعي وما هو وهمي وبين الحاضر والغائب وبين الاتصال مع كائنات الواقع الفعلي و تلك الرمزية التي تقطن فضاء المعلومات.
– العامل الاقتصادي:المتمثل في عولمة الاقتصاد وما يتطلبه من إسراع لحركة السلع ورؤوس الأموال و هو ما يتطلب بدوره الإسراع في تدفق المعلومات.وليس هذا لمجرد كون المعلومات قاسما مشتركا يدعم جميع النشاطات الاقتصادية دون استثناء،بل لكونها سلعة اقتصادية في حد ذاتها تتعاظم أهميتها يوم بعد يوم في ظل ما يسمى بالاقتصاد اللامادي فعولمة نظم الإعلام والاتصال هي وسيلة القوى الاقتصادية لعولمة الأسواق وتنمية النزاعات الاستهلاكية من جانب وتوزيع سلع صناعة الثقافة من موسيقى وألعاب وبرامج تلفزيونية …من جانب آخر.
– العامل السياسي:ممثلا بالاستخدام المتزايد لوسائل الإعلام من قبل القوى السياسية بهدف إحكام قبضتها على سير الأمور والمحافظة على استقرار موازين القوى في عالم شديد الاضطراب زاخر بالصراعات والتناقضات واستخدامها كوسيلة للهيمنة وبسط النفوذ.
وقد تداخلت هذه العوامل التقنية والاقتصادية والسياسية بصورة غير مسبوقة،جاعلة من الإعلام الجديد قضية شائكة جدا،وساحة ساخنة للصراعات العالمية والإقليمية والمحلية.[4]
وكذا محور للأبحاث المعاصرة التي تحاول رصد هذه الظاهرة والتنظير لها للتكيف مع متغيراتها في عالم يتسم بالسرعة الفائقة والانفجار التقني و المعلوماتي.
ثالثا: سمات الإعلام الجديد:
رغم أن الإعلام الجديد يتشابه مع الإعلام القديم في بعض جوانبه و ملامحه،إلا أنه يتميز عنه بالعديد من السمات التي تجعل منه إعلاما مغايرا ،يمكن تلخيصها فيما يلي:
- التحول من النظام التماثلي إلى النظام الرقمي:
حيث أن انتقال المعلومات في النظام الرقمي يتم على شكل أرقام منفصلة هي صفر وواحد وعند وصول المعلومة إلى المستقبل يقوم بدوره بترجمتها إلى صوت أو صورة أو غير ذلك. يقوم النظام التماثلي من ناحية أخرى بنقل المعلومة على شكل موجة متسلسلة و لكون الإشارات الرقمية إما صفرا أو واحدا دون أي قيم بينهما فإن النظام الرقمي يكون أشد نقاء وخاليا من التشويش،وفي واقع الأمر فإن الصوت أو الصورة الناتجة عن هذا النظام إما أن تكون نقية تماما، أو أنها لا توجد أصلا بعكس النظام التماثلي الذي يمكن أن يحتوي على قيم جزئية تتراوح بين صفر وواحد ومن ثم فإن إمكانية التشويش تكون أكبر، ميزة أخرى للنظام الرقمي هو تطابقه وإمكانية دمجه مع أنواع أخرى من التكنولوجيا مثل الحاسوب وهو ما يصعب القيام به في النظام التماثلي.تكمن أهمية ذلك في أن معظم وسائل الإعلام أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الحاسوب ومن المتوقع أن تصبح أجهزة البث والهاتف وشبكات المعلومات جميعها رقمية في المستقبل،إن النظام بمرونته لا يفرق بين تلك المعلومات بل يتعامل معها جميعها في مجرى واحد مما يجعل تخزين الرسائل وتحريرها ونقلها واستقبالها يتم بسرعة.
إلا أن التحول من النظام التماثلي إلى النظام الرقمي يتطلب إجراء عملية تغيير وإحلال لمعظم الأجهزة الحالية من هواتف وكاميرات وغيرها من أنظمة الاتصال التي مازالت تعمل وفق التكنولوجيا التماثلية، وهذه العملية تتطلب كثيراً من النفقات والجهد والوقت سواء من قبل شركات الاتصالات نفسها التي تحتاج إلى تغيير الأجهزة المستخدمة لديها،أو من قبل المستهلك نفسه الذي يحتاج إلى أجهزة تلفاز أو راديو قادرة على استيعاب التكنولوجيا الجديدة،غير أنه في هذه الحالة سيستمتع بصوت وصورة أكثر نقاء فضلا عن إمكانية مشاهدته لمئات القنوات التي يمكن أن تحتوي على ميزة التفاعل.
إن الاتجاه الحالي هو أن تتحول وسائل الإعلام جميعها تدريجيا إلى النظام الرقمي وما يساعد على ذلك هو الانخفاض الكبير في أسعار الحواسيب الذي نتج عنه انخفاض تدريجي في أسعار الإلكترونيات الرقمية إلى المستوى المقبول للمستهلك.
– التفاعلية :
وتطلق هذه السمة على الدرجة التي يكون فيها للمشاركين في عملية الاتصال تأثير في أدوار الآخرين وباستطاعتهم تبادلها، ويطلق على ممارستهم الممارسة المتبادلة أو التفاعلية وهي تفاعلية بمعنيين،إذ أن هناك سلسلة من الأفعال الاتصالية التي يستطيع الفرد “أ” أن يأخذ فيها موقع الشخص “ب” ويقوم بأفعاله الاتصالية، فالمرسل يستقبل ويرسل في الوقت نفسه وكذلك المستقبل. ويطلق على القائمين بالاتصال لفظ مشاركين بدلا من مصدر و متلقي وبذلك دخلت مصطلحات جديدة في عملية الاتصال مثل الممارسة الثنائية والتبادل،التحكم و المشاركين.ومثال على ذلك التفاعلية في بعض أنظمة النصوص التلفزيونية.
– تفتيت الاتصال:
وتعني أن الرسالة الاتصالية من الممكن أن تتوجه إلى فرد واحد أو إلى جماعة معينة وليس إلى جماهير ضخمة كما كان في الماضي.وكذلك درجة تحكم في نظام الاتصال بحيث تصل الرسالة مباشرة من منتج الرسالة إلى مستهلكها.
– اللاتزامنية:
و هي إمكانية إرسال الرسائل واستقبالها في وقت مناسب للفرد المستخدم، و لا تتطلب من المشاركين كلهم أن يستخدموا النظام في الوقت نفسه،فمثلا في نظم البريد الإلكتروني ترسل الرسالة مباشرة من منتج الرسالة إلى مستقبلها في أي وقت دون حاجة لوجوده في الوقت نفسه من أجل تلقي الرسالة وقراءة محتواها.
– قابلية التحرك أو الحركية:
تتجه وسائل الاتصال الجديدة إلى صغر الحجم مع إمكانية الاستفادة منها في الاتصال من أي مكان إلى آخر في أثناء تحرك مستخدمها،ومثال هذا أجهزة التلفاز ذات الشاشة الصغيرة التي يمكن استخدامها في السيارة مثلا أو الطائرة،الحواسيب الشخصية وحاسوب الجيب،الـ ” IPAD”وغيرها من أجهزة الاتصال المتطورة.
– قابلية التحويل:
وهي قدرة وسائل الاتصال على نقل المعلومات من وسيط إلى آخر،كالتقنيات التي يمكنها تحويل الرسالة المسموعة إلى رسالة مطبوعة و بالعكس .
– قابلية التوصيل :
وتعني إمكانية توصيل الأجهزة الاتصالية بأنواع كثيرة من أجهزة أخرى وبغض النظر عن الشركة الصانعة لها أو البلد الذي تم فيه الصنع.ومثال على ذلك توصيل جهاز التلفاز بجهاز الفيديو.DVD
– الشيوع أو الانتشار:
ونعني به الانتشار المنهجي لنظام وسائل الاتصال حول العالم و في داخل كل طبقة من طبقات المجتمع، وكل وسيلة تظهر تبدو في البداية على أنها ترف ثم تتحول إلى ضرورة، نلمح ذلك في جهاز الفيديو وبعده التلفاز عالي الوضوح والتلفاز الرقمي والتلفاز ذو الشاشة البلازمية والسينما المنزلية. وكلما زاد عدد الأجهزة المستخدمة زادت قيمة النظام للأطراف المعنية كلها[5].
المحور الثاني:المدونات الإلكترونية وعملية التعليم :
تسربت المدونات كغيرها من أدوات الإعلام الجديد إلى كثير من المجالات الحياتية و الفضاءات الإعلامية وعمدت بعض المؤسسات التعليمية والهياكل البيداغوجية خصوصا مؤسسات التعليم العالي أو القائمين عليها إلى إدراجها ضمن الأدوات التعليمية المعاصرة التي تستخدم في تعزيز كفاءة التعليم في إطار ما يعرف بالتعليم الإلكتروني:
أولا:المدونات الإلكترونية:
المدونة بالانجليزية هي تعريب لكلمة blog وهي نحت من كلمتي web و log بمعنى سجل الشبكة،كما تستخدم الكلمة المستعارة في اللغة العربية ، وتشير كلمة تدوينة إلى المداخلات المتواجدة بالمدونة.
والمدونات هي تطبيق من تطبيقات شبكة الانترنيت تعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى ، وهي في أبسط صورها عبارة عن صفحة ويب على شبكة الانترنيت تظهر عليها تدوينات مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا،ينشر منها عدد محدد يتحكم فيه مدير أو ناشر المدونة، كما يتضمن النظام آلية لأرشفة المداخلات القديمة،ويكون لكل تدوينة منها عنوان دائم ومسار دائم لا يتغير منذ لحظة نشرها ، مما يمكن القارئ من الرجوع إليها في وقت لاحق عندما لا تكون متاحة في الصفحة للمدونة، كما يضمن ثبات الروابط ويحول دون تحللها.
تمكن المدونات المستخدم من نشر ما يريد على الانترنيت مع إمكانية حفظ ما ينشر بطريقة منظمة يمكن الرجوع إليها من خلال واجهة بسيطة تماثل واجهات مواقع البريد الإلكتروني و يمكن اعتبار المدونات إلى جانب البريد الإلكتروني أهم خدمتين ظهرتا على شبكة الانترنيت.كما تسمح للقارئ بالتعليق وإبداء رأيه سواء باسمه أو باسم مستعار وبذلك تتم العملية التفاعلية والتكاملية،بين الكاتب و القاريء،ما يجعل المادة طيعة قابلة للتفاعل البناء المتطور.
ومن أنواع المدونات:مدونات الفيديو،مدونات الصور،مدونات المعلومات المتجددة كل يوم،المدونات الشخصية،مدونات النصوص، كما تصنف حسب الموضوعات إلى أدبية،اقتصادية،سياسية،دينية، ثقافية، تعليمية…
ومن أهم مزايا المدونات أنها تعطي انطباعا إيجابيا عن المستخدم،حيث أصبحت أشبه ما تكون بصفحة الرأي،فمن مزاياها كسر حاجز الخوف والتردد لدى المستخدمين وفتح المجال أمام التعبير عن الرأي بحرية وطلاقة خصوصا مع إمكانية التخفي من خلال الأسماء المستعارة والمتنكرة ونشر لا مركزية العمل السياسي وتحقيق مفهوم العالمية والتواصل والتفاعل فضلا عن إلغاء حواجز الزمان والمكان.[6]
يتسم التدوين بمجموعة من الخصائص التي تحكم سيرورة إنتاجه وتجعله مختلفا عن أشكال النشر الإلكتروني الأخرى من بينها البساطة، فالتدوينات مرتبطة بطريقة كرونولوجية معكوسة من الأحدث زمنيا ثم الذي يليه وهكذا،ولا تتبنى المدونات المعايير المتبعة في الفضاء الإعلامي فيما يتعلق بتصنيف الإدراجات حيث يتم عرضها كما كتبها صاحبها وتميل النصوص التي تتضمنها المدونات إلى الاختصار والمباشرة وتوظيف سجل لغوي عادي وعامي في أحيان كثيرة .ويقوم على المدونة عادة شخص واحد يتخذها كفضاء للتعبير عن انشغالاته واهتماماته ومجال تخصصه والتي تتنوع لتشمل حميميات شخصية أو مسائل حياتية مختلف أو موضوعات اجتماعية وثقافية وسياسية وأدبية وغيرها…ولهذا فإن الأسلوب الذاتي والميل إلى التعبير عن الرأي هو ما يغلب على المدونات.
كما أن الروابط التشعبية هي أهم ما يميز المدونات ، فغالبا ما يحيل القائمون عليها التدوينة إلى مواقع أو وثائق إلكترونية أخرى استعانوا بها في تحرير إدراجاتهم .وتستثمر معظم المدونات تطبيقات تكنولوجية متشابهة في إدارة وتحرير وأرشفة الإدراجات والوثائق إلى أنها تستخدم واجهات بسيطة من حيث تصميمها و بناءها التقني.[7]
ثانيا:المدونات التعليمية :
أدى التطور الحاصل في مجال التعليم إلى ظهور الكثير من المستحدثات التكنولوجية التي أصبح توظيفها مطلبا ضروريا لتحقيق كفاءة وجودة العملية التعليمية من بينها التعليم الالكتروني الذي ظهر في منتصف التسعينات من القرن الماضي نتيجة الانتشار الواسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوظيفها في مجالات كثيرة من بينها التعليم،حيث تمكنت المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية من إطلاق برامجها التعليمية والتدريبية عبر الانترنيت،فقد أدى التقدم التكنولوجي إلى ظهور أساليب جديدة للتعليم غير المباشر تعتمد على توظيف تلك المستحدثات التكنولوجية لتحقيق التعلم المطلوب ، منها استخدام الكمبيوتر ومستحدثاته والأقمار الصناعية والقنوات الفضائية والانترنيت بتطبيقاته المختلفة بغرض إتاحة التعلم على مدار الـ 24 ساعة بواسطة أساليب وطرق متنوعة تدعمها تكنولوجيا الوسائل المتعددة بمكوناتها المختلفة لتقدم المحتوى التعليمي من خلال تركيبة من لغة مكتوبة ومنطوقة وعناصر مرئية ثابتة ومتحركة وتأثيرات وخلفيات متنوعة سمعية وبصرية يتم عرضها للمتعلم من خلال الكمبيوتر مما يجعل التعلم شيقا وممتعا يتحقق بأعلى كفاءة وأقل مجهود ووقت ويحفز الرغبة بالتعلم لدى المتعلم.[8]
ومن بين التكنولوجيات المتبعة حديثا نجد المدونات التعليمية وهي نوع من المدونات التي يديرها المعلم بالنسبة للمتعلمين ويساعد هذا النوع في إعطاء الفرصة للمتعلمين لتنمية مهارة القراءة والفهم و تعزيز المواد الدراسية لديهم بوضع لينكات وروابط مرتبطة بها و يعمل هذا النوع بمثابة مورد لروابط التعليم الذاتي للمتعلمين عن طريق إعطاء روابط اختبارات لهم وروابط للملفات الصوتية والمرئية المرتبطة بموضوع الدراسة ويتم تفاعل المتعلمين مع المواقع والروابط ، كما توفر معلومات عن المنهج وتذكر الطلاب بالواجبات والتكليفات وموضوعات النقاش المقبلة وتناول النقاط الصعبة التي تواجه الطلاب .[9]
فالمدونات التعليمية عبارة عن صحيفة مصغرة يحررها مدون واحد أو أكثر على شبكة الويب وتتألف من منشورات تعليمية منوعة أو باختصاص محدد يحتوي على مقالات وأبحاث ومنشورات ودراسات …تكون مرتبة من الأحدث إلى الأقدم. [10]
ومن أنواع المدونات التعليمية حسب الباحث “كامبل ” نجد :
– مدونات المعلم وهي نوع من المدونات يديرها المعلم بالنسبة للمتعلمين ويشرف عليها ، ويساعد هذا النوع في إعطاء الفرصة للمتعلمين لتنمية مهاراتهم في التعلم وتطوير آدائهم .
– المدونات الخاصة بالمتعلم حيث يديرها المتعلمون أنفسهم أو تنشأ من قبل مجموعات تعاونية من المتعلمين وهنا يستطيع الطلاب التعبير عن أفكارهم وتنمية روح القراءة والتعاون والإطلاع بينهم ويستخدم فيها المتعلم محركات بحثية للحصول علي المواقع المناسبة لموضوعه ويمكن أن ينشأها الطالب لكتابة يومياته،هذا النوع من المدونات ينمي الإحساس لدى الطلاب بالملكية والحصول علي الخبرة والتعامل مع النصوص التشعبية والقراءة والقدرة علي الكتابة. – مدونات الفصل يكون نتاج جهد تعاوني للفئة الكاملة يمكن استخدامها في شكل لوحة إعلانات للمتعلمين لنشر الرسائل والصور والوصلات ذات الصلة بموضوع المناقشة ومواضيع الفصول الافتراضية والمواد الدراسية المقررة للفصل. – أهمية استخدام المدونات التعليمية :
– تنمح الطلاب دافعية عالية على المشاركة، خاصة أولئك الذين يشعرون بالخجل من المشاركة في الغرفة الصفية. -تعطي للطلبة فرصة كبيرة للتدرب على مهارات القراءة والكتابة .
-وسيلة ممتازة وفعالة للتعاون والمشاركة بين مجموعة من الطلاب حول قضية ما أو نشاط تعلمي. -تسهل عملية الإرشاد والتوجيه بين المعلم والطالب.
– تعزز علاقة الطالب بالمعلم من خلال فضاء التعليق وإبداء الرأي.
-تساهم في تحفيز الطالب نحو التعلم من خلال تدعيم المادة بالروابط النصية والفيديوهات والصور …بما يشكل لديه صورة متكاملة عن الموضوع تعزز فهمه له وتعوضه ما فاتته من تفاصيل خلال الحصة.
|
- من المهم أن تكون عناوين الكتابات في المدونة جيدة وجذابة في وصف المحتوى خاصة وأن الكثير من الزوار يأتي إلى المدونات عبر محركات البحث وبرامج RSS التي تعرض الكثير من العناوين ليختار منها القارئ، ولن يعرف القارئ ما إذا المحتوى مفيدا له ما لم تكن طبيعة المحتوى واضحة من العنوان.
قائمة المراجع:
أولا: الكتب :
- أبو عيشة فيصل: الإعلام الإلكتروني ،دار أسامة ،عمان، الأردن،2009.
- عيسى العسافين عيسى: المعلومات وصناعة النشر،دار الفكر، دمشق، 2001.
ثانيا: المجلات والأبحاث العلمية :
- أحمد ريهام مصطفي : توظيف التعليم الإلكتروني لتحقيق الجودة في العملية التعليمية، المجلة العربية لضمان جودة التعليم العالي ، العدد 9، 2012.
- الصادق رابح: المدونات والوسائط الإعلامية بحث في حدود الوصل والفصل ، ورقة علمية مقدمة إلى المؤتمر الدولي الإعلام الجديد تكنولوجيا جديدة لعام جديد ، جامعة البحرين ، 7-9 أفريل
- منور عصام: المدونات الإلكترونية : مصدر جديد للمعلومات،مجلة دراسات المعلومات ، العدد 5، ماي
ثالثا: المواقع الإلكترونية :
- الفطافطة محمود : علاقة الإعلام الجديد بحرية الرأي والتعبير في فلسطين،الفايسبوك نموذجا،2011، شوهد بتاريخ 16/08/2015، http://www.madacenter.org/media.php
- صادق عباس مصطفى: الإعلام الجديد دراسة في مداخله النظرية وخصائصه العامة ، شوهد بتاريخ 16/08/2015 http://site.iugaza.edu.ps
- مكاوي مرام عبد الرحمن:تضليل الإعلام الجديد، شوهد بتاريخ 16/08/2015
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=5795
- ahlamontada.com/t130-topi ،شوهد بتاريخ 20/08/2015 22:41.
[1] – مكاوي،مرام عبد الرحمن:تضليل الإعلام الجديد، شوهد بتاريخ 16/08/2015
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=5795
[2] – الفطافطة محمود:علاقة الإعلام الجديد بحرية الرأي والتعبير في فلسطين ، الفايسبوك نموذجا،2011، شوهد بتاريخ 16/08/2015
http://www.madacenter.org/media.php
[3] – عباس مصطفى صادق: الإعلام الجديد دراسة في مداخله النظرية وخصائصه العامة ، شوهد بتاريخ 16/08/2015
[4] – عيسى العسافين عيسى: المعلومات وصناعة النشر،دار الفكر، دمشق، 2001، ص188-193.
[5] – محمود علم الدين : تكنولوجيا الاتصال في الوطن العربي ، مجلة عالم الفكر ، مجلد 23، الكويت، 1994، ص115-118 .
[6] – فيصل أبو عيشة: الإعلام الإلكتروني ، دار أسامة ،عمان، الأردن ، 2009، ص من 151إلى 161.
[7] -الصادق رابح: المدونات والوسائط الإعلامية بحث في حدود الوصل والفصل،ورقة علمية مقدمة إلى المؤتمر الدولي الإعلام الجديد تكنولوجيا جديدة لعام جديد،جامعة البحرين ،7-9 أفريل 2009، ص 540-541 .
[8] – ريهام مصطفي أحمد:توظيف التعليم الإلكتروني لتحقيق الجودة في العملية التعليمية، المجلة العربية لضمان جودة التعليم العالي ، العدد 9، 2012، ص4-5.
[9] – technology2010.ahlamontada.com/t130-topi ،شوهد بتاريخ 20/08/2015 ، 22:41
[10] – عصام منور: المدونات الإلكترونية : مصدر جديد للمعلومات، مجلة دراسات المعلومات ، العدد 5، ماي، 2009، ص101.